لجريدة عمان:
2025-12-07@22:41:01 GMT

نجم النسر الواقع

تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT

نجم النسر الواقع

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم النسر الواقع، ويقع هذا النجم في كوكبة القيثارة، وقد اعتمد عليه العرب في الزراعة وتحديد المواسم، وهو جزء من «مثلث الصيف» الشهير في السماء الذي تمثله ثلاثة نجوم وهي النسر الواقع، والنسر الطائر الذي يقع في كوكبة العقاب، وذنب الدجاجة، ويحتل النسر الطائر المرتبة الخامسة من حيث لمعانه في السماء، وأما من حيث التسمية فكلمة الواقع تعني الهابط، أو الساقط، فجاء هذا الاسم لأن النجم يُرى وكأنه نسر يهبط أو ينقض على فريسته، وهذه التسمية تعكس طريقة العرب في ربط النجوم بالصور التي يتخيلونها في السماء، وهو جزء من إرثهم الفلكي العريق.

ويبدأ هذا النجم بالظهور في فصل الربيع قبل الفجر في نصف الكرة الشمالي، ويصبح واضحًا في الصيف، حيث يكون في أعلى السماء بعد غروب الشمس، ويظهر في نصف الكرة الجنوبي، لكن يكون منخفضًا على الأفق، وأما عن المعلومات الفلكية لهذا النجم فإن قطر النسر الواقع حوالي 2.7 ضعف قطر الشمس، ما يجعله أكبر بكثير من شمسنا، كما أن درجة حرارة سطحه تبلغ حوالي 9,600 كلفن، وهو أكثر حرارة من الشمس التي تبلغ حرارتها حوالي 5,778 كلفن، وبسبب هذه الحرارة العالية، يشع النجم بلون أبيض مزرق، ويبعد عن الأرض حوالي 25 سنة ضوئية ولذلك يعد أحد أقرب النجوم اللامعة إلينا، ولأن الثقافة العربية تحتفي بالكائنات الحية التي تعيش في بيئتها فإنها لم تغفل ذكر هذا الطائر الذي يعد من الطيور الجارحة في أشعارها وأمثالها، ولم تكتف بذلك بل قرنت بين النسر الذي يحلق في السماء وبين نجم النسر، وذكره الشعراء في قصائدهم، فنجد مثلا الشاعر المخضرم الذي عاش في الجاهلية والإسلام الشَّمَّاخ بن ضِرار الذُّبْياني يذكر نجم النسر الطائر والواقع ويجمع بينهما بلفظ «النسران»، فيقول:

قد بيَّن الليل وبُعْدُ الغَيْطان

بيْن المُزَجَّى والنَّجِيب المِعْوَان

مثل المثاقِيل بشِقِّ المِيزَان

كأنَّها وقد تدلَّى النِّسران

وكذلك الشاعر العباسي أبو العلاء المعري يقرن نجم النسر مع نجم السها ويجعلهما شاهدين على الزمان فقال:

سوف ألقى مِن الزمان كما لا

قوا بعُنف لا يستقال ودسر

ولو إني السها أو النسر قد شا

هَدتُ عصرينِ من يغوث ونسر

كما نجد الشاعر ابن الرومي يمدح أحدهم ويقرن نجم النسر بالفرقدين فـيقول:

أنت الذي أنزلتهُ همتُهُ

منزلة الفَرقدين والنسرِ

وأنت فـي عِفَّة السريرة وال

علم شبيه بجدك الحَبرِ

أما في المنظمات الفلكية فنجد الشاعر أبو الحسين الصوفي الذي عاش في العصر العباسي يقول:

لأن تلك النجوم المضيئة

تدفع عنها جهدها الأذية

والنسر أيضًا عاطف عليه

والذئب غير واصل إليه

وقال الشاعر الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي عاش في الزمن المملوكي وهو يمدح رجلين ويثني عليهما ويقول إن النسرين وهما نسر السماء وهو النجم، ونسر الأرض الذي يطير فقال:

لَهفـي عَلى مَن حَديثي عَن كمالهما

يحيي الرَميم ويلهي الحيّ عن سمرِ

اِثنان لم يَرتَق النسران ما اِرتقيا

نسرُ السما إِن يلُح وَالأَرضِ إِن يَطِرِ

وأما الشاعر ابن نباتة المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي أيضًا فـيقول فـي مدح أحدهم:

إذا شمت منه طلعةً علويةً

فغالِ الثنا وأرفض سنا الأنجم الزهر

إذا ما علاءُ الدّين حام فخاره

فسل ثم عن نسرِ الكواكب لا النسر

وفي العصر الحديث فقد ذكر هذا النجم الشاعر عبدالباقي العمري الموصلي وقد قرنه بنجم العيوق فقال:

وحضيض القدر لم يرتفع

كعمود الصبح من حيث ارتفع

سقط العيوق والنسر وقع

كما رأينا البدر لما أن سطع

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی السماء نجم النسر هذا النجم الذی عاش

إقرأ أيضاً:

متحف النحل الافتراضي… تجربة تعليمية مبتكرة في مهرجان الزيتون

صراحة نيوز- أطلق الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين مبادرة جديدة في مهرجان الزيتون الوطني الخامس والعشرين، تمثلت في تدشين متحف النحل الافتراضي، وهو الأول من نوعه في الأردن، ويهدف إلى تقديم تجربة تعليمية وتوعوية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والوسائط التفاعلية.

ويعكس المتحف رؤية الاتحاد في رفع الوعي بأهمية تربية النحل ودوره في تلقيح النباتات ودعم التنوع الحيوي والأمن الغذائي. ويتيح المتحف للزوار الدخول إلى عالم الخلية عبر نظارات الواقع الافتراضي، للتعرف على حركة النحل، دور الملكة، وآليات إنتاج العسل بطريقة غامرة.

كما يضم المتحف محطات تعليمية حول التحديات البيئية وتأثير الممارسات الخاطئة على صحة النحل، إضافة إلى شاشات تفاعلية مخصصة للأطفال والعائلات.

وقال رئيس الاتحاد، المهندس معاذ كظم، إن المتحف يمثل خطوة مهمة لتعزيز التوعية بأسلوب حديث وجاذب، مؤكداً سعي الاتحاد لتطوير قطاع النحل واستقطاب الجيل الجديد للانخراط فيه.

ولاقت التجربة إعجاب الزوار الذين وصفوها بأنها من أكثر الأجنحة جذباً في المهرجان، لما تقدمه من معلومات علمية بأسلوب ممتع وسهل الفهم

مقالات مشابهة

  • منتدى الدوحة يستعرض حال سوريا بين قسوة الواقع وآمال المستقبل
  • شاعر الحب والألم والصحافة الذكية.. ذكرى ميلاد كامل الشناوي| فيديو
  • إلغاء رحلات البالون الطائر في الأقصر بسبب تحول الرياح إلى الاتجاه الشرقي
  • هشام الجخ: الأهلي يتجاوز الرياضة ليُصبح رمزًا وطنيًا إلى جانب الفن والمسرح والأوبرا
  • مع قرب انطلاق الحوار المهيكل في ليبيا.. ما التوقعات؟
  • أصالة تفجر مفاجأة بشأن أنباء انفصالها عن زوجها الشاعر الغنائي فائق حسن
  • حكاية انتحال قصيدة تتغنى بالتراب العُماني
  • أيمن بهجت قمر : محظوظ بـ أبويا وبـ أمي وبـ جوز أمي
  • متحف النحل الافتراضي… تجربة تعليمية مبتكرة في مهرجان الزيتون
  • إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر حفاظًا على سلامة السائحين بسبب سرعة الرياح