الجزيرة:
2025-06-27@04:12:24 GMT

3 أهداف تسعى الصين لتحقيقها من علاقتها بأفغانستان

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

3 أهداف تسعى الصين لتحقيقها من علاقتها بأفغانستان

كابل ـ خطوات متسارعة تخطوها العلاقات الأفغانية الصينية خلال الفترة الأخيرة، لحاجة كلا الجانبين للآخر، فالصين تسعى إلى تحقيق 3 أهداف رئيسية "اقتصادية وأمنية وإستراتيجية" من علاقتها بأفغانستان، فيما تأمل كابل أن تستفيد من حجم الاستثمارات التي يمكن أن تضخها بكين في البلاد.

أهداف الصين يمكن تقسيمها، وفقا لمحللين، إلى 3 مستويات أهمها رغبة بكين في استغلال الموارد الطبيعية في أفغانستان، والاستفادة من موقع البلاد في إطار مشروع الحزام والطريق، وأن تحل الصين بديلا للولايات المتحدة، فضلا عن رغبة الصين في السيطرة على مقاتلي إقليم الإيغور الذين وصلوا إلى أفغانستان.

ويرى خبراء الشأن الأفغاني أن الطلب العالمي على الليثيوم سيزداد 40 ضعفا خلال الـ20 سنة المقبلة، لذا بادرت الصين بإقامة علاقات واسعة مع حركة طالبان لاستغلال الموارد الطبيعية في أفغانستان لاسيما الليثيوم.

طالبان توقع اتفاقا نفطيا مدته 25 عاما مع الصين (الإعلام الحكومي) مصالح متعددة

يقول الخبير الاقتصادي سميع الله الكوزي للجزيرة نت، "إن إطلاق خطوط القطارات المباشرة بين أفغانستان والصين، ودراسة وتطوير الطرق السريعة بين كابل وإسلام آباد، واستئناف استخراج النفط في نهر آمو، واجتماعات الوفود الصينية مع قادة طالبان لإعادة تشغيل مشروع النحاس في ولاية لوغر- ثاني أكبر منجم للنحاس في العالم- كل هذا تم تنفيذه بما يتماشى مع المصالح الاقتصادية الصينية في أفغانستان".

ويشير خبراء الشؤون الأمنية إلى أن أحد المخاوف الرئيسية بالنسبة للصين هو وجود مقاتلي الإيغور في أفغانستان حيث توضح التقديرات أن المجموعة تضم ما بين 400 و700 مقاتل في أفغانستان.

ويوضح الخبير الأمني طاهر جلالي للجزيرة نت، أن الصين تعرب ظاهريا عن قلقها إزاء وجود هؤلاء المقاتلين، لكن الأدلة تشير إلى أن طالبان والصين تتعاملان مع هذه القوات تكتيكيا، وتعتبر الصين أن احتمال التهديد المباشر من الإيغور ضئيل، لكنها في الوقت نفسه استخدمت هذا التهديد كذريعة لتبرير وجودها الاستخباراتي والأمني ​​في أفغانستان.

لقاء بين وزير المناجم الأفغاني هدايت الله بدري والسفير الصيني لدى كابل تشاو شينغ (الإعلام الحكومي) علاقات قوية

ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت، "أفغانستان والصين يتمتعان بعلاقات قوية جدا، وتم تبادل السفراء بين الجانبين مما يدل على عمق العلاقات بينهما، وعلاقتنا التجارية تنمو بسرعة فائقة، وخلال اللقاءات نطمئن بالوضع الأمني ولن نسمح لأحد باستهداف الأراضي الصينية انطلاقا من أفغانستان".

إعلان

كانت الصين قد اتخذت منذ نصف قرن من العلاقات مع أفغانستان نهجا سلبيا تجاه كابل، ولكن منذ تسعينيات القرن العشرين، ومع النمو الاقتصادي الهائل الذي شهدته الصين وظهور حركة طالبان كحركة أيديولوجية إقليمية، توسعت العلاقات بين البلدين، وكان السفير الصيني أول مسؤول أجنبي يلتقي مؤسس وزعيم طالبان الملا محمد عمر في قندهار عام 2000.

تربط أفغانستان والصين علاقات دبلوماسية منذ خمسينيات القرن الماضي، وبينهما حدود يبلغ طولها 76 كيلومترا في جبال بامير شمالي أفغانستان، ولكن لم تستخدَم هذه الحدود أبدا لأسباب تتعلق بالطقس والأمن، على مدى عقدين ماضيين.

يقول قائد الجيش الأفغاني السابق الجنرال شير محمد كريمي للجزيرة نت "خلال حكومة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، نوقش إنشاء قاعدة عسكرية قرب الحدود مع الصين، وأبدت بكين اهتمامها بالخطة، وأعطت الضوء الأخضر لدفع ثمنها، ولكن لسبب ما ظل المشروع مجرد خطة، أعتقد أن جهة ثالثة عارضت أمر بناء القاعدة قرب الصين".

ويقول محللون سياسيون إن الصين كانت أول دولة تسلم مقر السفارة الأفغانية لحركة طالبان عام 2021، وأرسلت سفيرها إلى كابل، وبالتزامن مع التحركات الدبلوماسية، تدفق مئات المستثمرين الصينيين إلى كابل.

وكشف وكيل وزارة الاقتصاد الأفغانية لطيف نظري للجزيرة نت "تسجيل أكثر من 100 شركة صينية لدى وزارة المناجم، وأن الحكومة الأفغانية نجحت في جذب استثمارات أجنبية بقيمة 10 مليارات دولار أميركي، جاءت الأغلبية منها من الصين، حيث وصلت العلاقات بين البلدين إلى الشريك والمتعاون الأقرب لطالبان".

فرصة استثنائية

يرى محللون سياسيون أن الصين ستملأ الفراغ الذي تركه انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، خاصة في ظل انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، وعدم استطاعة إيران البقاء كحليف لطالبان بسبب الاختلافات الأيدولوجية والنزاعات حول موارد المياه، كما أن علاقة طالبان مع باكستان تضررت بشكل خطير بسبب حركة طالبان الباكستانية، ولذلك أصبح لدى الصين الآن فرصة استثنائية لتحقيق أهدافها الإستراتيجية في أفغانستان.

يقول السفير الأفغاني السابق في الصين سلطان بهين للجزيرة نت "إن الصين تدرك الأهمية الجيوستراتيجية لأفغانستان، بسبب موقعها الفريد، حيث تربط بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى وشرق وغرب آسيا، ومن دون الوصول الكامل إلى أفغانستان، لن تتمكن من تنفيذ مشروع الحزام والطريق العملاق في هذه المنطقة المهمة.

إعلان

وتقول مصادر حكومية إن الصين تلعب دور الوسيط بين طالبان وباكستان وأطراف أخرى لضمان بقاء واستمرار حكم طالبان في أفغانستان، وتحاول تخفيف الضغط الاقتصادي عن طالبان عن طريق التجارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان فی أفغانستان للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

شهادات للجزيرة نت تكشف استخدام إسرائيل للمساعدات فخا للإسقاط الأمني في غزة

غزة- لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل مراكز المساعدات الأميركية التي استحدثتها في 27 مايو/أيار الماضي إلى مصايد لقتل الفلسطينيين الباحثين عمّا يسد جوعهم، بل تحاول استغلالها كأدوات ابتزاز أمني، واتخذت منها مقرات لإسقاط الشبان في وحل العمالة (العمل كجواسيس)، وتقديم معلومات أمنية عن الأماكن والأشخاص المحيطين بهم.

وحصلت الجزيرة نت على شهادات خاصة ومعلومات ميدانية، تكشف تورط جيش الاحتلال باستخدام التجويع وحاجة سكان قطاع غزة للغذاء مقابل فتح باب التعامل معه، مما يبرز الأسباب الحقيقية وراء الإصرار الإسرائيلي على الاستمرار بعمل مراكز المساعدات، التي تحولت إلى واجهة للموت، وتخفي خلفها محاولات الإسقاط الأمني.

جهود استخبارية

تظهر المعلومات الميدانية وتحركات أجهزة المخابرات الإسرائيلية محاولات حثيثة لتجنيد فلسطينيين من داخل قطاع غزة لتقديم معلومات أمنية لصالح جيش الاحتلال.

بدا هذا واضحا عندما أرسلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل عدة أشهر رسائل نصية عشوائية عبر الهواتف المحمولة تقدم فيها المساعدة لمن يود مغادرة غزة، وحددت فيها مواعيد لمقابلة ضباط المخابرات داخل موقع "نتساريم" وسط قطاع غزة.

ورصدت الجزيرة نت حينها استجابة حالات محدودة جدا لتلك الرسائل، حيث أظهرت المصادر الأمنية أن ضباط المخابرات قدموا وجبة غذاء وسجائر لمن ترددوا عليهم، وتركزت أسئلتهم في ذلك الوقت عن أماكن يقطنون في محيطها، وطلبوا معلومات عن بعض قيادات المقاومة، وانتهت المقابلات بوعود بإعادة التواصل معهم في وقت لاحق.

وأعقبت تلك المحاولات، التي لم تجد صدى لدى سكان غزة، إعلان الجيش الإسرائيلي استحداث آلية توزيع مساعدات جديدة بعيدة عن المؤسسات الدولية العاملة في القطاع، وذلك من خلال "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، والتي حددت 3 مراكز توزيع فقط، منها اثنان غربي محافظة رفح، وثالث قرب مفترق "نتساريم" وسط قطاع غزة.

إعلان

ويغيب عن المؤسسة الأميركية الإسرائيلية أي آليات عمل واضحة، حيث تقدم مساعدات محدودة جدا لا تكفي لأكثر من مليوني فلسطيني، ولا يوجد لديها بيانات عن سكان قطاع غزة، مما حولها إلى أماكن لتجميع المجوّعين بشكل عشوائي ومن ثم إطلاق النار عليهم.

وتغلق قوات الاحتلال معابر غزة التجارية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وتمنع دخول أي من المواد الغذائية، مما اضطر عدد كبير من الفلسطينيين للتوجه لمراكز المساعدات بحثا عن الطعام.

وبحسب آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 516 فلسطينيا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز المساعدات، وأصابت 3799 آخرين، وفقدت آثار 39 شخصا.

مسافة شاسعة بين مواقع النازحين ونقاط توزيع المساعدات في جنوب غزة (وكالة سند) محاولات للإسقاط

ووثقت الجزيرة نت شهادات عدد من الشبان الذين يترددون على مراكز التوزيع الأميركية بشكل منتظم، ومراقبتهم ما وصفوه بالسلوك الغريب للجيش الإسرائيلي الذي يفرض سيطرته على مناطق المساعدات.

ويشير الشاب "م. د" إلى أن المؤسسة الأميركية تحدد الساعة الثانية فجرا موعدا لفتح مركزها المقام على مفترق نتساريم وسط قطاع غزة، مما يضطره للمبيت على مقربة منه علّه يعود بطعام لأطفاله.

ويقول "في العادة ينير الجيش الإسرائيلي المنطقة، لكننا نتفاجأ بتعمده إطفاء الإنارة قبل السماح لنا بالتقدم تجاه المكان الذي يضع فيه المساعدات، وتتحول المنطقة إلى ظلام دامس، ومن ثم يبدأ بإطلاق نيرانه وقذائفه المدفعية تجاه تجمعات المواطنين مما يؤدي لاستشهاد وإصابة العشرات يوميا".

ويوضح الشاب أنه فور إعادة تشغيل الإنارة، يبدأ المئات بالهرولة تجاه المساعدات، لكن الغريب في الأمر أنهم يتفاجؤون -قبل وصولهم- بخروج بعض الشبان من المكان محملين بالكثير من المواد الغذائية.

ويثير الشاب التساؤل عن كيفية وصول هؤلاء الشبان إلى المكان قبل الجميع؟ وهل سمح لهم جيش الاحتلال بالدخول عبر طرق التفافية؟ أم أنهم كانوا موجودين داخل الموقع العسكري من قبل؟

واستمعت الجزيرة نت لعشرات الشهادات المتشابهة، التي تثبت وجود جهد استخباري إسرائيلي لإسقاط عدد من الشبان الفلسطينيين في وحل العمالة، ويعزز ذلك نص الرسائل التي بعثها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية عبر الهواتف المحمولة، جاء فيها "بدك (تريد) معلومات للوصول للمساعدات؟ رقم آمن ومجاني ********* معك طول الـ24 ساعة".

وترجح الشهادات الميدانية أن الجيش الإسرائيلي اتخذ من مراكز توزيع المساعدات غطاء لدس وتوجيه متعاونين معه على الأرض، ونشرهم بين المواطنين دون أن يشعر أحد بتحركات غريبة.

متابعة أمنية

وتتابع الأجهزة الأمنية الفلسطينية المعلومات الواردة من داخل مراكز توزيع المساعدات الأميركية الإسرائيلية، حيث أكد مصدر أمني بغزة أنها لم تعد مصايد موت وأفخاخا لقتل المواطنين المجوَّعين فقط، وإنما تحولت إلى مخاطر أمنية فادحة.

وشدد المصدر الأمني -في حديثه للجزيرة نت- على أن لديهم معطيات ومؤشرات قوية تفيد بأن الاحتلال يستخدم هذه المراكز كمصيدة مزدوجة، فمن جهة يُوهم العالم بأنه يُسهم في الجانب الإنساني، ومن جهة أخرى يستغلها في عمليات إسقاط أمني واختراق اجتماعي، مستغلا حاجة الناس ورغبتهم في الحصول على الغذاء، في واحدة من أبشع صور الابتزاز السياسي والإنساني.

ويضيف المصدر "أصبحت المراكز الأميركية أداة خطيرة بيد الاحتلال الإسرائيلي، يُوظفها في سياق أجنداته الأمنية والاستخبارية، وتُدار بطريقة أمنية مشبوهة ومميتة تُثير علامات استفهام كبيرة، بدءا من أماكن توزيعها المختارة بدقة في مناطق مكشوفة أمنيا، ومرورا بالفوضى المصطنعة التي تُحيط بها، ووصولا إلى رصد تحركات المواطنين ومراقبة وجوههم وهواتفهم تحت غطاء توزيع المساعدات".

وحذر المصدر الأمني من خطورة تلك المراكز على النسيج المجتمعي والأمن الوطني، لأن المساعدات الحقيقية لا تُوزع من فوهة بندقية، ولا تُمرر عبر غرف التنصت.

إعلان

ونبه إلى أن الأجهزة الأمنية تتابع هذا الملف بدقة، وجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمّل "مسؤوليته الأخلاقية في وقف هذه الانتهاكات السافرة، والعمل على توفير ممرات إنسانية آمنة، توصل المساعدات بكرامة، بعيدا عن التوظيف الاستخباري القذر".

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تنسحب من مشروع كابل الطاقة مع المغرب بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني
  • تحذيرات من تداعيات إنسانية لقانون أميركي يقطع تمويل طالبان
  • الصين تسعى للتأثير على دوران الأرض وإطالة مدة اليوم .. ما القصة؟
  • مراكز الولادة المُشيَّدة من الإمارات تُعيد الأمل إلى الأسر الأفغانية
  • في أفغانستان ثقة متدنية بالبنوك وسط أزمة اقتصادية مستمرة
  • واندا نارا تثير التكهنات حول علاقتها بأشرف حكيمي
  • شهادات للجزيرة نت تكشف استخدام إسرائيل للمساعدات فخا للإسقاط الأمني في غزة
  • واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأفغانستان
  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء تسعى إلى بناء جسور التعاون مع المؤسسات الدينية حول العالم
  • خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي