“وعد الآخرة” في الواقع وعلاقته باليمن وفلسطين
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
يمانيون../
عند النظر إلى الواقع، نجد أن الإفساد الصهيوني في فلسطين يتطابق بشكل كبير مع وصف القرآن للإفساد الثاني لبني إسرائيل، حيث يمارس الكيان الصهيوني الظلم والاحتلال والفساد في الأرض. فالسيطرة على المقدسات الإسلامية، وتهجير الفلسطينيين، والجرائم اليومية بحق الأبرياء، كلها مظاهر واضحة لهذا الإفساد الذي ذكره القرآن الكريم.
وعد الآخرة في القرآن الكريم هو وعد إلهي ثابت في سنن التاريخ، حيث يتكرر مصير الظالمين والمفسدين كلما بلغ فسادهم ذروته. وقد جاء في قوله تعالى: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” (الإسراء: 7). هذه الآية ترسم مشهدًا متكررًا في حركة التاريخ، حيث تعود القوى المستكبرة إلى الإفساد في الأرض، فتنهض قوة إيمانية لإزالتها، ويعاد التوازن إلى الأرض وفق سنن الله التي لا تحابي أحدًا. واليوم، يتجلى هذا القانون الرباني في الإفساد الصهيوني الذي يعيد إنتاج النموذج القرآني لبني “إسرائيل” حين طغوا وتجبروا، حيث يمارس الاحتلال أبشع صور الظلم والقهر والعدوان، لكن كما في كل مراحل التاريخ، فإن الطغيان مهما اشتد فإن مصيره الزوال، لأن الله قد أجرى سننه على أن العاقبة للحق وأهله.
وقد شهدت البشرية عبر العصور صعود قوى ظالمة مارست الاستكبار، لكنها سرعان ما تهاوت أمام إرادة الشعوب المستضعفة، كما حدث مع فرعون الذي طغى في الأرض فكان هلاكه عبر أعظم معجزة، وكما سقطت الإمبراطوريات الجبارة رغم جبروتها، وكما انهارت قوى الاستعمار تحت ضربات الشعوب الحرة. واليوم، نعيش زمنًا جديدًا من هذه السنن، حيث تتشكل مقاومة عالمية في وجه الاحتلال الصهيوني، ويبذل الأحرار جهودًا متواصلة لاستعادة الحقوق المسلوبة. وما نشهده في فلسطين اليوم ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة فاصلة بين الحق والباطل، تتجسد فيها سنن التدافع الإلهي، كما وعد الله المستضعفين بأنهم هم من سيرثون الأرض في النهاية، حيث قال: “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” (القصص: 5).
واليوم، ومع اشتداد الطغيان الصهيوني في فلسطين والعالم، يبرز دور اليمن كجزء أصيل من هذه المواجهة التاريخية التي تعيشها الأمة الإسلامية. فالشعب اليمني، بإيمانه العميق وثباته المبدئي، لم يكن يومًا متفرجًا على قضايا الأمة، بل كان دومًا في قلب المعركة، مؤمنًا بأن فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل قضية عقائدية تمس جوهر الصراع بين الحق والباطل. وقد جسّد هذا الإيمان عمليًا، حيث كان من أوائل الشعوب التي رفضت العدوان الصهيوني، ولم يكتفِ بالموقف الخطابي، بل انتقل إلى الفعل المباشر، فكان لتحركاته السياسية والعسكرية أثر واضح في إعادة رسم موازين الصراع.
وما نشهده اليوم من مقاومة شعبية متصاعدة في فلسطين، وتحركات عسكرية يمنية تربك العدو، ليس إلا امتدادًا للسنة الإلهية التي تفرض نفسها في كل العصور، حيث إن مواجهة الاستكبار باتت أمرًا حتميًا، والتاريخ يؤكد أن أي كيان يقوم على الظلم والعدوان لا يمكن أن يستمر طويلًا، مهما امتلك من قوة، لأن قوته قائمة على الباطل، والباطل بطبيعته زائل. وكما انهارت قوى الاستعمار، وسقطت أنظمة الطغيان، فإن الكيان الصهيوني اليوم يعيش حالة من التراجع والانهيار الداخلي، رغم مظاهره العسكرية المتضخمة، لأن سنة الله اقتضت أن الظلم مهما طال فإنه إلى زوال، كما قال تعالى: “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا” (الكهف: 59).
ولم يكن هذا الموقف مفاجئًا لمن يعرف تاريخ اليمن وشعبه، فقد كان حاضرًا في كل المراحل الفاصلة من تاريخ الأمة، وهو ما يعكسه الحديث النبوي الشريف: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية”، فاليمنيون كانوا جزءًا من الفتوحات الإسلامية، وساهموا في نشر الإسلام والدفاع عن المقدسات، واليوم يعيدون هذا الدور من خلال تصدّرهم للمواجهة ضد المشروع الصهيوني، مؤمنين بأن المعركة ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي معركة إيمانية قرآنية يترتب عليها تحقيق وعد الله بزوال الطغيان.
السياسية || محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
“القسام” تعرض مشاهد من استهداف جنود العدو الصهيوني وآلياته شرق خان يونس
الثورة نت /..
عرضت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء، مشاهد من استهداف مجاهديها جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التوغل شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وتوثق المشاهد لعملية استهداف الجنود الصهاينة، منذ التحضير للعملية، وتوغل الجنود شرق مدينة خان يونس، ومن ثم استهدافهم من قبل كتائب القسام.
يأتي ذلك في سياق رد فصائل المقاومة الفلسطينية على جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهالي قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.