تباطؤ وتيرة انكماش نشاط قطاع التصنيع في اليابان خلال فبراير
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أظهرت البيانات النهائية لمسح أجرته مؤسسة "إس أند بي غلوبال" الصادرة اليوم الاثنين، تباطؤ وتيرة انكماش نشاط قطاع التصنيع في اليابان خلال فبراير 2025.
وبحسب المسح، ارتفع مؤشر جيبون بنك لمديري مشتريات قطاع التصنيع إلى 49 نقطة في فبراير، مقارنةً بـ 48.7 نقطة في يناير، في حين كانت القراءة الأولية للمؤشر 48.
وتشير قراءة المؤشر أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط الاقتصادي في القطاع، بينما تشير القراءة فوق 50 نقطة إلى نموه، بحسب مانقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
في الوقت نفسه، واصلت ظروف التشغيل في قطاع التصنيع الياباني تراجعها للشهر الثامن على التوالي.
كما استمر تراجع المؤشر الفرعي للإنتاج للشهر السادس على التوالي، لكن بوتيرة أبطأ. وظلت الطلبيات الجديدة في انخفاض، متأثرةً بتراجع الطلب وضعف ثقة العملاء، وفقًا لما أفادت به شركات التصنيع.
وأدى استمرار انكماش نشاط قطاع التصنيع إلى ركود واسع في عمليات التوظيف، وتراجع ملموس في نشاط المشتريات، بالإضافة إلى انخفاض قوائم الأعمال المتراكمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليابان قطاع التصنيع المزيد قطاع التصنیع
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. الصيف والقراءة
رغم ضجيج العالم الذي يتصاعد كل يوم إلا أن علينا ألا نزيح القراءة نحو الهامش، إنها فعل وجودي تتفتح معه الذات، وتسمو عاليا في لحظة يبدو كل شيء فيها يجرنا نحو القاع.
ومع كل صيف يطل، وتخفتُ فيه وطأة الالتزامات اليومية، يتسع الزمن لاختيار آخر، أكثر جوهرية: أن نرتدّ إلى الداخل، وننفتح على الكتب بما تمثله من أنساق من الأفكار، وأدلة مغايرة للوجود.
تبدو المكتبة في هذه اللحظة، سواء كانت عمومية أو شخصية، فضاء رمزيا لحوار متجدد مع ما نظنه قد قيل وانتهى.. فهي تكشف، حين نمنحها الوقت والإنصات، عن دهشة كامنة في كل جملة، وكل نظرية، وكل استعارة. القراءة لا تُثبّت معارفنا، بل تربكها أولا، قبل أن تعيد تركيبها على نحو أكثر نضجا وشفافية. وربما لهذا السبب كانت القراءة لحظة مواجهة، لا لحظة ترف؛ مواجهة مع الأسئلة المؤجلة، مع الذات في هشاشتها وادعاءاتها، ومع العالم في عنفه ومراوغته.
وفي هذه اللحظة التي يبدو فيها العالم عند حافة الفناء النووي تغدو العودة إلى فعل مقاومة، مقاومة للفناء، ومقاومة للسطحي والسريع، وللصوت العالي والمشهد الزائف. ولذلك لا يمكن أن تكون القراءة مجرد تمرين يومي لأذهاننا المزدحمة ولكنها في عمقها ممارسة أخلاقية لتكثيف الإدراك.
تتيح لنا القراءة أن نعيش حيوات لم نعشها، ونرى بعيون لم نرَ بها، ونفكر من عتبات لم نقترب منها من قبل.. وبهذا المعنى، لا يصبح القارئ مجرد مستهلك للنصوص، بل مشارك في صوغ العالم، في مراجعته وإعادة تأويله.
وهذا الصيف الذي يداهمنا الآن بلهيبه الحارق، ليس فيه انقطاع عن العالم أو فرار من جحيمه بل نحاول أن نجد فيه استراحة للتأمل وفرصة لقراءة ذواتنا وقراءة مآلاته الحتمية. وبذل أن يكون زمنا للهروب، يمكن أن يكون فرصة للولوج إلى العوالم التي تفتحها المكتبات والكتب. ففي حضرة المتنبي ونجيب محفوظ ودوستويفسكي وميلان كونديرا نستطيع أن نعيد فهم العالم الذي يتدافع نحو الهاوية وفهم معنى الروح وتأريخها.
قد لا تغيرنا الكتب، ولا تستطيع أن تنتشل العالم من على تخوم هاويته ولكنها على أقل تقدير تستطيع أن تهز ذواتنا فنكتشف أنفسنا فيه وتلك هي معجزة القراءة التي تتجلى في بناء وعي أعمق بأن الأسئلة التي تتكاثر من حولنا لن تنتهي أبدا.