ليلة القدر 2025 لم تكن أمس 21 رمضان.. تحروا الدليل بـ10 علامات
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
ليلة القدر 2025 من أعظم الليالي التي لا يمكن تفويتها بأي حال من الأحوال ، حيث شهدنا من مغرب أمس الخميس وحتى فجر اليوم أولى الليالي الوترية بالعشر الأواخر من رمضان والتي قد تصادف ليلة القدر 2025 م الأولى في ليلة 21 رمضان، والتي يمكن الاستدلال عليها وتحريها من خلال علامات ليلة القدر فهي دليلنا في تحري هذه الليلة المباركة، ولعل ما يدل على أهمية تحري ليلة القدر 2025 م هو فضلها العظيم وقد رُفعت معرفتها عن الخلق، فقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر من سيدنا جبريل -عليه السلام- وبسبب الشجار، والمخاصمة، والتنازع بين أحد الصحابة، رفعت معرفةُ ليلة القدر، وروي عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -: «أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ»، ولم يتركنا النبي حائرين في هذه الليالي الوترية الخمس وإنما أخبرنا عن علامات ليلة القدر لتكون دليلنا عند تحريها ومن ثم إدراكها.
ورد عن ليلة القدر فيها أنزل الله تعالى القرآن وهي من أفضل الليالي ، وقد أخفاها الله سبحانه وتعالى في الليالي الوترية بالعشر الاواخر من رمضان ، وورد فيها أن الله تعالى يقدر ما يشاء من أمره أي يظهره في تلك الليلة بعد ما كتبه في الأزل، وقيل في سبب تسميتها أو معنى ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، وأنها تكتب فيها مقادير الخلائق، وجعل الله تبارك وتعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- العبادة فيها خير من ألف شهر.
ليلة القدر 2025قالت “الإفتاء” إنه قد اختلف العلماء في تعيين ليلة القدر، إلا أنه بحسب الصحيح المشهور أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان يمكن حصرها في خمس ليالي وترية تبدأ من مغرب هذه الأيام الخمسة ، فيمكن تحديد تواريخ ليلة القدر 2025 في الليالي الوترية بالعشر الأواخر من رمضان وترقبها في هذه الأيام:
1.ليلة الحادي والعشرين من رمضان: وبدأت من مغرب أمس الخميس الموافق 20 مارس الميلادي و20 رمضان وانتهت في فجر اليوم الجمعة 21 مارس الجاري ميلاديا و21 من رمضان الهجري.
2.ليلة الثالث والعشرين من رمضان : وتبدأ من مغرب يوم السبت الموافق 22 مارس الميلادي و22 من رمضان ، وتنتهي في فجر الأحد الموافق 23 مارس الجاري ميلاديًا و23 رمضان الهجري.
3.ليلة الخامس والعشرين من رمضان: وتبدأ من مغرب يوم الإثنين الموافق 24 مارس الميلادي و24 رمضان، وتنتهي في فجر الثلاثاء الموافق 25 مارس الجاري ميلاديًا و25 رمضان.
4.ليلة السابع والعشرين من رمضان: تبدأ من مغرب يوم الأربعاء الموافق 26 مارس ميلاديًا و26 من رمضان ، وتنتهي فجر الخميس 27 مارس الميلادي ويوم 27 رمضان بالهجري.
5.ليلة التاسع والعشرين من رمضان: تبدأ من مغرب يوم الجمعة الموافق 28 مارس الميلادي و28 رمضان ، وتنتهي في فجر السبت الموافق 29 إبريل لعام 2022 م، و29 رمضان لعام 1446هـ.
علامات ليلة القدرورد في علامات ليلة القدر أن منها قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة لا يحس فيها بالمدن، وذكر العلماء أن من علامات ليلة القدر الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنّه يجد راحة وطمأنينة في هذه الليلة أكثر ما يجده في بقية الليالي، كما أن من علامات ليلة القدر أن الرياح تكون فيها ساكنة، وأنه قد يري الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة، ويشعر باللذة فالإنسان يجد في القيام لذة أكثر من غيرها من الليالي.
وجاء منها كذلك أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع.. صافية، وسبب ذلك أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر ، وذكر أهل العلم أيضًا علامات ليلة القدر، ومنها ما قاله ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: «وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضى، منها: في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها»، وفي رواية لأحمد من حديثه مثل الطست، ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن بن مسعود وزاد صافية ومن حديث بن عباس نحوه.
ليلة القدر وعلاماتهاورد عن ابن خزيمة من حديثه مرفوعا «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة»، ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا «أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب يرمي به فيها ومن إماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ».
وورد بحديث جابر بن سمرة مرفوعا «ليلة القدر ليلة مطر وريح»، ومن طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا «أن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
كيف استدل على ليلة القدرلعل هذا التساؤل تتلخص إجابته في علامات ليلة القدر ، فمن عرفها فإنه يعرف إجابة كيف استدل على ليلة القدر والذي يتم من خلال تحري هذه العلامات لتبين ما إذا كانت ليلة القدر وقعت في أي ليلة من الليالي الوترية، وهي:
1. أن ليلة القدر ليست حارة ولا باردة ، أي أن جوها معتدل.
2. من علامات ليلة القدر قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة قد لا يشعر بها أهل المدن لكثرة المصابيح بالشوارع.
3. الرياح تكون ساكنة في ليلة القدر.
4. قد تراها في المنام كما حدث مع بعض السلف الصالح.
5. لا يحل لشيطان أن يخرج فيها حتى الفجر، ولا يستطيع الإيذاء.
6.من علامات ليلة القدر الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر.
7. الشعور بلذة القيام في هذه الليلة ، فيما ورد عن بعص الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم-.
8.الشمس تطلع صبيحتها حمراء ضعيفة ليس لها شعاع صافية، كما القمر البدر.
9.لا ينزل فيها النيازك والشهب.
10. يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
فضل ليلة القدر1- من فضل ليلة القدر ، بها غفران للذنب لمن قامها محتسبًا الأجر عند الله عز وجل، فعن أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنهُ عنِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه» رواه البخاريُّ (35)، ومسلم (760).
2- فضل ليلة القدر أنزل الله تعالى في ليلة القدر القرآن الكريم، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»
3-فضل ليلة القدر خصّ الله تعالى ليلة القدر بالبركة، قال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ».
4- تُكتب فيها الأعمار والأرزاق للعام القادم، قال تعالى: «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ».
5- ميّز الله العبادة فيها دون باقي الليالي، قال تعالى: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ».
6- تتنزّل الملائكة في ليلة القدر لتحفّ المسلمين، وتملأ الأرض بالخير والرحمة والمغفرة، قال تعالى: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ».
7-فوائد ليلة القدر أنها تكون خالية من الشّر، وتكثر فيها الطاعة والخير، فهي سلام من الأذى كلّه، قال تعالى: «سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
8- من فضل ليلة القدر أنها تعوض أعمارنا القصيرة ، حيث إن ثواب العبادة فيها خير من ألف شهر.
9- في ليلة القدر يستجيب الله تعالى الدعاء ويقضي الحاجات ويحقق الأمنيات.
ما هو دعاء النبي في ليلة القدريمكن القول عن ما هو دعاء النبي في ليلة القدر؟ أنه ذلك الدعاء الذي أوصى به رسول الله زوجه عائشة -رضي الله تعالى عنها- في ليلة القدر، حيث إنها سألته: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ، تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي»، ويعد هذا هو دعاء النبي في ليلة القدر وفي ذات الوقت أفضل دعاء ليلة القدر لأن "العَفُوُّ" من أسماء الله تعالى، وهو صفة من صفاته سبحانه، ففي القرآن الكريم:« وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا» الآية 99 من سورة النساء.
أفضل دعاء ليلة القدريعد أفضل دعاء ليلة القدر «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» ، لأنه أيضًا العفو يأتي بمعنى المحو والإزالة، فعلى هذا المعنى يكون العفو في حقِّ الله تعالى عبارة عن إزالة آثار الذنوب بالكلية، كما يأتي العفو بمعنى الفضل كذلك، وعليه يكون العفو في حق الله تعالى بمعنى أنه يعطي الكثير، ويهب الفضل (لوامع البينات للرازي: صـ 325).
وورد عن أفضل دعاء ليلة القدر «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» ، فحريٌّ بالعبد المسلم أن يتأسى بأم المؤمنين في حرصها على ما ينفعها وأن يسأل الله العفو، ويدعوه بهذا الدعاء، وحريٌّ به أيضًا يكون له حظٌّ من التخلق بالعفو؛ إذ العفو من الأمور التي يحبها الله كما أخبر الحديث، فإذا عفا العبد عمن ظلمه، وسامح من أساء إليه، إن الله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين، يفعل ذلك معه أيضا منَّةً وفضلا منهُ سبحانه، فيعفو عنه، ويتجاوز عن سيئاته.
دعاء ليلة القدر·اللّهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر، وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحطّ عني الذنب والوزر، يا رؤوفًا بعبادك الصالحين.
· اللّهم إنا نسألك أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا، وتُطهّر قلوبنا، وتُحصّن فروجنا، وتغفر لنا ذنوبنا، ونسألك الدّرجات العُلا من الجنة.
· اللّهم إنّا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، ونستعينك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
· إلهي وقف السائلون ببابك، ولاذ الفقراء بجنابك، ووقفت سفينة المساكين على ساحل كرمك يرجون الجواز إلى ساحة رحمتك ونعمتك، اللّهم ما قسمت في هذه الليلة من علم ورزق وأجر وعافية فاجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب.
· اللّهم ارزقنا عملًا صالحًا يُقرّبنا إلى رحمتك، ولسانًا ذاكرًا شاكرًا لنعمتك، وثبتنا اللّهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
·إلهي ربح الصائمون، وفاز القائمون، ونجا المخلصون، ونحن عـبيدك المذنبون، فارحمنا برحمتك، وجُدْ علينا بفضلك ومِنَّتك، واغفر لنا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلّ الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
· اللّهم إني أسألك صدق التوكّل عليك، وحسن الظنّ بك، اللّهم ارزقنا قلوبًا سليمة، ونفوسًا مطمئنة، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب.
· إلهي إن كنت لا تكرم في هذا الشهر إلا من أخلص لك في صيامه فمن للمذنب المُقصّر إذا غرق في بحر ذنوبه وآثامه.
· اللّهم أسكنّا الفردوس بجوار نبيك الكريم، إلهي إن كنت لا ترحم إلّا الطائعين فمن للعاصين، وإن كنت لا تقبل إلّا العاملين فمنّ للمقصرين.
·اللّهم عوّضني عن كل شيء أحببته فخسرته، طابت له نفسي فذهب، صدقته فكذب، استأمنته فغدر.
· اللّهم ولا تشغلني عنك وقربني إليك، ربي ولا تذلّني لسواك.
·اللّهم إن ضاقت الأحوال يومًا أوسعها برحمتك، يا رب استودعتك دعواتي فبشرني بها من غير حولٍ مني ولا قوة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علامات ليلة القدر 2025 علامات ليلة القدر ليلة القدر 2025 ليلة القدر ليلة القدر وعلاماتها فضل ليلة القدر دعاء ليلة القدر دعاء ليله القدر ليله القدر من علامات لیلة القدر أفضل دعاء لیلة القدر والعشرین من رمضان اللیالی الوتریة ى الله علیه وسل فضل لیلة القدر لیلة القدر أن لیلة القدر 2025 من مغرب یوم هذه اللیلة تلک اللیلة الله تعالى قال تعالى الق د ر فی هذه عن أبی ی الله فی فجر
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد النبوي والمسجد الحرام
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته في السر والنجوى.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “تشهد البشرية في عصرنا قفزة حضارية، وطفرة نوعية في مجالات التقنية والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الرقمية، تيسرت فيها الاتصالات، وطويت المسافات، واختصرت الأوقات، وأنجزت المهمات، وطورت الخدمات، وأتيح العلم عبر المنصات، فأصبحت التقنية جزءًا لا ينفك عن حياتنا”.
وأضاف قائلًا: “لئن كانت الأمم تتسابق في مضمار التقنية، فإن مملكتنا المباركة قد تميزت برؤيتها، وسارت بخطى ثابتة، وكانت رائدة في هذا الميدان، تستثمر التقنية وتوظفها في خدمة المجتمع والإنسان، حتى صارت نموذجًا يشار إليه ويحتذى به في صورة مشرقة تثبت مكانتها العالمية في مجالات التقنيات المتقدمة، وبرهنت أن التقدم لا يتنافى مع القيم، ولا يتعارض مع المبادئ، بل ينهض بها، ويستند إليها، فارتقت دون أن تنفصل عن جذورها، وتقدمت دون أن تفرط بثوابتها”.
وحذر فضيلته من غياب الوعي في استخدام التقنية قائلًا: “فحينها تصبح الرسائل مزالق، ومن هنا برز داء ابتلي به بعض الناس على اختلاف الأعمار والثقافات والأجناس، إنه داء الإدمان المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والانغماس في عالم رقمي لا ينتهي، وتحوّل الهواتف عند البعض من أدوات للتواصل، إلى وسائل للعزلة والانفصال، فترى المرء بين الناس جسدًا بلا قلب، وحسًا بلا روح، يتنقل بين المنصات، ويتصفح التطبيقات، تتقاذفه المواقع، وتتكاثر عليه المقاطع، فلا يدري ما يريد، ولا يحصد إلا القليل”.
ولفت النظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة، وموطنًا للمقارنات الجائرة، فدبَّ إلى البعض داء الحسد والبغضاء، وتمكنت من قلوبهم الضغائن والشحناء، وقلَّ الحمد والشكر على النعم والآلاء، مبينًا أنه من الآفات تلك الحسابات المزيفة الخبيثة التي تنفث سمومها في المجتمعات، وتنشر الفتن والاختلافات، وتذكي الضغائن والإشاعات، وتلقي على ألسنة العلماء فتاوى مكذوبة، في حملات مجحفة، وتشويهات متعمدة، لا تراعي دينًا ولا خلقًا.
وشدد الشيخ ياسر الدوسري على أن من أعظم النعم أن يدرك الإنسان خلله قبل فوات الأوان، وأن يعالج قلبه قبل أن يستحكم عليه الداء، فكم نحن بحاجة في هذا العالم الرقمي، والضجيج التكنولوجي، إلى دواء لهذا الإدمان المرضي، وذلك بعزلة قصيرة، لإطفاء صخب الأجهزة، لا لعتزال الحياة، وإعادة التوازن لما اختل من حياتنا.
وأكّد أن التقنية نعمة عظيمة، إذا وُجهت إلى الخير، وقُيدت بقيود الشرع والحكمة، فهي ليست شرًا محضًا، وليست مذمومة في أصلها، بل هي سيف ذو حدين، ويجب استخدامها خادمًا لا سيدًا، وجسرًا إلى الطاعة لا هاوية إلى المعصية، ولتكن وسيلة للعلم والفهم، لاأداة للهوى والجهل.
كما أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور على الحذيفي، المسلمين بتقوى الله سبحانه، مؤكدًا أنها من أعظم أسباب الفوز بثواب الله تعالى، ونيل رضوانه، والنجاة من عذابه الأليم، مستشهدًا بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وقال فضيلته: “أيها الناس أتعلمون أشد الساعات كربًا، وأعظم الساعات خوفًا ورعبًا، وأكثر الساعات قلقًا وهمًا وضيقًا وغمًا، إنها الساعة التي تزيغ عندها الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ويتزلزل كل عضو في الإنسان من أهوال ما يرى ويشاهد من الأمور العظام، وما يلاقي من الأحوال التي تتفطر منها الأجسام، إنها الساعة التي يُنصب فيها الصراط على متن جهنم، فليس بعد الصراط إلا الفوز العظيم، وأنواع النعيم الأبدي السرمدي ورضوان الله تعالى، فيا بشرى من اجتازه ونجا وياخسارة من زلت قدمه عن الصراط فهوى في جهنم وتردى، قال تعالى:( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا).
وأوضح الدكتور الحذيفي، أن الدنيا سريعة الزوال، سريعة الانقضاء، فما أسرع طَيَّها وانتهاءها، فقد خلقها الله سبحانه وتعالى لأجلٍ محدود، وجعلها دار عمل، ثم يُجازى العبد على أعماله، مبينًا أن هذه الحياة الدنيا، من أولها إلى آخرها، ليست إلا كساعةٍ مقارنةً بأبدية الآخرة، فهي زائلة فانية، كما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).
وأشار فضيلته، إلى أن الأمم السابقة من عادٍ وثمود، وقومِ إبراهيم، وقومِ لوط، وأصحابِ مدين، والقرون الخالية وغيرهم، ممن أجروا الأنهار وغرسوا الأشجار وتمتعوا بأطيب الثمار وملكوا البحار، ونالوا كل ما أرادوا من الملذات والشهوات، قد قدموا على ربهم بأسوأ الأعمال وشر الآجال ولم ينجُ من الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة إلا من عدل وآمن بالله ذي العزة والجلال، مبينًا أن ساعة الكرب -الذي لا يشبهه كرب- واقفةٌ أمام الناس جميعًا، لا مفرّ منها لأحد، مستشهدًا بقوله تعالى في الجسر المنصوب على متن جهنم: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا).
وأبان فضيلته، أن ساعة المرور على جسر جهنم كانت تملأ قلوب الصحابة -رضي الله عنهم- خوفًا ورعبًا، وتملأ قلوب من جاء بعدهم ممن سار على نهجهم خوفًا من العذاب، ورجاءً من الله تعالى أن يمروا على هذا الصراط إلى الجنة برحمة الله تعالى، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ـ: “ما يبكيك” قلت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: “أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز” رواه أبو داوود.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمسارعة إلى الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، ومجانبة المحرمات، والحذر من الذنوب والمعاصي.