بحضور تاج الدين والسبكي.. تفاصيل احتفالية الرعاية الصحية بيوم الطبيب المصري (صور)
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
كتب- أحمد جمعة:
أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، مؤتمر احتفالية يوم الطبيب المصري لعام 2025، تحت شعار "صحة رقمية لمستقبل أفضل"، في إطار تقدير الدولة للدور المحوري الذي يقوم به الأطباء في تعزيز المنظومة الصحية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
جاء المؤتمر بحضور الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، والدكتور حسين خضير، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، والدكتور أسامة عبدالحي، نقيب عام الأطباء، إلى جانب كبار الشخصيات والمسئولين من قطاعات الصحة المختلفة، والمتخصصين في الرعاية الصحية، وشركاء النجاح من القطاعين الخاص والمدني.
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، خلال كلمته بالمؤتمر أن الأطباء المصريين هم صمام أمان الأمن القومي الصحي، ويحظون بتقدير دائم من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدورهم الحيوي في حماية صحة المواطنين، مشيدًا بتفانيهم خلال جائحة كورونا كنموذج للوطنية والإنسانية.
تاج الدين: مصر أنجبت للعالم نخبة من علماء ورواد مهنة الطب
وأشار، إلى أن مصر أنجبت للعالم نخبة من علماء ورواد مهنة الطب، مؤكدًا أن الدولة المصرية تفخر بالمستوى المهني والأخلاقي للطبيب المصري داخل البلاد وخارجها، وأن الدولة مستمرة في تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن الأطباء المصريين نالوا اهتمامًا ودعمًا غير مسبوق في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك من خلال تشريعات تدعم النهوض بمنظومة الرعاية الصحية وحمايتها، وتقديم امتيازات وحوافز كبيرة للأطباء، بما يعكس حرص الدولة على تحسين بيئة العمل ودعم الكوادر الطبية.
وأعلن السبكي، خلال المؤتمر، عن تدشين جمعيتين جديدتين، الأولى لرعاية العاملين وأسرهم، والثانية لتوفير الإسكان للعاملين بالهيئة العامة للرعاية الصحية، في إطار تنفيذ برنامج تعزيز الولاء والانتماء للعاملين بالهيئة، وتحقيق بيئة عمل مستقرة ومحفزة.
وتابع السبكي، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تولي اهتمامًا واسعًا بتطوير القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن ذلك يتحقق عبر دعم الكوادر الطبية والاستثمار في استخدام التقنيات الحديثة، ما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن وزارة الصحة والسكان أطلقت استراتيجية متكاملة لرعاية مقدمي الخدمة الصحية، مشيرًا إلى أن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، يولي اهتمامًا كبيرًا بالأطباء ويوجّه بتقديم كافة أوجه الدعم لهم، تقديرًا لجهودهم في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين.
وأضاف الدكتور حسين خضير، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن اللجنة تعمل بالتعاون مع الحكومة على دراسة تشريعات جديدة، تهدف إلى توفير بيئة عمل محفزة وآمنة للأطقم الطبية، مشيرًا إلى بحث حلول جذرية لاستبقاء الكفاءات الطبية داخل مصر، لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية بكفاءة عالية.
كما أشاد بجهود الهيئة العامة للرعاية الصحية في دعم الأطقم الطبية ماديًا ومعنويًا، بالتوازي مع تطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، في إطار تحقيق أهداف منظومة التأمين الصحي الشامل.
نقيب الأطباء: الأطباء هم حجر الزاوية في المنظومة الصحية
وأكد الدكتور أسامة عبدالحي، نقيب عام الأطباء، أن الطبيب المصري هو عنوان الإخلاص والإنسانية، مشيرًا إلى أن النقابة مستمرة في الحفاظ على حقوق الأطباء واستحداث برامج لرعايتهم وحمايتهم، باعتبارهم حجر الزاوية في المنظومة الصحية وأحد أهم ركائز مهنة الطب.
تكريم رواد القطاع الطبي ورموز الطب في مصر
واختتم المؤتمر بتكريم رواد القطاع الطبي ورموز الطب في مصر، حيث قام الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، والدكتور أسامة عبدالحي، نقيب الأطباء، بتقديم شهادات شكر وعرفان تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في تطوير القطاع الصحي وخدمة المرضى، تأكيدًا على دورهم الريادي في تعزيز المنظومة الصحية بمصر.
وشمِل المكرمين من الشخصيات الطبية البارزة التي قدمت إسهامات رائدة في تطوير القطاع الصحي في مصر، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان السابقة، وذلك تقديرًا لدورها في قيادة المنظومة الصحية خلال تحديات كبرى أبرزها تحدي كورونا، وإطلاق المبادرات الوطنية التي ساهمت في تحسين الخدمات الطبية، كما تم تكريم الدكتور طارق الهوبي، رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء، لمساهمته في تعزيز الصحة العامة من خلال تطوير معايير سلامة الغذاء.
وتم تكريم اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، الرئيس السابق للهيئة المصرية للشراء الموحد، الذي ساهم في تعزيز كفاءة منظومة الإمداد الطبي وتحقيق الأمن الدوائي في مصر، كما شمل التكريم الدكتور جمال أبو السرور، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر ومدير المركز الإسلامي الدولي لدراسات السكان، الذي يُعد من رواد طب أطفال الأنابيب في مصر والشرق الأوسط، واللواء طبيب خالد عامر، الباحث الرئيسي لمشروع الجينوم المصري ومستشار مدير مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، والذي لعب دورًا بارزًا في دعم البحث العلمي والتطور الطبي في مصر.
كما تم تكريم الدكتور محمد محمد الفقي، أستاذ جراحة القلب، الذي ساهم في تطوير تقنيات جراحات القلب المتقدمة، والدكتور مدحت خفاجي، أستاذ جراحة الأورام، الذي قدم إسهامات كبيرة في تطوير استراتيجيات علاج الأورام وتعزيز التعليم الطبي والتدريب للأطباء الجدد، كذلك تم تكريم الدكتورة سهير عبد الحميد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب.
واحتفاءً بالإنجازات الطبية الكبرى، كرّم رئيس هيئة الرعاية الصحية ونقيب الأطباء، فريق زراعة الكبد بمجمع الإسماعيلية الطبي بقيادة الدكتور أسامة حجازي، أستاذ جراحة وزراعة الكبد ومدير برنامج زراعة الكبد بالمجمع، بعد نجاحهم في إجراء أول عملية زراعة كبد من متبرع حي تحت مظلة التأمين الصحي الشامل، وقد مثلت هذه العملية إنجازًا طبيًا هامًا يعكس تطور الخدمات الصحية في مصر، خاصة أن زراعة الكبد تُعد من أدق وأعقد العمليات الجراحية، وتتطلب كوادر طبية متخصصة، وتقنيات حديثة، وتجهيزات طبية متطورة، وهو ما تحرص الهيئة على توفيره بكفاءة عالية.
وتم تكريم أبطال التحول الرقمي والأطباء الأكثر تميزًا من العاملين بمنشآت هيئة الرعاية الصحية الذين لعبوا دورًا محوريًا في تعزيز التحول الرقمي بمنظومة الرعاية الصحية، من خلال اعتماد التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الطبية وتحقيق تجربة طبية أكثر دقة وأمانًا للمرضى، وهم الدكتورة روضى أحمد عبد الحكيم، استشاري الأورام بمجمع الإسماعيلية الطبي، والدكتور حاتم عبد الفتاح إبراهيم، استشاري الجلدية بمستشفى شرم الشيخ الدولي، والدكتور محمد وفيق الجمل، أخصائي طب القلب بمستشفى النصر في بورسعيد، والدكتور محمد جمال عبد الغفار، ممارس عام بمركز طب أسرة إسنا في الأقصر، والدكتورة هند عمر بن الخطاب علي، أخصائي طب الأسرة بمركز طب أسرة التوفيق في السويس، وذلك لإسمهاماتهم في تطوير آليات التسجيل الإلكتروني للمرضى، وتوظيف الأنظمة الرقمية في متابعة الحالات الطبية، وتقديم الخدمات العلاجية بطرق أكثر كفاءة ودقة.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الهيئة العامة للرعاية الصحية يوم الطبيب المصري احتفالية الرعاية الصحيةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
رمضانك مصراوي
المزيدهَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
بحضور تاج الدين والسبكي.. تفاصيل احتفالية "الرعاية الصحية" بيوم الطبيب المصري (صور)
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
33 20 الرطوبة: 16% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: إفطار المطرية انسحاب الأهلي مسلسلات رمضان 2025 سعر الفائدة سكن لكل المصريين صفقة غزة الحرب التجارية مقترح ترامب لتهجير غزة الهيئة العامة للرعاية الصحية يوم الطبيب المصري احتفالية الرعاية الصحية مؤشر مصراوي الهیئة العامة للرعایة الصحیة المنظومة الصحیة الرعایة الصحیة الخدمات الصحیة الدکتور أسامة الطبیب المصری الصحة والسکان صور وفیدیوهات تکریم الدکتور وأکد الدکتور الدکتور محمد زراعة الکبد سفرة رمضان جنة الصائم مشیر ا إلى تاج الدین فی تطویر فی تعزیز تقدیر ا فی مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر وسنغافورة والتوأمة في مجال الرعاية الصحية
في حين تكررت الاجتماعات بين الإدارة المصرية الصحية ومثيلتها من سنغافورة حول التعاون الاستراتيجي في مجالات متنوعة والتي بدأت عام 2023 باجتماعات بين رئيس هيئة الرعاية الصحية بالتأمين الصحي الشامل وسفير سنغافورة بالقاهرة، وتكررت مرة أخرى عام 2024 بين نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان المصري وبين سفير سنغافورة بالقاهرة، فقد صدرت تصريحات ودراسات مهمة عن الخبراء تشمل وجود تقارب ملموس في قدرة النظام المصري على الاستفادة الفعلية من نجاح النموذج الصحي في سنغافورة والمرتكز على عدم تضخيم الانفاق العام مع الحفاظ على جودة الرعاية الصحية، ويشمل عدة نقاط أساسية مثل:
1 ـ إعادة هيكلة المستشفيات العامة.
2 ـ وجود عيادات متعددة التخصصات موزعة جغرافيا على جميع أنحاء البلاد.
3 ـ مستشفيات مجتمعية بسعة سريرية صغيرة.
4 ـ الاهتمام دور صندوق الادخار الصحي.
5 ـ التأمين الصحي الشامل على جميع المواطنين.
6 ـ تعظيم دور القطاع الخاص خاصة الداعم بدون هدف ربحية.
7 ـ توفير الدعم الصحي للفقراء وغير القادرين.
8 ـ استمرارية تقييم الجودة لتشمل الأطباء والمستشفيات.
9 ـ زيادة الاستثمار في التحول الرقمي، وذلك كله في إطار من الاستراتيجيات الاقتصادية الصحية الداعمة .
وفى الواقع فإن تلك النجاحات الصحية في سنغافورة يوجد منها نماذج مصرية بالفعل، ولكن يوجد تفاوت كبير في التعاطي مع تلك الخدمات الصحية بين البلدين، وفيما يلي عرض موجز لبعض الجوانب المهمة:
أولا ـ إعادة هيكلة المستشفيات الحكومية وهي تمثل حالة نجاح في مصر وسنغافورة مع اختلاف المآلات هنا وهناك:
في سنغافورة تمت إعادة هيكلة المستشفيات الحكومية ضمن خطة إصلاح شاملة للنظام الصحي بحيث أصبحت نموذجًا يُحتذى به عالميًا في الكفاءة والتنظيم، وهي جزء من نظام صحي حكومي متطور يركز على الجودة والفعالية، حيث تشرف على السياسات الصحية، والتمويل، والتخطيط الاستراتيجي وتضع المعايير وتراقب الأداء لضمان الجودة والعدالة في تقديم الخدمات. منح المستشفيات استقلالية شبه كاملة، حيث تم فصل الإدارة المباشرة عن الحكومة، وأصبحت المستشفيات تدير نفسها وفق استراتيجيات عامة تضعها الدولة، داخل بيئة تنافسية بين المستشفيات العامة والخاصة لتحسين جودة الخدمات وخفض التكاليف، وأصبحت المستشفيات تحصل على التمويل بناءً على جودة الخدمة وكفاءتها.
في سنغافورة تمت إعادة هيكلة المستشفيات الحكومية ضمن خطة إصلاح شاملة للنظام الصحي بحيث أصبحت نموذجًا يُحتذى به عالميًا في الكفاءة والتنظيم، وهي جزء من نظام صحي حكومي متطور يركز على الجودة والفعالية، حيث تشرف على السياسات الصحية، والتمويل، والتخطيط الاستراتيجي وتضع المعايير وتراقب الأداء لضمان الجودة والعدالة في تقديم الخدمات. ومن الجدير بالذكر أنه يوجد في مصر نظام مماثل لما تم في سنغافورة وهو نظام مستشفيات المؤسسة العلاجية؛ والذي بدأ في مصر منذ عام 1964 باعتبارها هيئة مستقلة تتبع وزارة الصحة، وتُمول نفسها ذاتيًا دون دعم مباشر من الدولة.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ حيث يتم في مصر حاليا تخارج مستشفيات المؤسسة العلاجية الناجحة وتأجيرها للمستثمرين حسب القانون رقم 87 لسنة 2024 والمعروف إعلاميا باسم "قانون تأجير المستشفيات"، حيث قامت الحكومة بطرح سبعة مستشفيات للتأجير، وذلك على خلاف ما يحدث في سنغافورة.
ثانيا ـ مستشفيات التكامل الصحي في مصر تعتبر فرصة متاحة لتطبيق نظام المستشفيات المجتمعية والتي تُعد جزءًا من شبكة الرعاية الصحية المتكاملة في سنغافورة:
تلعب المستشفيات المجتمعية دورًا هاما في نظام الرعاية الصحية في سنغافورة، وتركز على إعادة التأهيل، والخدمات التمريضية، وتساعد في تقليل الضغط على المستشفيات العامة، وتساهم في تحسين جودة الحياة للمرضى كبار السن أو ذوي الأمراض المزمنة، حيث تهدف إلى دعم المرضى خلال مرحلة التعافي، وتوفير بيئة علاجية مريحة ومتكاملة، وخدماتها تشمل العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي وتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم. خدمات التغذية والرعاية الاجتماعية، وتنسيق مع خدمات الرعاية المنزلية لضمان استمرارية العلاج.
وتلك النوعية من الرعاية الطبية مهمة جدا في المجتمع المصري؛ ومن الجدير بالذكر أن مباني تلك النوعية من المستشفيات متوفرة في مصر بالفعل، ومنتشرة في جميع المحافظات تحت اسم "مستشفيات التكامل الصحي"؛ والتي بدا إنشاؤها في تسعينيات القرن الماضي لتكون حلقة وصل بين الوحدات الصحية بالريف وبين المستشفيات العامة والمركزية في الحضر، ويبلغ عددها 514 مستشفى، ولكنها تعرضت لنكبات توظيفية أفقدتها دورها التي بنيت من أجله، حيث صدر قرار وزاري عام 2009 بتحويلها جميعا إلى وحدات صحية ريفية ، وفى نهاية عام 2024 قال المتحدث باسم وزارة الصحة في تصريحات صحفية إن القانون الجديد رقم 87 لسنة 2024يتيح لوزارة الصحة طرح تطوير تلك المستشفيات على مستوى الجمهورية للقطاع الخاص، دون تحديد جدول زمني لطرحها.
وهنا الاقتراح العملي الواقعي في أن يتم تطوير وإعادة تأهيل وفرش وتجهيز الباقي من تلك المستشفيات بالتعاون مع خبرة سنغافورة، وتحويلها إلى مستشفيات مجتمعية تخدم المواطنين وتلبى احتياجاتهم، وتخفف العبء عن المستشفيات العامة والمركزية.
ثالثا ـ الاهتمام بالتأمين الصحي بحيث يشمل جميع المواطنين يعتبر هدفا مشتركا مع اختلاف الآليات في التنفيذ بين مصر وسنغافورة:
تصنف سنغافورة ت ضمن الدول الأولى عالميًا في فعالية النظام الصحي، حيث التكاليف منخفضة نسبيًا مقارنة بجودة الخدمات، وبنسبة تغطية تصل إلى 100 بالمئة من المواطنين، ويتكون النظام في سنغافورة من ثلاث ركائز رئيسية:
الأول ـ نظام تأمين صحي إلزامي لجميع المواطنين والمقيمين الدائمين ويغطي تكاليف العلاج في المستشفيات العامة وبعض العلاجات الخارجية، وتُدفع الأقساط من حسابات الادخار الطبي،
الثاني ـ حساب ادخار طبي إلزامي ضمن نظام الضمان الاجتماعي، ويُستخدم لدفع أقساط التأمين وتكاليف العلاج، ويُموّل من مساهمات الموظف وصاحب العمل.
الثالث ـ صندوق حكومي لمساعدة من لا يستطيعون دفع تكاليف العلاج حتى بعد الدعم، ويُستخدم كشبكة أمان اجتماعي للفئات الأكثر احتياجًا.
وبالنسبة لمصرفان نظام التأمين الصحي راسخ تاريخيا منذ ستينيات القرن الماضي ، ويشمل فئة موظفي الحكومة وأرباب المعاشات وطلبة المدارس وما قبل السن المدرسي ونسبة من فئة المرأة المعيلة ولكنه يعانى من صعوبات مالية وإدارية متنوعة وبنسبة تغطية أقل من 60 بالمئة من السكان، ووحدة التمويل هي الفرد منسبة من الدعم الحكومي، وتصحيحا للوضع فقد صدر قانون التأمين الصحي الشامل الجديد في يناير 2018، وترتكز فلسفته على آلية فصل التمويل عن جهة تقديم الخدمة، ووحدة التمويل فيه هي الأسرة كاملة باشتراك يشمل نسبة من دخل رب الأسرة ، إضافة إلى تحمل نسبة مساهمات مالية عن طلب الخدمة، إضافة إلى قروض خارجية بلغت 900 مليون دولار حسب تصريحات وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، ومخطط له تغطية جميع المواطنين حسب جدول زمنى يشمل تقسيم محافظات الجمهورية على ستة مراحل تنتهى بحلول عام 2032، وهذا يعنى وجود اختلاف كبير عن نظيره في سنغافورة، ويشتركا فقط في وجود صندوق للتمويل بلغ رصيده في مصر 70 مليار جنيه حتى عام 2022 .
رابعا ـ الاستراتيجيات الصحية والمالية الدعمة لخدمات الرعاية الصحية:
الفروق بين الاستراتيجية الصحية في مصر والاستراتيجية الصحية في سنغافورة جوهرية، نظرًا لاختلاف مستوى الدخل، البنية السكانية، نظم التمويل الصحي، وأولويات السياسات. سنغافورة تركز على الوقاية، الكفاءة، والابتكار مع نظام تمويلي مستدام يعتمد على الادخار الفردي والدعم الانتقائي لغير القادرين ماديا، وفى مصر تسعى الدولة لتغطية صحية شاملة بحلول 2030، لكن تواجه تحديات في التمويل، البنية التحتية، وتوزيع الموارد البشرية، مع تركيز أكبر على العلاج بدل الوقاية. ومن ناحية الملاءة المالية فإن بيانات الحكومة السنغافورية الرسمية (عام 2022) تُظهر أن الإنفاق الصحي الحكومي بلغ حوالي 2.77% من الناتج المحلي الإجمالي في ذلك العام، وفى مصر وبحسب البنك الدولي، فإن الإنفاق الصحي الحكومي بلغ حوالي 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وهنا تجدر الإشارة إلى أن دستور 2014 في مصر ينص في مادة رقم 18 على أن يكون الحد الأدنى للإنفاق الحكومي على الصحة لا يقل عن 3 % من إجمالي الناتج المحلى ويزيد تدريجيا ليصل الى النسبة العالمية ، وهذا لم يتحقق حتى العام الحالي والرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على إصدار الدستور المشار إليه.
وجد في مصر نظام مماثل لما تم في سنغافورة وهو نظام مستشفيات المؤسسة العلاجية؛ والذي بدأ في مصر منذ عام 1964 باعتبارها هيئة مستقلة تتبع وزارة الصحة، وتُمول نفسها ذاتيًا دون دعم مباشر من الدولة. ومن الجدير بالذكر أن فكرة التخطيط الاستراتيجي للصحة بالنسبة إلى مصر في السنوات العشر الماضية قد مرت بثلاثة مراحل واضحة ، المرحلة الأولى عام 2014 ، كانت بعرض وزارة الصحة للخطة المستقبلية تحت مسمى "ورقة بيضاء"، وذلك بناء على طموحات معينة ووعود سياسية ، ولكن تم إهمالها ، لتبدأ بعدها المرحلة الثانية وتشمل المبادرات الرئاسية عام 2018 ، وكانت لتلك المبادرات تعتمد على القروض الخارجية في الأساس ، ومن المعروف أن مصطلح المبادرات يعنى عدم وجود استراتيجيات، كما أن الاعتماد على القروض والمنح الخارجية يعنى أنه لا توجد ديمومة ولا استمرارية في تقديم تلك الخدمات الصحية القائمة على القروض حتى وأن تم تحقيق حالة نجاح سريعة ظاهريا .
وأخيرا وفى أكتوبر عام 2024؛ بدأت المرحلة الثالثة بأن أصدرت وزارة الصحة والسكان الإستراتيجية الوطنية للصحة 20/2030؛ وتمت الإشارة في المقدمة أنها بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم تمشيا مع رؤية مصر 2030 وأهداف الأمم المتحدة الإنمائية. وتم التركيز فيها على تعزيز الابتكار الصحي الرقمي من أجل التغطية الصحية الشاملة والرفاه، وهو هدف هام وله أولوية، وهنا تبرز أهمية التوأمة مع سنغافورة في هذا المجال، لتبادل الخبرات وتدريب القوى البشرية وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وعمل توأمة لتبادل الخبرات الطبية والعلمية مع المستشفيات الرائدة في القطاع الطبي بسنغافورة.