أن إشكالية الأزمة السياسية التي استمرت بعد الثورة و فشلت أن توقف التدهور الاقتصادي الذي كان حادثا زمن الإنقاذ؛ بل جعلته يتفاقم بصورة أكبر مما كان عليها قبل الثورة، ثم فشلت أيضا أن تفكك دولة الحزب الواحد إلي التعددية السياسة بمعاير عدلية و تغيير القوانين الواجب تعديلها، و أيضا فشلت في حفظ الأمن للمواطن، و تكوين المؤسسات العدلية، و غاب المشروع السياسي تماما مما يؤكد على أزمة العقل السياسي.
كتب عبد الرحمن الغالي القيادي في حزب الأمة، واحد الذين يشتغلون بالفكر كأداة للتغيير، مبحثا بعنوان (مقدمة في فقه الأولويات و ضرورة التنازل) و هي ورقة مقدمة للحوار، إذا كان داخل حزب الأمة أو خارج دائرة الحزب، و هي تحمل في أحشائها أجتهاد فكرى مقدر، و رؤية تفتح منافذ للحوار الذي يؤدي للحل، لأنها تتناول القضية من جانب معرفي و فكري بعيدا عن المصالح الضيقة. يقول في مبحثه أنه أشار إلي بعض قيادات حزب الأمة قبل الحرب " أن تغير القوى السياسية من الأولويات لمنع هذا السيناريو. و الأولويات هي أربعة: 1 – ألا تنزلق البلاد إلي الحرب أهلية 2- ألا يحدث تدخل أجنبي في البلاد يطيح باستقلالها. 3 – ألا ينفصل إقليم من أقاليم السودان. 4 – أن نحقق الحكم المدني و نبطل انقلاب 25 أكتوبر سلميا. و بموجب هذه الأولويات أن يتم فتح الاتفاق الإطاري و يسمح للكتلة الديمقراطية و غيرها التوقيع و المشاركة فيه." إذا كانت الرؤية قبل الحرب يعني أن هناك رؤية مضادة داخل الحزب هي التي قادة إلي أبواب الحرب. و هذا ما كنت قد أشرت إليه في عدد من المقالات، عندما أصرت الحرية المركزي أن تجعل هناك ثلاث مراحل تديرها هي، و تصبح هي ( الألفة) الذي يخضع له الجميع، و كل ذلك لأنها كانت ساعية من أجل السلطة فقط، و لا اعتقد كان في مخيلتها ترتيب للأولويات. حزب الأمة نفسه أصبح أكبر مشجع لها، لآن هناك بعض قياداته كانت راغبة في السلطة. أما الحزب الشيوعي خرج من الحرية و التغيير و وقف معارضا لها، و داعيا لإسقاط حكومة حمدوك، ذهب الحزب الشيوعي في هذا المسار لأنه أيضا كان راغبا في السلطة، و كان يعتقد أن خروج تظاهرات عناصره الليلية سوف تمكنه من القبض على مفاصل السلطة، و إذا كان وصل إليها كان قد ادخل البلاد في دوامة أخرى للشمولية. أما الاتحاديون خرجوا من دائرة الحدث و كانوا مراقبين و هذا يعود أيضا لعجز القيادة في تقديم رؤى تستطيع بها أن تخلق حوارا سياسيا، و ربما لآن أغلبية عناصرها في المشهد السياسي كانت مشاركة في نظام الإنقاذ، فكانت خجولة أن تدخل المسرح السياسي بقوة.
في فقرة يشير المبحث لأهم قضية في الصراع الدائر. يقول الغالي " فشعار ( لا للحرب) يعني ببساطة نعم للحوار و التفاوض؛ و التفاوض و الحوار يكون بالضرورة بين الأطراف المختلفة أو المتخاصمة أو المتصارعة أو المتحاربة و لا يكون بين المتفقين" و يضيف قائلا " و هذا يعني ببساطة أن تقبل الأطراف بالجلوس مع بعضها بغض النظر عن المواقف السابقة أو الحالية" قبل و بعد الحرب كنت قد طرحت أسئلة عديدة في أغلبية المقالات إذا كان الفلول يشكلون تحدي لعملية التحول الديمقراطي، و قادرين على إفشالها لماذا لا تتحاوروا معهم الوصول لاتفاق يجعلهم مساندين للديمقراطية أو محايدين حتى تنتهي الفترة الانتقالية، لكن للأسف أن ( الفلول و الكيزان) مصطلحان أصبح وجودها ضروري في الخطاب السياسي لمناصرة أصحاب المنهج التبريري، و الذين لا يعترفون بأخطائهم و يريدون شماعات يعلقون عليها هذه الأخطاء. كما أن أصحاب المصالح لا ينظر للمسرح إلا من خلال عدسة واحدة فقط.
يقول الغالي في محطة أخرى من مبحثه " فإذا كانت قحت المركزي ترى أن الحرب يقف وراءها الكيزان و كانت قحت ترفع شعار لا للحرب فيجب عليها إما أن تغير الشعار إلي ( نعم للحرب حتى يتطهر الجيش من الكيزان) أو الحوار معهم لوقف الحرب فالحوار لمنع الحرب يكون مع المتسببين فيها" قحت المركزي لا تستطيع أن تقدم على هذه الخطوة لثلاث أٍسباب: اولا - هي لا تملك هذه الشجاعة التي تجعلها أن تفتح حوارا مع الكيزان الذين تتهمهم بتغويض سلطتها و إشعال الحرب. ثانيا - رغبتها في السلطة تجعلها تناور على الكل و تخاف من الشارع أن يتهمها بإنها وحدها التي ضيعت السلطة بسبب مصالح حزبية و الذاتية. ثلاثا أنها تعطي أهتمام للخارج أكبر من أهتمامها مع الجماهير، اعتقادا أن المجتمع الدولي يراهن عليها وحدها. هذه الأسباب خلقت عند بعض القيادات حالة شاذة من النرجسية. و في ذات الوقت نجد أن الأحزاب التقليدية خاصة ( الشيوعي و الاتحادي الأصل) يغطون في نوم عميق لا يمتلكان أي رؤية للحل،الحل الذي يقودهم إلي توافق وطني لترسيخ عرى الديمقراطية.
ينتقل بنا الغالي إلي أفق أرحب يشكل فيه رؤيته السياسية، يقول عن الحل " يعقد مؤتمر سلام قومي برعاية دولية و إقليمية متوازنة تتفق عليها كل الأطراف و بمشاركة كل القوى السياسية السودانية دون عزل لأية جهة ، يتم فيه الاتفاق على أسس العامة لشكل الحكم و مؤسساته المدنية و العسكرية في الفترة الانتقالية و ينتهي المؤتمر بتكوين حكومة قومية مستقلة لا حزبية تمهد الطريق للانتخابات بعد الفترة الانتقالية" أن الرؤية يتفق معها العديد من المراقبين، إلا أصحاب المصالح الخاصة و الحزبية الضيقة. و هناك الذين يرفعون شعارات الديمقراطية ليس رغبة فيها أنما مناورة لا يريدون كشف أجندتهم المناهضة للديمقراطية. و الحرية المركزي ماتزال مصرة على أنها هي التي يجب عليها هندسة المؤتمر و أختيار القوى السياسية التي تشارك فيه و حتى العناصر الأخرى.في تصريح بابكر فيصل في الحرية المركزي ( لسودانتربيون) قال نحن لم نكون وراء دعوة الاتحاد الأفريقي للحوار في أديس أبابا – ثم قال يجب أن تتم الدعوة إلي القوى المؤمنة بالتحول الديمقراطي، و هي التي تقوم بدعوة الآخرين. مصر بابكر فيصل أن يعيد مرة أخرى قضية المرحل الثلاث التي قادت للانقلاب العسكري الذي قامت به الميليشيا.
أن المبحث يتناول القضية بالتحليل و يبين العقبات و يطرح حلول. و هي رؤية خارج الصندوق و مغايرة تماما لخط حزب الأمة الذي يقوده رئيس الحزب و أمينه العام الذان يجتهدان من أجل السلطة. و يراهنان على المجتمع الدولي أن يصبح لهم رافعة للسلطة. رغم أن حزب الأمة طوال تاريخه كان يراهن على جماهيره، فهل القيادة الحالية خائفة أن تقود الحزب لانتخابات لا يحصل الحزب فيها على نتائج طيبة مقارنة 1986م أم أن القيادات الحالية لم تقرأ تاريخ الحزب. نسال الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حزب الأمة إذا کان هی التی
إقرأ أيضاً:
ما الذي يخفيه وقف النار بين طهران وتل أبيب؟
بعد اثني عشر يومًا من شنّها، وضعت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أوزارها، وكل طرف يحاول أن يقدم لجمهوره سردية انتصار حقق بها أهدافه السياسية والعسكرية للحفاظ على شرعيته السياسية واستمراره في السلطة.
ففيما أعلن الكيان الصهيوني أنه أنهى بنك أهدافه العسكرية في إيران، أعلنت إيران أنها انتصرت في التصدي للهجوم الإسرائيلي – الأميركي، وأنها حققت نصرًا في ردع اعتداء أميركا وإسرائيل، وضرب الكيان بشكل موجع لم يعرفه منذ تأسيسه.
1- مكاسب وخسائر طرفي الحرببعد أن وجّه الكيان الصهيوني في المرحلة الماضية ضربات موجعة إلى أذرع إيران وشركائها التابعين لها في المنطقة، وحقق الكثير من المكتسبات العسكرية والسياسية، وجدت إسرائيل أن الفرصة أصبحت سانحة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربات لإيران وتحقيق أهداف سياسية وعسكرية تعيد ترتيب المنطقة لصالح الكيان الصهيوني لعقود قادمة.
حققت إسرائيل هدفًا كبيرًا في إنهاء البرنامج النووي الإيراني أو تأخيره لسنوات طويلة، من خلال ضرب المنشآت النووية الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم وتصنيع أجهزة الطرد المركزي، بعد التدخل الأميركي الحاسم الذي مهّد لإنهاء الحرب.
كما قامت إسرائيل بحملة اغتيالات لكبار القادة العسكريين شملت رؤوس كل الأجهزة العسكرية والأمنية، واستهدفت علماء التصنيع النووي الإيراني، إذ وصل عدد من تم اغتيالهم إلى أكثر من عشرة علماء، كما أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني.
كان من بين الأهداف الإسرائيلية الأهم مهاجمة الدفاعات الجوية الإيرانية روسية الصنع المعروفة بـ "إس-300″، إذ كانت تملك إيران أربعة أنظمة منها، إلا أن إسرائيل استطاعت تدمير واحدة منها في أبريل/ نيسان الماضي، وفي هذه الحرب استطاعت تدمير كل تلك الأنظمة وإخراجها من الخدمة، وفقًا لما أعلنه الكيان الصهيوني.
هذا، رغم عدم معرفة العدد الذي تملكه إيران من الصواريخ الباليستية التي أحدثت فرقًا في تلك الحرب، إذ تشير تقديرات القوات الجوية الأميركية إلى أن إيران تمتلك 3000 صاروخ باليستي، وتزعم إسرائيل أنها استطاعت تدمير 40٪ من منصات إطلاق الصواريخ في حربها الأخيرة.
إعلانكما استطاعت الولايات المتحدة، باستخدام القنبلة الأميركية GBU-57 المحمولة على الطائرة الأميركية B-2H، أن تحسم الحرب من ناحية عسكرية فيما يخص البرنامج النووي، وحققت ما عجزت عنه إسرائيل في استهداف وتدمير المنشآت النووية الإيرانية في مواقع: فوردو شديد التحصين، ونطنز وأصفهان.
وحققت إسرائيل مجموعة من الأهداف السياسية التكتيكية، تمثلت في منح المفاوض الأميركي مساحة من الوقت لإدارة مفاوضات أميركية – إيرانية تحقق بها أميركا أعلى درجات المكاسب السياسية والعسكرية بما يخدم مشروعها ومشروع إسرائيل، ويعيد ترتيب المنطقة بأكملها، مع إظهار التفوق النوعي العسكري والتكنولوجي، والتفوق الاستخباراتي، وقدرة إسرائيل على الوصول إلى أي هدف عسكري وسياسي داخل إيران بأعلى درجات الدقة، وتعميق حالة قوة الردع الإسرائيلي لدى أعدائها.
لكن إسرائيل عجزت عن إنهاء البنية التحتية لصناعات الصواريخ الباليستية الإيرانية التي تشكل التهديد الحقيقي والمباشر لأمنها، كما عجزت عن إقناع أميركا بإسقاط النظام الإيراني.
وهذا ما عقّب عليه بعض قادة إسرائيل الذين حذّروا من إعلان "نصر مغرور غير حقيقي"، وأن إيران ونظامها السياسي بقيا "كأسد جريح" سوف يعود لينتقم بشكل أكبر بعد أن يرمم خسائره ويستعيد بناء قوته وبرنامجه النووي.
أما إيران، فقد استطاعت أن تطلق أكثر من 500 صاروخ متعدد القدرات على تل أبيب، وهي حالة تتشكل لأول مرة منذ تأسيس دولة إسرائيل. إذ استطاعت تلك الصواريخ أن تخترق جميع الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تبلغ أكثر من ستة أنظمة، أشهرها مقلاع داود، القبة الحديدية، باتريوت، بالإضافة إلى نظام "ثاد" الذي نشرته الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل.
وتمكنت المنظومة الصاروخية الإيرانية من اختراق تلك الدفاعات الجوية بأكثر من 25 صاروخًا مدمرًا، ضربت تل أبيب ومناطق إسرائيلية مختلفة، وأصابت منشآت عسكرية واستخباراتية وأمنية ومستشفيات ومبانيَ سكنية ومنشآت حيوية مثل محطات توليد الكهرباء.
وإن كانت الهجرة العكسية من إسرائيل قد بدأت تنشط منذ أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فإن المراقبين يتوقعون مزيدًا من تلك الهجرات بعد الحرب الأخيرة، مع إظهار قدرة إيران على اختراق الأمن الإسرائيلي وضرب مناطق كانت تتفاخر إسرائيل بتحصينها. فالهجرة إلى إسرائيل مرتبطة بالأمن، وكلما شعر السكان الإسرائيليون بانخفاض الأمن زادت الهجرة من إسرائيل.
2- وقف إطلاق النار وشرعية استمرار السلطة السياسيةفيما يبدو أن حكومة اليمين الإسرائيلي تنتقل من ساحة حرب إلى أخرى لتستمر في السلطة وتحسن فرص عودتها في الانتخابات القادمة.
وإن بنك الأهداف العسكرية المتاحة أمام حكومة اليمين الإسرائيلية يبدو مليئًا، ويمكنها أن تصعد في الساحة العراقية أو في الضفة الغربية، أو حتى باتجاه تركيا التي تتحسس الخطر والأطماع الصهيونية، وعدم الثقة بالحليف الأميركي غير المنضبط، والذي يمكن جره من قبل حكومة اليمين الصهيونية بسهولة إلى ساحات حرب غير متوقعة وكارثية على استقرار المنطقة.
كل ذلك قد يمنح حكومة اليمين الإسرائيلي مزيدًا من الوقت للاستمرار في السلطة حتى الانتخابات المقبلة في خريف العام القادم.
إعلانأما استقرار السلطة في إيران، فلن يكون بتلك السهولة. فالفجوة بين الرئاسة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني آخذة في الاتساع، وشرعية البقاء في السلطة القائمة على الشرعية الدينية تتآكل منذ سنوات، وشهدنا تلك الاحتجاجات الشعبية الكبيرة في وجه السلطة الدينية.
فيما شرعية العداء والمقاومة لإسرائيل وأميركا والتصدي لها قد كشفت الحرب الأخيرة ضعف السلطة في هذا الملف، والخسائر الكبيرة التي لحقت بإيران، رغم محاولات إظهار الأمر وكأنه نصر حققته إيران بعد أن نجحت في ضرب تل أبيب ومهاجمة القوات الأميركية في قطر والعراق، لإظهار قدرتها على الرد وحفظ ماء الوجه.
صحيح أن أميركا أعلنت أنها لا تسعى لإسقاط النظام، لكن الخسائر الظاهرة التي تعرضت لها إيران في حربها الأخيرة، مع وجود معارضة خارجية متحفزة، ومعارضة داخلية واسعة، حتى من داخل النظام، قد يكون لها ما بعدها.
وقد نشهد تطورات سياسية كبيرة في داخل النظام الإيراني خلال المرحلة القادمة، ليس بالضرورة تغيير النظام الديني بالكامل، بل قد يكون في تغيير البنية وشكل النظام السياسي القائم بما يقلص من السلطة الدينية لصالح الحكم المدني. فإيران قد تكون مقبلة على استحقاقات داخلية كبيرة، وقد تصل إلى مرحلة الاضطرابات السياسية والأمنية.
3- ما بعد الحرب.. كيف يبدو وجه المنطقة؟لا شك أن السابع من أكتوبر/ تشرين الأول كان منعطفًا سياسيًا كبيرًا، لكن الحرب الإيرانية- الإسرائيلية وما تمخضت عنه من نتائج قد تكون أهم حدث سياسي في المنطقة منذ مطلع القرن، إذ سيترتب عليها نتائج سياسية كبيرة تتشكل ملامحها كالتالي:
انكفاء إيراني داخلي: إذ ستعود إيران إلى الحالة التي كانت عليها قبل عام 2003. فالتمدد الإيراني في المنطقة الذي انطلق منذ سقوط النظام العراقي السابق، والسماح الأميركي في عهد باراك أوباما لإيران بالتمدد، قد انتهى مع نهاية هذه الحرب.وبدأ العد العكسي، إذ سنشهد تراجعًا إيرانيًا كبيرًا في لبنان، مع ما يترتب عليه من نتائج كبيرة على حزب الله، الذراع العسكري لإيران في لبنان، مما سيدفع الساحة اللبنانية إلى صراعات سياسية كبيرة، عنوانها نزع سلاح حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي.
في الساحة العراقية: ستصبح استمرارية المليشيات العراقية على المحك، وسوف نشهد تراجعًا ملحوظًا لأحزاب الإسلام السياسي الشيعي، وقد يُستثنى من ذلك التيار الصدري، الأقل قربًا من الخط الإيراني.وسنشهد تحولات في التحالفات السياسية المدنية العراقية، وبداية تحولات في العملية السياسية قد تغيّر شكل النظام السياسي في الزمن المتوسط أو البعيد، ليصبح العراق دولة مدنية متحررة من الهيمنة الإيرانية وأذرعها داخل الدولة العراقية.
في اليمن: يبدو أن البلاد مقبلة على مرحلة سياسية جديدة ومضطربة قد تعيد الحالة إلى ما قبل الربيع العربي. فحالة الاستعصاء الحوثي في اليمن قد تبدأ في التحلل، مما قد يساهم في تحولات عسكرية وأمنية وسياسية كبيرة في المرحلة القادمة، خاصة بعد حالة التقارب التي أبداها الرئيس الإيراني مباشرة بعد انتهاء الحرب، مع دول خليجية لها خلافات تاريخية مع إيران، مما قد يفتح الباب لإعادة ترسيم العلاقة بين إيران وجاراتها العربية ونفوذها في المنطقة. الساحة السورية: ستصبح أكثر استقرارًا، خاصة في ملف محاولات انفصال مدن الساحل التي دعمتها إيران. فتراجع الدور الإيراني وانحساره في المنطقة يعني قطع الطريق بالكامل على محاولات الانفصال في الساحل السوري. في الأراضي الفلسطينية: المشكلة الكبرى ستكون في صعود حكومة اليمين الإسرائيلي، مما يعني أننا سنشهد تصعيدًا كبيرًا في الضفة الغربية. وسيتم السعي الإسرائيلي الحثيث لضم المنطقة (ج)، التي تشمل غور الأردن وتشكل 61٪ من مساحة الضفة الغربية، إلى دولة إسرائيل. إعلانوسيعود الحديث عن التهجير من غزة إلى الواجهة، وسيكون الأردن في عين العاصفة، وسيشهد الصراع مع حكومة اليمين الإسرائيلي تصعيدًا كبيرًا.
وستشهد القضية الفلسطينية تطورات كبيرة ضد مصالح الشعب والدولة الفلسطينية، في وقت تسعى فيه إسرائيل لبدء مرحلة تطبيع جديدة مع الدول العربية، رغم ظهور ملامح موقف عربي موحد من ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية.
ويعتمد هذا على قدرة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية العربية في إحداث خرق سياسي ودبلوماسي مع أميركا، لوقف الأطماع المجنونة لحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة. في ذات الوقت، سنشهد احتكاكات سياسية متوسطة الحدة بين تركيا وحكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline