قالت جماعة الحوثي اليمنية، أمس الثلاثاء، إنها لن تجنح إلى التهدئة بشأن استهداف سفن الشحن الإسرائيلية في البحر الأحمر، رغم الضربات الأمريكية العنيفة التي استهدفت عدداً من مواقعها، في وقت أشارت فيه تقارير إلى أن قادة بارزين من الجماعة اختفوا وغادروا العاصمة صنعاء إلى أماكن «أكثر أمناً».
وقال مسؤول في الجماعة لوكالة «رويترز» إن أطرافاً عدة، بينها إيران ودول في الاتحاد الأوروبي، نصحت الحوثيين بالتهدئة وتجنب التصعيد، مشيراً إلى أن المواجهة هي مع الولايات المتحدة فقط.


وأكدت مصادر في صنعاء أن القوات الأمريكية شنّت ثلاث غارات عنيفة جنوب المجمع الرئاسي، واستهدفت مخازن أسلحة سرية غرب العاصمة، وذلك بعد غارات ليلية في محافظة الحديدة، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» فجر أمس الثلاثاء «هاجمنا نحو 30 هدفاً للحوثيين بينها مراكز تدريب وقيادة، وقضينا على العشرات من قادتهم»، مؤكدة مقتل قادة من الحوثيين مرتبطين ببرنامج الطائرات المسيرة، وأوضح مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة بالبنتاغون أليكسس جرينكويش أن القصف طال مواقع تدريب ومرافق تخزين أسلحة وبنية تحتية عسكرية، مشيراً إلى استهداف مجمع يوجد فيه العديد من كبار خبراء الطائرات المسيرة، فيما أفادت مصادر بأن الغارات الأمريكية استهدفت ورشة للحوثيين لتجميع الصواريخ الباليستية، وذكرت وسائل إعلام حوثية أن الغارات الأمريكية الجديدة استهدفت مديرية الصليف بالحديدة، وقالت مصادر إن الغارات استهدفت مصنعاً تابعاً للحوثيين في الصليف.
كما استهدفت الغارات منطقة جبل صرف بمديرية بني حشيش وشارع الستين الشمالي في صنعاء.
وأعلن الحوثــيون، أمس الـــثلاثاء، تنفيذ هجوم ثالث على حاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس هاري ترومان» في البحر الأحمر خلال 48 ساعة، في رد على الضربات التي تستهدف مواقعهم.
وكان الحوثيون قد تبنوا فجر أمس الأول الاثنين هجوماً ضد حاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر كان الثاني خلال 24 ساعة.
ورداً على هذا التصعيد فــي خط التجارة البحري الحيوي، دعت الأمم المتحدة الطرفين إلى «وقف كل الأنشطة العسكرية»، فيما جددت الصين دعوتها إلى الدبلوماسية.
في ظل تصاعد الضربات الأمريكية، كشفت مصادر مطلعة عن مغادرة كبار مسؤولي الحوثيين العاصمة صنعاء، تحسباً لمزيد من الغارات. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن أحد المصادر أن حافلات ذات نوافذ مظللة نقلت عائلات بعض القادة الحوثيين من حي الجراف في صنعاء إلى مناطق جبلية أكثر أماناً شمالاً، بينما توارى قادة آخرون عن الأنظار داخل العاصمة. وقالت المصادر إن كبار مسؤولي الحوثيين خرجوا من العاصمة صنعاء، لتجنب الغارات الأمريكية. وأفادت المصادر بأن أعضاء الجماعة المكلفين بإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم اختفوا عن الأنظار في صنعاء.
وبعدما أكد البيت الأبيض أن العمليات قتلت عدداً من القيادات البارزة، تستمر جماعة الحوثي في التكتم الشديد على أسماء القيادات التي قتلت في الضربات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية على مواقع متعددة في العاصمة اليمنية صنعاء. (وكالات)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات اليمن الولايات المتحدة الأمريكية البحر الأحمر فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

الحجاج اليمنيين.. معاناة مستمرة بين خلافات الحكومة والحوثيين والجبايات غير القانونية (تقرير)

لا تزال أزمة الخلافات بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء بشأن مناسك الحج قائمة كل موسم يدفع ثمنها المواطن اليمني.

 

وخلال السنوات الماضية تسببت إجراءات وممارسات الجماعة الحوثية في عرقلة أداء آلاف اليمنيين فريضة الحج، الأمر الذي تسبب بعزوف الكثير من الناس عن أداء الفريضة، أو التسجيل عبر الوكالات في المناطق المحررة.

 

في السادس والعشرين من أكتوبر الفائت أعلنت وزارة الاوقاف التابعة للحكومة اليمنية بدء التسجيل لموسم حج 1446هـ، وكانت الوزارة قد أمهلت الراغبين في حجز مقاعدهم سبعة عشر يوماً وتسجيل بياناتهم عبر 246 وكالة سفر وسياحة معتمدة.

 

أما في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي فقد استكملت أكثر من ستين وكالة سفر وسياحة تعمل في العاصمة صنعاء استقبال حجوزات مقاعد الحجاج ضمن العدد المسموح به لليمن من قبل السلطات السعودية للعام الحالي، بعد أن أمهلت وزارة الاوقاف لأربع مرات الراغبين في الحج إلى مكة تسجيل حجوزاتهم حتى يكتمل العدد، وقد بلغ عدد الحجاج اليمنيين لهذا الموسم 24255 حاجاً وفقاً لوزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية.

 

ضعف على الاقبال

 

العديد من مدراء وكالات الحج في صنعاء استطلع رأيهم "الموقع بوست" أكدوا انخفاض نسبة الاقبال على تسجيل الحج بمناطق سيطرة الحوثي على غير العادة، ففي كل عام يتسابق ويتنافس الكثير من المواطنين لحجز مقاعدهم.

 

يقول فؤاد عبد القادر مدير إحدى وكالات السفر والحج بصنعاء، إنه لم يكن متفائلاً بهذا الموسم لعدم اقبال المواطنين على التسجيل والسبب في ذلك كما يرجح عدم وجود سيوله مالية لدى الناس.

 

هذا العام، ألزمت كلا من وزارتي الاوقاف التابعة للحكومة والأخرى التابعة للحوثيين المواطنين دفع مبلغ خمسة آلاف ريال سعودي بغرض الحجز فقط، أما باقي الرسوم المفروضة فقد تم ابلاغهم عنها بعد الحجز حينما تم إخطار الوزارتين بإجمالي الرسوم المفروضة من قبل وزارة الحج السعودية، هذا الإجراء لم يكن مناسباً لكثير من المواطنين اليمنيين الذين ينوون الحج لهذا العام.

 

في حديثه لـ"الموقع بوست"، يقول ريدان المنيفي (45 عاماً)، أنه وغيره تفاجأ من هذا الاجراء الذي سبب لهم إرباك غير مبرر، لكنه كما يقول اضطر لدفع المبلغ حتى يدخل اسمه ضمن قائمة الحجاج لهذا العام.

 

جبايات غير قانونية

 

في سبتمبر /ايلول 2016 أقالت جماعة الحوثي منير دبوان وعينت بدلا عنه عبدالله عامر قائماً بأعمال وكيل قطاع الحج والعمرة في وزارة الأوقاف في حكومتها بصنعاء (غير نعترف بها)، عمل الأخير على سحب تراخيص العمل عن سبع وكالات في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي لرفض ملاكها تسليم اتاوات غير قانونية، كما يقول "م.ب" مالك إحدى الوكالات التي تم فتحها فيما بعد، حينما رضخ مالكها وسلم المبلغ المالي المطلوب.

 

وفي العام 2018 أغلقت وزارة الاوقاف في صنعاء أكثر من 18مكتباً خاصاً بوكالات الحج والعمرة، وقامت بملاحقة وتعقب ملاكها الذين رفضوا أيضا دفع رسوما إضافية غير قانونية لصالح الوزارة وهي غير الرسوم الرسمية التي يدفعها كل حاج ومعتمر يتم تفويجه إلى مكة.

 

وبحسب مدراء وكالات تحدثوا لـ "الموقع بوست" فإن تلك الرسوم الاضافية كانت تحت مسمى "نفقات تشغيلية"، كما عمدت ذات الوزارة في تلك الفترة على افتعال عراقيل أمام الحجاج اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من بين هذه العراقيل احتجاز جوازات سفر الحجاج وعرقلة مغادرتهم، ما تسبب في إرباك جدول التفويج في أكثر من موسم.

 

في يناير 2021، أصدر المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي قراراً بتغيير مسمى وزارة الاوقاف إلى وزارة الارشاد وشؤون الحج والعمرة، حينها أسست شخصيات مقربة من الجماعة خمسة عشر وكالة سفر وحج وعمرة جديدة في صنعاء وعمران وإب، احتكرت معظم هذه الوكالات حجوزات المعتمرين القادمين من المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة.

 

 وقابل ذلك القرار تحرك من الحكومة اليمنية والذي قامت بإغلاق المسار الإلكتروني لتفويج الحجاج من العاصمة صنعاء وجعلها تحت اشرافها.

 

في أغسطس الفائت ألغت جماعة الحوثي وزارة الارشاد، وأسندت ملف الحج والعمرة لقطاع الحج والعمرة الذي يديره القيادي الحوثي عبد الرحمن النعمي.

 

معاناة مستمرة

 

غالبية الحجاج اليمنيين يأتون من المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي وهي مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة، ويعاني هؤلاء الحجاج من رفع تكاليف الحج، كما يعانون من طول طريق سفرهم، إذ يتوجب عليهم قطع مسافة تقدر حوالي2500كم تمر عبر طريقين بريين مختلفين: الطريق الأول يمر عبر محافظات صنعاء وذمار وإب وتعز والضالع وعدن وأبين وشبوة، والطريق الثاني عبر محافظات صنعاء ومأرب والجوف وحضرموت، وكلا الطريقين من اللازم أن يمروا عبر منفذ الوديعة، وكل تلك المسافات الشاقة من أجل الوصول إلى السعودية.

 

وتبلغ تكلفة البرامج المخصصة للحج عبر وزارة الأوقاف اليمنية عن طريق الجو 14646 ريالاً سعودياً، أما عن طريق البر فتبلغ 14195 ريالاً سعودياً.

 

وفي العام الماضي سمح للحجاج القادمين من صنعاء السفر إلى مكة عبر مطار صنعاء الدولي، لكن عودتهم كانت صعبة بعد أن تم احتجاز عدد من الطائرات التابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء من قبل جماعة الحوثي، واضطر أكثر من 1300 حاج المكوث في السعودية حتى انتهت الأزمة المفتعلة من جماعة الحوثي.

 

أما هذا العام فقد توقفت رحلات الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء عقب القصف الإسرائيلي الذي طال كافة الطائرات التابعة للخطوط اليمنية التي كانت موجودة داخل مطار صنعاء الدولي، وتم اعادة جدولة الرحلات التي كانت عبر مطار صنعاء إلى المطارات والمنافذ البرية في باقي المحافظات، فبدلاً من سفر الحجاج عبر مطار صنعاء، تم تحويل المسار إلى مطارات عدن وسيئون والمنافذ البرية.

 

في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول مختار الرباش وكيل قطاع الحج بوزارة الاوقاف التابعة للحكومة اليمنية إن "جماعة الحوثي مازالت تمارس ابتزاز وكالات الحج وشركات النقل والخطوط الجوية، رغم أنها تعرف أن ملف الحج هو بيد الحكومة الشرعية بالتعاون مع الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية".

 

يضيف الرباش "حرصنا على ابعاد أي خلافات في ملف الحج والعمرة، لكن الحوثيون لم يلتزموا بذلك".

 


مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون إثر غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق بغزة
  • الحجاج اليمنيين.. معاناة مستمرة بين خلافات الحكومة والحوثيين والجبايات غير القانونية (تقرير)
  • صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار
  • فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين
  • حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" تعود إلى موطنها في فرجينيا بعد مهمة قتالية ضد الحوثيين
  • غزة: شهداء في غارات إسرائيلية على مراكز توزيع المساعدات
  • حاملة الطائرات الأمريكية تعود إلى قاعدتها بعد معارك شرسة ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • بعد إذلال صنعاء للقوات الأمريكية.. بريطانيا تطلب السماح بمرور قطعها العسكرية في البحر الأحمر
  • حميد الأحمر يدعو للتحقيق في تمكين الحوثيين من طائرات اليمنية ومحاسبة المتورطين
  • من صنعاء تحذير عاجل لشركات الطيران: مسارات ’’الغارات الصهيونية مناطق خطرة ’’ .. وطائرات العدو ’’ستصبح أضحوكة’’”