روسيا ترفض هدنة مؤقتة بأوكرانيا وبوتين يذكر الفرنسيين بنهاية نابليون
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
رفضت روسيا أي هدنة مؤقتة في أوكرانيا بالتزامن مع قمة أوروبية أكدت دعم أوكرانيا، واختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تذكير نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بمصير حملة نابليون تعليقا على اقتراح فرنسي.
وقال بوتين إن بلاده بحاجة إلى خيار للسلام يناسبها يضمن لها التنمية المستقرة والأمان، مؤكدا أن بلاده ليست بحاجة لما يملكه الآخرون لكنها لن تتنازل عما تملك.
وتعليقا على تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أوضح بوتين أن ثمة أشخاصا في العالم يريدون العودة إلى زمن غزو نابليون لكنهم ينسون كيف كانت نهايته.
وكان ماكرون أعلن أمس أن باريس ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا لقادة جيوش الدول المستعدة لضمان السلام في أوكرانيا، مؤكدا في الوقت نفسه أن مستقبل أوروبا لا يمكن أن تقرره الولايات المتحدة أو روسيا.
ورأى ماكرون أن روسيا -التي تشن حربا على أوكرانيا منذ عام 2022- أصبحت تشكل تهديدا لفرنسا وأوروبا، معربا عن رغبته في أن تواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبهم.
لا هدنة مؤقتة بأوكرانيا
وفي السياق ذاته، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس أن وقفا مؤقتا لإطلاق النار في أوكرانيا، كما اقترحت أطراف مثل باريس وكييف، هو أمر "غير مقبول على الإطلاق".
إعلانوقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه "من الضروري التوصل الى اتفاقات متينة بشأن حل نهائي" للحرب التي اندلعت قبل 3 أعوام، معتبرة أن أي هدنة محددة زمنيا تتيح للقوات "إعادة تنظيم" صفوفها، هي "أمر غير مقبول على الإطلاق لأنها ستؤدي تحديدا إلى عكس النتيجة المرجوة".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح الأحد هدنة لمدة شهر تشمل "الجو والبحر ومنشآت الطاقة".
كذلك اقترح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إطلاق سراح السجناء وهدنة في الجو والبحر كخطوات أولى نحو إنهاء الحرب.
وقالت زاخاروفا إنهم يسعون للحصول على "هدنة" للجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات على الجبهة، مشيرة إلى أن أوكرانيا ستستخدمها "لتعزيز قدراتها العسكرية".
ورفضت موسكو في السابق أي هدنة تسمح للقوات الأوكرانية الأقل عددا وتسليحا بتعزيز صفوفها، مشيرة على سبيل المثال إلى وقف إطلاق النار الهش في شرق أوكرانيا بين عام 2015 وفبراير/شباط 2022 تاريخ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا؛ حيث تعتبر موسكو أن هذه الفترة سمحت لكييف بتعزيز جيشها.
بدائل للمعلومات الاستخباراتية الأميركيةمن جانب آخر، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف إن بلاده تعمل على إيجاد بدائل بعد توقف تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
وأوضح أوميروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع نظيره الألماني، أن أوكرانيا لم تحصل بعد على التفاصيل بشأن كيفية تقييد الولايات المتحدة لذلك التعاون لكنها ستعمل بالفعل لإيجاد بدائل.
من جانبه، قال وزير الدفاع الألماني إن بلاده ستعزز الدعم المقدم لأوكرانيا، مضيفا أنها تبحث تسريع وتيرة التمويل لأوكرانيا وتقديم 3 مليارات يورو، معربا عن استعداد برلين للقيام بدور قيادي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوروبا.
قمة أوربية داعمة لأوكرانيا
هذا، وقد استضافت العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الخميس قمة أوروبية استثنائية لبحث الأمن في أوروبا والتطورات في أوكرانيا، على وقع تجاذبات حادة مع الولايات المتحدة.
إعلانووصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إلى بروكسل لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، وقال مخاطبا الأوروبيين "كنتم معنا خلال كل هذه الفترة والأسبوع الماضي.. إننا ممتنون للغاية لأننا لسنا وحدنا. هذه ليست مجرد كلمات، بل إننا نشعر بذلك".
كما أشار إلى أن "هناك رؤية مشتركة واضحة" مفادها أنه من الممكن تحقيق سلام دائم من خلال التعاون مع الولايات المتحدة.
وفي تناقض واضح مع صورته موَبّخا إلى جانب الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، ظهر زيلينسكي في بروكسل محاطا برئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين اللذين أكّدا تصميمهما على دعم كييف.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد سيقف إلى جانب أوكرانيا ما دامت هناك حاجة لذلك.
وأضافت خلال افتتاح القمة "تواجه أوروبا خطرا واضحا وقائما، وبالتالي يتعين عليها أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، كما علينا أن نمنح أوكرانيا الوسائل اللازمة لحماية نفسها والعمل من أجل سلام عادل ودائم".
ومن جانبه، حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من "سلام مفروض" على أوكرانيا، فيما يثير تقارب واشنطن مع موسكو مخاوف من فرض تسوية غير مناسبة على كييف.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب متلفز إلى الفرنسيين الأربعاء "أريد أن أصدق أن الولايات المتحدة ستبقى بجانبنا، لكن علينا أن نكون مستعدين إذا لم يكن الأمر كذلك".
وتعهد التكتل تقديم حوالي 30 مليار يورو لأوكرانيا خلال عام 2025، ولا ترى دول عدة ضرورة لزيادة هذا المبلغ في الوقت الحاضر.
وفي هذا الإطار، تعتزم النرويج زيادة مساعدتها إلى أوكرانيا في 2025 بمعدّل 50 مليار كرونة نرويجية (4.2 مليارات يورو) لترفعها إلى 85 مليار كرونة (7.2 مليارات يورو)، وفق ما أعلن الخميس رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره.
إعلانلكن ليس هناك إجماع أوروبي على سبل التحرك. وفي هذا السياق، حذر رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان المؤيد لترامب، من أي مقررات خطية بشأن أوكرانيا في نهاية القمة، في موقف يهدد بكشف الانقسامات بين الأوروبيين في العلن.
وقال دبلوماسي أوروبي ملخصا الوضع "الهدف بشأن أوكرانيا هو التوصل إلى اتفاق بين الأعضاء الـ27 جميعهم أو ما يقارب ذلك"، مؤكدا "سنتقدم في مطلق الأحوال. المهم أن تحصل أوكرانيا على دعم".
رهان خطيروكانت واشنطن أعلنت الاثنين تجميد مساعدتها العسكرية لأوكرانيا وسط تقارب مع الكرملين منذ المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير/شباط.
ووصفت كبيرة المسؤولين عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس هذا القرار بـ"الرهان الخطير".
ويشمل القرار الأميركي الذي يقوّض قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها أيضا المعلومات الاستخباراتية التي تعدّ أساسية للجنود في جبهات القتال.
وبعدما قامت كييف بالكثير من مبادرات التهدئة حيال الولايات المتحدة إثر المشادة الكلامية بين زيلينسكي وترامب الأسبوع الماضي في المكتب البيضاوي حين هدد الرئيس الأميركي بـ"التخلي" عن أوكرانيا، أعلنت الأربعاء العمل على مفاوضات جديدة مع الأميركيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الفرنسی إیمانویل ماکرون الولایات المتحدة فی أوکرانیا أن أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
هل ترد إيران على الولايات المتحدة؟
أنقرة (زمان التركية) – وضعت الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى بالتزامن مع تهديدات إيران ووكلاؤها بالانتقام في أعقاب التوترات الأخيرة.
وصرح السفير الإيراني في جنيف والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، علي بحريني، لموقع يورونيوز في 19 يونيو/حزيران الجاري أن طهران ستهاجم الولايات المتحدة إذا “تجاوزت واشنطن الخطوط الحمراء”.
يتفق معظم الخبراء العسكريين على أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تهاجم إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني بالفعل يوم الأحد أن أصل الطائرة الأمريكية “تم تحديده ويخضع للمراقبة” مفيدا أن القواعد الأمريكية في المنطقة “ليست مصدرا للقوة ولكنها نقطة ضعف متنامية”.
وأفاد الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن يوم السبت أنهم سيستهدفون السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في هجوم محتمل ضد إيران بالتعاون مع إسرائيل.
وأكد المتحدث العسكري باسم المجموعة، يحيى سريع، في بيان نشره المنفذ الإعلامي للجماعة أنه “إذا شاركت واشنطن في الهجوم على إيران فسيتم استهداف السفن والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر”.
لدى الولايات المتحدة عشرات الآلاف من القوات في الشرق الأوسط، بما في ذلك قواعد دائمة في دول الخليج العربي مثل الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وهي أقرب بكثير إلى إيران من إسرائيل وذلك عبر الخليج الفارسي.
الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط
تحتوي هذه القواعد على أنظمة دفاع جوي متطورة ، لكن سيكون لديها وقت تحذير أقل بكثير في مواجهة موجات الصواريخ أو أسراب الطائرات المسلحة بدون طيار. ويعتمد هذا الأمر على عدد الطائرات بدون طيار والصواريخ التي سيتم استخدامها في هجوم محتمل.
ولم تتمكن إسرائيل الواقعة على بعد بضع مئات من الكيلومترات من وقف كل النيران القادمة.
وفقا لمسؤولين أمريكيين ووكالة أسوشيتد برس (AP)، عادة ما يكون هناك حوالي 30 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط، غير أن العدد حاليا يُقدر بنحو 40 ألف جندي في المنطقة.
وارتفع هذا العدد إلى 43 ألفا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران واستمرار هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر.
بعد 13 يونيو/ حزيران الجاري وقت استهداف إسرائيل إيران لأول مرة لوقف برنامجها للتخصيب النووي، بدأت القوات الأمريكية في المنطقة في اتخاذ تدابير احترازية بما في ذلك المغادرة الطوعية للمعالين العسكريين من القواعد لتوقع الهجمات المحتملة وحماية أفرادها إذا ردت طهران على نطاق واسع.
وباتت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى مع تهديد إيران ووكلائها بالانتقام واستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة بالفعل في السابق.
ولعل أحد الاختلافات مقارنة بالهجمات والتهديدات السابقة هو تراجع قدرات وكلاء إيران، حزب الله وحماس، منذ أن دمرتها إسرائيل بعد أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وتمتلك إيران أيضا صواريخ بما في ذلك المقذوفات، ولكن ليس لديها الكثير من القوة الجوية بسبب العقوبات الغربية.
وتكرر استهداف قاعدة الأسد الجوية الواقعة في غرب العراق وبها أكبر انتشار أمريكي في البلاد.
في عام 2020 بعد أن اغتالت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أطلقت إيران 16 صاروخا على القواعد الأمريكية في العراق. أصابت 11 منها أصابت قاعدة الأسد وسقط عشرات الجرحى.
واستمرت الهجمات ومؤخرا في أغسطس تعرضت القاعدة لضربات من الطائرات بدون طيار والصواريخ.
في يناير/ كانون الثاني من عام 2024، قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم بطائرة بدون طيار على البرج 22 وهو موقع أمريكي صغير بالقرب من الحدود السورية في الأردن. وكانت غارة الطائرات بدون طيار أول هجوم مميت ضد القوات الأمريكية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم في الهجوم على المقاومة الإسلامية العراقية، وهي تحالف من الميليشيات المدعومة من إيران بما في ذلك كتائب حزب الله.
ينشط الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين بحوالي 8000 فرد. وتضم قطر قاعدة العديد الجوية، وهي المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية ويمكن أن تستوعب 10 آلاف جندي.
معسكر بويرينغ وعلي السالم والظفرة هي أيضا قواعد جوية مهمة في الكويت والإمارات العربية المتحدة.
وبدأت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في العراق وإسرائيل في إجلاء موظفيها. ويحذر المسؤولون من احتمالية استهداف السفارات بالإضافة إلى القواعد العسكرية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في تغريدة عبر منصة إكس نشر قوات إضافية لتعزيز الدفاع الإقليمي قائلا: “حماية القوات الأمريكية هي أولويتنا القصوى”.
Tags: البرنامج النووي الإيرانيالحرب الاسرائيلية الايرانيةالقوات الأمريكية في الشرق الأوسطالهجمات الأمريكية على إيرانالهجمات الإسرائيلية على إيران