“يجب أن تسقط رؤوس كبيرة”.. الكونغرس ينفجر غضبا بسبب تسريب سري خطير لإدارة ترامب حول ضرب الحوثيين
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
واشنطن – استشاط أعضاء الكونغرس الأمريكي غضبا، امس الاثنين، بعد أن كشف رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” أنه تم إدراجه بالخطأ في محادثة حساسة لإدارة ترامب على تطبيق “سيغنال” حول ضرب الحوثيين.
وكشف صحفي أمريكي أن فريق الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب أضافه عن طريق الخطأ إلى دردشة سرية للغاية حول الضربات العسكرية في اليمن، مفصحا عن معلومات بالغة الحساسية.
وبدأ مستشار الأمن القومي مايك والتز المحادثة عبر تطبيق “سيغنال”، وهو تطبيق مراسلة مشفر، وشملت المحادثة مستخدمين تم التعرف عليهم على أنهم نائب الرئيس جي دي فانس، وزير الخارجية ماركو روبيو، وزير الدفاع بيت هيغسث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.
كما ضمت المجموعة ممثلا عن وكالة الاستخبارات المركزية، ومستشار ترامب ستيفن ميلر، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، أما الصحفي جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، فوجد نفسه مضافا إلى المحادثة.
ويطالب بعض الديمقراطيين بالفعل بإجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين الأمنيين القوميين المتورطين في هذا الخطأ.
وقال النائب كريس ديلوزيو ديمقراطي من بنسلفانيا، وهو عضو لجنة القوات المسلحة، في بيان لوكالة “أكسيوس”: “هذا خرق صارخ للأمن القومي ويجب أن تسقط الرؤوس”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل وجلسة استماع في هذا الأمر من قبل لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في أقرب وقت ممكن”.
وقالت النائبة سارة جاكوبس ديمقراطية من كاليفورنيا، وهي عضو آخر في لجنة القوات المسلحة: “لا يمكننا أن نعتبر هذا خطأ بسيطا – يجب طرد الأشخاص بسبب هذا”.
وكان الأشخاص الذين تم تحديد هويتهم على أنهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايكل والتز ونائب الرئيس فانس من بين الأشخاص الثمانية عشر في الدردشة عبر تطبيق سيغنال، وفقا لرئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” جيفري غولدبرغ.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي براين هيوز في بيان :”في هذا الوقت، يبدو أن سلسلة الرسائل التي تم الإبلاغ عنها أصلية، نحن نراجع كيف تمت إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة”.
وأضاف: “يعد هذا دليلا على التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين، ويظهر النجاح المستمر لعملية ضرب الحوثيين وعدم وجود أي تهديدات لأفراد قواتنا أو لأمننا القومي”.
وقال النائب دون بيكون جمهوري من نبراسكا، وهو عضو آخر في لجنة القوات المسلحة وعميد سابق في القوات الجوية، لوكالة “أكسيوس”: “لقد أرسلت عن طريق الخطأ رسالة نصية إلى الشخص الخطأ، هذا ما حدث لنا جميعا”. لكنه أضاف أن “العمل غير العادل كان إرسال هذه المعلومات عبر شبكات غير آمنة، وما كان ينبغي إرسال أي من هذه البيانات إلى أنظمة غير آمنة”.
بدوره حذر النائب الجمهوري مايك لولر، قائلا: “يجب وضع الضمانات اللازمة لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.
كما أكد النائب ديريك فان أوردن جمهوري من ولاية ويسكونسن إنه “يجب أن يكون هناك شكل من أشكال المساءلة الإدارية – مثل إعادة التدريب – إذا كان الاختراق خطأ”.
وقال النائب ديريك فان أوردن إنه “إذا كان الأمر متعمدا، فيجب أن تكون هناك “مساءلة قانونية”. مؤكدا أن “مثل هذه الإجراءات الانتقامية انعدمت خلال السنوات الأربع الماضية في ظل إدارة بايدن”.
وقدم رئيس مجلس النواب مايك جونسون رد فعل دفاعيا أكثر، حيث أوضح أن الإدارة “اعترفت بأنها كانت على خطأ”. وقال للصحفيين أن”الإدارة ستشدد الإجراءات وتتأكد من عدم تكرار ذلك.. لا أعرف ماذا يمكنني أن أقول في هذا الشأن”.
وعلق السيناتور مارك وارنر ديمقراطي من ولاية فرجينيا، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، على القضية، قائلا: “إن هذه الإدارة تتلاعب بالمعلومات الأكثر سرية في بلادنا، وهذا يجعل جميع الأمريكيين أقل أمانا”.
هذا وأشار النائب جيم هايمز ديمقراطي من ولاية كونيتيكت، نظير وارنر في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إلى أنه يخطط للضغط على هذه القضية في جلسة الاستماع المقررة للجنة يوم الأربعاء. قائلا: “إذا قام مسؤول أدنى رتبة تحت قيادتهم بما هو موصوف هنا، فمن المرجح أن يفقد تصريحه الأمني ويخضع للتحقيق الجنائي”.
ونشرت صحيفة “the atlantic” لقطة شاشة من المحادثة المغلقة بين المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
المصدر: RT + “أكسيوس”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: لجنة القوات المسلحة الأمن القومی فی لجنة یجب أن فی هذا
إقرأ أيضاً:
هل تطاول بنكيران على صلاحيات الملك بعد “فتوى الجيش” ؟
زنقة 20 | الرباط
لم يكتف بخلط الدين مع السياسة ، بل تجاوز حدود اللباقة، و تجرأ على خلط السياسة مع الدفاع و القوات المسلحة ، يعلق أحد المتابعين المختصين ، على التصريحات الأخيرة الصادرة عن الأمين العام لحزب العدالة و التنمية عبد الإله بنكيران.
الأخير أصدر مؤخرا “فتوى” تخص الشأن العسكري بالمغرب ، حينما قال في اجتماع الأمانة العامة للحزب، السبت 31 ماي 2025، أن “مشاركة فيالق مكونات من الجيش الإسرائيلي فوق أرضنا في مناورات عسكرية هو أمر لا يجوز شرعا”.
و ذكر أن “دخول الفيلق الإسرائيلي إلى بلادنا في هذا الوقت والمشاركة في أي نشاط لا يجوز شرعا ولا ديمقراطيا”.
هذا الكلام الذي وصفه مختصون بالخطير و غير المسبوق ، حاول الحزب مؤخرا في “توضيح” نشره على الموقع الإلكتروني التملص منه عبر مهاجمة من اتهمهم بـ”تشكامت” و “محاولة الوقيعة بين الحزب و مؤسسات الدولة”.
و يبدو أن بنكيران شعر بخطورة ما صدر عنه بالرغم من أنه رئيس حكومة أسبق خبر مؤسسات الدولة ، وهو ما سارع الحزب لتداركه عبر الإستعانة بقيادات و”كتبته” لنشر تصريحات تشيد بالجيش و “توضح” ما صدر عن أمينهم العام.
و بحسب متتبعين، فإن بنكيران قفز على صلاحيات إصدار الفتاوى الشرعية، التي هي من صميم عمل المجلس العلمي الأعلى، الذي يترأسه أمير المؤمنين ، حينما تدخل في شؤون الجيش المغربي الذي يترأسه جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
ما هو مضمون هذه الفتوى؟
بنكيران وجه القوات المسلحة الملكية، إلى أن مشاركة قوات عسكرية إسرائيـلية في مناورات الأسد الإفريقي، هو أمر غير شرعي، ما اعتبره متتبعون تحريض صريح على العصيان.
و سقط بنكيران وفق متتبعين ومتخصصين في مخالفات جسيمة تتمثل في التطاول على صلاحيات أمير المؤمنين رئيس المجلس العلمي الأعلى الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوي الشرعية في المغرب ، و ايضا التطاول على صلاحيات جلالة الملك محمد السادس بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، عندما خاطب الجيش المغربي، في حين أن الجهة السياسية الوحيدة التي تملك صلاحية مخاطبة الجيش هي المؤسسة الملكية، بإعتبار أن ملك البلاد هو قائده الأعلى.
كما حملت تصريحات بنكيران، وفق هؤلاء ” تحريض على العصيان ومخالفة التعليمات العسكرية” التي يعتبرها بنكيران مخالفة لشرعه الذي صنعه لنفسه ونصب نفسه وليا لأمر المغاربة فيه.
و اعتبر هؤلاء أن هذه المخالفات الجسيمة التي اقترفها عبد الإله بنكيران، “لتحقيق أهداف سياسية حزبية ضيقة”، تجعله في نزاع حقيقي مع الدستور (بصفته) الحزبية الحالية، وصفته الحكومية السابقة، وتستوجب عرضه على المساءلة القانونية حتى لا تصبح تصريحاته الأخيرة إجتهادا في الفقه السياسي، يفتح الباب لكل من يريد التطاول على اختصاصات المؤسسة الملكية، وإمارة المؤمنين، وقيادة القوات المسلحة الملكية، وتوظيف هذه المؤسسات السيادية في تحقيق مكاسب انتخابية.
قراءات أخرى رأت أن بنكيران و من خلال خرجته الأخيرة المثيرة للجدل ، محاولة للخروج من عزلته الموحشة لكنه اختار الوسيلة و الوقت الخاطئين، عبر التطاول على القوات المسلحة الملكية، درع الوطن وحصنه الحصين، في تجاوز صارخ لكل الخطوط الحمراء.