ملتقى النص ٢١ يختتم جلساته بأوراق حول الإعلام القديم و”البودكاست”
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
جدة – صالح الخزمري
أختتمت اليوم جلسات ملتقى قراءة النص في دورته الـ(21)، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، ويناقش فيه “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية”، حيث حفلت الجلسة الخامسة والختامية بالعديد من البحوث والأوراق المهمة، قدمها الدكتور يوسف العارف
حيث شارك الدكتور منصور بن عبدالعزيز المهوس، بورقه وسمها بـ”حكاية الأثر الثقافي لمحمد الخضير في سيرته (رحلة بين قرنين) من المشافهة إلى الكتابة”، تناول في ثناياها التأريخ الثقافي في مملكتنا الغالية في جانبه التعليمي، من خلال ما قدمه ورصده أحد رواد التعليم، وهو الشيخ محمد بن إبراهيم الخضير -رحمه الله- في سيرته الذاتية (رحلة بين قرنين).
ولرصد أبعاد هذه الحكاية الثقافية أتت الورقة في مطلبين:
الأول، الجانب السيري الموضوعي الراصد للتأريخ الثقافي التعليمي في المملكة، وتحديدًا في وسط المملكة، بخاصة في نشأة تعليم البنات، وأثر الخضير في ذلك، ودوره التطوعي والمجتمعي والنهضوي في مجال التعليم الأهلي والحكومي.
والثاني: الجانب السيري الفني الراصد لهذا الجانب الثقافي التعليمي، بدءًا من علامات الانتقال من المشافهة إلى الكتابة، ثم بيان الوظائف السردية التي تغيّاها الخضير، ونوع الأسلوب السردي لحكايته السيرية.
ويتخذ الباحث أ. نايف إبراهيم كريري من البودكاست الرقمي، بوصفه الوجه الجديد للإعلام الأدبي والثقافي، معملًا لبحث دور الإسهامات الجديدة ما بين الواقع والمأمول، منوّهًا في البدء إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور عدد كبير من البودكاستات الأدبية والثقافية التي تقدم محتوى متنوعًا يجذب فئات مختلفة من الجمهور. تتناول هذه البرامج موضوعات متنوعة لمناقشة المواضيع الثقافية، والأحداث الأدبية الراهنة، وتمكنت البودكاستات من جذب اهتمام جمهور واسع من خلال تركيزها على مختلف الأجناس الأدبية، مما يساعد في تعزيز الانتماء للهوية الثقافية.
ويضيف بقوله: البودكاست وسيلة حديثة وواعدة لدعم المحتوى الأدبي والثقافي، حيث يوفر منصة مهمة للأدباء والمثقفين للتواصل مع جمهورهم وتقديم محتوى ذو قيمة فكرية وثقافية عالية. وعلى الرغم من التحديات، فإن المستقبل يبشر بمزيد من الفرص لتطوير هذه الوسيلة الإعلامية وزيادة إسهاماتها في نشر الثقافة والأدب، وتحقيق هدفها في توسيع الأفق الثقافي للمستمعين في العالم العربي.
وتكمن أهمية الدراسة التي قدمها كريري في كونها محاولة فهم عمق الدور الذي تلعبه البودكاستات في نشر الأدب والثقافة، ومدى تأثيرها على المجتمع السعودي والعربي، وفي استقصاء دور هذه التقنية، التي باتت تنافس وسائل الإعلام التقليدية، وسعيها إلى تقديم فهم شامل لدور البودكاست في دعم المحتوى الأدبي والثقافي السعودي والعربي، واقتراح حلول لدعم هذا التوجه وتعزيز الثقافة العربية الرقمية.
كما تهدف الدراسة إلى توضيح دور البودكاست كأداة إعلامية حديثة في إثراء المحتوى الأدبي والثقافي، إلى جانب تقييم إسهامات البودكاست السعودي والعربي في تعزيز الوعي الثقافي والأدبي.
ويضع الباحث أحمد العمري كتاب “من البادية إلى عالم النفط” لعلي النعيمي، على طاولة البحث والتنقيب، مستجليًا ما استكنّ في جوفه بين السيرة الذاتية والمذكرات الأدبية، مشيرًا في المستهل إلى أن الكاتب علي النعيمي الوزير الأكثر شهرةً في عالم النفط عام 2016م، ظهر بكتابه البكر – وربما الوحيد – الذي أسماه “من البادية إلى عالم النفط” وكأنّه أراد أن يكون كتابًا يتيمًا تتلقفه الأجيال، وتناقشه العقول، وتتجاذب حوله الأقلام كما كان من أمر (اليتيمات) في الشعر العربي؛ لا سيما وأنّ المؤلف له حضوره ومكانته الكبيرة في الأوساط العالمية بصفته وزيرًا محنّكًا، ودبلوماسيًا ذكيًّا، وقائدًا ناجحًا.
ويقف البحث من ثم في تجربة الكاتب بين السيرة الذاتية في صورتها التي تُعنى بالفرد منذ ولادته، ونشأته، وتعليمه إلى زمن إنتاج العمل؛ وبين المذكرات الأدبية التي تبحث موقع الكاتب، ورأيه حول الأحداث التي عاشها، أو شاهدها، ودوره في تقييمها، أو المشاركة فيها، أو التعليق عليها.
ويرجع العمري الأسباب وراء اختياره لهذه الدراسة إلى شغفه بالإنتاج الوحيد للوزير علي النعيمي ومحاولة قراءة أفكاره، وتجاربه، كذلك عدم وجود أي دراسة علميّة خُصّصت للكتابة عن هذا المنجز الثقافي المهم، عدا بعض المقالات اليسيرة والمنشورة في الصحف السعودية.
اقرأ أيضاًالمجتمعالبنك السعودي الأول يسجل نسبة نمو 15% في صافي الدخل ليحقق مبلغًا تاريخيا بـ8.1 مليار ريال عن عام 2024
في حين ذهبت د. جميلة الشاماني في ورقتها إلى بحث تجليات ودلالات الحرفة اليدوية في نماذج من الشعر السعودي، عبر إخضاع مادة بحثها للمنهج السيميائي، مثيرة عددًا من الأسئلة مسبوقة بتمهيدٍ وثلاثة محاور، حيث يشتمل التمهيد على عنصرين، هما (مفهوم الحرفة اليدوية، وأنواعها، والتعريف بالمنهج السيميائي وآلياته) أمَّا المحاور؛ فتتمثل في تجليات الحرف اليدوية في تلك النماذج أولًا، والوظائف التي يؤديها توظيف الحرف اليدوية في الشعر السعودي ثانيًا، الدلالات التي يرمي إليها ذلك التوظيف ثالثًا.
وجعلت ورقة د. قُدَاس الخضيري، من كتاب “مشيناها” للدكتور عبدالرحمن الشبيلي أنموذجًا، لدارسة “الإعلامُ السعوديُّ القديم وثقافةُ الشِّفاهيَّة”، مقررًا في ابتداره أن الإعلام السعودي القديم قام بدور مهم ومؤثر في المشهد الثقافي والأدبي في المملكة العربية السعودية؛ مما أسهم في تعزيز الهوية الوطنية والعربية والإسلامية، وتكريس اللغة العربية، وتعزيز دورها كمصدر رئيسي للتواصل، ونشر الوعي الثقافي في المجتمع. وأن الإعلام السعودي القديم كان يعتمد على الصحافة والإذاعة، ومع التطور الإعلامي وظهور التلفزيون أصبح المشهد الثقافي أكثر تنوعًا وانتشارًا، وقد حظي إنشاء التلفزيون السعودي باهتمام إعلامي واجتماعي وسياسي كبير.
وفي ضوء هذا المهاد مضت الورقة متناولة الإعلام السعودي القديم وقضية الشفاهية التي اعتمدت عليها الثقافة الأدبية والتاريخية بشكل كبير، وكان لها دور مهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتوثيق الأحداث التاريخية. كما عرضت الورقة دور الإعلام في المشهد الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية والعربية، والتأثيرات المتبادلة في الإعلام الشفاهي؛ مركزة على أهم القضايا الإعلامية التي تناولها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي في كتابه “مشيناها”، الذي يعد مرجعًا مهمًا لمراحل تطور الإعلام السعودي، حيث يقدم نظرة عميقة لرحلة الإعلام في المملكة، ويسلط الضوء على تحولات الإعلام، وتشكيل الثقافة الشعبية، والعلاقة بين الجمهور والإعلام، وكيف أثرت على المجتمع في المملكة العربية السعودية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الإعلام السعودی فی المملکة فی تعزیز
إقرأ أيضاً:
المكتب الوطني للإعلام يواصل جولاته التحضيرية لقمة “بريدج” بتنظيم طاولة مستديرة في لندن
نظم المكتب الوطني للإعلام طاولة عمل مستديرة بحضور معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، على هامش أسبوع لندن للتكنولوجيا.
شهدت الطاولة عدداً من الجلسات والورش التفاعلية التي ناقشت تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع المؤسسات العالمية ورواد الإعلام في العالم بما يخدم منظومة الإعلام.
وأكد معالي عبدالله آل حامد أن دولة الإمارات، تواصل جهودها لترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار الإعلامي عبر قمة بريدج العالمية التي تقام في أبوظبي خلال ديسمبر المقبل وتسعى إلى تمكين منظومة إعلامية مرنة وفعالة، قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة وصياغة روايات ملهمة تعكس قيم التسامح والانفتاح والتقدم وتدعم الصحافة المسؤولة في العصر الرقمي.
وقال معاليه : “ سنعمل من خلال قمة بريدج العالمية على طرح حلول عملية وشراكات استراتيجية تعود بالنفع على الجميع وترسخ نموذجاً إعلامياً يقوم على الشفافية والمسؤولية والإبداع، نموذجاً يحترم التنوع الثقافي ويعزز قيم التسامح والتعايش السلمي”.
ونوه معاليه إلى أن هذه الطاولة المستديرة تمثل خطوة مهمة ضمن سلسلة اللقاءات العالمية الهادفة إلى الإعداد الشامل لقمة بريدج، عبر حوارات بناءة تعزز العمل المشترك وتوحد الرؤى نحو بناء إعلام متكامل ومتفاعل مع مختلف التخصصات والقطاعات.
وبدأت فعالية الطاولة بكلمة لسعادة الدكتور جمال محمد عبيد الكعبي، المدير العام للمكتب الوطني للإعلام تحدث فيها عن قمة بريدج العالمية، التي تعد منصة استراتيجية تهدف إلى تطوير منظومة الإعلام، وتوسيع نطاق التعاون بين المؤسسات الإعلامية على مستوى العالم.
وأوضح سعادته أن القمة تعمل على تعزيز تبادل المعرفة والخبرات، وفتح آفاق جديدة أمام الابتكار الإعلامي من خلال دمج التقنيات الحديثة ومواكبة المتغيرات المتسارعة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تنسجم مع رؤية دولة الإمارات الساعية لترسيخ مكانتها شريكاً رئيسياً في صياغة مستقبل الإعلام القائم على التعاون والتكامل.
وأكد سعادة الدكتور جمال الكعبي، أن قمة بريدج تسعى لتأسيس شبكة عالمية من الخبراء والمبتكرين في مجال الإعلام لاستشراف التوجهات المستقبلية ودعم صناعة القرار في المؤسسات الإعلامية وتحفيز ريادة الأعمال الإعلامية من خلال دعم الشركات الناشئة والمشاريع المبتكرة في قطاع الإعلام، وإيجاد بيئة تدعم تطوير منصات إعلامية جديدة ومستدامة.
وفي جلسة بعنوان “القيادة الإعلامية: إعادة بناء الثقة في العصر الرقمي شارك فيها معالي عبدالله آل حامد، ونخبة من الإعلاميين وصناع الفكر واستعرضت تراجع الثقة في المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي أكد المشاركون أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى تطوير استراتيجيات جديدة تجمع بين الابتكار التقني والمعايير المهنية الراسخة، مشيرين إلى أن الشفافية والمساءلة تمثلان حجر الأساس في استعادة ثقة الجمهور، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها سرعة انتشار المعلومات المضللة عبر المنصات الرقمية.
وقال معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام خلال مداخلته: “ نواجه اليوم أزمة ثقة حقيقية بعد أن تداخلت الحقائق مع المعلومات المضللة، وتنامت الشكوك حول المصداقية ”.
وأضاف معاليه: “نعيش اليوم في عصر تتسارع فيه المعلومات بوتيرة لم نشهدها من قبل، وبينما فتحت التقنيات الرقمية آفاقاً واسعة للتواصل والمعرفة، إلا أنها في الوقت ذاته خلقت تحدياً حقيقياً يتمثل في تآكل الثقة بين المؤسسات الإعلامية والجمهور”.
وقال معاليه إن التحدي الأكبر الذي نواجهه اليوم ليس في كمية المعلومات المتاحة، بل في جودتها ومصداقيتها، فالمعلومات المضللة تنتشر بسرعة، والخوارزميات تخلق فقاعات معلوماتية تكرس التضليل بدلاً من توسيع المدارك.
وأضاف معاليه : “يكمن الحل في الجمع بين الابتكار والأصالة، بين التقنية والقيم الإنسانية، علينا أن نستثمر في الذكاء الاصطناعي المسؤول، وأن نطور منصات إعلامية تتسم بالشفافية والمساءلة، وأن نعيد تعريف دور الإعلامي ليصبح حارساً للحقيقة ومرشداً للجمهور في متاهة المعلومات”.
وفي جلسة بعنوان “المؤسسات الخيرية والمؤسسات: تمويل مستقبل الأخبار” شارك فيها سعادة الدكتور جمال الكعبي، ناقش المشاركون التراجع في سوق الإعلانات وتغير سلوكيات الجمهور، إلى جانب بحث وسائل الإعلام عن طرق جديدة للبقاء والازدهار.
وقارنت النقاشات بين نماذج التمويل والربح التقليدية والحديثة، بدءاً من البث العام والعمل الخيري، وصولاً إلى منصات مثل “سابستاك” و”يوتيوب”.
فيما تناولت جلسة بعنوان “الترفيه والقوة الثقافية: الجغرافيا السياسية للثقافة الشعبية” شاركت فيها مريم بن فهد المستشارة في المكتب الوطني للإعلام إلى جانب مجموعة من الإعلاميين وصناع الترفيه.. دور الإعلام كقوة ناعمة قادرة على تعزيز الصور النمطية، وتشكيل الثقافة، والتأثير في كل شيء من الدبلوماسية إلى الرأي العام.
واستكشفت جلسة بعنوان “المؤسسات الأكاديمية: مناهج إعلامية مستقبلية” شاركت فيها الدكتورة آمنة الحمادي المستشارة في المكتب الوطني للإعلام، سُبل إعداد قادة الإعلام لمواجهة بيئة إعلامية مستقطبة ومعززة بالتكنولوجيا وركزت على تأثير المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية.
وفي جلسة بعنوان “الإعلام والابتكار: الأتمتة والذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار” شاركت فيها علياء بن الشيخ القائمة بأعمال المدير التنفيذي للتطوير والاتصال الاستراتيجي بالمكتب وعدد من قادة الإعلام وخبراء التكنولوجيا، تناولت كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي والأتمتة تشكيل سير عمل وسائل الإعلام على جميع المستويات.
فيما ناقشت جلسة بعنوان “مستقبل الإعلام: أصوات تشكل المستقبل”، شارك فيها عمر الحميري، مدير مشروع التطوير المؤسسي في المكتب، سبل سرد قصص إعلامية أفضل، وتغيير التأثير، ومواجهة التحديات الأخلاقية والتقنية والمؤسسية التي تشكل مستقبل الإعلام في المرحلة المقبلة.