صورة من الأرشيف لاحتجاجات سابقة وقعت في السويداء بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في 2020

لليوم الثاني على التوالي، تظاهر مئات السوريين في السويداء الاثنين (21 أغسطس/ آب 2023)، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية في محافظتهم الواقعة في جنوب سوريا، والتي يسيطر عليها النظام، بحسب ما أفاد شاهد ووسيلة إعلام محلية.

مختارات أملا في بلوغ أوروبا: "التغريبة السورية" تتواصل عبر ليبيا! مأساة منسية.. مئات آلاف المعاقين بسوريا يكابدون ظروفا صعبة سوريا ـ مقتل محتج وشرطي خلال تظاهرات في محافظة السويداء

 وتأتي هذه الاحتجاجات النادرة في المحافظة غداة تظاهرات وإضراب عام احتجاجاً على قرار الحكومة الأسبوع الماضي رفع الدعم عن الوقود ممّا أثّر سلبًا على معيشة السكّان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عامًا من النزاع.

 وقال ناشط في السويداء لفرانس برس طالباً عدم كشف هويته لأسباب أمنية "كفى، اختنق الشعب السوري"، مشيراً الى أنّ مئات تجمّعوا للاحتجاج في المدينة من دون أن يتعرّضوا لأيّ عملية قمع.

 وأضاف الناشط "أملي الوحيد أن ينتقل هذا الحراك إلى باقي المحافظات ويوصل صوتنا".

 ونشرت منصّة السويداء24 الإخبارية مقاطع فيديو ظهر فيها مئات المحتجّين وهم يردّدون شعارات مناهضة للحكومة، منها "الحرية" و"يسقط بشّار الأسد"، و"عاشت سوريا".

 وتأتي هذه التظاهرات غداة اضراب عام شهدته محافظة السويداء التي تعتبر معقلا للأقلية الدرزية في سوريا وبقيت في شكل عام في منأى من المعارك والاشتباكات.

 وفي كانون الأول/ديسمبر 2022، قُتل متظاهر وشرطي عندما تدخّلت قوات الأمن لقمع تظاهرة في مدينة السويداء.

 وتابع الناشط الإثنين أنّ "أحد عناصر الأمن تمنّى لو يستطيع أن يقف معنا معترفاً بأنّه يخجل من أن ينظر بوجه زوجته كونه عاجزاً عن تأمين الحاجيات" لمنزله.

 وأظهرت مقاطع مصورّة أخرى متظاهرين يحملون رجال دين دروزاً على أكتافهم، علما بأنّ شيخ عقل الطائفة في السويداء حكمت سلمان الهجري سبق أن أدلى بتصريحات أيّد فيها مطالب المتظاهرين، معبّراً "عن قلقه العميق إزاء الأوضاع الحالية وداعياً إلى التحرّك من أجل تحقيق التغيير والعدالة".

 وكانت احتجاجات اندلعت السبت في محافظة درعا المجاورة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

 وقال المرصد إنّ عشرات السوريين تظاهروا في درعا ورفع بعضهم علم المعارضة السورية وطالبوا برحيل الرئيس بشار الأسد.

 واستعاد النظام السيطرة على محافظة درعا، وهي مهد احتجاجات عام 2011، في عام 2018 ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار توسّطت فيه روسيا.

 وجاء رفع الدعم عن الوقود الأسبوع الماضي في وقت خسرت فيه العملة المحلية أكثر من 99 في المئة من قيمتها ويعيش فيه غالبية السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني أكثر من 12 مليون مواطن من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.

 وطالت النقمة الشعبية على الأوضاع المعيشية ضواحي دمشق، حيث احتجّ سكان بلدة جرمانا بريف دمشق في الأيام الأخيرة على انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ متكرّر، بحسب ما أفاد شاهد وكالة فرانس برس.

 وقال مدير موقع "ذي سيريا ريبورت" الاقتصادي جهاد يازجي إنّ رفع أسعار الوقود جاء بعد أعوام من التضخّم والبطالة و"إرهاق عام أصاب السكان". وأضاف يازجي لفرانس برس أنّ "النظام الذي بات أشبه بمافيا عاجز عن اقتراح حلول بعيدة المدى".

 وإذا كان يصعب توقّع مآل هذا الحراك الاجتماعي، اعتبر أنّ "المفتاح يكمن في رصد ما سيحصل في المناطق الموالية للنظام وفي دمشق".

 وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرّضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع، قبل أن يتحوّل الأمر إلى نزاع دام تدخّلت فيه قوى أجنبية ومقاتلون جهاديون من مختلف أنحاء العالم.

ص.ش/أ.ح (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: احتجاجات سوريا النظام السوري الحرب في سوريا دويتشه فيله احتجاجات سوريا النظام السوري الحرب في سوريا دويتشه فيله فی السویداء

إقرأ أيضاً:

مصرف سوريا المركزي ينفذ أول تحويل دولي مباشر عبر نظام سويفت

قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية اليوم الخميس إن سوريا نفذت هذا الأسبوع أول تحويل مصرفي دولي مباشر عبر نظام سويفت للمدفوعات الدولية منذ اندلاع الحرب الأهلية التي استمرت 14 عاما.

وتمثل الخطوة إنجازا مهما في مساعي سوريا لإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الاحتياطي الاتحادي يواصل تثبيت الفائدة الأميركيةlist 2 of 2سوريا ما بعد الأسد.. انقسام نقدي بين الليرة السورية والتركيةend of list

ونقلت رويترز عن الحصرية قوله إن أول معاملة تجارية كانت من بنك سوري إلى بنك إيطالي، وأضاف أن "الباب مفتوح أمام المزيد".

وتوقع الحصرية إجراء أول معاملة مع بنك أميركي "في غضون أسابيع"، وذلك بعد يوم من اجتماع رفيع المستوى بين بنوك تجارية سورية وأميركية.

وسيكون استئناف المعاملات بين البنوك السورية والأميركية إنجازا رئيسيا في مساعي مسؤولي سوريا الجدد لإعادة دمج البلاد في النظام المالي العالمي بعد حرب استمرت 14 عاما.

اجتماع

وعقد الحصرية أمس الأربعاء مؤتمرا عبر الإنترنت جمع البنوك السورية وعددا من البنوك الأميركية والمسؤولين الأميركيين، ومن بينهم مبعوث واشنطن إلى سوريا توماس باراك، بهدف تسريع إعادة ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ أيار أنه سيتم رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا. وأعقب ذلك صدور أوامر تنفيذية برفع بعض العقوبات رسميا.

وستشكل إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي خطوة كبيرة نحو إتاحة المعاملات المالية الكبيرة اللازمة لبدء إعادة الإعمار والنشاط الاقتصادي، والمساعدة في كبح الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية القائمة على النقد.

دعوة رسمية

ووجه الحصرية دعوة رسمية للبنوك الأميركية لإعادة العلاقات المصرفية بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي أدى قمعه للاحتجاجات عام 2011 إلى فرض الدول الغربية لواحد من أكثر أنظمة العقوبات صرامة في العالم.

إعلان

وقال الحصرية "لدينا هدفان واضحان: أن تنشيء البنوك الأميركية مكاتب تمثلها في سوريا واستئناف المعاملات بين البنوك السورية والأميركية. وأعتقد أن الهدف الثاني يمكن أن يحدث في غضون أسابيع".

ومن بين البنوك التي دُعيت إلى مؤتمر أمس الأربعاء بنك جيه بي مورغان وبنك مورجان ستانلي وسيتي بنك، لكن لم يتضح بعد من شاركوا بالفعل في المؤتمر.

مقالات مشابهة

  • مصرف سوريا المركزي ينفذ أول تحويل دولي مباشر عبر نظام سويفت
  • لليوم الثاني على التوالي.. استمرار الحريق في وادي بسري
  • شبوة تغرق في الظلام بعد احتجاز وقود الكهرباء في مأرب
  • أزمة الغاز المنزلي تخنق عدن للأسبوع الثاني وسط اتهامات للحكومة بالتقاعس والتورط في التهريب
  • إقرار نظام الاستثمار بالمدن الصناعية في سوريا
  • وزير دفاع الاحتلال: دمرنا مقر الأمن الداخلي للنظام الإيراني وسنواصل المساس برموز النظام
  • لليوم السادس: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة
  • الاحتلال يواصل اقتحام جبع جنوب جنين لليوم الثاني على التوالي
  • الصحة: استمرار إجراء المقابلات للمرشحين للمناصب القيادية لليوم الثاني
  • سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام