عيد الفطر على وقع الانقسام بين الدول: مواعيد متعددة والجدل يحتدم
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
ككل عام، عاد الجدل ليحتدم حول موعد عيد الفطر بين الدول الإسلامية، إذ تباينت الإعلانات الرسمية بسبب اختلاف مناهج تحديد بداية شهر شوال، بين من يعتمد على الحسابات الفلكية ومن يتمسك بالرؤية الشرعية للهلال بالعين المجردة أو بالتلسكوبات.
ورغم أن المناسبة تشكّل محطة فرح جامعة للمسلمين حول العالم، فإنها غالبًا ما تأتي مثقلة بخلافات علمية ودينية وحتى سياسية أحيانًا، تعكسها نقاشات محتدمة بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تصاعد الانتقادات والاتهامات المتبادلة حول مصداقية الدول أو الجهات الدينية في تحديد موعد العيد.
ويعود هذا الجدل إلى التباين في طرق إثبات دخول شهر شوال، فبعض الدول تعتمد بشكل كامل على الحسابات الفلكية الدقيقة لتحديد موعد العيد، بينما تصر دول أخرى على الالتزام بالرؤية الشرعية للهلال، سواء بالعين المجردة أو باستخدام أجهزة الرصد الفلكي.
هذا العام، انقسم العالم الإسلامي مرة جديدة بشأن موعد العيد. فقد أعلنت المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، واليمن، وفلسطين، والسودان، وجيبوتي، وإثيوبيا، والإمارات، ولبنان، وتركيا، أن يوم الأحد 30 آذار/مارس هو أول أيام عيد الفطر.
وفي لبنان أكدت دار الفتوى الموعد ذاته، وكذلك المكتب الشّرعي للسيّد محمد حسين فضل الله، أما نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطي، فدعا المؤمنين إلى استهلال شهر شوال لهذا العام غروب يوم الاحد.
الإثنين عيدًا في سوريا ومصر والمغرب... وتصحيحات في اللحظة الأخيرةفي المقابل، ستحتفل دول أخرى بالعيد يوم الإثنين 31 آذار/مارس، مثل مصر، والجزائر، والأردن، وسلطنة عُمان، وتونس، وليبيا، والمغرب، إضافة إلى إيران.
أما في العراق، فشهدت الساعات الأخيرة تضاربًا في المواقف، إذ أعلنت دار الإفتاء في البداية أن العيد يصادف الأحد، قبل أن يصدر ديوان الوقف السني بيانًا متأخرًا مساء السبت، أكد فيه أن الإثنين هو أول أيام عيد الفطر. كما أعلن مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني ووزير الأوقاف في إقليم كردستان بشتوان صادق، الموعد نفسه بعد اجتماع لجنة رؤية الهلال.
وسوريا أيضًا لم تكن بمنأى عن التخبط، إذ أصدر القاضي الشرعي في دمشق بيانين متناقضين خلال ساعات، حدد في الأول يوم الأحد كأول أيام العيد، ثم عاد وأعلن الإثنين موعدًا رسميًا. وأثار هذا التراجع المفاجئ موجة انتقادات على منصات التواصل، وذهب البعض إلى اعتبار أن التباين مع الموعد السعودي قد تكون له خلفيات سياسية أكثر منها فقهية.
وكان مركز الفلك الدولي قد أصدر سابقاً بيانًا أوضح فيه أن رؤية هلال شوال مساء السبت 29 آذار/مارس كانت غير ممكنة، حتى باستخدام أحدث تقنيات التصوير الفلكي مثل كاميرات CCD، التي تتيح رؤية الهلال في وضح النهار.
Relatedالتحذيرات الأمريكية تُلقي بظلالها على دمشق: قطاعات حيوية تعاني ومخاوف من ركود اقتصادي خلال عيد الفطرشاهد: بغداد مبتهجة في عيد الفطر والعراقيون يتوافدون على الحدائق والمتنزهات فرحة غائبة وموت مؤجّل... كيف يستقبل سكان غزة أجواء عيد الفطر؟وأشار المركز إلى أن بُعد القمر عن الشمس تراوح بين 1.5 و3 درجات فقط في مناطق العالم العربي، وهي مسافة لا تسمح برؤية الهلال لا بالعين المجردة ولا بالتلسكوبات، في حين أن الحد الأدنى لتسجيل رؤية مثبتة تاريخيًا بالعين المجردة هو 7.6 درجات.
وفي هذا السياق، نشر المركز عبر حسابه على منصة "إكس" أول صورة لهلال شهر شوال التُقطت صباح الأحد 30 آذار/مارس 2025 من مرصد الختم الفلكي في أبوظبي عند الساعة 07:30 صباحًا بتوقيت الإمارات.
وأشار إلى أن بُعد القمر عن الشمس في تلك اللحظة كان 10.5 درجات، ما يجعل الرؤية ممكنة فقط في صباح اليوم التالي.
ويبقى عيد الفطر، رغم كل التباينات، مناسبة جامعة على المستوى الرمزي، حتى وإن فرّقتها الحسابات والاعتبارات التي تتجاوز أحيانًا حدود العلم والدين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عيد بلا بهجة.. غزة تحيي عيد الفطر تحت القصف وبين الدمار والجوع غزة في عيد الفطر: قتلى وجرحى جراء الغارات وتل أبيب ترفض مقترح الوسطاء وتطالب بالإفراج عن 10 رهائن التحذيرات الأمريكية تُلقي بظلالها على دمشق: قطاعات حيوية تعاني ومخاوف من ركود اقتصادي خلال عيد الفطر رمضانالمغرب العربيعيد الفطرالإسلامعلم الفلكعيدالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل قطاع غزة عيد الفطر سوريا دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل قطاع غزة عيد الفطر سوريا رمضان المغرب العربي عيد الفطر الإسلام علم الفلك عيد دونالد ترامب حركة حماس إسرائيل عيد الفطر قطاع غزة سوريا روسيا الاتحاد الأوروبي فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غرينلاند الدنمارك بالعین المجردة یعرض الآنNext عید الفطر شهر شوال موعد ا صباح ا
إقرأ أيضاً:
غازيني: الغرب لم يعد مهتماً بليبيا.. والمبادرات الحالية لا تمثل حلاً
???? غازيني: الملف الليبي خارج أولويات الغرب والانقسام يعمق الأزمة
ليبيا – اعتبرت كلوديا غازيني، كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية المختصة بالشأن الليبي، أن الملف الليبي لم يعد يحظى باهتمام حقيقي من العواصم الغربية خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تفكك زخم الحلول الدولية وزيادة تعقيدات المشهد الداخلي.
???? الملف الليبي فقد موقعه في الأجندة الدولية ????
غازيني أوضحت في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن القضايا الإقليمية الكبرى مثل الملف النووي الإيراني، الصراع الفلسطيني، والحرب في سوريا، باتت تتصدر أولويات المجتمع الدولي، ما أدى إلى تراجع التفاعل الجاد مع الوضع في ليبيا.
???? انقسام دولي وفشل في التوافق ????
رأت غازيني أن الانقسام بين القوى الدولية لا يتخذ طابع الخلاف الصريح، بل يتمثل في تباين الرؤى حول المسار الواجب اتباعه، مما ينعكس سلبًا على فرص الحل ويُبقي على حالة الجمود السياسي والعسكري.
???? غياب الدعم الخارجي لأي طرف ????
رغم انتقادها للفتور الدولي، اعتبرت غازيني أن غياب الانحياز الدولي لأي طرف في ليبيا قد يقلّل من احتمالات اندلاع عنف مسلح جديد، وهو الجانب الإيجابي الوحيد في هذه المرحلة، بحسب تعبيرها.
???? انقسام داخلي يُعقّد المشهد ⚖️
أشارت غازيني إلى أن الانقسام بين الليبيين أنفسهم حول المسار السياسي المناسب يُضاف إلى التدخلات الخارجية، معتبرة أن أي حل لا يمكن فرضه من الخارج، بل يتطلب توافقًا داخليًا حقيقيًا حول خريطة طريق موحدة.
???? مبادرات متعددة لكنها غير كافية ????
سلّطت الضوء على المبادرات المطروحة من بعثة الأمم المتحدة، مجلس النواب، والمجلس الرئاسي، لكنها أكدت أن جميع هذه المقترحات تفتقر إلى التوافق الوطني ولا تمثل حلولًا شاملة.
???? تحذير من انقسام جديد بسبب “صراع المبادرات” ⚠️
حذّرت غازيني من تبنّي أي مبادرة بمعزل عن الأخرى، مؤكدة أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الانقسام ويحول دون تشكيل حكومة تحظى بشرعية داخلية ودولية.