يصادف اليوم ذكرى ميلاد سميرة موسى، أول عالمة مصرية في مجال الذرة، كانت نموذجًا نادرًا للمرأة العربية التي اقتحمت مجال العلوم النووية في وقت كانت فيه النساء بالكاد يحصلن على التعليم الأساسي. رغم إنجازاتها العلمية الكبيرة، انتهت حياتها بشكل مأساوي في حادث غامض أثناء زيارتها للولايات المتحدة عام 1952. لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كانت وفاتها مجرد حادث عرضي أم عملية اغتيال مدبرة، خاصة مع وجود نظريات تتهم جهاز الموساد الإسرائيلي بالتورط في قتلها.

رحلة العلم والتحديات

منذ صغرها، أظهرت سميرة موسى شغفًا كبيرًا بالعلم، وتفوقت في دراستها حتى حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم الذرية من جامعة القاهرة. سافرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة لاستكمال أبحاثها حول الاستخدام السلمي للطاقة النووية، بهدف جعل الطاقة الذرية متاحة للجميع وليس حكرًا على الدول الكبرى.
كانت موسى تؤمن بأن العلم يجب أن يكون وسيلة لخدمة الإنسانية وليس أداة للدمار، وهو ما جعلها تدعو إلى تسخير الطاقة النووية في مجالات الطب والزراعة، وهو ما أثار قلق بعض القوى العالمية التي كانت تسعى إلى احتكار التكنولوجيا النووية.

زيارة الولايات المتحدة والنهاية الغامضة

في عام 1952، تلقت سميرة موسى دعوة لزيارة معامل نووية في الولايات المتحدة، حيث أتيحت لها فرصة نادرة للاطلاع على أسرار المفاعلات الذرية. كان من المفترض أن تعود إلى مصر لاستكمال مشاريعها البحثية، لكن القدر كان له رأي آخر.

لقيت مصرعها في حادث سيارة غامض أثناء توجهها إلى المطار. وفقًا للروايات الرسمية، فقد السائق السيطرة على السيارة وسقطت في وادٍ عميق، مما أدى إلى وفاتها على الفور. لكن الغريب أن السائق اختفى تمامًا بعد الحادث، مما أثار شكوكًا حول وجود مؤامرة وراء الحادث.

نظريات الاغتيال

تقول بعض الروايات إن جهاز الموساد الإسرائيلي كان يرى في سميرة موسى تهديدًا محتملًا بسبب أبحاثها في الطاقة النووية، خاصة أنها كانت تعمل على مشروع يهدف إلى جعل الطاقة النووية في متناول الدول النامية. هذه النظريات تستند إلى أن إسرائيل كانت تخشى تطوير برنامج نووي في مصر، مما دفعها إلى التخلص من العقول المصرية التي قد تساهم في هذا المشروع.

ورغم عدم وجود دليل قاطع على تورط الموساد، فإن اختفاء السائق الغامض واختراق أبحاثها قبل وفاتها يعززان الشكوك حول وجود مؤامرة.

إرث لا يموت

رغم رحيلها المبكر، تركت سميرة موسى إرثًا علميًا كبيرًا، حيث تعد رمزًا للمرأة العربية التي تحدت الصعاب واقتحمت مجالات علمية كانت حكرًا على الرجال. أسهمت في إلهام أجيال من الباحثات في العالم العربي، وما زال اسمها حاضرًا في تاريخ العلم المصري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل الطاقة النووية الموساد الإسرائيلي سميرة موسى المفاعلات الذرية المزيد سمیرة موسى

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الدولية: لا تسرب لإشعاعات خارج منشآت إيران النووية

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الهجمات الأمريكية الإسرائيلية على منشآت إيران النووية تسببت في "انبعاثات إشعاعية وكيميائية داخل المنشآت، غير أن مستويات الإشعاع خارجها لم تسجل أي ارتفاع".

 

وفي بيان نشرته الوكالة الثلاثاء، أعرب مديرها العام رافاييل غروسي عن ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

 

وأكد غروسي أن استئناف التعاون بين طهران والوكالة سيلعب دورا مهما في تسوية الخلاف بشأن أنشطتها النووية، معربا عن استعداد مفتشي الوكالة لأداء عملهم في إيران.

 

وأضاف أن "الوكالة رصدت أضرارا كبيرة في عدة منشآت نووية إيرانية، تشمل مواقع لتحويل وتخصيب اليورانيوم".

 

وتابع: "تقييمنا يُظهر حدوث انبعاثات موضعية لمواد نووية (معظمها يورانيوم مخصب بدرجات مختلفة) داخل تلك المنشآت، لكن لا تقارير عن زيادة مستويات الإشعاع خارجها".

 

وأشار غروسي إلى أن الوكالة تستطيع طمأنة سكان الدول المجاورة إزاء عدم وجود أثر إشعاعي يهددهم أو يهدد البيئة.

 

واستدرك: "لكن الأهم من منظور الأمان النووي هو عدم استهداف مفاعلات البحوث والطاقة الإيرانية".

 

وعن الهجمات الأمريكية في 23 يونيو/ حزيران الجاري، قال إن تقديرات الوكالة تشير إلى إصابة أحد مداخل المنطقة تحت الأرض في منشأة فوردو، إلى جانب رصد ثقبين فوق الأقسام تحت الأرض المخصصة لتخصيب اليورانيوم والتخزين في منشأة نطنز، ما قد يسفر عن "مخاطر كيميائية داخليا".

 

وفي 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 قتلى و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

 

وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 28 قتيلا و3 آلاف و238 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.

 

ومع رد إيران الصاروخي على إسرائيل وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران مدعية "نهاية" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.


مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: إيران كانت على بعد أسابيع من إنتاج سلاح نووي قبل الضربات الأمريكية
  • خامنئي: المواقع بالكامل في إسرائيل كانت تحت مرمى صواريخنا
  • إيران: خسائر إسرائيل في الحرب كانت كبيرة
  • الخارجية الإيرانية: نشدد على حقنا الكامل باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية
  • إيران: سنواصل استخدام الطاقة النووية
  • موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذا يقول الخبراء؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • وكالة الطاقة الدولية: لا تسرب لإشعاعات خارج منشآت إيران النووية
  • أستاذة قانون: ضربات ترامب على إيران كانت غير قانونية.. لهذه الأسباب
  • إيران: لن نتنازل عن حقنا في الطاقة النووية السلمية