جون أفريك: الإمارات والصين وروسيا وإيران.. من يزوّد السودان بالأسلحة؟
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
باريس- “القدس العربي” تحت عنوان “الإمارات والصين وروسيا وإيران: من يزوّد السودان بالأسلحة في الحرب التي يشهدها؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن سيطرة الجنرال البرهان على العاصمة السودانية الخرطوم تشكّل تحولًا كبيرًا في الحرب التي يخوضها منذ عامين ضد الجنرال حميدتي، لكنها لن تؤدي بالضرورة إلى إنهاء الحرب الأهلية، التي تُغذى بتهريب واسع النطاق للأسلحة والمعدات العسكرية، رغم الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة.
الوضع يزداد تعقيدًا، مع تصاعد مخاوف من امتداد النزاع إلى دول الجوار
وأشارت الأسبوعية الفرنسية إلى إعلان عبد الفتاح البرهان، قبل يومين، من القصر الرئاسي عن “تحرير” الخرطوم، قائلاً: “ الخرطوم حرة.. لقد انتهى الأمر”. وأظهرت الصور المتداولة الجنرال البرهان مرتديًا الزي العسكري، محاطًا بمسلحين، وهو يتجول داخل المبنى الذي يحمل آثار المعارك.
وتعد السيطرة على الخرطوم، بعد أسبوع من القتال العنيف، نقطة تحول رئيسية في المواجهة التي يخوضها منذ عامين ضد الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. ومع ذلك، شدّدت مجلة “جون أفريك” على أن السيطرة على العاصمة لن تضع حدًا للحرب الأهلية الدامية. فرغم أن قوات البرهان تسيطر الآن، إلى جانب العاصمة، على شرق وشمال البلاد، إلا أن قوات “الدعم السريع” تفرض هيمنتها على معظم مناطق دارفور.
وفي منتصف فبراير/شباط الماضي، أعلنت قوات “الدعم السريع” نيتها تشكيل حكومة موازية، عقب اجتماع في نيروبي، كينيا، مع عدة جماعات مسلحة، من بينها “الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال”، التي تنشط في جنوب البلاد. وردًا على ذلك، حذرت الاتحاد الأفريقي من “خطر تقسيم البلاد”.
ووفقًا لأحدث إحصائيات الأمم المتحدة، فقد أسفرت الحرب الأهلية عن أكثر من 18 ألف ضحية مدنية منذ اندلاعها في أبريل/نيسان عام 2023. وتشير المنظمة إلى أن “المدنيين يتعرضون لقصف مدفعي، وضربات جوية، وهجمات بالطائرات المسيرة”، مضيفة أن “أكثر المناطق تضررًا هي ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق”.
وفي هذا السياق، يتزايد استخدام الطائرات المسيرة القتالية من قبل الطرفين، مصنوعة في الصين وإيران وصربيا، سواء كانت طائرات عسكرية أو مدنية تم تحويلها لأغراض عسكرية، تتابع مجلة “جون أفريك”، موضّحة أن الوضع يزداد تعقيدًا، مع تصاعد مخاوف من امتداد النزاع إلى دول الجوار.
ففي 23 مارس/آذار الجاري، صرح القائد العام للقوات المسلحة السودانية، التابعة للبرهان، بأن “مطاري نجامينا وأمدجراس أهداف مشروعة”. وهو ما دفع المتحدث باسم وزارة الخارجية التشادية، إبراهيم آدم محمد، إلى التحذير من أن “هذه التصريحات يمكن تفسيرها على أنها إعلان حرب”، مؤكدًا أن “تشاد تحتفظ بحقها في الرد بقوة على أي محاولة اعتداء”.
تتهم قوات البرهان تشاد بلعب دور في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من دولة الإمارات إلى قوات “الدعم السريع”
وتتهم قوات البرهان تشاد بلعب دور في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قوات “الدعم السريع”، وهو ما تنفيه نجامينا بشدة، متهمة السودان، في المقابل، بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم التمردات لزعزعة استقرار البلاد.
ومضت مجلة “جون أفريك” قائلةً إنه لدعم قوات حميدتي في مواجهة قوات البرهان، عقدت أبوظبي تحالفًا مع تشاد. ولكن التوترات في نجامينا تدفع الإماراتيين للبحث عن حل آخر في جمهورية إفريقيا الوسطى.
وعلى الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة واصلت، في الأشهر الأخيرة، إرسال المعدات عبر نجامينا (بعد أن كانت تفعل ذلك لفترة طويلة عبر أم جرس، في شرق البلاد)، إلا أن محمد إدريس ديبي إيتنو قرر، وفقًا لمصدر أمني تشادي، ورغم تردد بعض مستشاريه، تقليص مستوى تعاونه مع أبوظبي. لذلك، تم الشروع في محادثات بين الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إفريقيا الوسطى، المجاورة لتشاد، والتي يمكن أن توفر لهم نفس الإمكانيات اللوجستية لدعم قوات الدعم السريع، وفق المجلة الفرنسية، مؤكدة أن الإماراتيين يرغبون في استخدام مطار بانغي، وكذلك مطار بيراو في شرق البلاد.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات البرهان الدعم السریع جون أفریک
إقرأ أيضاً:
تدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع
أصدرت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الجمعة بيانً فضحت فيه الانتهاكات التي ارتكبتها الدعم السريع ضد المدنيين خلال الساعات الماضية.
جرائم الدعم السريعوسلطت الخارجية السودانية الضوء على جرائم وانتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة، ضد القانون الدولي الإنساني، خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى قصفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي بمدينة الفاشر أمس، فضلا عن استهداف مستشفى الضمان بمدينة الأبيض اليوم.
وقالت البيان إن مليشيا الجنجويد الإرهابية ارتكبت خلال الساعات الماضية سلسلة جرائم انسانية شنيعة طالت أهداف مدنية خالصة وراح ضحيتها مواطنون أبرياء.
وأوضح البيان أنه في مدينة الفاشر قصفت المليشيا الإرهابية أمس مستودعات برنامج الغذاء العالمي، وأحرقتها تماما بما فيها من مواد غذائية.
وأشار البيان إلى أن الميليشيا الإرهابية استهدفت اليوم مستشفى الضمان بمدينة الأبيض حيث قتلت 16 من المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج، إضافة لإصابة من عدد آخر من بين رواد المستشفى وطاقمها الطبي.
ونوهت الخارجية السودانية إلى أن المليشيا الإجرامية هاجمت أمس الأول الأربعاء سوقا شعبيا بمدينة الخوي بواسطة المسيرات وقتلت ثمانية مدنيين، إلي جانب استهداف حي سكني في مدينة الدبيبات، جنوب كردفان وقتل إثنين من المواطنين.
وأكد البيان أن هذه الجرائم الكبري المتتالية في أقل من 72 ساعة تمثل تجسيدا لنمط الاستهداف المتعمد والممنهج من المليشيا الإرهابية للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والمدنية والمرافق الحيوية، بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر في الأرواح ومنع تقديم الخدمات الضرورية من طعام ومياه وعلاج وكهرباء.
ولفت البيان إلى أن الميليشيا استهدفت جميع المستشفيات العاملة في الفاشر وأخرجت معظمها من الخدمة، وقضت على معسكر زمزم للنازحين بمن فيه بعد أن ظل عرضة للقصف المتواصل بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى طوال عام كامل، لتشن بعدها هجوما بريا علي المخيم واسعا قتلت فيه مئات من النازحين، وأخذت من بقي منهم رهائن.
ونوهت إلى أن تقارير ذكرت أن المليشيا الإرهابية رحلت أكثر من 300 من النساء النازحات بمخيم زمزم رهينات إلي نيالا بينما تواصل حصارها علي المدينة وتمنع وصول الأغذية لها وتحرق مستودعات الأغذية بها، بغرض فرض الموت البطيء على سكانها، كما ظلت تفعل في معسكرات الاعتقال والتعذيب للمدنيين التي كشف عنها بعد تحرير العاصمة.
كذلك ظلت المرافق الحيوية في مدينة الأبيض عرضة لهجوم المليشيا بواسطة المسيرات، إذ شمل ذلك المستشفيات والمدارس والأحياء والأسواق وحتى سجن المدينة الذي قتلت أكثر من 40 من نزلائه في وقت سابق من هذا الشهر.
كما أدت عشرات الهجمات من المليشيا على محطات الكهرباء والمياه في مختلف أنحاء البلاد إلى انتشار الأوبئة بسبب إنعدام مياه الشرب الصالحة في بعض المناطق.
تقع مسؤولية هذه الجرائم علي الراعية الإقليمية للمليشيا الإرهابية، مصدر المسيرات الاستراتيجية التي ترتكب بواسطتها تلك الجرائم وتمويل المرتزقة، الذين يشكلون قوام المليشيا بمن فيهم من يديرون المسيرات . إلا أن القوى الغربية الحليفة لراعية المليشيا تتحمل كذلك نصيبا كبيرا من المسؤولية لما توفره لها من حماية في المنابر الدولية وتساهلها مع جرائم المليشيا.