كيف يكسب ترامب الابن ماليا من رئاسة والده؟
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
منذ فوز والده في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أصبح دونالد ترامب الابن أحد أبرز المدافعين عن رؤية "اجعل أميركا عظيمة مجددا"، حيث استثمر في قطاعات تعكس سياسات الإدارة الجديدة، وفقا لما أوردته فايننشال تايمز.
وذكر التقرير، الذي أعده أليكس روجرز، وجيمس فونتانيلا خان، وبول كاروانا جاليزيا، أن ترامب الابن انضم منذ الانتخابات إلى مجموعة صغيرة من المستثمرين الذين يدعمون أجندة والده الاقتصادية، حيث ضخ أموالا في شركات تنشط في مجالات التمويل، والإعلام، والأدوية، والأسلحة، والعملات المشفرة، المراهنات، والكحول، مستفيدا من موجة القومية الاقتصادية التي عززها الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن ترامب الابن يركز استثماراته على الشركات التي تعارض مبادئ التنوع والمساواة والحوكمة البيئية، والتي تعتبرها إدارة والده عبئا على ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي.
وخلافا لفترة رئاسة ترامب الأولى، يبتعد دونالد الابن وإخوته عن المناصب الحكومية، مما يتيح لهم العمل بحرية أكبر، بينما يستفيدون في الوقت ذاته من قربهم المباشر من الرئيس.
إعلان الإعلام والتأثير السياسيويُعد ترامب الابن الأكثر نشاطا سياسيا بين أبناء ترامب، حيث كان له دور بارز في دعم اختيار جيه دي فانس نائبا للرئيس. كما يروج لرؤية "أميركا أولا" من خلال البودكاست الخاص به "تريجرد"، الذي يُبث عبر منصة "رامبل"، التي تُعرف بأنها بديل محافظ لموقع يوتيوب.
ومنذ الانتخابات، أصبحت الشؤون المالية لعائلة ترامب أكثر ارتباطا ببعضها البعض. فقد عيّن الرئيس ابنه الأكبر وصيا وحيدا على مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، مما منحه سيطرة على حصة بقيمة 3.2 مليارات دولار في الشركة الأم لمنصة "تروث سوشيال".
مكاسب مالية واتهامات بالمحاباةوحصل ترامب الابن على أسهم تزيد قيمتها على 779 ألف دولار، إضافة إلى رسوم بقيمة 33 ألفا و900 دولار مقابل عضويته في مجلس إدارة مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا في عام 2024.
ووافقت الشركة مؤخرا على خطط توسعية، تشمل إطلاق صندوق مؤشرات متداولة مرتبط بالبيتكوين، بالإضافة إلى خطط للاندماج والاستحواذ على شركات أخرى.
ورغم هذه التحركات، سجل سهم المجموعة انخفاضا بنسبة 50% خلال العام الماضي، في ظل استمرار الخسائر التشغيلية، وفقا لإفصاح قدمته الشركة إلى هيئة الأوراق المالية.
استثمارات في الشركات الناشئة والتكنولوجيا الماليةويُعد قطاع التكنولوجيا والأسلحة والعملات المشفرة من أبرز المجالات التي يركز عليها ترامب الابن، حيث أصبح مستشارا أو عضو مجلس إدارة في 3 شركات مدرجة في البورصة الأميركية بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وفبراير/شباط 2025، وهي:
"أنيوجوال ماشينز": شركة تصنيع الطائرات المسيرة. "بابليك سكوير": سوق إلكتروني بميول محافظة. "دوميناري هولدينغز": شركة للتكنولوجيا المالية.وحقق ترامب الابن مكاسب ضخمة، حيث ارتفع سعر "أنيوجوال ماشينز" بشكل كبير بعد انضمامه إلى مجلس إدارتها، كما زادت قيمة أسهمه في "دوميناري" إلى أكثر من 7 ملايين دولار بعد تعيينه في مجلسها الاستشاري، مما دفع سعر السهم للارتفاع بنسبة 74% خلال يومين.
إعلان علاقة متشابكة مع العملات المشفرةوتشير فايننشال تايمز إلى أن ترامب الابن يواجه اتهامات بالتربح من موجة العملات المشفرة، حيث روّج العام الماضي لمنصة "وورلد ليبرتي فايننشال" مع والده وإخوته، وهي منصة يدعمها الملياردير الصيني جاستن صن، المتهم بقضايا احتيال من قبل هيئة الأوراق المالية الأميركية.
وأطلق ترامب الابن مشروعا خاصا بالعملات المشفرة قبل أيام من تنصيب والده، محققا ما لا يقل عن 350 مليون دولار خلال 3 أسابيع، وهو أمر أثار مخاوف بشأن تضارب المصالح.
شراكات جديدة في قطاع الأعمالوفي أعقاب الانتخابات، أصبح ترامب الابن شريكا في 1789 كابيتال، وهي شركة استثمارية في الأسهم النامية تركز على شركات تتجنب معايير البيئة والمجتمع والحوكمة، بقيادة المدير التنفيذي السابق في بنك أوف أميركا، أوميد مالك.
وبعد انضمامه، حصل ترامب الابن على منصب في مجلس إدارة شركة "بلينك آر إكس" لخدمات توصيل الأدوية عبر الإنترنت، كما أصبح مستشارا لمنصة بيع الأسلحة عبر الإنترنت "غراب آي غان".
وتشير هذه التحركات إلى أن ترامب الابن ليس مجرد وريث سياسي، بل أصبح لاعبا اقتصاديا بارزا، مستفيدا من الأجندة القومية الاقتصادية التي يتبناها والده. ومع ذلك، فإن الانتقادات حول تضارب المصالح، والمكاسب الضخمة من استثمارات مرتبطة بسياسات الإدارة، تثير تساؤلات عن مدى شفافية هذه الأنشطة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليوم.. ترامب يودع ماسك بمؤتمر صحفي مشترك
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، أنه سيودع مستشاره الملياردير المثير للجدل، إيلون ماسك، عبر مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض اليوم الجمعة.
ومن المقرر أن يقام الحدث في الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش.
وكتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال": "سيكون هذا يومه الأخير، لكن ليس حقا، لأنه سيكون دائما معنا، يساعدنا على طول الطريق".
وتابع "إيلون رائع! أراك غدا في البيت الأبيض".
وأعلن ماسك، يوم الأربعاء، أن وقته كـ"موظف حكومي خاص" قد انتهى. وتقتصر مدة هذا المنصب على 130 يوما بموجب القواعد الأميركية على أي حال، لكن ماسك بدأ بالفعل في تقليص عمله في الأسابيع الأخيرة.
وأعلن ماسك قبل أكثر من شهر أنه اعتبارا من مايو الجاري فصاعدا، سيقضي وقتا "أقل بكثير" في العمل كمسؤول عن خفض التكاليف في إدارة ترامب، وسيحول انتباهه إلى شركة تسلا للسيارات الكهربائية، التي سجلت تراجعا في أرقام المبيعات، حيث يعارض العديد من العملاء المحتملين راءه السياسية اليمينية.
وأمس الخميس، شكر البيت الأبيض ماسك على الخدمات التي أداها ضمن الإدارة الأميركية، بعدما أعلن ترامب إنهاء مهمته المتمثلة في خفض النفقات العامة للحكومة.
وقالت المتحدثة باسم ترامب كارولين ليفيت في تصريح لصحفيين "نشكره على عمله. نشكره على إطلاق هيئة الكفاءة الحكومية، ستتواصل الجهود الرامية إلى تقليل الهدر والاحتيال والانتهاكات".
وأوضحت ليفيت أن خفض تكاليف الحكومة الاتحادية سيستمر، مضيفة أن الرئيس وحكومته وأولئك المتبقين في إدارة الكفاءة الحكومية التابع لماسك، والذي كان وراء التخفيضات الجذرية في القوى العاملة الاتحادية، سيواصلون تقليل الإنفاق الحكومي المهدر والقضاء على الاحتيال وسوء الاستخدام.
ويوم الأربعاء، أكد ماسك وضع حدا لمهمته خفض النفقات العامة، بعد أربعة أشهر على تجربة غير مسبوقة.
وجاء في منشور لماسك على منصته إكس "مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق"، مضيفا أنّ "مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، إذ ستصبح أسلوب حياة في كل الحكومة.
وادعى ماسك أن إدارة الكفاءة الحكومية وفرت 160 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب، لكن تحليلات مختلفة للتخفيضات تشكك في ذلك، قائلة إن بعض الوفورات تم حسابها مرتين أو كانت قد تحققت بالفعل قبل إدارة الكفاءة الحكومية.
وخلال الحملة الانتخابية لترامب، تحدث ماسك، الذي كان أكبر متبرع للحملة بمبلغ 250 مليون دولار، عن توفير 2 تريليون دولار للحكومة.