مقتل شاب شرقي غزة وانتشال جثث.. وتصعيد إسرائيلي في الضفة
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
أفادت مصادر ووسائل إعلام فلسطينية بمقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة غزة، مساء الأحد، وفي الأثناء تواصل القوات الإسرائيلية تصعيد عملياتها العسكرية في مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
فقد أفادت مصاد طبية في غزة، بمقتل شاب برصاص قناصة الجيش الإسرائيلي خلال تفقد أرضه الزراعية في شارع الشعف شرق مدينة غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 48,339 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 111,753 آخرين، في حصيلة غير نهائية.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية أشارت الأحد إلى انتشال جثامين 7 أشخاص، ومقتل 3 آخرين، أحدهم توفي متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق.
هذا إذ لا يزال عدة آلاف من الضحايا تحت الأنقاض والركام، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، دخل حيز التنفيذ في التاسع عشر من شهر يناير الماضي، ومنذ بدء سريانه، قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من القطاع.
الجيش الإسرائيلي يصعد في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية المحتلة، صعد الجيش الإسرائيلي عملياته في مدن وبلدات ومخيمات عدة، ودفع بالدبابات وهجر سكان 3 مخيمات استعدادا لبقاء طويل هناك.
ففي جنين وسع الجيش الإٍسرائيلي عملياته العسكرية، لتشمل بلدات قباطية، اليامون، والسيلة الحارثية، فيما استمرت العملية العسكرية في طولكرم لليوم الثامن والعشرين على التوالي، مع تعزيزات عسكرية إضافية.
وقال أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إن التحركات الاسرائيلية الحالية في الضفة الغربية، تهدف لتنفيذ المخطط الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بضم الضفة الغربية.
وفي تصريحات لسكاي نيوز عربية، قال البرغوثي إن الحشد العسكري الاسرائيلي في الضفة، هو مؤشر على عملية التطهير العرقي الذي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
يأتي هذا فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، قيام الجيش بإخلاء 3 مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية.
وبحسب كاتس، فقد تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين، في جنين وطولكرم ونور شمس.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات غزة الجيش الإسرائيلي مدينة غزة قطاع غزة الضفة الغربية جنين طولكرم مصطفى البرغوثي وزير الدفاع الإسرائيلي مخيمات للاجئين الفلسطينيين نور شمس أخبار فلسطين أخبار غزة أخبار الضفة الغربية الحرب على غزة ضحايا الحرب على غزة مدن ومخيمات الضفة اقتحام مخيمات الضفة القوات الإسرائيلية غزة الجيش الإسرائيلي مدينة غزة قطاع غزة الضفة الغربية جنين طولكرم مصطفى البرغوثي وزير الدفاع الإسرائيلي مخيمات للاجئين الفلسطينيين نور شمس أخبار فلسطين الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة
منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا واضحًا أن الهدف يتجاوز “الردع العسكري” أو “تصفية المقاومة” كما يحاول الترويج له. فالعدوان، بكل ما فيه من عنف مفرط وقصف عشوائي ومجازر جماعية، سرعان ما كشف عن نوايا أبعد من ذلك: إنهاء القضية الفلسطينية من جذورها، عبر تدمير مرتكزاتها الإنسانية والديمغرافية والاجتماعية.
الطفولة هدف مباشر في استراتيجية الإبادة
من المثير للذهول – لا للدهشة – أن الأطفال الفلسطينيين باتوا الهدف الأبرز في حرب الاحتلال على غزة. لم يعد الأمر “أضرارًا جانبية” كما تدّعي الرواية الإسرائيلية، بل سياسة ممنهجة لإبادة جيل كامل.
فبحسب منظمات حقوقية، قُتل آلاف الأطفال منذ بداية الحرب، ودُمّرت مئات المدارس ورياض الأطفال والمرافق الصحية المخصصة للصغار. وأمام هذا الواقع، يصبح من المشروع التساؤل: ما الذي يدفع قوة نووية إلى استهداف مَن لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم؟
الإجابة تُشير إلى بُعد استراتيجي خطير: الاحتلال يسعى إلى تدمير الوعي الفلسطيني منذ الطفولة، وإبادة أي فرصة لولادة جيل جديد قادر على حمل الراية والمطالبة بالحق.
الضفة الغربية: تهجير قسري بصمت دولي
بينما تتجه أنظار العالم إلى الدمار الهائل في غزة، تعمل إسرائيل في الضفة الغربية بخطة صامتة لكن شديدة الخطورة. هناك، لا يُستخدم القصف الجوي، بل أدوات أكثر هدوء لكنها لا تقل دموية: التهجير القسري، تفكيك المخيمات، مصادرة الأراضي، خلع الأشجار، وبناء الطرق الالتفافية التي تُقسّم الضفة وتحوّلها إلى كانتونات متناثرة.
في الأسابيع الماضية فقط، تم تهجير مئات العائلات الفلسطينية من تجمّعاتها البدوية والزراعية، خاصة في مناطق الأغوار وجنوب الخليل، بذريعة التدريبات العسكرية أو البناء دون ترخيص. وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات الإسرائيلية سياسة تفكيك مخيمات اللاجئين – كرمز تاريخي للنكبة – لتحويلها إلى أحياء بلا ذاكرة وطنية، في محاولة لمسح رمزية اللجوء والتهجير.
غزة تحترق والضفة تنزف… ماذا بعد؟
الجريمة الكبرى التي ترتكب اليوم في فلسطين ليست فقط في عدد الضحايا، بل في سعي الاحتلال إلى تغيير الواقع الجغرافي والسكاني بشكل نهائي. إسرائيل لا تكتفي بقتل البشر، بل تسعى لمحو معالم الوجود الفلسطيني: من شطب المخيمات في الضفة، إلى تدمير العائلات في غزة، مرورًا بسياسات التجويع والحصار والإرهاب النفسي والجسدي.
ما يجري ليس صراعًا عسكريًا، بل محاولة هندسة ديمغرافية شاملة تهدف إلى تفريغ فلسطين من أهلها، أو – على الأقل – من قدرة أهلها على الحياة والاستمرار.
سياسة واحدة بوجهين… الرصاصة والجرافة
يظن الاحتلال أن بإمكانه ترويض الفلسطيني عبر نوعين من العنف: في غزة، الرصاصة والقصف والموت الجماعي؛ وفي الضفة، الجرافة التي تهدم المنازل، وتحفر الطرق الالتفافية، وتقتلع الأشجار من جذورها. لكنه يتجاهل أن الفلسطيني قد تربى على التمسك بالأرض أكثر مما تربى على أي شيء آخر.
يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة
ارتدادات محتومة على الكيان الإسرائيلي
ليست المقاومة وحدها ما يهدد الكيان، بل ارتداد أفعاله عليه. إذ تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى درجة “الغليان غير القابل للاحتواء”، وأن هناك “فتيلًا مشتعلاً تحت الرماد”، قد ينفجر في أي لحظة بانتفاضة واسعة أو انهيار أمني شامل. فمحاولة إخضاع الضفة وتجويع غزة لم تعد مجدية، بل تؤسس لحالة عنف مضاد قد لا تكون المقاومة قادرة على ضبطها أو السيطرة عليها.
فلسطين باقية مهما حاولوا
في خضم كل هذا الدمار، يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة يحملون كتبهم المحترقة، ومن بين بيوت الطين المهدمة في الأغوار يرفع الأطفال علم فلسطين. لا تكسرهم المجازر، ولا تقتلهم السياسات. لأن فلسطين، ببساطة، ليست جغرافيا فقط، بل روح ضاربة في جذور التاريخ.
المجتمع الدولي… صمتٌ مخجل وتواطؤ مقنّع
أمام كل هذا، يكتفي المجتمع الدولي بإصدار بيانات “القلق العميق” و”الدعوة لضبط النفس”، متغاضيًا عن جرائم حرب ترتكب بشكل يومي. بل إن بعض الدول الغربية لا تزال تمد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، في مشهد يُظهر نفاقًا غير مسبوق في العلاقات الدولية.
فهل يحتاج العالم إلى مجزرة جديدة تُبث على الهواء مباشرة ليُدرك أن ما يجري هو تطهير عرقي؟ وهل يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك قبل أن يُمحى جيل كامل من الوجود؟ الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات تتأخر كما أرواح الضحايا.
خلاصة
إن الاحتلال الإسرائيلي، في حربه المتزامنة على غزة والضفة، لا يواجه “تهديدًا أمنيًا” كما يدعي، بل يواجه الحقيقة الأبديّة: أن الشعب الفلسطيني لا يُهزم، وأن محاولات الإبادة والتهجير والمحو لن تُجدي. قد تُقتل الطفولة اليوم، وقد تُهدم البيوت وتُحرَق المدارس، لكن جذوة الحياة في فلسطين لا تنطفئ.
وسيأتي يوم، يكون فيه الأطفال الذين استهدفتهم الطائرات هم من يكتبون تاريخًا جديدًا، بلا احتلال، ولا قصف، ولا نكبات.
الشروق الجزائرية