اللواء سلامي: صنعنا حاملة الطائرات المسيَّرة للدفاع في المياه البعيدة
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
الثورة /وكالات
صرّح القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، بأن حاملة الطائرات المسيَّرة “الشهيد باقري” تم إنشاؤها للدفاع في المناطق البعيدة.. مشددًا على ضرورة القدرة على القتال في أي مكان بعيد والوجود في أي نقطة من العالم.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه، جاء ذلك خلال مراسم انضمام “الشهيد باقري” إلى القوة البحرية للحرس الثوري، التي أُقيمت صباح أمس الخميس في الخليج، بحضور اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة.
وأكد سلامي في كلمته، بمناسبة الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية، أن الاستقلال هو أحد أعظم إنجازات الثورة الإسلامية.. مضيفًا أن القدرة على تقرير المصير السياسي تتطلب امتلاك القوة.
وأشار القائد العام للحرس الثوري إلى أنه في الجغرافيا السياسية للعالم، لا مكان للضعفاء.. موضحًا أن القوى العظمى تحاول رسم خارطة العالم السياسية وفق مصالحها، وتسعى إلى إخضاع الدول ووضعها ضمن نطاق نفوذها، بحيث تسلب منها الإرادة والاستقلال.
وأضاف: الدول التي لا تمتلك القوة السياسية تُجبر على الخضوع والاستسلام.. لافتًا إلى أن الحرب هي الأداة التي تستخدمها القوى الاستعمارية للسيطرة على مصير الشعوب.
كما أكد أن الشعب الإيراني، بفضل القيادة الحكيمة والإلهية لقائده، اختار طريق القوة كي لا يكون مضطرًا إلى الاستسلام أو خوض الحروب.
وشدد القائد العام للحرس الثوري، على أنه لمنع الحرب، يجب تعزيز القدرة على الردع.. مؤكداً أن إيران لا تسعى إلى الصراع أو الحرب مع أي دولة تعترف بها، بل تعتمد على مبدأ التفاعل المتكافئ والعادل في العلاقات الدولية.
من جهته قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، امس : “سنقوم بإنشاء عدد من القواعد البحرية حسب الحاجة، حيث ستكون الخطوة الأولى في بحر عمان والمحيط الهندي، وفي الخطوات التالية في جميع أنحاء العالم لحماية مصالحنا البحرية، وممراتنا المائية، وأساطيلنا البحرية.”
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن اللواء باقري، أشاد على هامش مراسم الكشف عن حاملة الطائرات المسيرة “الشهيد بهمن باقري”، بمبادرة القوة البحرية للحرس الثوري في الاستفادة من سفينة تجارية وإنشاء قاعدة بحرية متعددة الأغراض.. واصفاً إياها بأنها خطوة قيمة.
وأضاف باقري: إن إنشاء السفن البحرية المتنقلة والقواعد البحرية المتحركة هو أحد الطرق لتعزيز القدرات البحرية للبلاد.
وتابع قائلاً: “حتى الآن، تم تفعيل عدد من السفن البحرية في القوة البحرية للحرس الثوري والبحرية الإيرانية، وهي الآن في طور تنفيذ مهامها.”
وأشار اللواء باقري إلى قدرات هذه السفينة الجديدة قائلاً: “تتمتع هذه السفينة بقدرة على نقل الزوارق السريعة المزودة بالصواريخ، والطائرات من دون طيار ذات المهام المتنوعة، والمروحيات، بالإضافة إلى قدرة دفاعية صاروخية لحمايتها من التهديدات الجوية والبحرية، وفي كلمة واحدة، هي قدرة بحرية مناسبة في المناطق البعيدة للدفاع عن مصالح إيران وأمن الممرات المائية المختلفة لأسطولها التجاري والنفطي.”
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن هذا المسار سيستمر.. قائلاً: “سنقوم بإنشاء عدد من القواعد البحرية من هذا النوع حسب الحاجة، حيث ستكون الخطوة الأولى في بحر عمان والمحيط الهندي، وفي الخطوات التالية في جميع أنحاء العالم لحماية مصالحنا البحرية، وممراتنا المائية، وأساطيلنا البحرية، مما سيجلب الأمان لتجارتنا.”
وأشار إلى الخطأ الحسابي الذي ارتكبه العدو في تقييمه للقدرات الإيرانية، وقال: “لقد أخطأ العدو في حساباته بشأن قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والردع المستدام، وإرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة في الدفاع عن مصالحهم وتحقيق أهدافهم.”
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: للحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
خطاب الحرب
أما وقد رفعت الحرب راياتها، وشدت إليها مطايا وأرحل، وأكلت النيران العباد والبلاد، وسنت القاتلات الماحقات، وأعِدت الهالكات المفنيات، وسويت الشاهقات العاليات بأسافل الأرض، وعاث بنو صهيون في الأرض تِيه مارد طليق اليد واللِسان، وأقيم خطاب القوة قبل السلام، فإن عجْزا في خطاب الفكر قد حل، وصمْتا للعقل قد ساد، إذ أطلقت أيادي مجانين المال وتحصيله من الحروب والأوبئة قد غلب.
يعنيني جدا أن يتفكر الأدب -وهو مجالي وعالمي- في ما يحيط به من عوالم، يعنيني أن يقول الفكر قوله في هذا العالم الذي يقام فيه خطاب الكراهية ويعيد توزيع العالم وفق إرادة القوة. أهتم كثيرا بالخطاب، بما في ذلك الخطاب السياسي، لأني أعتقد أن اللغة هي -دوما- أداة أثر وتأثير، ومنها يمكن أن نتبين أبعادا وأن نقرأ أرضيات، وأن ندرِك نفسيات.
أولا وجب أن نقف على نمط من خطاب المخاتلة و«الكذب» الذي يسوغ في حالة الحرب لا في حالة السلم، وأن نتبين أن حرب القول، لا تقل منزلة ولا أثرا عن حرب السلاح، حرب إيران، مشروع قتال مفن، وضع الناس على فوهة بركان، وخاصة أناس الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج العربي.
هنالك خطاب قوي سائد أولا هو خطاب الكيان الإسرائيلي، هو خطاب لا منطق فيه، ولا سند له، غير أن العالم أعرض عن الوجاهة وعن المنطق وانخرط في زمن «فتونة الأقوياء»، خطاب الكيان الصهيوني، هو خطاب معاقبة من يرفضه، ومن يقف ضده بقوة السلاح، بقوة التدمير، دون حد أو ضبْط، ودون رقيب أو حسيب، وقد سادت عبارة صدرت عن رأس السلطة في هرم حكم الكيان الضالِ المضل، ابن يامين نتنياهو، تبدو عادية، بسيطة، تلقاها العالم بكل رضا واستسلام، وهي المقولة التي قال فيها: «الرئيس ترمب وأنا أقول دائما إن السلام يأتي من خلال القوة، القوة أولا، ثم يأتي السلام»، معادلة جديدة في منطق جديد لكون جديد، القوة ثم سلام يفرضه الأقوياء، أو هو استسلام في شكل سلام.
لا تعنيني السياسة في شكلها العملي في هذا المقال، ولكن تعنيني كثيرا سياسة الخطاب، كيف يبْني القوي خطابا مختلفا، خارجا أحيانا عن حدود الأعراف، وعن المنطق، ليصبح هو ذاته منطقا يحتج به. خطاب نتنياهو بعد ضربة أمريكية لدولة مستقلة، لها حرمة حدودها، وهي إيران، هو خطاب القوي، الذي انطلق بمفرده، لضرْب دولة قرر هو معاقبتها ومنعها من امتلاك السلاح النووي، قدر هو أنها اقتربت من صناعة النووي، ولذلك وجب أن ينقذ العالم منها، وسوق لهذا الخطاب، خطاب المنقذ، في حين أنه علنا، محا بفعلته تلك، كل ما بنته الحضارة الحديثة، من أمم متحدة تتخذ القرار بمعاقبة أو محاربة الدول التي تقدر أنها تهدِد السلم الكوني.
منطق الأشياء أن العالم الحديث تخلص من شريعة الغاب، ومن اتخاذ القرارات الفردية بإقامة الحروب، وتحديد الخارج عن السِرْب، من هي إسرائيل لتنوب الكون وتعتدي على دولة سيادية، لا تربطها بها حدود، وتتهمها بما هي مالكته، تتهمها بنية الطموح لامتلاك سلاح نووي تشرِع إسرائيل لنفسها امتلاكه، وتمنع الغير حتى من التفكير في تحصيله؟ هل صارت إسرائيل قاتلة الأطفال والنساء، الدولة التي تتهمها الأمم المتحدة بالإبادة الجماعية، هي حامية العالم؟ يكتسب الكيان الإسرائيلي قوة خطابه من مباركة أمريكا له، ومن مساندة العالم أيضا لما يفعله، وكأن أصحاب عصبة الأمم المتحدة اتفقوا على أن الفعل الغاصب هو الفعل الحق.
هذا باب من خطاب استسلم له الكون وقبله وروج له، وهو خطاب حول جذريا من اعتقاد إنساني ساد إيمانا بالإنسانية وبالعدالة الكونية، وهو اعتقاد سقط وهوى في أيامنا هذه، في انتظار قيام وعي جديد وإنسان جديد يؤمن بمبادئ كونية جديدة، لا نعرف محتواها.
في السياق نفسه يصرح وزير الدفاع الأمريكي بعد ضرْب أمريكا لإيران قائلا: «العملية ضد إيران كانت جريئة ورائعة»، استرعت اهتمامي في هذا التصريح عبارة «رائعة»، وهي عبارة متساوقة مع خطابات سائدة لترمب يسم بها كل فعل أمريكي عموما، ويصف فيها الانتصار الساحق الذي وصف به تدمير المفاعلات النووية الإيرانية، وما فعله أيضا من «تخليص» للكون من «الشرير»، دور المخلِص هو دور عقدي يؤديه شخص ترمب من جهة ونتنياهو من جهة ثانية، ودور «الشرير» تحدد لأهل غزة أولا، ثم لإيران ثانيا، وعودا إلى عبارة وزير الدفاع الأمريكي في وسْمه للعملية ضد إيران بالرائعة، فإن الروعة تلحق عملا فيه إبهار وتأثير، وله أثر إنساني عادة، فالرائع في المعاجم هو «الذي يجاوز الحد فنا أو حسنا أو شجاعة أو أخلاقا»، وما قام به الطيار الأمريكي الذي ألقى قنبلة، وهو عديم كل شعور إنساني، أو معرفة ذاتية بأثرها، أو وعيا وعلما بمن يحارب، هو فعل جمادي، لا يرتقي للحيوانية، لأنه قد يبيد مدينة كاملة برضعها وشيوخها بفعله «الرائع»، المروع، فالحيوان يقتل بحثا عن الطعام، أما الإنسان الأمريكي فإنه يقتل وهو يؤدي وظيفته. خطاب الروعة، لا صلة له بالشجاعة، فالطيار يمتطي حصانا معجِزا، ولا صلة له بالفن ولا بالجمال، وإنما صلته الأمتن بالتكنولوجيا التي يمتلكها صاحب الخطاب ويذل بها الكون، ويريد أن يقلب بها مفاهيم الوجود، «مطرقة منتصف الليل» درس في الخطاب وأثره، هي بيان لقوة تعيد توزيع مفاهيم الحق والباطل، العدل والجوْر، المنقذ المخلِص والشرير، المحور والهامش.
«مطرقة منتصف الليل» هي استعادة لخطاب ديني، يتبوأ فيه المنقذ المخلص دور حامي الكون، وهو الذي يحدد المارق، الكافر، وهو أيضا الذي يستمد قوته من شرعية دينية «عادلة، تمكنه من «معاقبة» الأشرار، صاحب قوة القول، مستند إلى قوة فعل، وهو حامل مطرقة يهرس بها كل رأس يخرج من قمقمه.