وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني.. فقدت الساحة السلفية الإسلامية اليوم، الاثنين 17 مارس 2025، أحد أبرز علمائها، حيث توفي الشيخ أبو إسحاق الحويني، الداعية السلفي المصري البارز، عن عمر ناهز 69 عامًا بعد صراع مع المرض.

وأعلن نجل أبو إسحاق الحويني، حاتم الحويني، خبر وفاته عبر صفحته على «فيسبوك»، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون.

. مات أبي».

من هو الشيخ أبو إسحاق الحويني؟

ينتمي الشيخ أبو إسحق الحويني إلى مدرسة السلفية العلمية، حيث يوجد 3 مدارس من السلفية، فهناك السلفية العلمية والتي ينتمي لها أبو إسحق الحويني، والتي تعتبر المرجع الفكري من حيث التنظير والفكر، المستقي من الكتب والمراجع الحدثية والقديمة، ثم المدرسة الثانية وهي السلفية السياسية، والتي تستقي فكرتها من الأولى، ولكنها تعني وبشكل كبير في الخوض في المجالات السياسية والتي تمثلها العديد من تيارات الإسلام السياسي التي انتهجت السياسة، والمدرسة الثالثة وهي الأخطر، وهي السلفية الجهادية، وكان يمثلها في الماضي جماعة التكفير والهجرة، والجهاد وغيرها، وهى التي تؤصل إلى منهج استخدام العنف مع المخالفين حتى ولو كانت الدولة، وهم الذين أسسوا مصطلح التكفير وقتل المخالف، وكذلك إقامة دولة إسلامية تعقد فيما يعتقدون وتنكر وتكفر من يخالفون.

وانطلاقا من منهجه الفكري كان الشيخ أبو إسحق الحويني واضحا وصريحا مع نفسه، لا يخرج عن مدرسته الفكرية ولا يتنازل عنها، وكانت أصعب المواقف التي تعرض لها حينما هاجم جماعة «الإخوان الإرهابية».

ففي فيديو على صفحته الإلكترونية الرسمية، قال أبو إسحق الحويني عن جماعة الإخوان دون أن يذكرها بالاسم: «كأن الله أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام، أدنها لكم سنة.. ما نفعتوش، نسلبها منكم، لتتربوا وترجعوا، وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية».

وأضاف الحويني: «لو صرتم عبادا لله، مكنكم حتى بلا أسباب»، مشيرا إلى أن «حكم العالم أمر كبير.. ارجعوا إلى أنفسكم، وليسأل امرؤ نفسه: هل أنا عبد لربي في نفسي وفي بيتي وفي أولادي وفي عملي؟ هل أنا عبد لربي في حياتي مع الناس؟ ولا يكذب إذا أراد لنفسه خيرا، فإذا كان الجواب: لا، عرفنا الخلل».

أبو إسحق الحويني

وأضاف: «كلامي لن يعجب المتحمسين، وسيقول بعض الناس متخاذل، ولكن عندما تنكشف الفتن، سيعلم الناس من كان صاحب بصيرة، ومن كان أعمى»

يعتبر الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني أحد أعلام الحديث في العصر الحالي وله مدرسة متميزة وفريدة من نوعها وهو ما أكسبه احترام الجميع من التيارات الدينية حيث كان وسطيا في تناول الأمور الدينية والخلافية.

يعد الشيخ أبو إسحاق الحويني واحدًا من أبرز علماء ودعاة التيار السلفي في مصر، وقد لعب دورًا مهمًا في نشر الدعوة السلفية في العالم العربي من خلال محاضراته وكتاباته. و يُعتبر مرجعًا في علوم الحديث والشريعة الإسلامية، وله تأثير كبير في الأوساط الإسلامية والشرعية.

نشأة الداعية أبو إسحق الحويني

وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني، واسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، في 10 يونيو 1956 بقرية حوين التابعة لمحافظة كفر الشيخ في مصر.

الشيخ أبو إسحاق الحويني السيرة الذاتية للشيخ أبو إسحق الحويني

نشأ الشيخ أبو إسحق الحويني في بيئة ريفية متواضعة، وكرّس حياته منذ صغره للعلم الشرعي، حيث تميز بدراساته في علم الحديث وتأثر كثيرًا بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني، حتى لُقب بـ«ابن الألباني».

وُلد الشيخ أبو إسحاق الحويني في 12 مارس 1956 بمحافظة كفر الشيخ في مصر. نشأ في بيئة متدينة، وكان منذ صغره مولعًا بالعلم والدراسة.

بدأ حياته التعليمية في المراحل الدراسية المعتادة، حيث تخرج من كلية الألسن قسم اللغة الإسبانية وعين معيدا بالكلية ثم مذيعا ومترجما باتحاد الإذاعة والتلفزيون لكنه سرعان ما بدأ يظهر اهتمامًا خاصًا بالعلوم الشرعية.

أتم الشيخ أبو إسحاق دراسته في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، حيث حصل على درجة الليسانس في علوم اللغة العربية والدراسات الإسلامية. لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل سعى دائمًا لمواصلة تعلمه ورفع مستواه العلمي في مجالات الحديث والفقه. كما كانت له دراسات خاصة في تفسير القرآن الكريم.

المسيرة العلمية والدعوية

برز الشيخ الحويني كأحد رموز الدعوة السلفية في مصر والعالم العربي، وعُرف بإلقائه المحاضرات والدروس الشرعية في علم الحديث والتفسير والعقيدة. كما شارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية وألف العديد من الكتب، من بينها:

- النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة

- إتحاف الناصح بترجمة الإمام الحافظ ابن الصلاح

- تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد

الشيخ أبو إسحاق الحويني المرض والوفاة

تعرض الشيخ في السنوات الأخيرة لأزمات صحية متكررة أثرت على نشاطه الدعوي، وكان آخرها إصابته بجلطة دماغية أثناء وجوده في قطر، حيث نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة. وفي 17 مارس 2025، أعلن نجله، حاتم الحويني، وفاته عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك».

الإرث العلمي

ترك الشيخ أبو إسحاق الحويني إرثًا علميًا كبيرًا من المحاضرات والمؤلفات، التي لا تزال مرجعًا مهمًا لطلاب العلم الشرعي، حيث عُرف بدفاعه المستمر عن السنة النبوية ودعوته إلى التمسك بالمنهج السلفي، ما جعله أحد الشخصيات البارزة في نشر علوم الحديث في العصر الحديث.

اقرأ أيضاًأبرز علماء السلفية.. وفاة الداعية أبو إسحاق الحويني

دفاع المتهمين في «خلية أبو تراب الإرهابية» يطلب شهادة محمد حسان وأبو إسحاق الحويني

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وفاة كفر الشيخ قطر محاضرات علم الحديث الشيخ أبو إسحاق الحويني حديث نبوي الدعوة السلفية الألباني جلطة دماغية الإرث العلمي الشیخ أبو إسحاق الحوینی فی مصر

إقرأ أيضاً:

أمين اتحاد الناشرين: ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث

أكد أمين عام اتحاد الناشرين المصريين محمد عبد المنعم أن ثورة "30 يونيو" تعد لحظة فاصلة في التاريخ الحديث لمصر، حيث خرج فيها الشعب ليصون وجوده، ويحافظ على هوية وطنه التي كانت مهددة بالضياع، وهي الحارس الأمين لهوية الدولة المصرية.

وقال عبد المنعم، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)، إن ثورة "30 يونيو"، التي لم تكن مجرد انتفاضة شعبية ضد حكم سياسي فشل في إدارة الدولة، جاءت تعبيرا عن إرادة شعبية حقيقية، لا ترفض فقط مشروع التمكين السياسي لجماعة بعينها، بل تنتصر لقيم الدولة الوطنية، المدنية، الراسخة عبر آلاف السنين.

وأضاف أن ملامح الهوية المصرية بدأت تتآكل في عام واحد من حكم جماعة الإخوان، على يد مشروع سياسي يستهدف اختطاف الدولة، وطمس تنوعها الحضاري والديني والثقافي.

وشدد على أن الجماعة حاولت أن تُقزّم مصر، وأن تحصرها في قالب أيديولوجي ضيق، يتنافى مع طبيعة الشخصية المصرية التي ترفض التطرف والانغلاق، لافتا إلى أن هناك خطابا تقسيميا ساد آنذاك كاد أن ينسف فكرة المواطنة، ويجعل من الانتماء الحزبي أو الديني معيارًا للحقوق والواجبات، وهي كلها أمور كانت كفيلة بإشعال صراع داخلي مدمر، لو لم يتدخل الشعب لقول كلمته الفاصلة.

وأوضح أن ثورة 30 يونيو كانت تعبيرًا عن يقظة وطنية عظيمة، حيث خرج ملايين المصريين إلى الشوارع، لا للدفاع عن رغيف الخبز فقط، بل عن الهوية المصرية التي باتت مهددة، مشيرا إلى أن الشعب المصري خرج ليقول لا لحكم الجماعة، ولا لاختزال الدولة في فصيل، ولا لمحاولة أخونة مؤسسات الدولة، أو إخضاع مؤسساتها لمشروع لا يعبر عن الإرادة العامة.

ولفت إلى أن الجميع أدرك أن مصر أكبر من أن تُختزل، وأقدم من أن تُخطف، وأقوى من أن تُستبدل هويتها التي توازن ببراعة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الإسلام الوسطي والانفتاح الحضاري.

وتابع قائلا:" وفي ظل دعم شعبي واسع، انحازت القوات المسلحة المصرية لإرادة الشعب، في مشهد أعاد للدولة الوطنية هيبتها، وأعاد للمصريين ثقتهم في مستقبلهم، ولم تكتف الثورة بإسقاط حكم الإخوان، بل دشّنت مشروعًا وطنيًا جديدًا، يقوم على تثبيت دعائم الدولة الحديثة، وتحقيق التنمية، واستعادة دور مصر الإقليمي والدولي".

وذكر أمين عام اتحاد الناشرين المصريين أن ثورة 30 يونيو حافظت على هوية الدولة المصرية من خلال إعادة الاعتبار إلى الدولة الوطنية المدنية التي لا تخضع لأي تيار ديني أو حزبي، بل تقوم على المواطنة والعدالة، كما أعادت الاعتبار إلى المؤسسات القوية، والوسطية الدينية، إذ أعادت الأزهر الشريف إلى مكانته المرجعية في الاعتدال، وواجهت خطاب التكفير والإقصاء.

وأوضح أن ثورة 30 يونيو أعادت الاعتبار أيضا إلى الهوية الثقافية حيث أنقذت التعليم، والفن، والإعلام من محاولات الاختطاف الأيديولوجي، وأعادت الاعتبار لدور مصر الحضاري والوحدة الوطنية بعد أن كادت الخطابات الطائفية أن تُحدث شرخًا في نسيج المجتمع، جاءت الثورة لتؤكد أن كل المصريين شركاء في الوطن دون تمييز.

ونوه بأن الحفاظ على هوية الدولة المصرية لم يكن أمرًا سهلًا، لكنه كان قدرًا اختاره الشعب، فأنقذ الوطن من مصير كان سيكون أشد خطورة من أي تهديد خارجي.

وقال إنه بينما تنطلق مصر اليوم في مسارات الإصلاح والبناء، تبقى ثورة 30 يونيو شاهدا على لحظة وعي جمعي نادرة، تجلت فيها مصر الحقيقية، بقيمها، وأصالتها، ورفضها لكل ما يناقض طبيعتها.

اقرأ أيضاً«المستشار طاهر الخولي»: رجال القضاء تقدموا الصفوف الأولى لإزاحة الإخوان في ثورة 30 يونيو

«حدث في زمن الإخوان.. الطريق إلى ثورة 30 يونيو».. كتاب لمصطفى بكري يكشف خطايا الجماعة خلال حكم مصر

«إعلام الزقازيق» يحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور مصطفى بكري

مقالات مشابهة

  • حقوق إنسان الشيوخ: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة يجب استكمالها سياسيا
  • 5 ناشئين من الزهور يشاركون مع منتخب مصر في بطولة العالم للخماسي الحديث
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة الآن)
  • الإمام الأطروش.. الداعية الإسلامي الحصيف والمَثَلُ الأعلى للمُبَلِّغيْن والقادة في عصرنا الراهن
  • "فريدا" تضيء مسرح الجمهورية بثلاث ليالٍ من الرقص الحديث
  • أمين اتحاد الناشرين: ثورة 30 يونيو لحظة فاصلة في تاريخ مصر الحديث
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ترجمة على شريط النفس)
  • رشدي المهدي.. «الشيخ عتمان» الذي غادر الحياة وبقي في الذاكرة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)
  • الثلاثاء والأربعاء.. حسام الغمري يفضج الجماعة الإرهابية مع أحمد موسى