هنالك قدر جغرافي، بني عليه خطأ سياسي واقتصادي وأمني، ألا وهو موقع (العاصمة المثلثة) .. هذا الموقع المتميز العنيد أسس للقاعدة أن من يسيطر على الخرطوم يسيطر على السودان، حتى الثورات تنطلق شرارتها في مدينة أخرى ولكن لا بد أن تسرق نخب الخرطوم شعلتها وتجعلها ثورة مغشوشة ثم ترسل للمدينة ذاتها لاحقا والية مجنونة تتحدث عن هدم السد ورفت الشريف الرضي .

. قمة في الجحود والغرور الخرطومي.

هذه الحرب اعتمدت فيها المليشيا على هذا الخطأ، بل التخطيط للاستيلاء على الخرطوم أخذ عامين قبلها وهذا تخطيط يتجاوز المليشيا، بل ويتجاوز الدولة الوطنية، ويتجاوز حتى أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية (غير الضالعة في المكر) .. لأنها لو توقعتها لحزمت أمتعتها أو استعدت .. ما حدث غدر يدرس في كتب التاريخ ويستحسن أن نتجاوز التلاوم الداخلي حوله .. لأن القصة كانت حرب احتلال واستيطان وتقسيم وتجريف ديموغرافي .. لا يضاهيه إلا وعد بلفور وسايكس بيكو .. لم يكن اطلاقا حدثا سودانيا في صراع سلطة داخلي .. يستحسن التركيز على الأساس الذي بني عليه نجاح المخطط، وهو (الخرطوم) هي التي سهلت للمليشيا ورعاتها ضربة تؤدي الى صدمة قاسية وشلل مؤقت لدولة تسيطر على 2 مليون كيلومتر مربع فيها 45 مليون مواطن وجيش عمره مئة سنة .. مخطط كاد أن يكشط قيادة جيش بكامله في نصف ساعة، والسذج يتحدثون عن رصاصة “المدينة الرياضية”!

وللمفارقة، الخرطوم أيضا هي من تسببت في دمار المليشيا لأنها انتشرت عسكريا واجراميا ولكنها لم تسيطر لأن السيطرة فيها معنى ال Governance وهي نهبت السفارات في اليوم الثاني وقدمت الدليل تلو الآخر أنها يمكن أن تكون أي شيء إلا دولة أو حتى قوة نظامية، وأن التفاوض مع الدولة الوطنية هو المخرج الوحيد لرعاة المخطط، بمعنى أن (الخرطوم) فضحت المليشيا ومن وراءها.

الآن الحرب ستنتهي بسقوط المليشيا في الخرطوم عسكريا .. ولكن هذه الحرب جائت لصياغة سودان جديد .. يتفادى خطأ (الخرطوم) .. وقد قطعنا نصف الشوط عمليا .. واستطاعت مدن السودان القيام بالأمر على صعوبته .. نعم صحيح صارت بورتسودان عروس السودان كله وليس عروس البحر الأحمر فقط، ولكن كل المدن ساهمت .. أنظروا الى صمود الأبيض حولين كاملين بحليب الشجاعة .. حتى فطمها دخول الصياد وصارت سودانا مصغرا، وصارت الهجانة جيشا مصغرا.

ان ميرم واحدة من ميارم الفاشر ذات وجه صبوح رفعت سكينا في وجه الغاصب، أعادت صولجان علي دينار المفقود الذي سرقه الانجليز.
مدن السودان كلها تساهم الآن في تحرير الخرطوم من عبئها التاريخي.

في هذا السياق .. ركزوا على الخطأ السوداني في التركيز على الخرطوم وكيف قاد هذا الخطأ للحرب وكان هو ذاته سبب فشل المليشيا ونهاية الحرب، فكروا كيف ستقودنا المحنة لنهضة مدن وحواضر السودان كله .. ركزوا على هذا ولا تنشغلوا بالرشوة التي نالها وليم روتو من لئام العرب لفتح قاعة يوقع فيها قائد ثاني المليشيا مع قفطان يدعوه الناس “قائد ثاني زوجته” على دفتر السقوط الذي يشبههم ويشبه حقارتهم ولا يشبه الشعب السوداني .. نعم صحيح .. تليق بكم العلمانية .. فالخبيث يركمه الله على بعضه!

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الخرطوم

إقرأ أيضاً:

الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً

قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، إن جماعة الحوثي تجني نصف مليار دولار سنويا من قطاع التبغ الذي سيطرت عليه منذ 2015.

 

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، عن الجماعة حولت قطاع التبغ إلى ركيزة أساسية لاقتصادها الموازي، ومصدر تمويل رئيسي لأنشطتها العسكرية والإرهابية العابرة للحدود، محققًا عوائد مباشرة تقدّر بنصف مليار دولار سنويًا، وبإجمالي يناهز خمسة مليارات دولار منذ بداية الانقلاب.

 

وأضاف الارياني إن قطاع التبغ الذي يشمل إنتاج السجائر واستيرادها وتوزيعها، كان قبل الحرب أحد أهم الموارد السيادية التي ترفد خزينة الدولة بعوائد مالية كبيرة من الضرائب والجمارك وأرباح الشركات الوطنية.

 

وأشار وزير الإعلام معمر الإرياني إلى أن هذا الملف يفضح مجددًا كيفية تحويل الحوثي لمؤسسات الدولة ومرافقها الإنتاجية إلى أدوات للنهب وتمويل الحرب، في إطار اقتصاد موازٍ يضمن استمرار الصراع وتمويل مشروع إيران التوسعي في المنطقة، ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الاقتصادي والإنساني في اليمن.

 

وأفاد أن الجماعة حولت القطاع بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء إلى منظومة معقدة من الاستحواذ والنهب والتهريب، قامت على تدمير الشركات الوطنية، وتزوير العلامات التجارية، وفرض جبايات باهظة، بما جعل هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد غير الرسمي الذي يغذي الحرب ويقوض مؤسسات الدولة.

 

وأكد الإرياني استمرار العمل على توثيق هذه الملفات وكشف تفاصيل المنظومة المالية التي تديرها المليشيا، بما يساهم في فضح مصادر تمويلها غير القانونية وإبراز حجم الضرر الذي تلحقه بالاقتصاد الوطني، وبحياة اليمنيين ومعيشتهم.


مقالات مشابهة

  • أقصر طريق للسلام هو استسلام المليشيا لا الشعب السوداني
  • هناك تحولات حقيقية حدثت في الحرب بعد تحرير ولاية الخرطوم وبداية التقدم غربا
  • التحالف الذي لم تطأ اقدامه أرض السودان لا يحق له التقرير بشان أهله
  • عناوين الصحف والمواقع الإلالسودانية اليوم السبت 2أغسطس2025م
  • والي الخرطوم يتعهد بتأهيل مسجد الإمام المهدي بأمدرمان والخلوة والمكتبة وسكن الطلاب
  • امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين
  • رئيس حركة شباب التغيير والعدالة: إعلان حكومة المليشيا جزء من مؤامرة تمزيق السودان
  • كم عمر الدرع وأبناء درع السودان وهل لديهم ثقافة حرب عمرها يتجاوز العشرين عام