سياسة العصا لمن عصا هل ينجو منها السودان؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
لا تحلموا بعالم جديد
فخلف كل قيصر يموت
قيصر جديد
أو خلف كل ثائر يموت
أحزان بلا جدوى ودمعة سدى
أمل دنقل
بقلم: حسن أبو زينب عمر
المواجهة الإعلامية العاصفة بين الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب وبين ضيفه الأوكراني زيلنيسكي والتي كان مسرحها المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في العاصمة واشنطن دي سي والتي حبس العالم أنفاسه وهو يتابع تفاصيلها الدراماتيكية حية على الهواء هي تحصيل للسياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة ترامب (أمريكا أولا).
(2)
اللقاء العاصف الذي وجد الرئيس الأوكراني زيلنيسكي نفسه محشورا بين الرئيس ترامب ونائبه فانس وهما يلعبان به كالكرة يمينا ويسارا في مواجهة غير مسبوقة لم تجري في غرفة مغلقة كما تجري الأعراف الدبلوماسية عادة بل أمام كاميرات نقلت التفاصيل دقيقة بدقيقة الى كل أركان الكون طازجة .. عدم التوقيع على الاتفاقية كان عود الثقاب الذي أشعل فتيل النار الحارقة وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ..مشاهد من اللقاء الذي غطته صحيفة daily mail الإنجليزية يؤكد هذا المنحى فقد سمع العالم وشاهد المهزلة حينما قال فانس لزيلنيسكي (هل تعتقد انه من الاحترام أن تأتي الى المكتب البيضاوي للبيت الأبيض الأمريكي لتنتقد ادارتنا التي تفعل قصارى جهدها لإنقاذ بلادك من الدمار .. هل من اللائق ان ترتدي فانلة وبنطال بدلا من ارتدائك بدلة كاملة full suit احتراما لإتيكيت البيت الأبيض؟ ) .
(3)
حاول زيلنيسكي الرد ولكن كان الدور لترامب الذي حسمه وأسمعه مالم يكن يتمناه (رجاءا لا تحاضرنا عن صحة موقفنا فأنت لست في موقف لفرض شروطك علينا بعد أن رضيت لنفسك أن تكون في هذا الوضع المخزي) وأضاف قائلا (ليست لديك كروت تلعب بها وعليه أنت مغامر تقامر بحياة ملايين الناس وسوف تقود بأفعالك الى نشوب الحرب العالمية الثالثة ..ما تفعله الآن يؤكد عدم احترامك لبلادنا التي وقفت دعما لك ردحا من الزمان ..هل حدث ان توجهت لنا بالشكر مرة ؟ ) وهنا جاء دور نائب الرئيس للتدخل فقال موجها حديثه للرئيس الاوكراني هل تعتقد أنك سنكسب شيئا بالصراخ والصوت العالي ورد زيلنيسكي (أنا لم أتحدث بالصوت العالي) فقال ترامب (ان بلادك في أزمة خطيرة وعدد جيشك يتقلص بين يوم وآخر ومواطنيك يموتون في جبهة الحرب وأنت تصرخ هنا (لا أود وقفا لإطلاق النار ما هذا؟ ..صدقني لن تكسب من هذه الحرب ) يذكر ان هذا الهجوم الضاري لترامب يأتي بعد أسبوع من اتهام زيلنيسكي بالديكتاتورية وأنه سبب اندلاع الحرب مع روسيا .
(4)
وصفت جودي جيمس وهي أحد خبراء لغة الجسد أن ترامب بدا في حالة من الغضب الجارف في حديثه مع الرئيس الأوكراني الزائر وكأنه (ألفا) يقمع طالبا مشاغبا في فصل داخل مدرسة أمام جيش من المصورين وبجانبه نائبه فانس الذي كان يلعب في خانة الجناح في مباراة مصارعة حامية ..كان التوتر سيد الموقف وأصوات الخصمين تتصاعد داخل الغرفة وكان أكثرها عدوانا وعجرفة صوت ترامب الذي كان يصرخ دوما وهو يلوح بأصابعه تجاه الضيف الذي كانت جريمته انه كان يدافع عن بلده فيما ظهرت سفيرة أوكرانيا وهي تدس وجهها في راحة يديها وهي لا تصدق ان الذي يتبهدل أمامها هو رئيسها ..في نهاية المواجهة غير المتكافئة أشهر ترامب البطاقة الحمراء في وجه زيلنيسكي مشيرا بأنه شخص غير مرغوب فيه Persona non grata وأنه غير مؤهل و ليس جاهزا للسلام بسبب ان أفعاله ناتجة من عدم احترامه لأمريكا ولكن هناك إمكانيه للعودة اذا أبدى رغبته في السلام . عاد زيلنيسكي من واشنطن يجرجر أسمال الهزيمة فيم ذهبت تبريراته ان بلاده في حالة حرب وأنها تدافع عن أرواح مواطنيها وأنها في حاجة لدعم ترامب لها لمنع الرئيس بوتين من العدوان على الشعب الأوكراني أدراج الرياح.
(5)
كلمات الدعم والتعاطف الأوروبية التي جاءت من السويد وفرنسا وألمانيا وبولندا رفضا للإهانة والاذلال الذي تعرض له الرئيس الاوكراني اصطدمت بمهرجان من الشماتة والأفراح في دوائر العدو الروسي فعلى طريقة مصاعب قوم عند قوم فوائد مصت روسيا (شفاهها) متعة وهي تشاهد سياط الرئيس ترامب وهي تلهب ظهر الرئيس زيلنيسكي في رابعة النهار في مشهد تأريخي غير مسبوق. المتحدث باسم الكرملين دميتري ميدفيد قال (ان الخنزير الأحمق تلقى صفعة مدويه في وجهه مشيرا بأن نظام كييف يغامر بإشعال حرب عالمية ثالثة). فيما علقت ماريا زاكروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على اللقاء قائلة (أنه لولا حالة ضبط النفس التي اتسم بها ترامب ونائبه فانس لنال زيلنيسكي علقة ساخنة خلال اللقاء ونجاته كانت بمثابة معجزة) ..أما المشرع الروسي المتعصب أندريه كليشاز فقد وصف زيلنيسكي بالمجرم وقال (انه كان ضعيفا في المواجهة فكوفئ بالطرد لعدم احترامه للولايات المتحدة ) . ومن جانبه قال كونستاتين كوشيوف نائب رئيس البرلمان الروسي (أن زيلنيسكي كشف عن وجهه الحقيقي فقد خسر الجولة الأولى بهزيمة ساحقة وعليه أن يأتي للجولة الثانية وهو يزحف على ركبتيه).
(6)
السؤال الذي يفرض نفسه هنا انه إذا لفتت نظر الرئيس الأمريكي الشره الذي مهما التهم ومهما بلغت به التخمة يقول هل من مزيد إمكانيات السودان من المعادن النفيسة والموارد المائية والغابية والزراعية والحيوانية ومارس ضغطا على روسيا التي أبرمت معها حكومة البرهان اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية في ساحل البحر الأحمر لإخلاء الساحة السودانية لأمريكا مقابل الحياد في قضية الحرب الأوكرانية الروسية فهل يبيعنا بوتين لترامب في هذا العالم الذي يرفع شعار الآن المصالح أما القيم والأخلاق والمبادئ فمكانها الآخرة؟
oabuzinap@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الا مریکی ترامب ا
إقرأ أيضاً:
تقرير عن “خطر بالغ” تعرضت له قاذفات الشبح الأمريكية خلال هجومها على مواقع نووية في إيران
#سواليف
تعرضت قاذفات “B-2 Spirit” الأمريكية التي هاجمت 3 مواقع نووية إيرانية، لخطر بالغ في “اللحظة الأكثر أهمية” خلال العملية التي استغرقت 25 دقيقة داخل المجال الجوي للجمهورية الإسلامية.
فقد حملت #قاذفات_الشبح السبع، التي انطلقت من #قاعدة_وايتمان الجوية في ولاية ميزوري بعد منتصف الليل، 14 قنبلة من نوع GBU-57 خارقة للتحصينات بوزن 30,000 رطل لكل منها، وقطعت مسافة طويلة تجاوزت 18 ساعة عبر المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وصولاً إلى #إيران.
لكن في الساعة 6:40 مساء السبت، عندما تحرك #الطيارون لإسقاط حمولتهم المتفجرة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، كانوا مهددين بفقدان خاصية التخفي، مما قد يجعلهم عرضة للنيران، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”.
مقالات ذات صلة الدويري: مقاتل القسام استغل لحظة فارقة لكنها خطرة في كمين خان يونس 2025/06/26فحين فتحت الطواقم المؤلفة من شخصين أبواب حجرة القنابل لإطلاقها، تغيّر شكل الطائرة الشبح، مما جعل من المحتمل رصدها على الرادارات الإيرانية، وبالتالي تعرّض الطيارين الشجعان لنيران مضادة قاتلة.
وأوضح الطيارون في طائرات “B-2” أن تلك اللحظة المتوترة اتسمت بارتفاع الطائرة سريعا في الجو أثناء إسقاط القنابل، التي يبلغ وزن كل واحدة منها نحو 15 طنًا.
وحسب الصحيفة، تمكّن الطيارون رغم #المخاطر، من تجاوزها بنجاح وضرب أهدافهم بدقة، وشملت المواقع المستهدفة #منشأة_فوردو للتخصيب النووي المدفونة بعمق، إلى جانب منشآت في #نطنز و #أصفهان سبق أن استهدفتها إسرائيل.
كما دعمت الغواصات الأمريكية الهجوم بإطلاق أكثر من عشرين صاروخ كروز من نوع “توماهوك” على أصفهان.
وغادرت قاذفات الشبح السبع الأجواء الإيرانية بحلول الساعة 7:30 مساء السبت، عائدة إلى ميزوري لإكمال الرحلة الجوية التي استمرت 37 ساعة دون توقف.
وأفادت الصحيفة بأن الطيارين ربما أجروا محاكاة للمسار المعقّد في الأيام والأسابيع التي سبقت العملية الفعلية.
وقد تناوب أفراد الطواقم الثنائية على الاستلقاء والراحة أثناء الرحلة، لكن كان من الضروري تواجد كليهما في قمرة القيادة خلال الإقلاع وطوال فترة التحليق فوق الأجواء الإيرانية.
وفي إطار عملية “مطرقة منتصف الليل”، أطلقت إدارة ترامب قافلة وهمية (في السياق العسكري تعني هدفا وهميا يُستخدم للخداع) من قاذفات B-2 نحو الشرق الأوسط عبر المحيط الهادئ، مع توقف مخطط للتزود بالوقود في غوام.
وتملك القوات الجوية الأمريكية 19 قاذفة من طراز B-2، وهي الطائرة الأغلى في التاريخ، بعد أن فقدت واحدة منها في حادث تحطم عام 2008.
يذكر أن إيران ردت على هذا الهجوم في مساء 23 يونيو، حيث أطلقت صواريخ على قاعدة “العديد” الأمريكية في قطر، وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط. وأكدت واشنطن أن الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار كبيرة، وعقب ذلك أعلن الرئيس دونالد ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
ترامب أكد أن المنشآت النووية التي استهدفها الجيش الأمريكي تدمرت، وصرح اليوم قائلا: “لو أعاد الإيرانيون البناء ستكون هناك ضربة أمريكية أخرى بالتأكيد، لكني لا أعتقد أنني قلق بهذا الشأن. لقد انتهى الأمر لسنوات طويلة. كل شيء قد انهار ولا يمكن لأحد الدخول لرؤيته نظراً لانهياره التام. لا يمكنك دخول غرفة تحتوي على ملايين الأطنان من الصخور”.
في حين نقلت صحف أمريكية عن “تقرير سري” أن الضربات العسكرية التي نفذتها واشنطن ضد 3 منشآت نووية إيرانية لم تتمكن من تدمير المكونات الأساسية لبرنامجها النووي، حيث اقتصرت على إعاقة تقدمها لبضعة أشهر فقط.
وعلى إثر ذلك، هاجم ترامب كلا من شبكة “سي إن إن” وصحيفة “نيويورك تايمز” بعد تقاريرهما التي أكدت أن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية، لم تحقق أهدافها بالكامل، وقال: “سي إن إن الإخبارية المزيفة، بالتعاون مع نيويورك تايمز الفاشلة، تحاولان التقليل من شأن إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ”.