خالد الصاوي لـ حسن عسيري: حاول تكشف في أول فرصة على الذاكرة أنت لسه صغير على الزهايمر
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
تحدث الفنان خالد الصاوي، عن آخر أعماله، قائلا: "بصور حاليا شغل رمضان في مسلسلين هما المداح، وسيد الناس".
ووجه الفنان حسن عسيري، سؤالا للفنان خالد الصاوي، خلال استضافته في برنامج «بروود كاست»، على قناة "إم بي سي مصر"، قائلا: "ألا ترى أنك محصور في دور معين".
ورد الفنان خالد الصاوي: "أنا عملت أفلام كتير مثل عمارة يعقوبيان والفيل الأزرق والجزيرة"، ليرد عسيري، قائلا: "كنت دور ثانوي فيهم، وليس بطل".
حاول تكشفوعلق الصاوي: "أنت مش معتبر أني من الأبطال في عمارة يعقوبيان والفيل الأزرق والجزيرة.. حاول تكشف في أول فرصة على الذاكرة إنت لسه صغير على الزهايمر لما ما تشوفنيش بطل في يعقوبيان والفيل الأزرق والجزيرة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الصاوي الفنان خالد الصاوي حسن عسيري المزيد خالد الصاوی
إقرأ أيضاً:
عن خطر الذاكرة المثقوبة
يتغير حال الأمم بين القوة والضعف، وبين الغنى والفقر؛ لذلك فإن قوتها الآنية والتراكمية لا تقاس بعتادها العسكري وحده، ولكن بما تستطيع أن تحتفظ به من رصيد في ذاكرتها الجمعية. وذاكرة أي أمة من الأمم تملك قوة تجعلها تصل الحاضر بالماضي، وترسم خطوات المستقبل. وكان هذا الفهم راسخا في وجدان الأمم والشعوب؛ فلا تفرط فيه أبدا.
غير أن عصرنا هذا المتخم بالضجيج والتسارع جعل الذاكرة مثقوبة تتسرب منها الحكايات الكبرى قبل أن تترسخ في وجداننا، وقبل أن نستطيع مراكمتها لتشكل ذواتنا وواقعنا. ما إن يقع حدث حتى يُزاحمه آخر، فيختفي الأول وكأنه لم يكن، ويظل الوعي العام أسير اللحظة يتغذى على مشاهد عابرة تبدو وكأنها بلا سياق، أو أنها منزوعة منه.
والنسيان في ذاته ليس ظاهرة جديدة؛ فقد عرفته كل المجتمعات عبر التاريخ، لكنه اليوم يتخذ شكلا مختلفا؛ فهو لم يعد نتاج الزمن، ولكنه صار نتاج التدفق المستمر والمتسارع للمعلومات المبتورة والمشوهة التي يبتلع بعضها بعضًا، ويناقض بعضها بعضًا. وبهذا المعنى فإن هذا النوع من المعلومات المتسارعة والمتناقضة إذا لم تجد إطارا يحدها في سياق منظومة قيم، أو سردية وطنية، أو مشروع ثقافي؛ فإنها تتبدد سريعا في هذا الفضاء الرقمي الذي لا يبدو أن له ذاكرة قادرة على الرسوخ في الوعي البشري. وهذا في حد ذاته مشكلة كبيرة؛ حيث لا يمكن أن تكون المآسي صالحة لأن تعطينا دروسا وعبرا، ولا تصبح الإنجازات نماذج ملهمة، ولا الأخطاء قادرة على أن تحذرنا، ويتحول كل شيء إلى مجرد ومضات تضيء لحظة، وسرعان ما تنطفئ. وفقدان الذاكرة الجمعية يُفقد المجتمعات قدرتها على فهم ذاتها؛ فأمة لا تستطيع تذكر كيف تجاوزت الأزمات، ولا كيف شيدت منجزاتها لن تعرف كيف تحمي ما تملكه، أو تصنع ما تحتاجه! ومن دون ذاكرة حية وحاضرة في الوعي وفي السلوك يسهل إعادة إنتاج الأخطاء، وكأن التاريخ مجرد دائرة مفرغة تدور في الفراغ، وتتلاشى القدرة على استخلاص العبرة، ويصبح الحاضر كثير الهشاشة، أما المستقبل فإنه يغدو مفتوحا على احتمالات يقررها الآخرون لا نحن.
والحديث عن استعادة الذاكرة، وأهميتها في سياق البناء لا يفهم على أنه حنين إلى ماض ذهب وانتهى، ولكن من المهم أن يكون فهم الأمر على نحو مختلف يتمثل في أن الأمر هو وعي حقيقي بأن كل حاضر بلا جذور معرض للانهيار. إنها عملية وعي مستمرة تبدأ بالتعليم الذي يربط الوقائع بمنظومة القيم، وتستمر بالإعلام الذي لا يكتفي بتسجيل الأحداث، بل يضعها في سياقها الأخلاقي والتاريخي، وتزدهر في الفنون والآداب التي تحول الماضي إلى قوة روحية. فالذاكرة الحية إذن ليست صندوقا مغلقا نحتفظ فيه بالذكريات، ولكن يمكن أن نشبهه بالنهر المتجدد الذي يحمل إلينا منبع الهوية، ويجدد قدرتنا على الفعل.
إذن -والحال كذلك-لا يكفي أن نأسف لما يتبدد ويضيع، ولكن علينا أن نصنع لأنفسنا أدوات الحفظ والمراجعة. والأمر يبدأ من الفرد حين يتوقف أمام الأحداث؛ ليقرأ جذورها لا سطحها، ويسجلها في ذاكرته الخاصة قبل أن تصبح في سياق النسيان، ويمتد الأمر إلى الأسرة التي تروي تاريخها لأبنائها، وإلى المدرسة التي تعلّم وقائع التاريخ بوصفها دروسًا، وليست صفحات امتحان تنفر الطالب منها. ولا بد أن نعي أن الإمساك بالذاكرة هو أحد أهم شرط البقاء، ومقاومة صامتة ضد التلاشي، وبناء لجسر ممتد بين من كنّا، ومن نحن، ومن نريد أن نكون.