بعد عِشرة زوجية رائعة، صُنِّفت علاقتي الزوجية على أنها علاقة زوجية صحية، ولكن السؤال: كيف يمكن أن تكون العلاقة صحية؟ في البدء، وضعت فيها حالة من التوافق والانسجام بيني وبين زوجي من النواحي الصحية والنفسية والبدنية والاجتماعية والشرعية، بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أبناء أصحاء.
العلاقات الزوجية ليست فقط من أجل الإنجاب الشرعي، وإنما الزواج هو شرع الله الذي أمرنا به، وتطبيقًا لآيته الكريمة: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» صدق الله العظيم.
لقد شرع الله عز وجل في الزواج «السكن والمودة والرحمة» بين الزوجين، إذ تكون العلاقة الزوجية صحية حينما تسود بينهما هذه الصفات الحسنة.
لا توجد علاقات لا تحدث فيها بعض الخلافات، لسنا كاملين، والكمال كله لله وحده سبحانه، ولكن يكمن السر في جعل العلاقة الزوجية علاقة نظيفة، صحية، من خلال التعامل الصحيح مع الاختلافات، جميعنا مختلفون، وجميعنا لسنا بمستوى التفكير نفسه، لكلٍّ منا نظرته الخاصة، فإذا وُجد التفاهم وتقبُّل اختلاف الآخر بصدر رحب، هناك تكون العلاقة في أبهى حالاتها.
التعامل الصحيح مع المشكلات حتى لا تتبعها أفكار سيئة وتسبب تخلخلًا في العلاقة، والمداومة على الاستغفار لمنع زيادة الشحنات، وتدخل بينهما أفكار سوداوية من الممكن أن تسبب في إنهاء العلاقة، والسبب جدًا بسيط ولا يحتاج لهذه الزوبعة.
أيضًا، الزواج الصحي يحصنه الدعاء والتقرب من الله، وتكرار التحصين يحفظ العلاقات من التفكك، ويحميها من التشتت، وتقبُّل اختلاف تفكير شريك الحياة وإيجاد حلول، ومناقشة الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ القرار يساعد في عدم تفاقم المشكلة، والعكس يؤدي إلى وضع أفكارٍ أخرى تتناسب مع تفكير الشريكين.
الزواج الصحي مبني أيضًا على تقبُّل كلٍّ منهما ضغوطات الآخر ومراعاة مشاعر كلٍّ منهما، فالزوج يسعى ويجاهد في الرعاية المادية لتحقيق التوافق المادي في الأسرة، وفي الوقت نفسه يحاول أن يوازن بين سعيه في الرعاية المادية والرعاية المعنوية للزوجة والأطفال.
حينما يكون هناك تفاهم في رعاية الأطفال، ومساعدة الزوجة في تخفيف الحمل عنها، والمجاهدة في سبيل جعل أسرتهما أسرة سعيدة، ومتوازنة، وصحية، فستكون العلاقة في أجمل حالاتها.
فالعلاقة الزوجية التي يستمر فيها كلا الطرفين بإظهار المودة على مر السنين هي علاقة صحية، كما أن المعانقة، والمشي يدًا بيد، والمجاملات، والهدايا الصغيرة، كلها صفات تحافظ على علاقة متكاملة من العاطفة والحب، ومع مرور الزمن تُعطي هذه المودة الصغيرة إحساسًا لكل من الزوجين بأنه شخص مرغوب فيه ومحبوب.
أخيرًا، أتمنى أن تكون جميع العلاقات علاقات تسودها المحبة، والرحمة، والبركة، والمودة، وأن يعيش الجميع في سلام، وأن يحفظ الله الجميع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تکون العلاقة
إقرأ أيضاً:
تفعيل خدمة طلب "دعم الزواج" في عدد من محافظات السلطنة
مسقط – الرؤية
في إطار تنفيذ الأوامر السامية بتفعيل صناديق دعم الزواج في جميع محافظات سلطنة عُمان، أعلنت عدة محافظات من بينها مسقط، ظفار، جنوب الشرقية، الداخلية، وشمال الباطنة عن تفعيل خدمة طلب دعم الزواج، بهدف دعم الشباب وتعزيز الاستقرار الأسري، من خلال منصة إلكترونية موحدة تتيح تقديم الطلبات بسهولة ويسر.
وأكدت الجهات المعنية في هذه المحافظات أن الخطوة تأتي ضمن رؤية وطنية لتقليل الأعباء المالية على المقبلين على الزواج من ذوي الدخل المحدود، وتمكينهم من بدء حياتهم الأسرية باستقرار.
شروط التقديم:
وفقًا للضوابط المنشورة عبر بوابات المحافظات، فإن الشروط تشمل:
أن يكون عمر المتقدم بين 22 و45 عامًا.
أن لا يكون قد سبق له الزواج.
أن تكون الزوجة عمانية الجنسية (أو من أمهات عمانيات).
أن يكون من ذوي الدخل المحدود، ولا يتجاوز دخله الشهري 600 ريال عُماني.
تقديم عقد زواج معتمد من الجهات المختصة، صادر خلال نفس العام.
إرفاق المستندات المطلوبة مثل نسخة من البطاقة الشخصية، عقد الزواج، وشهادة راتب معتمدة.
ودعت المحافظات المستفيدين إلى التسجيل عبر البوابات الرسمية أو من خلال مسح رمز QR، وذلك للاطلاع على الشروط وتقديم المستندات المطلوبة بشكل رقمي وآمن.
خطوة لتعزيز الدبلوماسية الاجتماعية
ويُعد هذا المشروع جزءًا من منظومة الدعم الاجتماعي التي تسعى الحكومة من خلالها إلى تعزيز التماسك المجتمعي، ودعم فئة الشباب، والحد من التحديات الاقتصادية التي تعيق الإقبال على الزواج.