العراق يتحرك لحظر "الزئبق القاتل".. ما القصة؟
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
أعلنت وزارة البيئة العراقية بدء وضع الآليات اللازمة لحظر استخدام المواد التي تحتوي على الزئبق، نظراً للمخاطر الكبيرة التي يشكلها على الصحة العامة والبيئة.
وأشارت إلى أن الزئبق يُعد من أكثر المواد السامة التي لا تزال تُستخدم في العديد من المنتجات اليومية داخل العراق، مثل مواد التجميل، وأجهزة قياس الضغط، والمصابيح، وحشوات الأسنان.
وأوضح مرصد "العراق الأخضر"، المختص بشؤون البيئة، أن التعرض للزئبق يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، حيث يستهدف الجهاز العصبي، والعظام، والكبد، والكلى، ما يجعله من أكثر العناصر الكيميائية المدمرة، التي تتطلب حظراً فورياً للحد من تداعياتها الصحية والبيئية. حظر الرصاص
لم يكن الزئبق المادة الوحيدة التي تسعى الحكومة العراقية لحظرها، إذ سبق لبغداد اتخاذ إجراءات صارمة للحد من استخدام المواد الكيميائية الخطرة، ومنها الرصاص والأسبستوس، بعد ثبوت أضرارها الصحية والبيئية.
وفي مجال وقود السيارات، كان الرصاص يُستخدم لتحسين جودته، عبر إضافة مادة رابع إيثيلات الرصاص، لكنه تسبب في انتشار التلوث والتسمم بالرصاص في العديد من الدول، مما دفع العراق إلى التوقف عن استخدامه نهائياً في عام 2016.
أما في قطاع الأصباغ، فقد كانت مركبات الرصاص تُضاف لتحسين لون الطلاء ولمعانه، لكن بعد الكشف عن مخاطر التسمم بالرصاص، أصدر العراق في عام 2018 مواصفة قياسية تلزم باستخدام أصباغ خالية من الرصاص، وحدد 90 جزءاً من المليون كحد أقصى مسموح به، بناءً على توصيات وزارة البيئة.
إلى جانب الزئبق والرصاص، شمل الحظر مادة الأسبستوس، التي كانت تُستخدم على نطاق واسع في عزل المياه والحرارة في المباني، وكذلك في أنابيب الصرف الصحي والمياه. وعلى الرغم من فوائدها العملية، كشفت الدراسات أن الأسبستوس يُطلق أليافاً دقيقة عند تعرضه للتعرية أو الصيانة، مما يؤدي إلى أمراض تنفسية خطيرة وسرطانات مميتة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العراق
إقرأ أيضاً:
«الرواشين» نموذج لفن العمارة السعودية الخشبية في المدينة المنورة
يحكي الإرث المديني روح وفن العمارة السعودية، فعلى جدران البيوت القديمة ونوافذها تتجلى ملامح الماضي التليد، وروعة الحاضر الذي يعبر عن اعتزاز المملكة بموروثها العمراني الأصيل.
وتُبرز بعض مباني المدينة المنورة، سواءً القديمة أو الحديثة، فن العمارة السعودية من خلال "الرواشين"، وهي نوافذ أو شرفات بارزة مصنوعة من الخشب، تُستخدم لتغطية الفتحات الخارجية للمنازل، وتُعد من أبرز الخصائص المعمارية التقليدية في المملكة.
وتعود صناعة الرواشين إلى أواخر القرن السادس الهجري، وكان الهدف منها تخفيف درجات الحرارة، إذ تعتمد على تصميم يسمح بمرور الهواء إلى داخل المنزل، مما يساعد على تلطيف الأجواء.
وتنقسم الرواشين إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول: "المسمّط"، وهو على هيئة تلبيسة خشبية تمتد من أعلى المنزل حتى أساسه وبابه الأرضي، ويحتوي في إطاره على نوافذ ذات أشكال مستطيلة أو قوسية، تُملأ بمصبعات حديدية منقوشة، ويتميّز هذا الطراز بخلوه من النقوش البارزة، أما النوع الثاني فهو "البارز"، ويتميّز بزخارف ونقوش هندسية أكثر تعقيدًا، ويُستخدم غالبًا فوق مداخل المنازل ليضفي جمالًا بصريًا، ويتكون من وحدات خشبية متصلة تغطي السطح العلوي بالكامل، أو تظهر وحداتٍ عمودية منفصلة في كل طابق، تتخللها زخارف عمودية، وتُزيَّن عادةً بتفاصيل تشبه التاج أو مظلة مجوفة أعلى المنزل، فيما يكون النوع الثالث "روشان بشرفة"، ويتكون من أجزاء منفصلة تتجمع لتشكل بروزًا يُعرف بـ"الشرفة" أو "البلكونة"، وتختلف تقسيماته وستائره وفتحاته بحسب التصميم، ويتضمن وجود ساتر أو مظلة مائلة أو مستوية، وتتنوع أحجامه وأشكاله بحسب كل منزل.
وتتميز الرواشين باستخداماتها المتعددة؛ فهي تسمح بدخول ضوء الشمس، وتُعد جزءًا من أثاث المنزل، وعنصرًا أساسيًا في نظام التهوية، وامتدادًا للغرف باتجاه الشارع، فضلًا عن دورها في التحكم في زاوية الرؤية، وشدة الإضاءة، وتدفق الهواء وسرعته، وعادةً ما تكون مصحوبة بـ"دكة" خارجية، وهي مقاعد حجرية أو طوبية ملتصقة بجدار البيت، لا يتجاوز ارتفاعها 60 سم، ويجلس عليها كبار السن وأفراد الأسرة، فيما تعلوها الرواشين.
وتتنوع ألوان الرواشين بين الخشبي والبني بدرجاته، والأخضر، وتبرز فيها مهارات النجارين من خلال التفاصيل الدقيقة للمشغولات الخشبية، كالأجزاء المتشابكة ومصارع النوافذ التي تتكون من ستائر شبكية صغيرة.
وتحتوي الرواشين على "المشربيات"، وهي الجزء البارز من الروشن، وتُستخدم لتبريد المنزل، وسُمّيت بذلك نسبة إلى جِرار الماء الصغيرة (الشُربَة) أو الأوعية الفخارية التي كانت توضع فيها لتبريد الماء، أو لتلطيف الهواء بفضل عملية التبخر. فعند دخول الهواء الجاف عبر فتحات الروشن ومروره بالماء، يتحول إلى نسمات باردة، وهو من أساليب العمارة الإسلامية الذكية في التعامل مع المناخ.
يُذكر أن خريطة العمارة السعودية تضم 19 طرازًا معماريًا، يعكس كلٌّ منها الخصائص الجغرافية والطبيعية والثقافية لمناطق المملكة، وتجمع هذه الطُرز بين الأصالة والحداثة، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز جاذبية المدن، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
المدينة المنورةأخبار السعوديةالرواشينالعمارة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.