حماس لترامب: غزة ليست للبيع والفلسطينيون لن يغادروا أرضهم
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تنديدها بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عزمه شراء غزة وتهجير سكانها، واعتبرتها تصريحات "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".
وأكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه.
جاء ذلك في تصريحات خلال مشاركة الحية في مسيرة بالعاصمة الإيرانية طهران إحياء للذكرى السنوية الـ46 للثورة الإسلامية الإيرانية.
وقال الحية إن "طوفان الأقصى" وحّد الأمة للدفاع عن غزة ضد العدوان الصهيوني، مضيفا "نقف هنا أمام العالم لنقول لكم إن طوفان الأقصى انطلق ليكون مقدمة لتحرير فلسطين".
وتابع "أما مشاريع الغرب وأميركا وترامب فإلى زوال، وسنسقطها كما أسقطنا غيرها من قبل، هذا عهدنا، وشعبنا لم ينسَ من وقف معه، ولن يسامح الغادرين والمتخاذلين والمتآمرين ومن اشترك مع الاحتلال في قتلنا وتدميرنا".
وفي بيان لها اليوم الاثنين، قالت حركة حماس إن غزة ليست عقارا يباع ويشترى، بل هي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الحركة أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات وصفة فشل، وأن الشعب الفلسطيني سيُفشل كل مخططات التهجير والترحيل، فغزة لأهلها ولن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.
إعلان
خطط ترامب
وأمس الأحد، قال ترامب في تصريحات خلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية إنه ملتزم بشراء قطاع غزة وامتلاكه، مدعيا أنه لم يبقَ شيء للعودة إليه في غزة، وأنها غير آمنة مطلقا، في إشارة إلى الدمار الذي لحق بها جراء الغارات الإسرائيلية.
وفي 4 فبراير/شباط الجاري كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير كافة سكانها الفلسطينيين إلى دول أخرى.
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الحرب ليست فقط على إيران
الذي لا شك فيه أن إيران وقعت في فخ الخديعة الأمنية، ورغم تكرار نتنياهو الحديث مرارا عن عزمه ضرب المشروع النووي الإيراني إلا أن الأحداث لم تكن تسير -في الظاهر- في هذا الاتجاه..
أولا: لأن ترامب جاء على خلفية إخراج أمريكا من كل الصراعات التي تدافع فيها عن الآخرين دون أي عائد اقتصادي يعود عليها.
ثانيا: الإيحاء المتكرر بأن ترامب ليس على علاقة جيدة بنتنياهو، لدرجة أنه تعمد أن يهينه في أحد المؤتمرات الصحفية بحيث ظل جالسا لم يتكلم لمدة 45 دقيقة، بل ومدح ترامب أردوغان في حضوره.
ثالثا: هناك محادثات بين أمريكا وإيران في مسقط بوساطة عُمان وقطر، وكانت هناك جولة جديدة مقررة فقط بعد ثلاثة أيام من بدء العدوان.
رابعا: توقف أمريكا عن مهاجمة اليمن وعقدها اتفاقا مع الحوثيين، تأكيدا على منحى ترامب في البعد ببلاده عن الصراعات وتخليه عن الدعم المطلق للكيان.
خامسا: ما أُشيع إعلاميا بعد اتصال ترامب بنتنياهو أن الأول رفض أن يعطيه ضوءا أخضر لمهاجمة إيران.
كانت نتيجة هذا الخداع، إضافة إلى ثغرة أمنية ضخمة تعاني منها إيران وظهرت قبل ذلك في تفجيرات في المواقع النووية واغتيال عالم الذرة الأول محسن فخري زادة، أن الضربة الأولى كانت شديدة التأثير وراح ضحيتها تقريبا الصف الأول من قيادات الحرس الثوري والأجهزة الأمنية وعدد كبير من علماء الذرة.
في البداية أعلن ترامب أن بلاده لا دخل لها فيما حدث، ثم لما بدا أن العملية حققت نتائج ربما أكثر مما توقعوا، خرج ترامب ليتحدث عن أهمية السلاح الأمريكي وأن إيران قد أُذلت ولم يبق لها إلا أن تعود إلى المفاوضات في موعدها المحدد رافعة راية الاستسلام البيضاء، وإلا فإن القادم سيكون أسوأ وسيتم القضاء على الامبراطورية الإيرانية
سارعت فرنسا بتأييد العملية مؤكدة على حق الكيان في الدفاع عن نفسه وظهر أن دول أوروبا لها نفس الموقف، فقبل يوم واحد من الهجوم اجتمع مجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية وللمرة الأولى يصدر قرارا بأن إيران غير ملتزمة بتنفيذ الاتفاقات، وبعد العملية لم تعلن دولة أوروبية أو غربية واحدة استنكارها الاعتداء على السيادة الإيرانية.
ولهذا فإن ما حدث كان مرتبا ولم يكن نزوة جديدة لنتنياهو وحكومته المتطرفة وإنما شاركت فيه أطراف دولية عدة، وأن الهدف ليس إيران وحدها بل هو استباحة المنطقة بكاملها، وفي القلب من ذلك التخلص من السلاح النووي الباكستاني والتخلص من أردوغان، وهي الأمور التي ما فتئ نتنياهو يكررها كل حين.
ورغم أن الضربة كانت شديدة ومؤثرة إلا أن إيران استطاعت امتصاصها وملء الفراغات في منظومة القيادة، ثم بدأت في الرد على الكيان بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيرات، واستطاعت الوصول تقريبا إلى كل جغرافيا الكيان وحققت دمارا واسعا في قلب الكيان لم يتعود عليه من قبل، وبات الملايين في الملاجئ وسقطت العمارات على ساكنيها، ووصلت الصواريخ إلى بيت نتنياهو وكل القواعد العسكرية وكثير من المراكز البحثية مثل معهد وايزمان للأبحاث.
والسؤال متى تنتهي هذه الحرب؟ الكيان والدول الغربية سيكون صعبا عليهم التوقف دون تحقيق الأهداف، ومثلما قال نتنياهو في بداية حرب غزة نحتاج إلى بضعة أسابيع وهو الآن عالق لم يحقق شيئا بعد ما يقرب من عامين.
ولكي لا يستطيع الأعداء تحقيق أهدافهم ومن ثم يوقفون العدوان لا بد من تنحية البعد الطائفي جانبا، فالجميع مستهدف وما يحدث هو جزء من الحرب على كل الإقليم، ولا بد ن تقوم الدول المركزية مثل تركيا وباكستان بدورها في:
أولا: سد الثغرة الأمنية واكتشاف العملاء وإلا فإن كل شيء يكون عرضة للضياع.
ثانيا: في الدعم اللوجستي بالمعلومات وأنظمة الحرب الحديثة.
ثالثا: بالدعم العسكري والإمداد.
وأخيرا: بالحشد الدبلوماسي لإدانة ما يفعله الكيان وزيادة عزلته على كل المستويات الشعبية والرسمية.