في ذكرى رحيل الزعيم مصطفى كامل.. كيف طرد اللورد كرومر من مصر؟
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
يحل اليوم 10 فبراير 2025 ذكرى وفاة الزعيم الراحل مصطفى كامل الذي ظل يدافع عن حقوق مصر في الداخل والخارج إلى أن وافته المنية في ذات اليوم من عام 1908.
عٌرف مصطفى كامل بوطنيته الشديدة منذ الصغر، فهو من أكبر المناهضين للاستعمار، وأدت تحركاته ومجهوداته إلى فضح جرائمهم في المحافل الدولية مما دفع المندوب السامي البريطاني في مصر إلى تقديم استقالته بعد حادثة دنشواي، وبالرغم من حياته القصيرة والتي لم تتدعى الـ 34 عامًا إلا أنه استطاع أن يترك بصمة قوية في نفوس الجماهير، وظلت شخصيته الفارقة حاضرة وسط الجموع بالرغم من مرور 117 عاما على رحيله.
ولد الزعيم الراحل مصطفى كامل في 14 أغسطس عام 1874 بمركز بسيون في محافظة الغربية، وكان والده أحد ضباط الجيش المصري الذي زرع في ابنه حب الوطنية والنضال منذ الصغر.
التحاقه بالجمعيات الوطنية منذ الصغرالتحق مصطفى كامل في الثانوية العامة بالمدرسة الخديوية واستطاع أن يؤسس جماعة وطنية وأدبية وكان يخطب لزملائه بها، ثم أكمل دراسته في مدرسة الحقوق وتعلم فيها اللغة الفرنسية واستطاع أن يلتحق بجمعيتين وطنيتين آثرتا في مهاراته وقدارته الخطابية، ثم التحق فيما بعد بمدرسة الحقوق الفرنسية.
ملاحقة الاحتلال الإنجليزيظل مصطفى كامل يلاحق الاحتلال الإنجليزي بكلماته وخطبه النارية التي أشعلت حماس المصريين، وظل يندد بما يفعله الاحتلال في مصر، كما لم يكل من الطواف في أوروبا للدفاع عن القضية المصرية، وفي عام 1900 أصدر صحيفة اللواء اليومية، كما اهتم بالتعليم وجعله مصاحبًا للتربية، فضلًا عن أنه أسس الحزب الوطني.
حادثة دنشوايبعد وقوع حادثة دنشواي في يونيو عام 1906، قام مصطفى كامل بإثارة الغضب القومي وتحريك الحركة القومية المصرية وأصبح المتحدث باسمها.
كما نشر في باريس مقالات ذكر فيها مساوئ الاحتلال وما يفعله من انتهاكات صارخة بحق الشعب المصري وقد نشر هذه المقالات في صحيفة (الفيجارو) ودعمته الصحفية الفرنسية (جولييت آدم).
أثرت المقالات التي كتبها مصطفى كامل في لفت الانتباه الدولي إلى حادثة دنشواي، كما سافر إلى لندن حيث قام بإلقاء خطبًا في جميع أنحاء بريطانيا وندد بحادثة دنشواي مهاجمًا اللورد كرومر، المندوب السامي البريطاني لمصر آنذاك، مما أدى إلى تقديم الاخير لاستقالته في مارس عام 1907.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر مصطفى كامل اللورد كرومر الاحتلال الإنجليزي الزعيم مصطفى كامل المزيد مصطفى کامل
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد الشيخ مصطفى إسماعيل.. قارئ الملوك وسلطان القراء
تحل علينا اليوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو ، ذكرى ميلاد نجم ساطع في فضاء التلاوة القرآنية، القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي لم يكن صوته مجرد نغم عابر، بل أداة ساحرة تقود القلوب إلى حُب القرآن، تستقطب السامعين من كل الفئات والثقافات، فارتبط اسمه بثلاثيةٍ فريدة: جمال الصوت، وعمق الأداء، وقدرة فائقة على مخاطبة الوجدان.
وُلِد لشيخ مصطفى إسماعيل في قرية ميت غزال بمحافظة الغربية في الـ 17 من يونيو عام 1905م، وحفظ القرآن في كُتَّاب الشيخ عبد الرحمن أبو العينين، ثم تتلمذ في المعهد الأحمدي الأزهري بطنطا، وهناك نبغت موهبته الفطرية، فنصحه أساتذته بالتفرغ للتلاوة، مُدركين تفرد أدائه.
وكانت لحظة التحول الفاصلة في الثالث والعشرين من فبراير 1945، عندما أخذَه الشيخ محمد الصيفي في احتفال المولد النبوي الشريف، ليقرأ ببث مباشر على الإذاعة المصرية، دون أن يكون مسجلًا فيها، ثقة في عبقريته، ليكون ذلك البث المباشر شهادة ميلاد لشهرته العريضة.
لم يكد صوته يصدح حتى بلغ القصر الملكي، فاستدعاه الملك فاروق ليكون قارئ القصر الخاص، وخصيصًا في ليالي القدر الرمضانية، حتى اشتُهر بـ"قارئ الملوك".. والأعجب أنه ظل صوتًا عابرًا للعصور، فحافظ على مكانته المتميزة كالمقرئ المفضل ليس فقط للملك، بل لكل الرؤساء الذين عاصروه، وكان أول قارئ يُقبل في الإذاعة دون اختبار، تقديرًا لموهبته الاستثنائية.
وامتلك الشيخ مصطفى إسماعيل خامةً صوتيةً نادرة "طبقة التينور"، التي تجمع بين القوة والنقاء، فمكَّنته من التحليق في طبقات الجواب بثباتٍ مدهش، وتجاوز إلى أبعادٍ أدائيةٍ مبهرة، فهو سيد الارتجال، له قدرة فذة على الارتجال من وحي الآيات وروح المناسبة، حتى شهد له موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأنه المقرئ الوحيد الذي يصعب توقع نقلاته المقامية، معتبراً ذلك "عبقرية يتدفق منها الابتكار"، وكانت كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب من أشد المعجبين بتلاوته، وقال عنه الموسيقار عمار الشريعي: "لديه إعجاز في فنون الأداء، فيصنع ما لا نستطيعه نحن الموسيقيون، ولديه إمكانيات غير مكررة".
برع في "تطويع المقامات لخدمة المعنى القرآني"، حيث تتماهى تلاوته مع المعاني بدرجة عالية من الخشوع والإيمان، وهو من أبرز أساتذة فن الوقف والابتداء، مما أعطى تلاوته سلاسة ووضوحاً تنم عن فهم عميق لكتاب الله.
آمن الشيخ مصطفى إسماعيل بأن "القرآن أُنزل للناس"، فكان يشترط حضور الجمهور في استديوهات التسجيل لتنبعث الروحانية من تلاوته، وسافر بدعواتٍ إلى العديد من الدول العربية والإسلامية، وقرأ في أعرق مساجدها، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، ليصبح رمزاً عالمياً لفن التلاوة المجوَّد.
وحصد أرفع الأوسمة مثل وسام الاستحقاق من مصر وسوريا، ووسام الأرز من لبنان، كما حصل على وسام من الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1965.
يظل الشيخ مصطفى إسماعيل أحد أعظم قرّاء القرآن في تاريخ الأمة، بصوته الجميل وأدائه المؤثر الذي دخل القلوب ولامس الأرواح.. لم يكن مجرد مقرئ، بل مدرسة فريدة في التلاوة.. رغم رحيله في 26 ديسمبر عام 1978، ما زالت تلاواته تُتلى وتُبكِي وتُلهِم، وستبقى خالدة في ذاكرة محبي القرآن الكريم.