رسالة دكتوراه تناقش الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
حصل الباحث سالم بن سعيد بن مسعود الكندي على درجة الدكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربيّة تخصص "أدب" حيث حازت الأطروحة على أعلى مستوى بملاحظة "مشرّف جدّا" من جامعة منّوبة بالجمهوريّة التونسيّة، وجاءت ضمن برنامج المنح الدوليّة المقدّمة من الجمهوريّة التونسية لطلبة سلطنة عمان حيث جرت جلسة مناقشة الأطروحة بحضور سعادة الدكتور هلال بن عبدالله السنانيّ سفير سلطنة عمان لدى الجمهوريّة التونسيّة.
وجاءت الأطروحة تحت عنوان الزمن بين التاريخ والمتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة لإبراهيم نصر الله، إذ ركّز الباحث على البحث في الحدّ الفاصل الذي يجعل من نص ما نصا أدبيّا وليس نصاً كتابيا تاريخيا توثيقيا صرفا؛ وفي ضوء البحث المتعلّق بالرواية وحضور التاريخ فيها سعى الباحث للإجابة عن السؤال الرئيس: كيف يتشكلّ الزمن الروائيّ في ضوء التنازع بين حضور الوثيقة التاريخيّة والمتخيّل الروائيّ في الملهاة الفلسطينيّة لإبراهيم نصرالله؟
وللإجابة عن هذا السؤال المركزيّ اختار الباحث المجموعة الروائيّة "الملهاة الفلسطينيّة" للروائيّ والشاعر الفلسطينيّ إبراهيم نصر الله، وجاء اختياره لهذه المجموعة، لأنّها تجسّد مشروعا روائيّا متكاملا يحكي من خلاله الكاتب حكاية فلسطين عبر تنقّله في مساحة زمنيّة روحيّة ووطنيّة وإنسانيّة على مدى مئتين وخمسين عاما من تاريخ فلسطين الحدّيث، ولكلّ رواية في هذه المجموعة فضاؤها الروائيّ المستقل، إذ تضمّنت المجموعة الروائيّة أربع عشرة رواية حتى الآن.
وفي هذه الأطروحة درس الباحث إشكاليّةَ الزمن بين التاريخ والمتخيّل في خمس روايات من مجموع روايات الملهاة الفلسطينيّة الأربع عشرة، وهي روايات "زمن الخيول البيضاء، قناديل ملك الجليل، ثلاثيّة الأجراس: سيرة عين، ظلال المفاتيح، دبابة تحت شجرة عيد الميلاد" إذ جاء اختيارُه لهذه الروايات إلى تجلّي الخلفيّة التاريخيّة التي استند إليها الكاتب في بناء فضائها الروائيّ بما اعتمد عليه من وثائق تاريخيّة مكتوبة، وشهادات شفهيّة عديدة، ومن جانب آخر يبدو الزمن التاريخ الخارجيّ في بقيّة روايات المجموعة قريبا جدا من زمن القارئ.
ولقد سعى الباحث إلى أن تكون دراسته لهذه المدونة الروائيّة مستنيرة بالمنهج الإنشائي المساعد على تبين خصائص النصوص وما تثيره من إشكاليّات فحاول الإجابة عن الإشكاليّة الرئيسة، المتمثّلة في السؤال: كيف يتشكلّ الزمن الروائيّ في ضوء التنازع بين حضور الوثيقة التاريخيّة والمتخيّل الروائيّ في الملهاة الفلسطينيّة لإبراهيم نصرالله؟
والبحث في هذه الإشكاليّة تناول الرد على جملة من التساؤلات من أهمها كيّف تجلّت العلاقة بين الرواية والتاريخ؛ وكيف وظّف الروائيّ الزمن في الرواية؟ إضافة إلى أهمية أن تحافظ الروايات على بنائها الفنّيّ وهي تكتب التاريخ؟ وفي مستهل الأطروحة درس الباحث تطور الأدب السرديّ الفلسطينيّ من حيث موضوعاته، وخصائصه وسماته الفنيّة وأبرز أعلامه في العصر الحدّيث كذلك حياة الروائيّ إبراهيم نصر الله وتجربته الشعريّة والروائيّة وتفاصيل المجموعة الروائيّة الملهاة الفلسطينيّة وإشكاليّات الزمن والتاريخ والمتخيّل في الرواية من خلال الوقوف على مصطلح الزمن في اللّغة والفلسفة والسرد ومفهوم الرواية التاريخيّة وتطوّر هذا النوع الروائيّ.
وقد جاءت الدراسة في أربعة أبواب فالباب الأوّل تطرّق لـ" المكان والشخصيّات في الملهاة الفلسطينيّة" أما الباب الثاني فقد جاء عنوانه " خصائص الخطاب السرديّ في الملهاة الفلسطينيّة"؛ فيما تناول الباب الثالث "التفاعل النصّيّ والانفتاح على التاريخ" أما الباب الرابع والأخير فقد جاء تحت عنوان "الزمن التاريخيّ والزمن المتخيّل في الملهاة الفلسطينيّة" ولقد توصّلت الدراسة إلى أنّ المكان مسرحا لأحداث الرواية قد تباينت صوره بين التاريخيّ الموثّق، والمتخيّل المستند إلى التاريخ وأن الروايات تضمّنت ملاحظات الكاتب في الهوامش والمتون التي تؤكد استناده إلى الوثائق التاريخيّة والأبحاث الموثوقة، والشهود لإعطاء المكان مصداقية أكبر عند القارئ، حتى تلك الفضاءات المتخيّلة كانت تعبّر عن أماكن لها وجودها الموثوق، ولقد استكمل الكاتب الفراغات بأسلوبه الإبداعي الخاص لإنشاء مشهد مستند إلى الواقع التاريخيّ؛ إضافة إلى تنوّع أصناف الشخصيّة في الروايات الخمس حيث كان للتاريخ والعناصر المتخيّلة تأثيرها الخاص على تشكيل الشخصيّات الروائيّة وفي الروايات الخمس شخصيّات نسائيّة فلسطينيّة رئيسة حمّلها الكاتب دلالات رمزيّة مرتبطة بحركة النضال الفلسطينيّ تجاه أرضه وقضيّته، وقد تميّزت هذه الشخصيّات بقوة الإرادة والعزيمة في تغيير الواقع بصورة مباشرة، أو في دعم الشخصيّات المحوريّة على التغيير، كما ظهرت المرأة وهي تقود الثورة ضد الاستعمار، وتكافح من أجل الحرية والعدالة؛ كما ساهم توظيف إبراهيم نصر الله لتقنيات التفاعل النصّي والتداخل الأجناسي في إبراز مجموعة من القيم الفنيّة التي أثرت الأبعاد التاريخيّة ودعمت مشروعه في روايات الملهاة الفلسطينيّة حيث كان للكاتب رؤية واضحة حول ما يتعلّق بتوظيف الوثيقة التاريخيّة التي عمد إلى توظيفها لأجل نبش الذاكرة الفلسطينيّة بعيدا عن سطوة الفهم العام للحكاية الفلسطينيّة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ة التاریخی ة بین التاریخ الروائی ة الشخصی ات نصر الله
إقرأ أيضاً:
«ثلاثية» لشادويل و«مهم» يحطم الزمن بمضمار جبل علي
عصام السيد (دبي)
أخبار ذات صلة
حلق الجواد «أطوال» لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، بلقب كأس «طيران الإمارات»، وحققت خيول شادويل «ثلاثية» مستحقة، فيما حطم الجواد «أف مهم» لخالد خليفة النابودة زمن مسافة 1200 متر، خلال فعاليات السباق الرابع لمضمار جبل علي الذي تألف من 7 أشواط، خُصصت جميعها للخيول المهجنة الأصيلة، باستثناء الشوط الأول المخصص للخيول العربية الأصيلة، وبلغت القيمة الإجمالية لجوائز السباق 584 ألف درهم برعاية عدد من المؤسسات والشركات الرائدة بالدولة.
وجاء فوز «أطوال» بإشراف مايكل كوستا وقيادة سلفستر دي سوسا، ناجزاً في سباق كأس طيران الإمارات - سباق داعم للخيول المهجنة الأصيلة، سباق تكافؤ (70-95) للخيول من عمر 3 سنوات فما فوق في الشوط الرابع لمسافة 1200 متر، وقيمة الجائزة 100 ألف درهم.
وحطم «أف مهم» لخالد خليفة النابودة، بإشراف أرنست اورتيل، وقيادة مارسلينو رودريجوز، الزمن القياسي لمسافة 1200 متر مسجلاً 1:21:72 دقيقة في الشوط الأول على لقب كأس بورشه للخيول للعربية الأصيلة سباق تكافؤ (0-85) للخيول من عمر 4 سنوات فما فوق المولودة في الإمارات، وقيمة الجائزة المالية 50 ألف درهم.
وحقق «منية» لشادويل بإشراف مصبح المهيري، أحلام فارسه أنطونيو فريزو، في الشوط الثاني على لقب سباق الشعفار للاستثمار - سباق داعم، للخيول المهجنة الأصيلة المبتدئة من عمر 3 سنوات فما فوق لمسافة 1400 متر، وقيمة الجائزة المالية 72 ألف درهم.
وسجلت شادويل «ثنائية» عبر الجواد «متأني» بإشراف جون هايد، وقيادة دانيال تودهوب في الشوط الثالث على لقب سلسلة الإمارات لسباقات للسرعة للخيول المهجنة الأصيلة سباق تكافؤ (0-75) للخيول من عمر 3 سنوات فما فوق لمسافة 1200 متر، وقيمة الجائزة المالية 80 ألف درهم.
وتوج «دايموند ديلر» لعذبة للسباقات، بإشراف بوبات سيمار، وقيادة تاج أوشي بلقب سباق العوير للخيول المهجنة الأصيلة، سباق تكافؤ (0-85) للخيول من عمر 3 سنوات فما فوق في الشوط الخامس 1600 متر، وقيمة الجائزة 90 ألف درهم.
وحصد «سيكريت مانر» لنيغار بيرك، وإيري ريسنج1، وجوي فيني، بإشراف بوبات سيمار، وقيادة أندرو سلاتري جائزة الشوط السادس على لقب سباق أم سقيم للخيول المهجنة الأصيلة، سباق تكافؤ (75-100) للخيول من عمر 3 سنوات فما فوق لمسافة 1950 متر، وقيمة الجائزة 120 ألف درهم.
وعزف «أمجاد» لحن الختام عندما منح الثلاثية «هاتريك» لإسطبلات شادويل، بإشراف دووج واتسون، وقيادة باتريك دوبس بفوز لافت في الشوط السابع على لقب كأس الحذيفة - سباق داعم للخيول المهجنة الأصيلة المبتدئة للخيول من عمر 3 سنوات فما فوق لمسافة 1950 متراً، وقيمة الجائزة 72 ألف درهم.
وتقدم الحضور المهندس محمد سعيد الشحي، المدير العام لمكتب سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم ومدير سباقات سموه، وعضو مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الإمارات لسباق الخيل، ومحمد الأحمد المدير العام لمضمار جبل علي.