جدعون ليفي: وفي نهاية المطاف حماس هي الباقية
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي إن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه بالقوة الأشد "همجية" في تاريخها لن يتحقق بقوة أكثر بطشا.
وكتب في مقال له بصحيفة هآرتس أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستظل باقية في نهاية المطاف بعد حرب سُفِكت فيها الدماء، وقُتل فيها مئات الجنود الإسرائيليين وعشرات الآلاف من سكان قطاع غزة، ودمار هائل بحجم ما حلَّ بمدينة درسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا الألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن على إسرائيل أن تعترف بأنه لن يبق في قطاع غزة سوى حركة حماس، وعليها أن تستخلص من هذه الحقيقة الدروس والعبر.
واللافت للنظر أن جدعون ليفي كرر اسم حماس في مقاله 24 مرة، ليؤكد ما ذهب إليه من أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية رغم أنها تضررت من الناحية العسكرية بشكل كبير، إلا أنها ستتعافى.
ومن الناحية السياسية والأيديولوجية، يقر بأن حماس ازدادت قوة خلال الحرب، بعد أن بعثت الروح مجددا في القضية الفلسطينية التي اعتقدت إسرائيل والعالم أن النسيان طواها.
والشاهد في الأمر أن إسرائيل -برأي الكاتب- لا تستطيع تغيير حقيقة أن حماس باقية، فهي لا تملك القدرة على تعيين كيان حاكم آخر في غزة، وليس ذلك لأن وجود كيان من هذا القبيل مشكوك فيه فحسب ولكن أيضا، وبالدرجة الأولى، لأن هناك حدودا لجبروتها، أي دولة الاحتلال.
إعلانولهذا السبب، فإن ليفي يعتقد أن الحديث عن "اليوم التالي" مضلل؛ "فليس هناك يوم بعد حماس، ومن المحتمل ألا يكون هناك يوم بعد حماس في أي وقت قريب".
وعزا ذلك إلى أن حماس هي الجهة الوحيدة الحاكمة في قطاع غزة، على الأقل في ظل الظروف الراهنة التي تكاد تكون غير قابلة للتغيير، ومن ثم، فإن "اليوم التالي" سيشمل حركة المقاومة الإسلامية، وعلى الإسرائيليين أن يعتادوا على ذلك.
استئناف الحرب خطوة عديمة الجدوى، فهي ستقتل من تبقى من الأسرى الإسرائيليين وعشرات الآلاف من سكان غزة، وفي النهاية ستبقى حماس
والاستنتاج الأول الذي خلص إليه المقال أن استئناف الحرب خطوة عديمة الجدوى، فهي ستقتل من تبقى من الأسرى الإسرائيليين وعشرات الآلاف من سكان غزة، وفي النهاية ستبقى حماس.
وبدلا من خوض حرب أخرى "لاجتثاث حماس من السلطة إلى آخر هذا الكلام الفارغ، علينا أن نعوّد أنفسنا على وجودها"، حسب تعبير ليفي الذي يضيف أن ذلك يستوجب من إسرائيل أن تتحدث مع الحركة.
وقال أيضا: "لو أن إسرائيل أوفت بوعودها كما فعلت حماس، لكنا الآن في المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار".
من المستحيل تعيين زعيم في قطاع غزة ولا حتى محمد دحلان، من دون موافقة حماس، والسلطة الفلسطينية تحتضر ببطء في الضفة الغربية ولن تعود إلى الحياة فجأة في غزة.
وتابع أنه لو كان لدى إسرائيل رجل دولة يتمتع بالرؤية والشجاعة -وهي فكرة ربما ميؤوس منها، حسب قوله- لحاول التحدث مع حماس بشكل مباشر وعلني وعلى مرأى من الجميع في غزة أو في القدس.
ومع أن الكاتب يرى أن من الأفضل لو كان في غزة حكومة مختلفة، إلا أنه يقر أن هذا الخيار ليس في متناول اليد في المستقبل القريب.
ووفقا له، فمن المستحيل تعيين زعيم في قطاع غزة ولا حتى محمد دحلان، من دون موافقة حماس. وفي اعتقاد ليفي أن السلطة الفلسطينية، التي قال إنها تحتضر ببطء في الضفة الغربية، لن تعود إلى الحياة فجأة في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إقليم إيطالي يقطع علاقته مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة.. ويوجه رسالة لحكومة ميلوني
أعلن حاكم إقليم أبوليا في جنوب إيطاليا ميكيلي إميليانو قطع العلاقات مع حكومة نتنياهو الصادرة، احتجاجا على الإبادة الجماعية للفلسطينيين العزّل في قطاع غزة.
وقال إميليانو في بيان رسمي نقلته وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية إنه "نظرا للإبادة الجماعية التي تنفذها حكومة نتنياهو بحق الفلسطينيين العزّل فإنه يدعو جميع المديرين والموظفين في الإقليم ووكالاته والشركات التابعة له إلى قطع جميع أشكال العلاقات مع الممثلين الرسميين لحكومة نتنياهو ومع كل من يُنسب إليها ممن لا يُظهرون بوضوح ودون لبس دعمهم لكل المبادرات الرامية إلى وقف المجازر الإسرائيلية في غزة".
وأوضح إميليانو أن القرار يستهدف حكومة نتنياهو لا الإسرائيليين، إذ إن هناك العديد من الإسرائيليين واليهود في أنحاء العالم يُدينون هذه الحكومة ويتمنون وضع حد للمجزرة.
Ho inviato questo messaggio a tutte le strutture della Regione Emilia-Romagna al fine di interrompere tutte le relazioni istituzionali con il Governo Netanyahu. pic.twitter.com/Ksb2G5b2Hw — Michele de Pascale (@mdepascale) May 31, 2025
كما دعا كل السلطات الإقليمية على قطع “كل أشكال العلاقة المؤسسية” مع إسرائيل بسبب “استمرار العنف الشديد في قطاع غزة”.
وذكر إميليانو المنتمي إلى الحزب الديموقراطي من يسار الوسط، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه.
وأكد أن المنطقة “روّجت بكل قوتها للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ودانت بلا لبس المنظمات الإرهابية على غرار حماس، ومجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر (2023)، وطالبت بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة”.
والأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إن الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فورا، محذرا من أي خطوة لتهجير الفلسطينيين من القطاع قسرا.
وأضاف تاياني خلال نقاش محتدم في مجلس النواب "يجب أن يتوقف القصف، ويتعين استئناف المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن واستعادة احترام القانون الإنساني الدولي"، مشددا على أن "طرد الفلسطينيين من غزة ليس خيارا مقبولا، ولن يكون كذلك أبدا".
وهاجمت أحزاب المعارضة الحكومة الإيطالية بشأن غزة، وطالبت بفرض عقوبات على إسرائيل واعتراف إيطاليا رسميا بدولة فلسطين، وأعلنت عن مظاهرة في روما في 7 يونيو/حزيران المقبل.