رويترز: واشنطن طلبت من دمشق عدم تولي مقاتلين أجانب أي مناصب قيادية
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
حذّرت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا الإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل مصدر قلق أمني وتسيء إلى صورتها في محاولتها إقامة علاقات مع دول أجنبية.
جاء هذا التحذير خلال اجتماع بين المبعوث الأمريكي دانييل روبنشتاين وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في القصر الرئاسي بدمشق.
بعد إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر، قامت هيئة تحرير الشام، التي قادت الهجوم، بإجراء نحو 50 تعيينًا عسكريًا، من بينهم ستة مقاتلين أجانب على الأقل، يحملون جنسيات صينية وتركية ومصرية وأردنية. حصل ثلاثة منهم على رتبة عميد، وثلاثة آخرون على رتبة عقيد.
بررت الإدارة السورية الجديدة هذه التعيينات بأن هؤلاء المقاتلين الأجانب قدموا تضحيات كبيرة في الإطاحة بالأسد، وأن بعضهم قضى في البلاد أكثر من 10 سنوات، مما يجعلهم جزءًا من المجتمع السوري. وأضافت أنه لا يمكن ببساطة إعادتهم إلى أوطانهم أو إبعادهم إلى الخارج حيث قد يواجهون الاضطهاد، وأنه من الأفضل الاحتفاظ بهم في سوريا.
تتعاون الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج العربية مع الإدارة الجديدة في سوريا لمحاولة دفعها نحو انتقال سياسي شامل، وكذلك السعي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. ومع ذلك، ما زالت هذه الدول حذرة بشأن كيفية إدارة المعارضين المسلحين الذين تحولوا إلى حكام للبلاد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة فرنسا ألمانيا الإدارة السورية الجديدة المبعوث الأمريكي أحمد الشرع المزيد
إقرأ أيضاً:
تنظيم الدولة والقيادة السورية.. تلول الصفا تشعل فصلا جديدا من المواجهة
شن تنظيم الدولة قبل أيام هجومه العلني الأول ضد القيادة السورية الجديدة، بالتزامن مع تكثيف الأمن العام حملاته ضد خلايا التنظيم في مختلف المناطق.
وقال التنظيم إن عناصره فجروا عبوة ناسفة استهدفت آلية تابعة للقوات الحكومية في منطقة تلول الصفا ببادية محافظة السويداء (جنوبا) الخميس الماضي، فيما ذكرت وسائل إعلام أن التفجير أدى إلى مقتل عنصر واحد على الأقل من القوات السورية وإصابة آخرين.
وفي تحريض مباشر لخلاياه النائمة، قال التنظيم عبر صحيفته الأسبوعية "النبأ"، إن دمشق "أسيرة" مثل مكة المكرمة والقدس المحتلة، وإن على عناصر التنظيم البدء بتنفيذ الهجمات فيها، بـ"المفخخات والراجمات" وغيرها.
وأوضح التنظيم أنه اختار العشر من ذي الحجة لبدء الهجمات ضد القيادة السورية الجديدة، بسبب فضل هذه الأيام في الدين الإسلامي، داعيا عناصره إلى استهداف القيادات، والمتعاونين مع الحكومة السورية الجديدة.
لماذا تأخر التنظيم؟
لم تتوقف عمليات تنظيم الدولة ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حتى بعد سقوط نظام بشار الأسد، بخلاف الوضع في مناطق سيطرة النظام المخلوع، التي عزف التنظيم عن العمل فيها بشكل مباشر.
وقال خبير الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، إن التنظيم كان قادرا على تنفيذ العمليات بعد سقوط النظام، لكنه فضّل الاهتمام بإعادة الهيكلة، والاستقطاب، والتجنيد.
وأشار إلى أن التنظيم نفّذ العام الماضي مئات الهجمات ضد قوات النظام السوري في مناطق مختلفة، وهو ما يعني قدرته على استهداف القيادة الجديدة.
ولفت أبو هنية في حديث لـ"عربي21" إلى أن التحالف المعلن بين القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى ضد تنظيم الدولة، ينذر بتصاعد عمليات الأخير.
فيما قال معهد دراسة الحرب الأمريكي، إن هجوم "تلول الصفا" وهي منطقة وعرة، له دلالة خطيرة، إذ يشير إلى أن التنظيم ربما احتفظ بخلايا تابعة له في جنوب سوريا على الرغم من عدم تنفيذه أي هجمات هناك لمدة عامين على الأقل.
ملاحقة لا تتوقف
أعلن جهاز الأمن العام السوري عن عدة عمليات ملاحقة واشتباكات خاضها عناصره ضد خلايا تنظيم الدولة في ريف دمشق، ودير الزور ومناطق أخرى.
وكانت الاستخبارات السورية قد أعلنت عن إحباط مخطط للتنظيم يهدف إلى استهداف مقام السيدة زينب في دمشق، وإحباط إدخال سيارة مفخخة من مناطق "قسد" إلى ريف حلب، وقبل ذلك محاولة لتفجير كنيسة معلولا.
واللافت أن الحديث عن خلايا التنظيم تركز خلال الأيام الماضية في ريف دمشق، وهي مناطق لم تشهد أي نشاط لـ"داعش" منذ سنوات طويلة، كما أن منطقة تلول الصفا التي شهدت أول هجوم علني، كان التنظيم قد انسحب منها في نهاية العام 2018، حيث كان تعد آخر جيب لمقاتليه جنوب سوريا.
قوات الأمن الداخلي بريف دمشق تلقي القبض على خلايا إرهابية تابعة لـ “داعش” وتضبط أسلحة بحوزتهمhttps://t.co/2vx5QrOIRy????#سانا pic.twitter.com/ip4t6Ovd1E — الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) May 26, 2025
وذهب المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إلى أبعد من ذلك في اتهاماته للتنظيم، إذ قال إن "داعش" حاول استقطاب مجموعات من "فلول النظام".
فيما اتهم وزير الخارجية أسعد الشيباني ما أسماها بـ"قوى خارجية"، بالوقوف خلف التنظيم، من أجل استخدامه كأداة "للابتزاز السياسي والضغط الأمني".
تحالفات معلنة
دخلت القيادة السورية الجديدة في تحالفات علنية مع دول عربية وغربية للعمل ضد تنظيم الدولة، وطُرح موضوع التعاون في الحرب على "داعش" بين سوريا والإدارة الأمريكية، ومع فرنسا أيضا، في لقاءات رسمية عقدت بين قادة البلدين.
وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير مباشر على أن ملف المقاتلين الأجانب، ومحاربة الإرهاب، من الملفات التي جرى التوافق عليها مع الشرع، قبل قرار رفع العقوبات عن سوريا.
كما أعلنت سوريا العمل بشكل رسمي مع العراق والأردن ضد تنظيم الدولة، وبدأت بالفعل باستلام ملف سجناء التنظيم لدى "قسد"، وترحيل العائلات العراقية إلى بلدهم.
ووصل الآلاف من ذوي عناصر تنظيم الدولة إلى معسكر "الجدعة" وهو أشبه بمقر إقامة جبرية جنوب مدينة الموصل شمال العراق.
وبحسب أرقام رسمية عراقية، فإن مجموع من تمت استعادته من سوريا يناهز الـ15 ألفا، جلهم من النساء والأطفال، في حين تذكر تقارير أن سجون "قسد" تضم نحو 9 آلاف مقاتل من التنظيم.
تعبئة مستمرة
بعيدا عن أرض الواقع، تواصل الماكينة الإعلامية لتنظيم الدولة العمل بنشاط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا "إكس" و"تيك توك".
وبالتزامن مع تنفيذ التنظيم لأولى عملياته ضد قوات الأمن السورية، كثف أنصار التنظيم من تحريضهم على القيادة الجديدة، واستدعاء خطابات سابقة لقادة التنظيم خلال السنوات الماضية، وفي مقدمتهم "أبو بكر البغدادي"، و"أبو محمد العدناني"، الذين اتهموا الشرع بموالاة الغرب، وعداء الدين الإسلامي.
ورصدت "عربي21" توجه أنصار التنظيم للمتعاطفين معه في سوريا إلى تنفيذ عمليات نوعية، حيث خصص أحد الحسابات على سبيل المثال محتواه لتعليم كيفية صناعة الطائرات المسيرة.
الحساب الذي أنشئ في 25 أيار/ مايو الماضي فقط، بات يتابعه أكثر من 300 شخص، وأعلن بالتوازي عن قناة خاصة في "تلغرام" يقدم فيها شروحات مكتوبة ومصورة لصناعة الطائرات المسيرة الانتحارية، ويتحدث بشكل تفصيلي عن المواد التي تدخل في صناعة الهيكل، والمحرك، ووحدة التحكم، إضافة إلى النظام الملاحي والرأس الحربي، وتقنيات أخرى.
@hhuuucsgrmi الحمدلله ♬ الصوت الأصلي - قاهر الصحوات و هتش
ودأب أنصار التنظيم خلال الشهور الماضية على تقديم شروحات تخدم ما يسمى بـ"الذئاب المنفردة"، وتتعلق بطرح أفكار لعمليات الاغتيال، وأبرزها "التسميم"، وكيفية صناعة السموم القاتلة بطرق سهلة.
يشار إلى أن تنظيم الدولة ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون أول/ ديسمبر الماضي، كرر عدة مرات بشكل رسمي عبر صحيفة "النبأ" نظرية مؤامرة مفادها أن ما جرى تم بتفاهم دولي يهدف إلى إيصال الشرع للسلطة، لتنفيذ رغبات الغرب وتركيا، ودول الخليج.