"نفس" من المسلسلات السورية اللبنانية على مائدة الشاشة العربية في شهر رمضان، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ إيلي السمعان وتأليف إيمان سعيد. يجتمع فيه نخبة من نجوم سوريا ولبنان منهم عابد فهد في دور (أنسي الرمال) ودانييلا رحمة في دور (روح شهاب) ومعتصم النهار في دور (غيث السبع)، إلى جانب وأحمد الزين وإلسا زغيب ووسام صباغ وآخرون، تدور قصة العمل حول راقصة باليه تفقد بصرها تدريجيا، قبل أن تلتقي بلاجئ سوري شاب ويقعان في الحب.

ومع الترقب الذي واكب الإعلان عن المسلسل قبيل الشهر الفضيل، خاصة مع نجاحات نجومه في أعمال سابقة، ليصبح واحدا من الأعمال المنتظرة، هل استطاع "نفس" أن يقدم قصة مختلفة وسط زحام المسلسلات الدرامية؟!

يقص "والد روح" شريط الحب بمقصه الحاد، ليجد غيث نفسه أمام مفترق طرق بين الحفاظ على العلاقة مع (روح) وكسب ود والدها، وبين تجاوز فخاخه، فتتضاعف الظلمة من الأبيض والأسود إلى الأسود كليا في عيني (روح)، وتتضاعف الغربة التي يعيشها (غيث) بسبب لجوئه بعد الحرب، وبين إصرار والد روح ليس إنهاء العلاقة وحسب، بل وعلى إبعاده إلى غربة أخرى أبعد بكثير عن بيته وحارته و"ضيعته".

"غيث" بائع السمك، اللاجئ، المحب المخلص، قدمه المسلسل كطرف ضعيف يحتاج إلى معجزة وعلى الجانب الآخر تماما من شخصية "روح" المدللة، الوريثة الوحيدة، راقصة الباليه راقصة في مسرح "نفَس" الذي أُخذ منه اسم المسلسل.

يملك "أنسي" نصف المسرح، وهو مالك لمسرح عروض البالية، رجل ستيني، مطلق، محب للمسرح، في الوقت الذي يلتقي فيه "أنسي" بـ "روح" كراقصة داخل الفرقة، يصارع من أجل بقاء المسرح وضد فكرة هدمه لإنشاء مول، ولكن كما قيل عنه: "أحلامه ما تلحّق تخلق لحتى تموت".

حصد الأداء الراقص الذي قدمته "دانييلا رحمة" تفاعلا لافتا على منصات وسائل التواصل الاجتماعي كمؤدية للباليه، وقد لا يبدو ذلك غريبا إذا ما علمنا أنها سبق وحصدت جوائز في مسابقات للرقص، لكن كعمياء، يبقى السؤال إلى أي درجة يمكن القول إن أداءها كان مقنعا! ففي مشاهد عديدة نست دانييلا رحمة أن "روح" فتاة عمياء وتصرفت كما لو أنها تبصر.

في المقابل لم يخرج معتصم النهار من عباءة البطل الرومانسي الذي أداه في العديد من أعماله التي كان آخرها "لعبة حب" لكنه هذه المرة بشخصية الرجل المهزوم الخانع، وإن كان النهار قد تقمص شخصية "غيث" بشكل جيد إلا أن بعض اللزمات التي يصر على تكرارها بقصد أو غير قصد أفقدت "غيث" صدقه لتتحول إلى مجرد شعارات فضفاضة.

أما عابد فهد الذي أسس في العام 2001 تجمعا مسرحيا لاستقبال كل العروض والفرق المسرحية العربية والعالمية، يظهر في المسلسل كرجل مسرح، فأخذت الشخصية "أنسي الرمال" جزءا من واقعه، إلى جانب إضفائه طابعا دراميا قويا لها، وعلى الرغم من أن الشخصية جمعت بين القوة الظاهرة والرهافة الداخلية إلا أن أداء فهد أمسك الدور بإحكام من خلال تعابير الوجه والصوت إلى جانب الحس الساخر.

اعتمد المسلسل على تصاعد الأحداث بشكل تدريجي، وإيقاع سردي بطيء، مكّن ذلك الشخصيات من التفاعل في مساحة واسعة مع ما تمر به من أحداث وهذا ماعززته زوايا التصوير التي استخدمها المخرج إيلي سمعان بطريقة تعكس الحالة النفسية للشخصيات وانفعالاتها مع توظيف الإضاءة الخافتة والألوان الباردة لدعم ذلك، أما التوتر والإثارة فهي عناصر تتصاعد عند نهاية الحلقة ثم تفلت مع بداية الحلقة التالية، ومع انتصاف المسلسل ودخول شخصيات جديدة في الخط إلا أنه لا مفاجآت جديدة، حيث لا يحدث شيء يختلف عما يتوقعه المشاهد.

هل ما زال "نفس" داخل مضمار سباق الشاشة الرمضانية؟ أم ودعها مبكرا؟ قياسا بمسلسلات أخرى حصدت تفاعلا على منصات التواصل الاجتماعي، بدا أن "نفس" توارى عن الأنظار وإن كان له متابعيه من محبي الدراما النفسية والتشويق الهادئ. لكن بقاؤه قريبا من القوالب المألوفة في الدراما المشتركة اللبنانية/السورية، والإيقاع البطيء الذي أثر نوعا ما على التشويق، لم يقدم المسلسل قفزة نوعية مقارنة بأعمال أخرى في الموسم الرمضاني.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ثريا إبراهيم.. من مسارح طنطا إلى أصوات ديزني وأدوار الأمومة في دراما مصر

بصوتها الدافئ وملامحها الطيبة، حفرت الفنانة الراحلة ثريا إبراهيم لنفسها مكانة خاصة في قلوب المشاهدين، سواء على الشاشة أو من خلف الميكروفون لم تكن نجمة عناوين الصحف، لكنها كانت دائمًا حاضرة بثبات في الأعمال التي نالت إعجاب الجماهير، تقدم أداءً صادقًا، وتترك بصمة لا تُنسى في كل دور تؤديه. 

 

قصة مشوارها الفني مليئة بالإصرار، والحب الحقيقي للفن، فكيف بدأت؟ وما أبرز محطاتها؟ وماذا عن حياتها الشخصية؟ هذه السطور ترصد رحلة فنية وإنسانية لفنانة استثنائية.

نشأة وبداية ثريا إبراهيم

 

وُلدت ثريا إبراهيم في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في 3 ديسمبر عام 1937، حيث لاحظ المحيطون بها شغفها بالفن منذ صغرها. وبعمر الثالثة عشرة فقط، وقفت للمرة الأولى على خشبة المسرح بمسرح البلدية في طنطا الذي أصبح لاحقًا دار الأوبرا بالمدينة. 

 

هناك بدأت أولى خطواتها الفنية، حيث شاركت في عروض مسرحية سنوية جعلت منها ممثلة هاوية موهوبة ينتظرها مستقبل واعد.

الانتقال إلى القاهرة والانطلاق الفني 

مع مرور الوقت، وجدت ثريا أن شغفها لا يمكن أن يظل حبيسًا للمسرح المحلي، فقررت الانتقال إلى القاهرة لتفتح لنفسها أبواب الاحتراف، بدأت في الظهور بأدوار صغيرة في الدراما التلفزيونية والسينما، لكن سرعان ما لفتت الانتباه بموهبتها وتلقائيتها، مما جعلها واحدة من الوجوه المألوفة والمحببة في كل بيت مصري.

أدوار لا تُنسى في الدراما والسينما

 

لم تكن ثريا إبراهيم تسعى للبطولات المطلقة، لكنها كانت تجيد سرقة الأضواء في الأدوار الثانية والثالثة.

أدت ببراعة شخصية الأم، الجارة، الخالة، والمديرة في عدد كبير من الأعمال التي أصبحت علامات في الدراما المصرية، مثل: "حديث الصباح والمساء"،"ضمير أبلة حكمت"، "تامر وشوقية"،"الجبل"، "لحظات حرجة".

 

أما في السينما، فقد تركت بصمة مميزة من خلال مشاركتها في أفلام شهيرة مثل "كتكوت"، "حريم كريم"، "عمر وسلمى"، "السلم والثعبان"، و"بوبوس"، حيث كانت تضيف لكل مشهد تشارك فيه طاقة صدق فريدة.

صوت ديزني العربي خلف المايكروفون
 

بعيدًا عن الكاميرا، كانت ثريا إبراهيم تمتلك طاقة صوتية مميزة، أهلتها لتكون إحدى نجمات دبلجة أفلام الرسوم المتحركة لشركة ديزني باللغة العربية، بصوتها قامت بإحياء شخصيات كرتونية شهيرة عُرفت بها لسنوات، منها:

"روز" في فيلم "شركة المرعبين المحدودة"،"دانة للموضة" في "الخارقون"،"نظلة" في "سيارات"،"مدام بكار" في "أطلانتس"،"إيما" في "الديناصورات".

كان صوتها بمثابة همزة الوصل بين أجيال من الأطفال والخيال العالمي الذي قدمته ديزني بنكهة مصرية خالصة.

الحياة الشخصية


في حياتها الخاصة، تزوجت ثريا إبراهيم من المهندس إبراهيم عبد الحميد، ورزقا بأربعة أبناء: إيمان، محمد، عمرو، وإيهاب.

عاشت فترة من عمرها مع أسرتها في ليبيا، ثم عادت إلى مصر حيث استأنفت نشاطها الفني بكل شغف، وظلت تقدم أدوارًا مختلفة حتى سنواتها الأخيرة.

الوداع الأخير

 

في صباح يوم 18 يناير من عام 2015، أسدلت ثريا إبراهيم الستار على مسيرتها الهادئة، بعد تعرضها لأزمة تنفسية. 

 

رحلت عن عمر ناهز 77 عامًا، وتم تشييع جثمانها من مسجد عوارة بمدينة طنطا حيث وُلدت، لتدفن في مقابر الأسرة وسط دعوات محبيها وزملائها في الوسط الفني.

 

مقالات مشابهة

  • عابد أبوبكر رئيسا جديدا لاتحاد العاصمة
  • ثريا إبراهيم.. من مسارح طنطا إلى أصوات ديزني وأدوار الأمومة في دراما مصر
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • أسرار مخفية وتشويق لا ينتهي في "خطيئة أخيرة".. أول دراما مشتركة من أعمال يانغو الأصلية
  • إنطلاق تصوير "أنت أنا أنا مش أنت" للنجم معتصم النهار وميرنا نور الدين
  • تيم حسن يشارك في موسم دراما رمضان 2026 بعمل ضخم إنتاجيا
  • محافظ اللاذقية يبحث مع مدير مؤسسة “رحمة حول العالم” مجالات التعاون الإغاثية والإنسانية
  • د. الربيعة يطمئن على صحة التوأم الملتصق الصومالي “رحمة ورملا” بعد وصولهما إلى الرياض
  • النسخة السعودية من أمي.. دراما تروي معاناة الطفولة والأمومة
  • مي عمر تعتذر عن «طه الغريب» وتعلن تفاصيل مُشاركتها بسباق دراما رمضان 2026