الإمارات والكويت.. تاريخ عريق من الأخوة والتعاون
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةتشارك اليوم دولة الإمارات العربية المتحدة الأشقاء في دولة الكويت احتفالهم باليوم الوطني الـ64، تأكيداً على العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط الدولتين وتُعد مثالاً ونموذجاً لقوة الروابط التي تجمع بين الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، حيث تمتد هذه العلاقات عبر تاريخ عريق من الأخوة والتعاون.
وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين محطات بارزة أسهمت بصورة مباشرة في تعزيز العلاقات والمضي بها قدماً، وقد أرسى دعائم هذه العلاقات المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الصباح، طيّب الله ثراهما، في إطار العلاقة الأخوية التي ترسّخت عبر عقود من الزمن، وتوطدت خلال اللقاء الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمغفور له الشيخ صباح السالم الصباح عام 1973.
وتزداد العلاقات بين الإمارات والكويت رسوخاً مع الارتقاء بالتعاون الاستراتيجي، في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، حيث تحرص الإرادة السياسية الراسخة لقيادتي البلدين على مواصلة تعزيز هذه العلاقات، وتحقيق مستويات جديدة من التعاون في مختلف المجالات، وتمتين الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وتعزيز وحدة الصف الخليجي والعربي.
ويجمع البلدين تاريخٌ غنيٌ من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة، وقد كانت الكويت من الدول الأولى التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وافتتحت الإمارات أول سفارة في الكويت عام 1972، وكان السفير راشد عبدالعزيز المخاوي، أول سفير تم اعتماده للدولة لدى الكويت في حين كان الشيخ بدر محمد الأحمد الصباح، أول سفير تم اعتماده لدولة الكويت لدى الإمارات.
مرحلة جديدة
ويُعد توقيع اتفاقية إنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون الثنائي بين الإمارات والكويت في 24 أبريل 2006، انطلاقة لمرحلة جديدة من تنمية العلاقات الأخوية وفتح آفاق أوسع لتطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتعزيز التقارب والتنسيق في مختلف المجالات، وقد شهدت الدورة الخامسة من اللجنة العليا المشتركة الإماراتية الكويتية في أبوظبي التي انعقدت في 2 سبتمبر 2024، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ومن الجانب الكويتي معالي السيد عبدالله علي اليحيا وزير الخارجية، توقيع 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات البنية التحتية والاتصالات وتقنية المعلومات وأنشطة التقييس والتعاون التربوي والرياضة والثقافة والأمن السيبراني والصناعات الدفاعية.
مواقف متطابقة
تتميز العلاقات بين البلدين على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي وعلى الصعيد العربي، بوجود تنسيق متبادل في المحافل الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يصب في خدمة مصلحة الجانبين وأهدافهما المنشودة، ويعزّز أواصر المحبة والتعاون، ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وتحافظ الإمارات والكويت على مواقف متطابقة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مع دعم متبادل في المحافل الدولية. ويعكس هذا التنسيق العميق بين قيادتي البلدين، ويتجلى التلاحم الشعبي بين الإمارات والكويت في التفاعل الثقافي والتعليمي، حيث يعود تاريخ التعاون التعليمي إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما ساهمت البعثات الكويتية في تأسيس المدارس في الإمارات، ولا تزال الفعاليات الثقافية والرياضية المشتركة تعزّز هذه الأواصر.
تعاون ثقافي
لا تقتصر أواصر التعاون القوية بين البلدين على الجانبين السياسي والاقتصادي، بل تشهد زخماً مماثلاً في التعاون على المستوى الثقافي، والذي يعود لخمسينيات القرن الماضي، كما أن التعاون الثقافي بين البلدين في مجال الثقافة والفنون والمكتبات يتسم بالتنوع والاستمرارية، بما في ذلك الحضور الثقافي المتبادل في فعاليات ثقافية مشتركة، وتُعد شراكات التعاون الثقافي بين البلدين جزءاً من منظومة التعاون الشاملة في مجالات عديدة، وفي معرضي الكتاب الدوليين في كل من أبوظبي والشارقة يبرز سنوياً حضور الكتاب الكويتيين ودور النشر الكويتية، كما تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين بشكل منتظم بمعرض الكويت الدولي للكتاب.
وتظهر المودة بين البلدين جلياً في المناسبات الوطنية، حيث تحتفل الإمارات سنوياً باليوم الوطني الكويتي من خلال إضاءة المعالم الرئيسية بألوان علم الكويت، وتنظيم فعاليات احتفالية مشتركة، كما يحرص الجانبان على تبادل الزيارات الرسمية لتعزيز التعاون المستمر في مختلف المجالات، وتستمر الإمارات والكويت في ترسيخ نموذج رائد للعلاقات الخليجية القائمة على الأخوة والتعاون المشترك، مما يعكس التزامهما بمواصلة بناء مستقبل مزدهر يحقق مصالح شعبيهما الشقيقين.
وتمضي مسيرة العلاقات بتوجيهات من القيادة الرشيدة في الإمارات والكويت نحو المزيد من التعزيز في جميع المجالات، وبما يسهم في خدمة مصالحهما المشتركة، وتحقيق الأمن والأمان والتنمية والازدهار.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكويت الإمارات والكويت الإمارات اليوم الوطني الكويتي العيد الوطني الكويتي الإمارات والکویت بین البلدین الکویت فی آل نهیان
إقرأ أيضاً:
الصين والدول الأفريقية تشق الطريق يدًا بيد نحو بناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي
بقلم ليو جيان القائم بأعمال سفارة الصين لدى ليبيا
انعقد اجتماع المنسقين على المستوى الوزاري لتنفيذ نتائج قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في مدينة تشانغشا الصينية يوم 11 يونيو 2025، وبعث فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ وفخامة رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو رسالة التهنئة كل على حدة بهذه المناسبة الهامة، وقام معالي السيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية بتلاوة رسالة التهنئة للرئيس شي جينبينغ، ثم ألقى الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع.
سلط الرئيس شي جينبينغ في رسالته الضوء بشكل معمق على أهمية التضامن والتعاون بين الصين والدول الأفريقية، معلنا عن مزيد من الإجراءات الهامة التي ستتخذها الصين لتوسيع الانفتاح والتعاون مع الدول الأفريقية، بما فيها منح 53 دولة أفريقية لها علاقات دبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، ذلك من خلال التشاور والتوقيع على الاتفاقية الثنائية للشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، إضافة إلى توفير مزيد من التسهيلات للدول الأفريقية الأقل نموًا لتعزيز قدرتها على التصدير إلى الصين.
وتستعد الصين للعمل مع الدول الأفريقية على تنفيذ “أعمال الشراكة العشرة”، وخاصة تعزيز التعاون في المجالات المحورية مثل الصناعات الخضراء والتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني والعلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وإلخ، وتعميق التعاون في الأمن والمال وسيادة القانون وغيرها من المجالات، بما يدعم التنمية العالية الجودة للتعاون الصيني الأفريقي.
تقدم رسالة الرئيس شي جينبينغ إرشادا هاما للجانبين الصيني الأفريقي للعمل المشترك على دفع عجلة التحديث وبناء المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل أجواء في العصر الجديد.
أكد وزير الخارجية وانغ يي أن الصين والدول الأفريقية بصفتهما القوة الركيزة للجنوب العالمي، تقفان معا إلى الجانب الصحيح من التاريخ وتقودان اتجاه تقدم العصر، ويعمل الشعب الصيني على المضي قدما في بناء دولة قوية وتحقيق النهضة العظمية للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، بينما تشهد القارة الأفريقية اليوم يقظة جديدة، وتتقدم بثبات نحو أهداف التحديث التي رسمتها “أجندة عام 2063” للاتحاد الأفريقي.
سينجح الشعب الصيني والشعوب الأفريقية في شق الطريق يدًا بيد نحو إحراز الإنجازات المرموقة في عملية التحديث، وتحقيق التطور المزدهر لأعمال التحديث للجنوب العالمي، بما يساهم مساهمة أكبر في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وأصدر الاجتماع “إعلان تشانغشا بين الصين والدول الأفريقية حول تدعيم التضامن والتعاون للجنوب العالمي”، إيذانا للعالم بأن الصين والدول الأفريقية ستبذل جهودا مشتركة لبناء نموذج التضامن والتعاون للجنوب العالمي.
أقيمت الدورة الرابعة للمعرض الاقتصادي والتجاري الصيني الأفريقي بمدينة تشانغشا في الفترة ما بين يومي 12 و15 يونيو، حيث جذب ما يقارب 4700 شركة صينية وأفريقية وأكثر من 30 ألف زائر من الجانبين، مما يعكس حماس الدول الأفريقية في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين.
في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، يحافظ الاقتصاد الصيني على زخم النمو الجيد، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 18 تريليون دولار أمريكي عام 2024 بزيادة 5%، وسجل في الربع الأول من عام 2025 نموًا بنسبة 5.4%، كما تجاوز حجم التجارة الخارجية الصينية 43 تريليون يوان الصيني عام 2024، محافظة على مكانتها كأكبر شريك تجاري لأفريقيا لمدة 15 سنة على التوالي، ومهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، فإن باب الانفتاح الصيني سيُفتح على نحو أوسع.
منذ نهاية عام 2024، منحت الصين 43 دولة أقل نموًا في العالم معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وفتحت “ممرات خضراء” للمنتجات الزراعية المستوردة من الدول الأفريقية، بما يساعد على ظهور متزايد من المنتجات الأفريقية العالية الجودة في السوق الصينية في المستقبل، وتعمل الصين على إجراء التعاون الفني وتدريب الكوادر مع دول الجنوب العالمي للمساهمة في تطوير الصناعات في هذه الدول، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.
في المقابل، تحاول بعض الدول استخدام التعريفات الجمركية كأداة لتقويض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي القائم، والإضرار بالحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى. كما خفضت بشكل أحادي وبكمية هائلة المساعدات التنموية الموجهة لأفريقيا، مما يجعل الدول الأفريقية عرضة للمزيد من الصعوبات الاقتصادية والتحديات التنموية، ويشكل عرقلة خطيرة في عملية التحديث لدول الجنوب العالمي.
يمر عالمنا اليوم بتغيرات لم نشهدها منذ مائة عام، كلما ازدادت حدة تشابك التغيرات والاضطرابات الدولية، كلما ظهرت الحاجة الملحة لتضامن الصين والدول الأفريقية لمعارضة ممارسات التنمر، والدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين، والدعوة إلى التعددية الحقيقية والتجارة الحرة العالمية، بما يصون بحزم مصالح الدول النامية بشكل مشترك،
يمثل عدد السكان في دول الجنوب العالمي 85% من عدد سكان العالم الإجمالي، وتتجاوز مساهمتها في الاقتصاد العالمي أكثر من 40%، ويتفوق معدل النمو الاقتصادي للاقتصادات النامية على نظيراتها المتقدمة، الأمر الذي يجعل الجنوب العالمي قوة لا يُستهان بها في المعادلة الاقتصادية العالمية.
لن يعود النظام الدولي أبدا إلى “قانون الغابة” حيث القوي يعتدي على الضعيف، ما دامت دول الجنوب العالمي تقف متوحدة صفا، وتظهر عزمها في رفض الأحادية والحمائية، فلن يكون للهيمنة والتنمر موطئ قدم.
تشهد العلاقات الصينية الليبية اليوم تطورا سليما ومستقرا، ويتميز التعاون الثنائي بإمكانيات هائلة، وتزداد الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتمت إقامة الشراكة الإستراتيجية بينهما، وتلعب الصين دورا إيجابيا بناء في دعم الحل السياسي للملف الليبي.
وتعمل الصين بنشاط على دفع التعاون العملي الثنائي، حيث تدعو الشخصيات الليبية من الأوساط المختلفة لزيارة الصين والمشاركة في المعارض، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك. كما نظمت الصين دورات تدريبية متخصصة حول التحول الرقمي والتقنية الطبية وغيرها، لتعزيز بناء القدرات في البلاد.
وتعد الصين من أهم شركاء التجارة لليبيا، حيث تنتشر المنتجات الصينية في كل بيت ليبي. وتتطلع الشركات الصينية إلى المساهمة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في ليبيا بعد استتباب الأمن والاستقرار في البلاد، وستعمل الصين بكل جدية على متابعة تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه بين قادة البلدين ونتائج منتدى التعاون الصيني الأفريقي، والالتزام بمبادئ المعاملة المتكافئة والتعاون المشترك والفوز المشترك، وترجمة “أعمال الشراكة العشرة” على أرض الواقع في ليبيا في وقت مبكر، والتشارك في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، بما يعود بالفوائد الحقيقية على الشعبين، ويدفع عملية التحديث في كلا البلدين، ويساهم باستمرار في تحقيق النهوض والتقدم للجنوب العالمي.
الوسومالصين ليبيا