بمحاذاة الخط الأخضر، في آخر نقطة أقصى جنوب مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، يقبض على الجمر نحو 250 مواطنا فلسطينيا من خِربة "جنِبا" بمسافر يطّا ببقائهم في نقطة باتت هدفا للمستوطنين وجيش الاحتلال، وآخر ذلك كان هجوما دمويا وقع اليوم الجمعة.

فعلى حين غفلة، هاجم عدد من المستوطنين فلسطينيا وابنه عندما كانا يرعيان الأغنام على أطراف الخربة (قرية صغيرة) حتى أغرقوهما في الدماء، فسارع مواطنو القرية إلى نقلهما من الخربة النائية إلى أقرب نقطة إسعاف، سالكين طرقا خطرة ووعرة.

وتقع القرية في المنطقة المصنفة "ج" من أراضي الضفة التي تشكل نحو 61% من مساحتها وفق اتفاق أوسلو2 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ويعني ذلك أنها خاضعة بالكامل لسيطرة الاحتلال الذي يلوّح بضمها لإسرائيل.

بداية الهجوم على قرية جنبا كانت بالاعتداء على راعيي أغنام وإصابتهما بجروح خطيرة (مواقع التواصل) إصابات خطيرة

يوضح رئيس مجلس محلي قرى "مسافِر يطا" نضال يونس للجزيرة نت أن البداية كانت بالاعتداء على راعيي الأغنام وإصابتهما بجروح خطيرة، ولم يكتف المستوطنون بذلك بل واصلوا هجومهم ومن عدة بؤر استيطانية على القرية، فاعتدوا على سكانها بالعصي والهراوات مخلفين 6 إصابات، في حين أكمل جيش الاحتلال المهمة باعتقال 22 شابا.

وأضاف أن "اثنتين من الإصابات في حالة خطرة نتيجة ضرب شديد على الرأس وكسور في عظام الجمجمة ونزيف داخلي، وهناك إصابتان في حالة الخطر لكنهما مستقرتان، والباقي إصابات بكسور ورضوض في أنحاء متفرقة والأطراف".

ويشير رئيس المجلس المحلي إلى اتصال السكان بشرطة وجيش الاحتلال لمنع هجوم المستوطنين، لكن حضور الجيش تأخر، وعندما وصل انحاز إلى المهاجمين المعتدين.

إعلان

وتابع أن المستوطنين هاجموا أول بيت واجههم للمواطن عزيز العمور، واعتدوا على كل من فيه، فأصيب هو واثنان من أبنائه، وفي وجود الجيش.

وأشار يونس إلى أن السكان حاولوا الدفاع عن أنفسهم وصد هجوم المستوطنين، لكن الجيش تدخل وشن حملة مداهمات واعتقال في الخربة، مع أنها الواقعة تحت الهجوم، "فاعتقل 22 شابا وداهم المساكن وأطلق داخلها قنابل صوتية".

قوات الاحتلال تعتقل 22 فلسطينيا بعد اقتحامها خربة جنبا في مسافر يطا#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/l8BAwtjYqZ

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 28, 2025

تحذير الجيش

لم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ يضيف رئيس المجلس المحلي إن ضباط الاحتلال حذروا السكان من التعرض للمستوطنين خلال الهجوم، وطلبوا منهم الدخول إلى منازلهم وإغلاق الأبواب على أنفسهم وعدم التعرض للمستوطنين بأي شكل من الأشكال.

وفي الخلاصة، يرى يونس أن الهدف هو الضغط على سكان التجمع، وهم مزارعون ورعاة أغنام، لترحيلهم من أملاكهم، وإفساح المجال للبؤر الاستيطانية "ضمن سياسة تهجير واضحة وممنهجة".

ويكشف المسؤول المحلي عن أن "مستوطنين شاركوا في الهجوم على القرية عادوا لاحقا إلى التجمع بزي جيش الاحتلال في تكامل واضح للأدوار".

من جهتها، قالت منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية على حسابها بمنصة "إكس" إن قرية جنبا شهدت "هجومًا عنيفًا وشديدًا من المستوطنين الذين هاجموا راعيًا فلسطينيًا في مسافر يطا، ثم واصلوا هجومهم إلى القرية".

ووفق المنظمة، فإنه "كما حدث في مراتٍ عديدة سابقة، لم يفعل الجيش والشرطة شيئًا لمنع الهجوم أو اعتقال المهاجمين، بل إن الجيش ألقى حتى الآن قنابل صوتية على منازل القرية وانضم إلى الهجوم".

"اختطفه الجنود وهو مصاب ينزف"..
حمدان بلال، مخرج الفيلم الفلسطيني "لا أرض الأخرى" الحائز على الأوسكار، يتعرض لاعتداء عنيف من عشرات المستوطنين أثناء هجومهم على قريته في مسافر يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة، ثم اعتقله جنود الاحتلال من داخل سيارة إسعاف. pic.twitter.com/Qx9u9fq0VA

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) March 25, 2025

إعلان تهجير وإفراغ

بدورها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية الهجوم، وقالت في بيان إن هجمات المستوطنين تتم "بحماية وإشراف جيش الاحتلال الإسرائيلي".

وأضافت أن "هذه الاعتداءات تهدف إلى تهجير وإفراغ قرية مسافر برمتها من الفلسطينيين، في أبشع أشكال جريمة التطهير العرقي ضد الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المسماة "ج" التي تشكّل غالبية مساحة الضفة عن طريق ضمها كمخزون إستراتيجي لتوسع الاستيطان الاستعماري، وضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض".

ويأتي الهجوم على قرية جنبا بعد أيام من هجوم آخر على قرية سوسيا (جنوب شرق بلدة يطّا)، حيث هاجم مستوطنون التجمع واعتدوا على السكان وممتلكاتهم وأصابوا عددا منهم، في حين اعتقل الجيش 3 شبان -رغم تعرضهم للضرب من قبل المستوطنين- بينهم حمدان بلال، وهو أحد مخرجي الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي فاز بجائزة أوسكار في 2 مارس/آذار الجاري.

ووفق منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، فإن أكثر من 30 قرية فلسطينية جنوب الخليل تقع في مناطق "ج" وتخضع للسيطرة الإسرائيلية التامة، وفيها يعيش آلاف الفلسطينيين ويعمل أغلبهم في استصلاح أراضيهم ورعي الماشية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

8 مصابين بحروق بإحراق المستوطنين منازل وعربات في بروقين

أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 8 فلسطينيين بحروق نتيجة إحراق المستوطنين منازل في بلدة بروقين غرب سلفيت بالضفة الغربية المحتلة.

فقد هاجم مستوطنون متطرفون منازل الفلسطينيين في بلدة بروقين، وقالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن عشرات المستوطنين هاجموا عدداً من منازل الفلسطينيين في البلدة وأضرموا النيران فيها كما أحرقوا عدداً من المركبات داخل البلدة.

وأظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها الجزيرة لحظة إشعال النيران بالمنازل والمركبات في البلدة.

#فيديو | مستوطنون يحرقون منازل المواطنين في قرية بروقين غرب سلفيت pic.twitter.com/M02a8amg6z

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 22, 2025

ويأتي هذا الاعتداء بالتزامن مع اقتحام جديد ينفذه الاحتلال في البلدة، في إطار عملية مطاردة منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت قبل قرابة أسبوع وأدت لمقتل مستوطنة وجرح آخرين، فيما تعاني البلدة من إغلاقات واعتداءات وتنكيل من قبل الاحتلال والمستوطنين.

وقالت مصادر محلية للجزيرة في وقت سابق، إن قوات الاحتلال استولت على عدد من منازل بروقين وحولتها إلى مراكز تحقيق ميداني مع الأهالي، وسط عمليات تفتيش واسعة للمنازل وتخريب محتوياتها انتقاما منذ بدء الحصار.

إعلان

وتوازيا مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، مما أدى إلى استشهاد 967 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق تقارير هيئات فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مستوطنون يحرقون منازل فلسطينيين في بروقين تحت حماية الجيش الإسرائيلي
  • مستوطنون يقتلعون أشجار زيتون في يطا واعتقالات في نابلس وجنين
  • مستوطنون يحرقون منازل ومركبات فلسطينية شمالي الضفة
  • مستوطنون يحرقون أرضا شرق رام الله.. وجيش الاحتلال يقتحم نابلس
  • حرق منازل ومركبات فلسطينية في هجوم لمستوطنين على "بروقين" غرب سلفيت
  • مستوطنون يقتحمون بلدة بروقين ويحرقون منازل ومركبات فلسطينية
  • 8 مصابين بحروق بإحراق المستوطنين منازل وعربات في بروقين
  • الاحتلال يوجه إنذارا بإخلاء عدة مبان في قرية جنوبي لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا بالإخلاء لسكان قرية تول في جنوب لبنان
  • مئات المستوطنين يقتحمون "مقام يوسف" شرق نابلس