العالم يترقب .. هل تنجح دبلوماسية ترامب وبوتين في وقف الحرب؟
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
يترقب العالم اليوم نتائج مكالمة هاتفية من المنتظر أن يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أو تجميدها على أقل تقدير، لكن هذا التفاؤل الكبير الذي يحيط بهذه المكالمة يصطدم بسؤال مهم: هل يمكن لاتصال هاتفي بين زعيمين، حتى وإن كانا كبيرين، أن يُحدث اختراقا في حرب أرهقت أوروبا، واستنزفت أوكرانيا، وفرضت عزلة غير مسبوقة على روسيا؟
الواقع أنَّ الحرب الروسية الأوكرانية لم تكن منذ رصاصتها الأولى حربا بين دولتين ولكنها بدأت منذ لحظتها الأولى ساحة مواجهة جيوسياسية تمتد تداعياتها عبر الأطلسي.
أمام كل هذا يبرز سؤال مهم آخر هو: هل نحن أمام اتفاق سلام حقيقي أو مجرد هدنة تكتيكية؟
دفعت أمريكا بمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وهو ما وافقت عليه كييف، على مضض، بشرط التزام موسكو به. في المقابل، بوتين أبدى استعداده لمناقشة المبادرة لكنه وضع شروطا بدت غامضة بعض الشيء، مطالبا بمزيد من التشاور. هذا الأسلوب في التفاوض ليس جديدًا؛ فموسكو تدرك أنَّ أي وقف للقتال يجب أن يكون بشروط تخدم أهدافها الاستراتيجية، وأوكرانيا من جهتها ترفض أي اتفاق يمنح روسيا مكاسب عسكرية طويلة الأمد.
لكن حتى لو تم التوصل إلى وقف إطلاق نار، فإن الشكوك ستبقى قائمة. ففي ظل ديناميات الحرب، لن يكون هذا الاتفاق أكثر من هدنة مؤقتة تمنح الجانبين فرصة لإعادة التسلح وإعادة تموضع القوات، بدلا من أن تكون خطوة نحو سلام دائم.
وبالنسبة لأوروبا، باتت هذه الحرب عبئا ثقيلا لا يمكن تحمله إلى الأبد. التدفقات الضخمة للاجئين، ارتفاع أسعار الطاقة، والتحديات الاقتصادية المتزايدة كلها عوامل تجعل القارة تبحث عن مخرج. صحيح أن العواصم الأوروبية تتحدث عن دعم أوكرانيا حتى النهاية، لكن وراء الأبواب المغلقة هناك إدراك بأن استمرار الحرب لن يكون في مصلحة أحد.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واضحا حين قال إن «الكرة في ملعب روسيا»، مشددا على أن موسكو عاجلا أم آجلا ستضطر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات. لكن السؤال الأهم هنا: هل ستفاوض روسيا من موقع المنتصر أو المُحاصر؟
أما في كييف، فإن المزاج العام منقسم. الرئيس فولوديمير زيلينسكي يدرك أن أوكرانيا لا تستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة، لكنه أيضا غير مستعد للقبول بتسوية تُفضي إلى مكاسب روسية على الأرض. الجيش الأوكراني، رغم الدعم الغربي، يعاني من تراجع ميداني، خاصة بعد انسحاب قواته من بعض المناطق الاستراتيجية في الشرق. ومع التوجهات الجديدة لدى القيادة العسكرية الأوكرانية، يبدو أن كييف تحاول إعادة ضبط استراتيجيتها بما يتلاءم مع الواقع الجديد. وبالنظر إلى طبيعة العلاقة بين ترامب وبوتين، هناك من يرى أن الرئيس الأمريكي قد يكون أكثر قدرة من سابقه على التوصل إلى تفاهم مع موسكو. وقد أبدى ترامب مرارا ميلا لتخفيف الضغط على روسيا وهو يريد أن يحصل على لقب بطل السلام أو ربما جائزة نوبل للسلام لإنهائه هذه الحرب المدمرة. لكن أي اتفاق سيحتاج إلى أكثر من مجرد مكالمة هاتفية. المطلوب هو ضمانات حقيقية، سواء لأوكرانيا التي لا تريد أن تصبح دولة منزوعة السيادة، أو لروسيا التي تريد الاعتراف بمكاسبها الميدانية. هذا هو المأزق الذي يواجه العالم اليوم: كيف يمكن إنهاء الحرب دون مكافأة روسيا أو التضحية بأوكرانيا؟
يعلمنا التاريخ أن الحروب الكبرى لا تنتهي بمكالمة هاتفية. ما يحدث اليوم قد يكون مجرد جولة أخرى في لعبة شطرنج دولية طويلة الأمد. وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تأخذ في الاعتبار المصالح الحقيقية لكل الأطراف، فإن وقف إطلاق النار - إذا تحقق - لن يكون أكثر من استراحة محارب قبل جولة جديدة من القتال. لكنّ العالم سيترقب والرهانات تبدو عالية جدا لكن في النهاية، وحده الزمن سيحدد ما إذا كان هذا الاتصال بين ترامب وبوتين نقطة تحول نحو السلام، أم مجرد محطة أخرى في طريق حرب لا تزال طويلة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حرب روسيا وأوكرانيا.. مقتل 19 شخصًا في ضربات على منطقة دنيبروبيتروفسك
قُتل 19 شخصا على الأقل وأصيب نحو 300 آخرين بجروح في قصف روسي على منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق أوكرانيا) الثلاثاء، حسبما أفادت السلطات الأوكرانية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); تأتي هذه الهجمات، بعد هجوم ضخم نفذته القوات الروسية على كييف ليل الأحد الإثنين، وذلك قبل افتتاح قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي.
أخبار متعلقة قبل وقف إطلاق النار.. ارتفاع حصيلة قصف إسرائيلي في إيران لـ 16 قتيلًااستمرار إغلاق المجال الجوي في إيران حتى الأربعاءلدى وصوله إلى هولندا لحضور القمة، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمين العام للناتو مارك روته.
ويأمل زيلينسكي في الحصول من حلفاء كييف على تعهّدات جديدة بتقديم مساعدات لبلاده بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.تقدم القوات الروسيةفي الميدان، تستمر القوات الروسية في التقدّم في شرق أوكرانيا حيث تضاعِف عمليات القصف.
وأفادت الشرطة الوطنية الأوكرانية بأنّه عند حوالى الساعة 11,10 الثلاثاء، "هاجم الجيش الروسي بالصواريخ مدينتي دنيبرو وسامار"، الواقعتين في المنطقة ما أدّى إلى دمار مبنى إداري في دنيبرو.
وأكد رئيس الإدارة المحلية سيرغي ليساك مساء الثلاثاء ارتفاع الحصيلة في دنيبرو إلى 17 قتيلا و279 جريحا، وقتل شخصان في سامار وجرح 14 آخرون، بحسب المصدر نفسه.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تستمر القوات الروسية في التقدّم في شرق أوكرانيا - وكالاتعقوبات على موسكووقال زيلينسكي مساء الثلاثاء على منصة "إكس" إن "بوتين يُدمر حياة أشخاص، إنه تعريفه للسيطرة"، منددا بـ"قتل أشخاص وتدمير منازل وممارسة ابتزاز"، وداعيا إلى "إجبار روسيا على السلام" وإلى تطبيق سياسة "عزلة وعقوبات قصوى" على موسكو.
وأكدت السلطات أن الضربات ألحقت أضرارا بمدارس ومرافق صحية، وبقطار، ما أدى إلى إصابة ركاب.
وقال رئيس البلدية بوريس فيلاتوف "من حيث الأضرار، ربما تكون واحدة من أكبر الضربات على دنيبرو" منذ بداية الحرب في 22 فبراير 2022.دونالد ترامبكذلك، سارع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا إلى التنديد بـ"رسالة الإرهاب ورفض السلام" التي أرسلتها موسكو بعدما هاجم جيشها بريا قبل أسبوعين منطقة دنيبروبتروفسك، للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
وبينما يجتمع زيلينسكي في هولندا الثلاثاء مع قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال سيبيغا إنّ "مصداقية الحلفاء تقتضي تعزيز الضغوط على موسكو".