يلجأ يمنيون إلى الركوب على أسطح وجوانب السيارات، بعد امتلاء مقاعدها بالركاب، ما يزيد من حمل السيارة وتعرضها للخطر. أحد الأسباب هو طمع سائقي سيارات الأجرة الراغبين في جني المزيد من المال من خلال مضاعفة عدد الركاب، بحجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

 

ويُلاحظ الأمر في عموم محافظات اليمن، خصوصاً في الأرياف، في ظل عدم اتخاذ شرطة المرور أية إجراءات لمنعها، خصوصاً أنها تعرض حياة الركاب لخطر الموت في حال وقوع حوادث مرورية.

 

في الطريق الواصل بين مديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر وبين مدينة تعز جنوب غرب اليمن، كان أحد سائقي السيارات اليابانية التي تسمى بـ"الصالون"، يحمل 13 راكباً في السيارة، بالإضافة إلى ثمانية ركاب على جوانب السيارة، وثمانيةٍ آخرين على سطح السيارة العلوي، ليصل المجموع إلى 29 راكباً بالإضافة إلى السائق، علماً أن العدد الذي تسعه السيارة لا يتجاوز الثمانية ركاب.

 

في إحدى منحنيات الطريق الجبلي الوعر، انقلبت السيارة ما أدى إلى وفاة أحد الركاب الذي يبيع القات، في وقت أصيب الآخرون بجروح متفاوتة. ما دفع مواطنين إلى إطلاق حملة للضغط على مكتب النقل في المديرية لمنع تحميل الركاب على جوانب وأسطح السيارات. لكن مكتب النقل لم يتجاوب مع هذه الحملة.

 

يقول السائق مالك الصبري، لـ"العربي الجديد"، إن كلفة نقل الراكب من المدينة إلى الريف (مسافة عشرة كيلومترات) تبلغ ثلاثة آلاف ريال (الدولار يساوي نحو 2150 ريالاً يمنياً). وبسبب وعورة الطريق، تستهلك السيارة نحو 20 لتراً من الوقود عدا عن المصاريف الأخرى لصيانة السيارة، "ما يعني أننا لن نكسب في حال التزامنا بعدد الركاب، بل قد نخسر. لذلك، نضطر إلى مضاعفة عدد الركاب من خلال تحميلهم على جوانب السيارة وسطحها، علماً أن هؤلاء الركاب يدفعون مبلغاً أقل مما يدفعه الركاب داخل السيارة". يضيف أن "معظم من يركبون على جوانب وسطح السيارة هم من فئات الطلاب أو العمال الذين يضطرون إلى ذلك كونهم لا يملكون المال الكافي، ما يعني أننا نضطر إلى تحميل ركاب على جوانب وسطح السيارة بهدف خدمتهم. وفي ما يتعلق بالحوادث المرورية، فهذا كله قدر الله، والله هو الحافظ".

 

أما أسامة عبد المجيد، وهو طالب جامعي، فيقول لـ"العربي الجديد": "أضطر إلى الركوب على جوانب السيارة خلال رحلتي من القرية إلى المدينة للذهاب إلى الجامعة، إذ أدفع 500 ريال فقط إلى السائق. أما في حال ركبت داخل السيارة، فسأدفع ثلاثة آلاف ريال، ولا قدرة لي على دفع هذا المبلغ يومياً. لذلك، يضطر الطلاب والعمال للركوب على جوانب وأسطح السيارات رغم خطورة الأمر". ومن بين الأسباب التي تضاعف المخاطر على الركاب، وعورة الطرقات وتهالكها وضيق مساحتها، في ظل عجز الجهات الحكومية عن صيانتها وتوسيعها، في بلد يعاني بسبب ضعف البنية التحتية التي تضررت كثيراً جراء الحرب.

 

وتعدّ هذه الظاهرة انعكاساً لتهوّر السائقين، وعدم مراعاتهم أدنى شروط السلامة المرورية، واستخدام مركبات قديمة ومتهالكة لا تخضع للصيانة الدورية، وعدم التزامهم بقوانين المرور. وتعاني شرطة المرور بسبب قلة الإمكانيات، ما يجعل عملها محصوراً داخل المدن الرئيسية فقط، بالإضافة إلى غياب الرقابة من مكاتب النقل في المحافظات كونها المسؤولة عن محطات نقل الركاب، ما يزيد من حالة الفوضى في قطاع النقل وبالتالي الحوادث المرورية.

 

وكشفت إحصائية سابقة أصدرتها وزارة الداخلية أن عشرة أشخاص على الأقل يقعون ضحايا للحوادث المرورية يومياً، واصفة الأمر بأنه حرب خفية يواجهها المجتمع. وسقط 3195 ضحية بين قتيل وجريح في مناطق سيطرة "الحكومة الشرعية" نتيجة الحوادث المرورية خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول 2024، وتشير البيانات إلى أن 444 شخصاً لقوا حتفهم نتيجة 3445 حادثاً مرورياً.

 

وفي ظل زيادة الحوادث المرورية، تسعى إدارات المرور إلى تفعيل حملات الرقابة والضبط، وفرض الغرامات المالية على المخالفين. يقول مدير عام مرور محافظة تعز، العقيد عبدالله راجح، لـ"العربي الجديد"، إن "ظاهرة الركوب على جوانب وأسطح السيارات كانت منتشرة بشكل كبير، ونجحنا في الحد منها. لكنها لا تزال موجودة في بعض محطات النقل، خصوصاً تلك القريبة من المدن والشوارع الفرعية البعيدة عن خدماتنا. نلاحظ تراجع الظاهرة في ظل حملات ضبط المخالفين، ونستشعر المسؤولية قدر الإمكان". ويشير إلى أن "مكافحة الظاهرة تحتاج إلى وعي تشاركي عن طريق منظومة أمنية متكاملة، وعلى الجميع أن يدرك خطورة هذه الظاهرة لأن الراكب سيكون أول ضحية في حال وقوع حادث مروري. وهذا يحتم على السائقين والركاب الالتزام بالنظام والقانون، والحفاظ على سلامتهم من خلال رفض هذا السلوك الخاطئ".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن تعز ركاب سيارات حوادث سير على جوانب رکاب على فی حال

إقرأ أيضاً:

وزيرة المالية تكشف "انخفاضات متتالية" في صادرات صناعة السيارات بداية 2025

كشفت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، أن صادرات المغرب من السيارات خلال سنة 2025 سجلت انخفاضات متتالية  نتيجة تراجع الطلب الخارجي، خاصة من الاتحاد الأوربي الذي يعد الشريك التجاري الرئيسي للمغرب.

ووفق العرض الذي قدمته الوزيرة، أمس الخميس بالمجلس الحكومي، حول تنفيذ ميزانية 2025 والإطار العام لإعداد مشروع قانون المالية لسنة 2026، فإن انخفاض صادرات صناعة السيارات يرتبط بتراجع مبيعات سوق الاتحاد الأوربي من السيارات الجديدة بنسبة -1.9% خلال الفصل الأول من سنة 2025، وخاصة السوق الفرنسي الذي يعتبر المورد الرئيسي للصادرات المغربية، مما يعكس حالة عدم اليقين الاقتصادي، وارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة.

وأضافت فتاح أن صادرات شركة  « Maroc Stellantis » تأثرت بشكل خاص، بعد أن اضطرت إلى إجراء حملات سحب لعدد من مركباتها في الأسواق الأوربية بسبب أعطال في المحركات، إضافة إلى توقفات في الإنتاج لأغراض الصيانة، مما أدى إلى اضطرابات في سلسلة التصدير وأثر على حجم الشحنات المرسلة في نهاية سنة 2024 وبداية سنة 2025.

ورغم هذه التحديات، تقول المسؤولة الحكومية، إن الفاعلين في القطاع يحتفظون بنظرة تفاؤلية ويعتبرون هذا التباطؤ ظرفيا، مدعمة قولها بتغير المنحى التراجعي لصادرات السيارات خلال شهر ماي 2025، وارتفاعها بنسبة 6,4% بعد سلسلة الانخفاضات المتتالية التي عرفتها خلال الأشهر الأولى من السنة.

وأعلنت فتاح عن تطوير مشاريع صناعية جديدة تهدف إلى تعزيز تنافسية القطاع وقدرته على التكيف مع متطلبات السوق العالمية، خاصة في مجال صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، موضحة أن الغاية هي رفع إنتاج السيارات الكهربائية إلى 107 آلاف سيارة بنهاية سنة 2025، مقابل 70 ألف سيارة سنة 2024، على أن تمثل %60 من صادرات قطاع السيارات بحلول 2030.

كلمات دلالية صناعة السيارات قانون مالية 2025 قانون مالية 2026 نادية فتاح

مقالات مشابهة

  • 32 مليون رحلة عبر تطبيقات نقل الركاب خلال 3 أشهر
  • خلال 3 أشهر.. أكثر من 32 مليون رحلة عبر تطبيقات نقل الركاب
  • الرياض الأعلى.. أكثر من 32 مليون رحلة عبر تطبيقات نقل الركاب خلال الربع الثاني من 2025
  • هيئة النقل: 32 مليون رحلة عبر تطبيقات نقل الركاب خلال الربع الثاني من 2025
  • النواب يناقشون تنظيم نقل الركاب عبر التطبيقات الذكية
  • حتى لا تضيع وقتك.. خطوات لتجنب أعطال السيارة خلال الرحلات الصيفية
  • طائرة ركاب أمريكية تهبط 300 قدم خلال ثوان معدودة لتفادي الاصطدام بمقاتلة بريطانية
  • وزيرة المالية تكشف "انخفاضات متتالية" في صادرات صناعة السيارات بداية 2025
  • استخراج شهادة مخالفات المرور وسداد الرسوم بالموبيل برقم لوحات السيارة
  • السكك الحديدية تعلن طرق حجز التذاكر ووسائل الدفع الإلكترونية لتيسير الخدمة على الركاب