نظم نادي الشقيف في النبطية وجمعية "ميدال"، مؤتمرا حول "دور ريادة الاعمال في اعادة بناء المجتمعات بعد الحروب: من التحديات الى الفرص" وحاضر فيه محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، الدكتور حسين طرابلسي والدكتورة ولاء حرب، وذلك في قاعة النادي بحضور ممثلين عن نواب المنطقة وشخصيات ووجوه اجتماعية وتربوية وثقافية ومهتمين.



بعد النشيد الوطني افتتاحا ونشيد نادي الشقيف، ألقى رئيس النادي اكرم فران كلمة قال فيها: "لم تكن حربًا، إنّما هي إجرام متعمَّد بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى، وقد خلّفت وحشيّتُها وشراستها في وطننا وفي جنوبنا تحديدًا معاناة عميقة للآلاف من أهلنا وسلبتهم الأمل بإمكانية بناء حياة كريمة ومستقبل أفضل في وطنهم، وأحبطت فيهم الإرادة للمشاركة وتولي الأدوار والمسؤوليات في بناء مجتمعهم. إلّا أنّنا نحن أبناء جبل عامل، أبناء الإمام القائد السّيّد موسى الصّدر وحامل الأمانة دولة الأخ الرّئيس الأستاذ نبيه برّي نقوم من معاناتنا دائمًا كالطائر الفينيق الذي يخرج من رماده إلى فضاء حياة جديدة، ولكن كيف ومتى؟ ففيما تتّجه الصّراعات في منطقة الشّرق الأوسط بقيادة محورين عالميين متصارعين، نحو الدّخول في مرحلة جديدة، وبينما لبنان يحاول الخروج من عنق زجاجة أزماته واحتمالية انهياره سيّما بعد الحرب الشّرسة التي خيضت ضدّه وما ترتّب عليها من خسائر بشريّة وعمرانية واقتصادية، باتت آفاق وتحديات إعادة الإعمار وترميم ما تصدّع من هيكله البنياني والسياسي والمالي إضافةً إلى النفسيّ والإنسانيّ، باتت أكثر إلحاحًا وأكثر وضوحًا. بعد معاناة ومحاولات نقلنا من رهان إلى آخر بل إلى تقييد وأسر".

أضاف: "ثمّة سؤال يطرح نفسه بنفسه: هل سنتمكن من خوض عملية إعادة إعمار ناجحة في مرحلة ما بعد الحرب، وكيف لنا أن نحقّق هذا في ضوء موازين القوى الراهنة وصراعاتها وتنافسها محليًا وإقليميًا ودوليًا؟ وحيث ترتكز عملية إعادة الإعمار الناجحة على بناء الدولة بشكل فعّال وتحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام ومتوازن وطويل الأمد. وفي حال كان ذلك ناقصًا أو مفقودًا، تتعطّل إعادة الإعمار، ما يمنح الأطراف الفاعلة الخارجية هامشًا أكبر للتأثير في مسار هذه العملية لخدمة أجنداتها الخاصة. ونحن عندما نتحدث عن البناء وإعادة الإعمار، فإننا لا نتحدث عن الإسكان فقط، بل نتحدث عن الدعم الاجتماعي والعمل مع المجتمعات المحلية لرؤية مستقبل ممكن لعلّنا بتضامننا ورؤيتتا المشتركة نصنع نافذة أمل ونخرق جدار الإهمال أو التقصير. 

طرابلسي

كما كانت كلمة لرئيسة جمعية "ميدال" ايمان طرابلسي قالت فيها: "لا بد من التأكيد على بعض الثوابت التي تعتمدها جمعيتنا جمعية مــــيدال منذ تأسيسها على مبدأ الشراكة والتعاون والعمل على تفعيل دور الإنتاج الثقافي النوعي والتنمية المستدامة والتمكين بغية الإسهام الفاعل في تحقيق نهضة في مجتمعنا. وهنا فليسمح لي رئيس وأعضاء نادي الشقيف أن أتحدث عن أهمية هذا الصرح الذي شكل وما زال منبرا للحوار العقلاني الحر الهادف لنشر الوعي الثقافي والفكري ونبذ التفرقةعلى امتداد الجنوب حيث وقف على منبره كبار المثقفين وأصحاب الرأي الحر وكل من امن بنهضة هذا المجتمع هذا لأن طبيعته منفتحة على الحوار والنقاش وتحترم الإختلاف بالرأي والنقد الموضوعي. أتوجه بالشكر لرئيس وأعضاء نادي الشقيف على جهودهم وتحويلهم هذا الصرح الى حاضنة  للأندية والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني بعد الحرب وقدموا التسهيلات اللازمة لعل ذلك يؤدي الى إعتياد العمل المشترك والإنفتاح على الجميع".

أضافت: "إن هذا اللقاء يجمع نخبة من الخبراء والمتخصصين، من أصحاب المصالح ورواد الأعمال لمناقشة أحد أبرز القضايا التي تؤثر في مستقبل مجتمعنا، وخاصة اننا اليوم نعيش في واقع مليء بالتحديات، ولكننا نؤمن أن كل تحدٍّ يحمل في طياته فرصة، وهنا يأتي دور ريادة الأعمال كلبنة في يناء الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والتمكين الذاتي للأفراد، وتحديدا الشباب والنساء في مرحلة ما بعد الحرب".

وقالت: "نتطلع اليوم إلى حوار بنّاء يساهم في رسم خارطة طريق واضحة لدعم وتمكين رواد الأعمال، والاستفادة من الحلول المبتكرة لتحويل التحديات إلى فرص حقيقية وإطلاق التوصيات التي سينبثق عنها مشروع ريادة الأعمال".

الترك

بعد ذلك كانت مداخلة للمحافظ الترك اثنت على القيمين بانجاح هذا المؤتمر الحواري، "حيث المطلوب ان نلتقي ونتبادل الخبرات ونتناقش في ما بيننا، لعلنا نجد بعض الحلول لما تعانيه منطقتنا التي خرجت من اتون حرب قاسية ودامية".

وتحدثت عن حجم الدمار الذي سببه العدوان الاسرائيلي في حرب ال66 يوما، فقالت: "هناك قرى وبلدات مدمرة بشكل همجي، دمار في المساكن والبنى التحتية والزراعة، ومن هنا علينا ان يكون لدينا الرؤية والتخطيط السليم لكي نسير في اتجاه تعاف اجتماعي واقتصادي سليم".

طرابلسي

وكانت مداخلة للدكتور حسين طرابلسي عن بُعدي الندوة، الأول، قصير الأجل وهو أثر الحرب الأخيرة على الإقتصاد في الجنوب، والبُعد الثاني، وهو طويل الأجل، المتعلق بأهمية ريادة الأعمال في التنمية المستدامة. بعد شرح البُعد الأول وتأثيره المباشر على الجنوب اللبناني، وطرح سُبُل تخفيف الآثار الناجمة عن الحرب، شدد طرابلسي على "ضرورة خلق ثقافة ريادة الأعمال والتخلص من الفكر التقليدي الهادف لتوجه الشباب اللبناني خصوصًا طلاب الجامعات إلى المنحى الوظيفي فقط. مع التأكيد على أهمية ريادة الأعمال في تحقيق التنمية المستدامة وتأمين إرادات مالية وتطوير منطقة الجنوب بشكل أساسي".

وختم بالتشديد على "وجوب تدريب الشباب اللبناني حول ريادة الأعمال مع مساعدته في المساهمة في تطوير مثل هذا المشروع من الناحية العملية، لتعزيز آفاق جديدة وتخفيف معدلات البطالة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

حرب 

ثم حاضرت الدكتورة ولاء حرب عن التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي و"الذي أصبح أداة قوية لأي شخص يريد الترويج لمنتجه أو خدمته، بغض النظر عن ميزانيته". وقالت: "إليك خطوات عملية يمكن لأي شخص اتباعها لبدء التسويق بفعالية: 

- تحديد الجمهور المستهدف قبل أي شيء، يجب أن تعرف: من هم عملاؤك المثاليون؟ (العمر، الموقع، الاهتمامات، العادات الشرائية)، أين يقضون معظم وقتهم؟ (Instagram، Facebook، TikTok، LinkedIn؟)، ماذا يحتاجون؟ وما المشاكل التي يمكن أن يحلها منتجك أو خدمتك؟. 

- إنشاء هوية رقمية قوية: اختر اسمًا جذابًا لحساباتك يتناسب مع مشروعك، استخدم شعارًا وصورًا احترافية تعكس علامتك التجارية، تأكد من أن وصف الحساب (Bio) واضح ويشرح ما تقدمه بشكل مباشر وجذّاب. 

- تقديم محتوى قيّم وجذاب، لا تجعل حساباتك مجرد مساحة إعلانية، بل قدّم محتوى مفيدًا: تعليمي: شارك نصائح ومعلومات حول مجالك.  ترفيهي: استخدم القصص، الفيديوهات، والـ Reels لعرض منتجك بشكل ممتع. تحفيزي: اعرض قصص نجاح أو مراحل تطور مشروعك. وراء الكواليس: شارك يوميات عملك لتعزيز الثقة والارتباط مع الجمهور. 

- استخدام استراتيجيات النمو المجاني - التفاعل المستمر: رد على التعليقات، أجب عن الأسئلة، واستعمل استطلاعات الرأي والـ Q&A. المشاركة في المجتمعات: انضم إلى مجموعات Facebook أو استخدم الهاشتاغات المناسبة على Instagram.  التعاون مع الآخرين: تواصل مع مؤثرين محليين أو رواد أعمال لديهم جمهور مشابه لجمهورك.

- الاستثمار في الإعلانات المدفوعة بحكمة - استخدم إعلانات Facebook وInstagram للوصول إلى جمهور أكبر.  استهدف فئة محددة بدلًا من نشر إعلان عام، لضمان أفضل عائد على الاستثمار.  جرّب أنواعًا مختلفة من الإعلانات (صور، فيديوهات، عروض ترويجية). 

- تحليل النتائج والتطوير المستمر - استخدم أدوات مثل Facebook Insights و Instagram Analytics لمعرفة أي المحتوى يحقق أفضل أداء. • جرّب أنواعًا مختلفة من المنشورات لمعرفة ما يجذب جمهورك أكثر. لا تخف من التعديل والتجربة حتى تجد الاستراتيجية الأفضل لك.

الخلاصة: التسويق على وسائل التواصل ليس مجرد نشر صور وإعلانات، بل هو بناء علاقة وثقة مع جمهورك. النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، لكنه حتمًا ممكن مع الإبداع والاستمرارية.

بعد ذلك قدم رئيس النادي دروعا تقديرية للمحاضرين الترك وطرابلسي وحرب.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إعادة الإعمار ریادة الأعمال بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

إيران تعيد بناء ترسانتها العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية بدعم روسى

تكثف إيران سعيها لإعادة تسليح نفسها سريعًا بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بينما تجهز قوائم طويلة من المعدات العسكرية المتطورة التى لا يمكن نقلها إلى سيطرتها إلا عبر تحد مباشر لنظام عقوبات الأمم المتحدة الذى أعيد إحياؤه مؤخرًا، وفق ما أكده خبير عسكرى بارز لصحيفة ذا ناشونال.

وقال الدكتور جاك واتلينغ، الباحث البارز فى معهد الخدمات المتحدة الملكى، إن طهران تستغل محادثاتها مع موسكو بهدف شراء مقاتلات تفوق جوى من طراز سو 35 وأنظمة دفاع جوى حديثة، إلى جانب الحصول على التكنولوجيا اللازمة لرفع دقة صواريخها الباليستية بشكل كبير. بحسب تقرير نشرته صحيفة ذا ناشونال.

وأظهرت الهجمات غير المسبوقة التى شنتها إسرائيل خلال حربها الممتدة 12 يومًا على إيران فى يونيو 2025 أن قدرات الدفاع الجوى الإيرانى وجيشه التقليدى لم تصمد تحت كثافة الضربات. وقد أدى تدمير معدات دفاعية واسعة إلى إثارة تساؤلات حول كيفية استجابة القيادة الإيرانية لضغوط المتشددين المطالبين بإعادة بناء الترسانة العسكرية.

أما النقطة الأكثر إثارة للقلق لدول الخليج وإسرائيل فتكمن فى نوعية الأنظمة التى أثبتت فعاليتها خلال قرابة 4 سنوات من حرب أوكرانيا، إذ كانت إيران قد زودت موسكو بآلاف الطائرات بدون طيار التى استخدمت لضرب كييف.

وتشير الصحيفة إلى أن أى صفقة أسلحة لإيران ستعد خرقًا مباشرًا لحظر الأمم المتحدة الذى أعيد تفعيله بعد أن فعّلت بريطانيا وألمانيا وفرنسا آلية سناب باك فى نهاية سبتمبر بسبب استمرار البرنامج النووى الإيرانى. ويحظر قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015 بيع أو نقل الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوى لطهران.

وتغير المشهد تمامًا بعد انهيار المحادثات النووية مع اندلاع الحرب. فقد أعادت الأطراف الأوروبية فى الاتفاق النووى فرض العقوبات بما يشمل حظر السلاح والقيود على برنامج الصواريخ الباليستية. لكن دبلوماسيين روس وصينيين شككوا فى شرعية آلية سناب باك، ما يثير تساؤلات حول قدرة العقوبات على الصمود دوليًا.

وتتميز سو 35 برادار فعال قادر على اكتشاف وتتبع الأهداف وإدارة معارك متعددة، كما أن تزويدها بصاروخ جو جو R37M يجعل منها تهديدًا بعيد المدى للطائرات الإسرائيلية. فقد استخدم سلاح الجو الروسى هذا الصاروخ لإسقاط طائرة أوكرانية من مسافة 177 كيلومترًا.

وسيكون بإمكان هذه المقاتلات إسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار بسهولة، وهى الطائرات التى تسببت فى أضرار كبيرة خلال عملية الأسد الصاعد فى يونيو. كما أن تحليق سو 35 فى شرق إيران سيشكل تهديدًا مباشرًا لطائرات التزود الجوى الإسرائيلية التى اقتربت فى يونيو من المجال الجوى الإيرانى لتمديد مدى العمليات.

ويرى واتلينغ أن إيران ستستفيد بشكل أكبر من التحسينات التقنية التى حققتها روسيا على مستوى البرمجيات والرادارات وأنظمة اعتراض الصواريخ الغربية مثل ATACMS وGMLRS وصواريخ HARM المضادة للإشعاع. فقد تمكنت موسكو من تطوير أداء دفاعاتها الجوية بعد اختبارها ميدانيًا ضد أنظمة غربية متقدمة.

لكن التحول الجيلى الحقيقى سيحدث إذا وافق الكرملين على نقل أنظمة S400 المتطورة لإيران. فهذا النظام، الذى تبلغ سرعته 17000 كيلومتر فى الساعة بمدى يصل إلى 600 كيلومتر، يمكنه تهديد الطائرات الإسرائيلية بما فيها طائرات التزود الجوى، باستثناء المقاتلات الشبحية F35. إلا أن تكلفة بطارية كاملة مع الصواريخ الاحتياطية تصل إلى مليار دولار، ما يدفع إيران للتفكير أيضًا فى النظام الصينى HQ9.

ورغم تمكن إسرائيل من تدمير عدد كبير من منصات الصواريخ فى الصيف، أطلقت إيران خلال الحرب الأخيرة أكثر من 550 صاروخًا باليستيًا إضافة إلى اكثر من 1000 طائرة بدون طيار شاهد انتحارية، أصابت مدنًا ومستشفى و12 قاعدة عسكرية، ما أدى إلى مقتل 28 مدنيًا وإصابة 3600 آخرين.

وأكد واتلينغ أن نقل موسكو هذه التقنيات سيحدث فرقًا كبيرًا فى دقة الصواريخ الإيرانية وقدرتها على التهرب من الدفاعات الأمريكية. كما تترقب الدول الغربية أى مؤشرات على تعاون أعمق بين موسكو وطهران فى إنتاج صواريخ مثل خرمشهر، صاحب القدرة النووية المحتملة، أو فاتح 1 الأسرع من الصوت.

مقالات مشابهة

  • إيران تعيد بناء ترسانتها العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية بدعم روسى
  • التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • القومي لذوي الإعاقة يختتم المرحلة المرحلة الأولى من مشروع ريادة الأعمال الخضراء
  • المشاط تجتمع بـ7 سفراء أفارقة لتعزيز التكامل الاقتصادي في مؤتمر «أفريقيا التي نريدها»
  • "القومي للإعاقة" و"البيئة" يختتمان المرحلة الأولى من مشروع "ريادة الأعمال الخضراء"
  • حرب غزة التي لم تنته
  • ريادة الأعمال من وجهة نظر سلوكية
  • الإعلام الدعوي وبناء الإنسان.. مشاركات واسعة من قيادات الفكر والرأي في مؤتمر إعلام الأزهر
  • ليلة سقوط فرج عامر..النتيجة النهائية لانتخابات نادي سموحة بالإسكندرية