انتشار فيديو الطفل الكفيف «زياد» يُشعل موجة دعم.. وتحرّكات رسمية لتوفير علاجه وفرصة لمستقبل أفضل
تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT
شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تفاعلًا واسعًا بعد انتشار فيديو للطفل الكفيف زياد، طالب المرحلة الابتدائية بمدرسة أولاد ناجي حسين، أثناء مشاركته في احتفال مدرسي بسيط.
وأظهر الفيديو الطفل وهو يندمج بعفوية مع أجواء الاحتفال رغم فقدانه للبصر، ما أثار موجة تعاطف كبيرة ودفع آلاف المستخدمين لتداول المقطع وإعادة نشره.
وجاء انتشار الفيديو ليلفت الأنظار إلى الحالة الصحية والاجتماعية للطفل، حيث يعاني زياد من فقدان كامل للبصر وتاريخ من الكسور المتكررة في العظام، وسط ظروف معيشية صعبة تواجهها أسرته.
وأدى التفاعل الواسع إلى تدفق الاتصالات والعروض من أفراد وجهات مختلفة لمساعدة الأسرة في توفير دعم طبي واجتماعي عاجل.
ومع تزايد الاهتمام بقضية الطفل زياد، بدأت جهات عدة في التواصل مع أسرته تمهيدًا لاتخاذ إجراءات قد تغير مسار حياته خلال الفترة المقبلة.
والد الطفل زياد لـ صدى البلد: ابني مولود بـ عظام زجاجية.. ومدير المدرسة يكشف تفاصيل حفل ترفيهي وراء شهرتهوقال عبدالله والد الطفل الكفيف زياد، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن نجله ولد فاقدًا للبصر، ثم بدأت معاناته تتفاقم عندما لاحظ تكرار كسور في عظامه، موضحًا أن يد زياد اليمنى ثم اليسرى تعرضتا للكسور دون أي مبرر واضح.
وأضاف: “ذهبت به إلى الأطباء، وهناك أخبروني بأن ابني يعاني من مرض يعرف باسم العظام الزجاجية، وأن حالته تحتاج إلى رعاية خاصة وعلاج مكلف لا أستطيع تحمله .”
وتابع الأب قائلاً: “بعد ذلك تعرضت قدماه للكسر، واضطررت إلى شراء كرسي متحرك حتى يتمكن من الذهاب إلى المدرسة ومتابعة تعليمه.”
وأكد عبدالله أن زياد طالب متفوق ويتمتع بذكاء واضح، وقال: “رغم إعاقته، إلا أنه طفل مجتهد، وقد حصل على شهادات تفوق عديدة، وكل من يتعامل معه يحبه بسبب أسلوبه وطيبته.”
وأشار إلى أن الفيديو الذي انتشر لابنه كان نقطة تحول في حياته، قائلاً: “بسبب عفويته ظهر زياد في فيديو انتشر في مصر كلها، وفوجئنا بحالة من التعاطف الكبير وانهمار التبرعات لمساعدته.”
وأكمل: “محافظ أسيوط تفاعل مع حالة زياد وقدم له كرسياً متحركاً جديداً، ووعد بإجراء العملية المطلوبة له، كما تبنى أحد أطباء الأسنان حالته وتكفل بعلاج أسنانه بالكامل.”
وشدد والد الطفل على أن نجله ما زال بحاجة لتدخل طبي عاجل، موضحاً: “زياد يحتاج لعملية تتضمن تركيب مسمارين في قدمه، ما يعرف بالمسمار النخاعي، حتى يتمكن من المشي مرة أخرى.”
وقال: “ظروفنا المعيشية صعبة للغاية، نعيش في منزل قديم متهالك، نصفه مكسور لأنه مبني بالطوب الأحمر الضعيف، ولا أملك القدرة على إصلاحه أو علاج ابني.”
واختتم عبدالله تصريحاته، مناشدًا: “أعمل باليومية على تروسيكل، وأتمنى توفير وظيفة ثابتة تساعدني على الإنفاق على زياد وإخوته، وتمكين ابني من استكمال علاجه ليعود لحياته الطبيعية".
خالد أنور: زياد يحتاج تدخلًا عاجلًا.. ونحن نفعل ما بوسعنا لمساندتهوقال خالد أنور مدير مدرسة أولاد ناجي حسين وهي مدرسة الطالب زياد، إن الطالب زياد يدرس لديهم منذ سنوات، وهو طفل كفيف يعاني في الوقت نفسه من كسور مزدوجة في قدميه، ويحتاج إلى عملية عاجلة لتركيب مسامير نخاع تمكنه من الوقوف والمشي مجددًا.
وأضاف مدير المدرسة: “حالة زياد الصحية تحت الصفر، والطفل يحتاج إلى تدخل طبي سريع حتى لا تتدهور حالته أكثر.”
وأكد أنور أن المساعدات التي تلقاها زياد جاءت من خلال تواصل مباشر بين المتبرعين ووالد الطفل، قائلاً: “أنا لا أتدخل في ملف التبرعات، والد زياد هو المسؤول عن التعامل مع أي شخص يرغب في المساعدة، ولديه رقم خاص للتواصل، وكل الدعم يصل إليه مباشرة.”
وأشار مدير المدرسة إلى أن محافظ أسيوط استجاب للحالة، قائلاً: “المحافظ أرسل كرسياً كهربائياً لزياد، وتعهد بإجراء العملية الجراحية المطلوبة له، وهذا كل ما تم حتى الآن.”
وأضاف: “زياد طالب مجتهد للغاية، ولدينا معلمة متخصصة تقوم بتعليمه بطريقة برايل، وهو يتفاعل معها بشكل ممتاز، ونحن في المدرسة نولي هذه الحالات اهتمامًا كبيرًا.”
وتابع أنور موضحًا سبب انتشار فيديو زياد، قائلاً: “كنت قد نظمت حفلة بسيطة لطلاب المدرسة، مجرد يوم ترفيهي بأغانٍ للأطفال، وخلال الحفلة ظهر زياد في فيديو انتشر بشكل كبير، بعدها فوجئت باتصالات كثيرة من الناس، ومن الإعلام، ومن أطباء متخصصين في العظام والأسنان يسألون عن حالته ويرغبون في مساعدته.”
واختتم مدير المدرسة تصريحاته، قائلاً: “زياد طفل محبوب ومجتهد، وكل ما نرجوه هو أن يحصل على فرصته في العلاج ليكمل تعليمه ويعيش حياته بشكل طبيعي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطفل زياد أسيوط مدیر المدرسة والد الطفل
إقرأ أيضاً:
دمروني معنوياً | والد صاحبة فيديو أوردر الورد لـ “صدى البلد”: مقلب قاسٍ بعد 4 أيام من التعب
في واقعة إنسانية أثارت موجة واسعة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج حسن أبو السعود والد فتاة في السابعة عشرة من عمرها، ليروي تفاصيل ما جرى معه ومع ابنته بعد تعرضهما لموقف مؤلم عقب تلقيهما طلبًا مزيفًا لشراء بوكيه ورد.
القصة التي بدأت برغبة الأب في مساعدة ابنته على كسب رزقها بالحلال، انتهت بصدمة نفسية وألم كبيرين، لكنها في الوقت نفسه تحولت إلى نافذة خير ودعم غير متوقعة.
مقلب مؤذٍ.. وخيبة أمل موجعةويحكي حسن أبو السعود، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”، أنّ مجموعة من الشباب تواصلوا معه وطلبوا منه تنفيذ أوردر ورد كبير، مؤكدين أنّه سيُقدّم في مناسبة خطوبة. البنت، بدورها، جلست أربعة أيام كاملة تعمل على تجهيز الطلب، بكل شغف وحماس، حتى أثّر التعب في جسدها.
ولأن الأب رجل بسيط وغير متمرّس في خدمات الشحن، اتفق مع الشباب أن يتم التسليم في محطة عين شمس . لكن الصدمة كانت حين وصل إلى المكان ولم يجد أحدًا، واكتشف أن الجميع قد أغلق هواتفه.
ويقول بحسرة: “معنوياً دمروني… ليه تضحكوا على الراجل الكبير والبنت الصغيرة؟ أنا أصلاً ماخدتش منهم فلوس، بس ليه الإيذاء؟”.
غضب لحظي يتحول إلى فيديو مؤثرنتيجة الغضب والوجع الداخلي، عاد الأب إلى منزله، وأمسك بالورد الذي صنعته ابنته بجهد كبير، وكسره أمام الكاميرا في فيديو عبّر فيه عن ألمه، وعن إحباط ابنته التي اجتهدت بلا مقابل.
لكن هذا الانفجار العاطفي لم يكن نهاية القصة، بل بدايته. فالانتشار الكبير للفيديو جعل كثيرين يتعاطفون معه، ويفتحون له باب رزق جديد، كما قال: “هو ده اللي فتح الخير علينا”.
أب يحمي ابنته… ويرفض أن يزجّ بها في عالم السوشيالوكان حسن أبو السعود واضحًا حين قال إنه لا يريد لابنته الظهور على مواقع التواصل أو تقديم محتوى بلا قيمة. أراد فقط أن تعمل بكرامة، وتكسب من مجهودها، من دون أن تكشف عن نفسها أو تتعرض لأي استغلال.
لكن ما حدث جعله يشعر بالخذلان، ودفعه للقول لابنته بحنان الأب: “طول ما أنا على وش الدنيا… متزعليش ولا تشتغلي، والفلوس اهي”. كلمة تختصر خوف أب وحرصه على حماية ابنته من قسوة الحياة.
رسالة أبو السعود للشباب والأهاليواختتم أبو السعود حديثه برسائل مؤثرة، موجّهة للشباب وللأسر على حد سواء.
وقال للشباب: “اشتغلوا واجتهدوا… اعملوا مستقبل لنفسكم… وخليك في حالك وما تتدخلش في شؤون الناس”.
أما للأهالي، فقد أكد على ضرورة مراقبة الأبناء ومعرفة أماكن وجودهم، ومن يصاحبون، مضيفًا أن إهمال الأسرة قد يدفع الشباب للضياع.
وأشار إلى مشاهدته لمجموعات من المراهقين تحت الكباري فاقدي الوعي، معتبرًا أن السبب الأول وراء ذلك غياب الرقابة الأسرية، قائلاً: “اهتموا بأولادكم… خليه مجتمع صالح ومتربي تربية كويسة”.
وبين تعرض الاب لخداع مزعج ودموع ابنته، تحولت القصة إلى درس اجتماعي عميق، يذكّر الجميع بقيمة الرحمة والمسؤولية، وبأهمية دعم الشباب الراغب في العمل الشريف.
ورغم قسوة التجربة، خرج منها حسن أبو السعود وابنته بوقفة تضامن كبيرة من الناس، وكأن القدر أراد أن يعوضهما خيرًا بعد الظلم الذي تعرضا له.