الثورة نت:
2025-12-10@15:09:28 GMT

( الصهاينة) واستراتيجية تسويق الأساطير..!!

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

( الصهاينة) واستراتيجية تسويق الأساطير..!!

 

 

منذ أعلن عن قيام الكيان الاستيطاني الغاصب في فلسطين في 15 مايو 1948َ تطبيقا للقرار الاستعماري رقم ( 181) الذي قضى بتقسيم فلسطين وإقامة ( وطن قومي لليهود في فلسطين)، ذهب هذا الكيان مسخرا قدرات مادية هائلة وموظفا القدرات الاستعمارية الغربية والأمريكية، وكل الممكنات الإمبريالية، في إنتاج وتسويق الأساطير والأكاذيب التي يحاول من خلالها اعتساف الوعي الإنساني وإجباره قهرا وعنوة على الأخذ بكل ما في الروزنامة التي  أطلقوها  وراحت ماكينات الإعلام الغربية والأمريكية، ومنابرهم ومعاهدهم ومراكزهم الاستراتيجية والبحثية  تسوقها كحقائق، في واحدة من أكبر مظاهر استغفال العقل الإنساني وإجبار العالم  على اعتماد ( الأكاذيب الصهيونية) غير المسموح بل والمحرم التشكيك بها أو الانتقاص منها، واعتبار كل من يحاول البحث عن أصول هذه الأكاذيب والتشكيك بصحتها ( عدوا للسامية) ويجد الباحث أو المفكر والعالم المعني بتأكيد أو نفي هذه الأساطير، يجد نفسه محاربا دوليا ومنبوذا وعرضة للاستهداف الممنهج ليس من قبل كيان العدو، بل من قبل كل أنظمة العالم الغربي وأمريكا، مهما كانت المكانة العلمية التي يحتلها دوليا هذا العالم أو ذاك المفكر.

. بل أن أعظم روائي أمريكي ( هنري ميللر) نفته سلطات بلاده حين أصدر روايات وكتباً تشكك بالروايات الصهيونية، فعوقب بحرق كل أعماله وإسقاط جنسيته الأمريكية وطرد من وطنه، وعاش منفيا في جنوب فرنسا حتى وفاته..!
المفكر والفيلسوف الفرنسي ( روجيه جارودي) الذي أثبت علميا عدم صحة المزاعم والأساطير الصهيونية تعرض للمحاكمات والمضايقات في بلاده واعتبر معاديا (للسامية)..؟! وكثيرون من  فلاسفة ومفكري أمريكا   والغرب الذين توصلوا لذات النتائج التي توصل إليها (ميللر، وجارودي) حوربوا وتعرضوا لكل أصناف العقاب ليس من الكيان الصهيوني بل من أنظمتهم الوطنية، التي ظلت لعقود تقدم للعالم دروسا في الديمقراطية والحرية وحرية الفكر والتعبير، لكن أن تصل حريتهم لدرجة التشكيك أو كشف مزاعم وأساطير الصهاينة فهذا فعل من المحرمات صهيونيا وأمريكيا وغربيا، ومن أبرز هؤلاء المفكر الأمريكي اليهودي (نعوم تشنوسكي) الذي تعرض لكل أشكال المضايقة من سلطات بلاده، بلاد الحريات الفكرية والاقتصادية – عاصمة العالم الحر – وفي الواقع هي عاصمة الاستعمار والعبودية..؟!
إن الاحتلال الصهيوني الغاصب الذي يتخذ من التضليل وتسويق الأساطير الخرافية مجرد يافطة يحاول من خلالها ترسيخ في الوعي الجمعي العربي والدولي أكاذيب يستعطف من خلالها الوعي الغربي، مانحا لنفسه ( شرعية إلٓهية) فيما الحقيقة تؤكد أن هذا الكيان ليس أكثر من حاملات طائرات استعمارية الهدف من زراعته في قلب الوطن العربي هو حماية المصالح الاستعمارية وأنه قام بناء على (وعد بلفور) وليس (بوعد من الله) كما يزعم كهنته وأحباره ..؟!
إن ( الصهيونية) ليست (دين) ولا دين لها ولا مبادئ إنها حركة عنصرية استعمارية تؤدي دوراً وظيفي في خدمة الاستعمار الأمريكي – الغربي بدليل ما حدث ويحدث في وطننا العربي على يد هذا الكيان ورعاته الذين دفعوه لاستباحة كل المحرمات والتنكر لكل القوانين والسخرية من الشرعية الدولية، وتمارس أفعالاً لا يمكن أن تمارسها حتى الدول الاستعمارية الراعية لها، لكنها تتغاضى عن تصرفاتها بمقدار رد الفعل العربي الذي كثيرا ما يمنح للعدو شرعية الغطرسة وانتهاك المحرمات بحق فلسطين والأمة دون تفكير بالعواقب استنادا للدعم الأمريكي – الغربي، لكن كل هذه السلوكيات بعد ( طوفان الأقصى) ورغم وحشية رد الفعل إلا أنها بداية حتمية ليس لزوال الغطرسة الصهيونية، بل لزوال الكيان نفسه.
[email protected]

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

في إسطنبول.. قسّ وحاخام وشيخ في جبهة واحدة ضد الصهيونية

في إسطنبول، لم يكن الاجتماع عابرا، ولا المشهد مألوفا، ولا اللحظة عادية. هناك، على ضفاف التاريخ الذي لا يزال يُكتب بالدم والوعي، اجتمع القسّ والحاخام والشيخ، لا لاختلافٍ عقائدي، بل لاتفاقٍ أخلاقيٍّ واضح: الوقوف صفا واحدا في وجه الصهيونية، ورفض الإبادة، ومقاومة محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

تشرفتُ بأن أكون واحدا من بين كوكبة ضمّت قرابة 300 شخصية فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية، اجتمعوا تحت مظلة مؤتمر مؤسسة القدس الدولية وشركائها. 300 وجه، بـ300 قصة، و300 طريق، لكن ببوصلة واحدة تشير إلى القدس، وبقلبٍ واحد ينحاز لغزة وفلسطين.

كان المشهد لافتا حدّ الإدهاش: رجال دين من الديانات الثلاث، يجلسون تحت سقف واحد، لا يتجادلون، بل يتعاهدون. قسٌّ مسيحي يرى في القدس ضميرَ الإيمان، وحاخامٌ يهودي يعلن براءة دينه من الصهيونية، وشيخٌ مسلم يحمل أمانة الأمة في صوته ونبرته. لحظة تقول، بلا مواربة، إن الصراع ليس دينيا كما يحاولون تصويره، بل هو صراع حقّ مع مشروع استعماريٍّ إحلاليٍّ يستخدم الدين قناعا.

ازددت قناعة أن فلسطين ليست قضية العرب وحدهم، ولا المسلمين فقط، بل هي قضية الأحرار في كل مكان
وفي ذروة تلك اللحظات، تلا الدكتور محمد سليم العوا البيانَ الختامي باسم المجتمعين، فجاء واضحا لا لبس فيه: رفضٌ قاطع للتطبيع، ورفضٌ لمؤامرات تصفية القضية، وإدانةٌ صريحة لجرائم الإبادة، وتعهدٌ بالسعي لملاحقة مرتكبيها في مختلف المحافل القانونية والسياسية والإعلامية. لم يكن البيان مجرد كلمات، بل تعاقدا أخلاقيا جديدا أمام التاريخ.

لكن من بين كل تلك الوجوه، استوقفني وجهٌ واحد على نحوٍ خاص؛ رجل قادم من جنوب تايلاند، بملامح متعبة من طول السفر، وبعينين ممتلئتين بالشغف. جاء لأجل القدس، لأجل غزة، لأجل فلسطين، كأن المسافة بين بانكوك وإسطنبول لا تساوي شيئا حين تكون الوجهة هي الحق. جلس بيننا، يتابع، ويصغي، ويتفاعل وكأنه من أبناء القدس نفسها.

وفي استراحة قصيرة، علمنا أن إعصارا ضرب منطقته، مخلفا خسائر فادحة في البيوت والأرواح. جاءه الخبر باردا على هاتفه، ساخنا في قلبه. توقعت -كما نتوقع نحن دائما- أن يعتذر، أن يشدّ الرحال عائدا، أن يقول: "أهلي أهم الآن"، لكنه لم يفعل، بقي. قال بابتسامة موجوعة: "غزة الآن أيضا في الإعصار". لحظتها فهمت لماذا لم يأتِ وحده.. جاء ومعه وطنه، وألمه، ومطره، ورياحه.

عندها ازددت قناعة أن فلسطين ليست قضية العرب وحدهم، ولا المسلمين فقط، بل هي قضية الأحرار في كل مكان. هي المرآة التي تنعكس فيها أخلاق العالم؛ فمن وقف معها وقف مع إنسانيته، ومن خذلها خسر نفسه قبل أن يخسرها.

لسنا سذّجا لنظن أن مؤتمرا واحدا سيوقف حربا، أو أن بيانا واحدا سيهزم ترسانة الاحتلال. نعرف أن الطريق طويل، وأن كلفة الموقف باهظة، وأن الدم لا يجفّ ببيان، لكننا نؤمن بشيء أعمق: الأثر التراكمي. نؤمن أن كل مؤتمر حجرٌ في جدار الوعي، وكل لقاء بذرةٌ في تربة التاريخ، وكل موقف معلن مسمارٌ جديد في نعش الرواية الصهيونية.

لم تكن فلسطين مجرد موضوع على جدول الأعمال، كانت الروح الحاضرة في كل كلمة، والوجع الذي يتنقل بين الصفوف، والسؤال الذي يلاحق كل متحدث: ماذا سنفعل أكثر؟
هذه اللقاءات لا تغيّر الواقع دفعة واحدة، لكنها تغيّر اتجاهه. لا تهدم الجدار مرة واحدة، لكنها تُضعفه شقا شقا. تصنع شبكة وعي عابرة للحدود، وتخلق لغة مشتركة بين أديان وثقافات، كلها تجتمع عند كلمة واحدة: لا للإبادة، لا للاحتلال، لا لتزييف الحقيقة.

في القاعة، لم تكن فلسطين مجرد موضوع على جدول الأعمال، كانت الروح الحاضرة في كل كلمة، والوجع الذي يتنقل بين الصفوف، والسؤال الذي يلاحق كل متحدث: ماذا سنفعل أكثر؟ لم يعد كافيا أن نشجب، ولا مجديا أن نكتفي بالتنديد. العالم يعيش لحظة اختبار أخلاقي حاد، والحياد فيها صار تواطؤا مستترا.

خرجتُ من المؤتمر أكثر يقينا بأن غزة لا تقاتل وحدها، حتى وإن تُركت وحيدة في الميدان. ثمة من يحمل صوتها في القاعات، وصورتها في المنابر، ودمها في ضميره، وثمة من يلاحق قاتلها بالقانون حين تعجز السياسة، ويطارده بالرواية حين يخونه الإعلام.

وفي إسطنبول، لم يجتمع القسّ والحاخام والشيخ ضد الصهيونية فقط.. اجتمعت الضمائر، وتصافحت الخنادق، وتوحدت البوصلة، وقال العالم -ولو همسا- إنه لم يعد قادرا على الصمت طويلا.

هذه المؤتمرات ليست ترفا فكريا، ولا نشاطا بروتوكوليا. إنها معارك من نوع آخر: معارك الوعي، ومعارك الرواية، ومعارك الشرعية الأخلاقية. ومع كل لقاء، تتراكم الحجارة الصغيرة في طريق طويل.. طريق قد يتأخر، لكنه لا يضيع.

مقالات مشابهة

  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • فى حب فخر العرب.. نجوم الفن يدعمون محمد صلاح: الأساطير لا تسقط أبدا
  • السودان واستراتيجية ترمب للأمن القومي
  • مفاجأة زلزلتني: من «العالم العربي» إلى «الملفات».. (1- 3)
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • في إسطنبول.. قسّ وحاخام وشيخ في جبهة واحدة ضد الصهيونية
  • مدبولي: مصر حريصة على دعم الأمن الغذائي العربي والأفريقي
  • رحلة الحلم العربي.. تحليل فرص المنتخبات في كأس العالم 2026