يمانيون../
هزت المشاهد الاستثنائية لعمليات تسليم الأسرى الصهاينة التي بثتها المقاومة الفلسطينية، كيان العدو الصهيوني وأربكت قادته وفضحت هزيمته.. مؤكدة أن المقاومة تفرض شروطها على كيان العدو، وتتحكم في مسار المفاوضات بشروطها الصارمة.

فعلى وقع هتافات الغزيين، خرج مقاتلو القسام من تحت الأنقاض، ليؤكدوا للعالم أن العدوان لم يكسر شوكتهم، وأنهم لا يزالون قادرين على المناورة والمباغتة رغم الحصار والقصف المستمر.

ويبدو أنه كان لافتًا ظهور عناصر من سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في مشهد يعكس وحدة الفصائل المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.

جيش العدو الصهيوني كان يراقب المشاهد في صمت وذهول، فقد تحولت عملية تبادل الأسرى إلى هزيمة نفسية مدُوية، خاصة أن التسليم تم أمام أنقاض منزل القائد الشهيد يحيى السنوار، وكأن المقاومة ترسل رسالة واضحة مفادها: “دمار المنازل لن يقتل العزيمة”.

ووصف المحللون الصهاينة هذه المشاهد بأنها ضربة قاسية لنتنياهو، الذي هدد مرارًا بإيقاف تنفيذ الاتفاق في حال لم يتم تسليم بعض الجنود، لكن المقاومة قلبت الطاولة عليه مجددًا، وأدارت العملية ببراعة عسكرية وسياسية أربكت حساباته.

ولعل الرسالة الأهم جاءت من شوارع غزة، حيث احتشد المواطنون في الساحات مُرددين هتافات التأييد للمقاومة، في تأكيد جديد على احتضان الشعب الفلسطيني لمقاتليه، وأن خيار المقاومة لا يزال متجذرًا في النفوس.

كذلك كان الأطفال الفلسطينيون يراقبون المشهد بانبهار، مما يعزز الفكرة القائلة بأن جيلًا جديدًا من المقاتلين ينشأ وسط هذه المشاهد البطولية.

ولم تكن مشاهد تسليم الأسرى مجرد حدث سياسي، بل كانت درسًا عسكريًا ونفسيًا، أكدت فيه المقاومة أنها ما زالت تمسك بزمام المبادرة، وأن العدو الصهيوني رغم تفوقه العسكري، عاجز عن فرض إرادته في ساحة المعركة.. في النهاية، الثأر مستمر، والمقاومة باقية، والتحرير قادم، كما تهتف به شوارع غزة كل يوم.

وقال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” طاهر النونو في مقابلة تلفزيونية، السبت: إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بدأ يتحدث عن أن أحد أهداف الحرب على قطاع غزة هو إطلاق سراح الأسرى.

وأضاف النونو: إن إطلاق الأسرى الصهاينة لم يكن هو الهدف الذي كان يتحدث عنه نتنياهو من قبل، إذ كان يقول إن هدف الحرب هو القضاء على المقاومة، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه.

وتابع النونو: إن “ما نشاهده اليوم من مشاهد تسليم الأسرى الصهاينة في قطاع غزة يؤكد أن المقاومة متبقية ومتجذرة، باعتبارها جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة ملتفة حولها”.

وأكد النونو أن الرسالة التي تقدمها المشاهد من غزة، بعد التدمير الكبير الذي تعرضت له، وبعد هذا العدد الكبير من الشهداء، “هي ببساطة أن المقاومة حية وباقية ومستمرة، وعلى ذات الخطى التي استشهد في سبيلها القادة”.

وشدد على أن صياغة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة “هي صياغة فلسطينية خالصة”، ولا يمكن لأحد أن يفرض على الشعب الفلسطيني تفاصيل اليوم التالي للحرب.. مشيراً إلى أن بعض قادة العدو يتوهمون قدرتهم على استئناف الحرب في قطاع غزة، ورسالة الجماهير لهم هي “إن عدتم عدنا، وستكون الخسائر في صفوف الاحتلال”.

وقال النونو: “لن يكون دخول قطاع غزة نزهة.. الاحتلال بقي يدفع في بيت حانون خسائر من القتلى رغم أنها منطقة صغيرة جغرافيا ومحاطة بالاحتلال”.. مؤكداً أن “رسالة المقاومة: نحن جاهزون ولم تضعف إرادة القتال لدينا بعد 15 شهرا”.

ولفت إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية يجب أن تبدأ في اليوم الـ16 لتطبيق الاتفاق، أي يوم الاثنين المقبل.. مشيرا إلى أن هناك استعدادات لهذه المفاوضات.

وقال النونو: إننا “معنيون باستمرار وتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار” في قطاع غزة.. مضيفاً: إنه بغض النظر عن رغبة نتنياهو، فإنه “على المجتمع الدولي أن يلزمه بمواصلة ما تم الاتفاق عليه، بما في ذلك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل شامل والانسحاب الكامل من قطاع غزة”.

وخلاصة القول: إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وجّهت ضربةً إلى ما كان يمكن لرئيس حكومة الكيان الصهيوني إظهاره على أنّه إنجازات، وأذلّت مشاهد عمليات تسليم الأسرى الكيان الصّهيوني بقوافل من المسلحين وعبارات باللغة العبرية، وصولًا إلى الزيّ العسكري للرهائن.

وأثار أسلوب المقاومة الفلسطينية الإعلامي، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، عاصفةً من التساؤلات حول مدى صحة ادعاء العدو تحقيق أهدافه في غزة، بعد 15 شهرًا من العدوان المتواصل جوًّا وبحرًا وبرًّا، وذلك من خلال طريقة تسليم الأسرى وتنفيذها.

وأذهلت المشاهد العدو الصّهيوني، ولم تتوقف تحليلات الإعلام الصهيوني لهذه المشاهد التي اعتبرها مُذلّة لكيانه.. فالصور التي نقلتها وسائل إعلام العدو أثارت غضبًا واسعًا بين المحللين، حيث أظهرت حماس وهي تُصرّ على إبراز قوّتها الرمزية أمام عدسات الكاميرات.

ويؤكد الخبراء أنّ عملية تبادل الأسرى تحوّلت إلى محطة من محطات الانتصار.. وأنّ العدو كان يتخوّف من أن تحاول حماس توظيف هذا المشهد، لكنه لم يكن يتخيّل أو يتصوّر أن يكون النجاح بهذا المستوى.. معتبرين أنّ هناك مجموعةً من العوامل ساهمت في فرض هذا المشهد، وأنّ العدو كان أمام عدة خيارات، ولم يعد بإمكانه مواصلة الحرب بالشكل الذي كانت عليه.

ويقول الخبراء إن حركة حماس استطاعت أن تسجّل انتصارًا وطنيًا من خلال خارطة انتماءات المحرَّرين، الذين ينتمون إلى عدة فصائل مقاومة في الساحة الفلسطينية.. كما شكّل هذا التبادل نوعًا من الاستفتاء الشعبي حول خيار المقاومة وخيار حماس، بعد مضي 15 شهرًا من الحرب والتدمير والمجازر، التي أمِل فيها العدو والمتربّصون بالمقاومة أن تؤدي إلى الحد من شعبيتها.

ووصف الخبراء مشهدية تسليم الرهائن الصهاينة، بأنها “مشاهد النصر”، التي تعكس إرادة الشعوب عندما تصمّم وتتمسك بالمبادئ العليا والسامية.

الجدير ذكره أن المقاومة الفلسطينية حافظت على تنظيمها العسكري والإداري، وكذلك الحكومة في غزة، وضربت مشروع الكيان الصهيوني لإنهاء حكم حماس في غزة، كما أفشلت مشاريع التشريد والتهجير، وبات “اليوم التالي” فلسطينيًا خالصًا، كما أعلنت المقاومة منذ البداية.

السياسية – مرزاح العسل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة العدو الصهیونی تسلیم الأسرى أن المقاومة فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإعلامي الحكومي بغزة:استشهاد 15بينهم 19 أطفال و3 نساء في جريمة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني

الثورة نت /..

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن العدو الصهيوني أرتكب صباح اليوم الخميس مجزرة وحشية مُروّعة استهدفت نقطة طبية راح ضحيتها 15 شهيداً بينهم عشرة أطفال وثلاث نساء.

وأضاف في بيان :في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 21 شهراً، ارتكبت قوات العدو “الإسرائيلي” مجزرة وحشية مُروّعة استهدفت نقطة طبية وسط قطاع غزة، كانت تقدم مكملات غذائية وعلاجية لمجموعة من الأطفال المرضى والنساء في ظل سياسة التجويع التي ينفذها العدو بحق المدنيين وبينهم 1.1 مليون طفل في قطاع غزة.

وأوضح أن هذة المجزرة أسفرت عن ارتقاء 15 شهيداً، بينهم عشرة أطفال وثلاث نساء، إضافة إلى العديد من الإصابات، في مشهد يفضح تعمد العدو قتل الأطفال والنساء والمدنيين واستهداف التجمعات السكانية والأسواق الشعبية بلا تمييز.

وأكد إن هذا الاستهداف المباشر لنقطة طبية إنسانية يعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والإنسانية، ويؤكد مضي العدو في جرائمه ضد المدنيين العزل بلا رادع.

وأدان بأشد العبارات ارتكاب العدو “الإسرائيلي” لهذه الجريمة الوحشية، محملة كامل المسؤولية عنها وعن استمرار المجاز الفظيعة.

وطالب المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخزي، وإدانة هذه الجرائم، وتقديم قادة العدو المجرمين إلى المحاكمات الدولية.
كما طالب بوقف الحرب ورفع الحصار وإدخال المساعدات والوقود، فغزة تموت يومياً أمام العالم ويرتكب بحق أبنائها المذابح اليومية بدون حسيب ولا رقيب.

مقالات مشابهة

  • شهيدان وجريح بقصف العدو الصهيوني منزلاً في مدينة غزة
  • إصابة 4 جنود صهاينة باشتباكات مع المقاومة في قطاع غزة
  • استشهاد 16 مواطناً فلسطينياً في قصف العدو الصهيوني مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • “الأحرار الفلسطينية” تدين القمع الصهيوني المستمر بحق الأسيرات
  • 8 شهداء بقصف العدو الصهيوني مناطق في غزة
  • العدو الصهيوني يقرُّ بمصرع ضابط وإصابة جنديين بنيران المقاومة في غزة
  • مسيرات حاشدة بالبيضاء نصرة لغزة واستعدادا لمواجهة العدو الصهيوني
  • كتائب القسام تبث مشاهد لعملية استهداف جندي صهيوني شرق خان يونس
  • “القسام” تدك تجمعًا لجنود وآليات العدو الصهيوني شمال خان يونس
  • الإعلامي الحكومي بغزة:استشهاد 15بينهم 19 أطفال و3 نساء في جريمة جديدة يرتكبها العدو الصهيوني