المفارقة اللبنانية.. جامعة تتصدر التصنيفات وعمالها يضربون من الجوع
تاريخ النشر: 31st, March 2025 GMT
تمرّ الجامعة اللبنانية بمرحلة صعبة تعكس حجم التحديات التي تواجهها، إذ لم تتمكن إدارتها حتى الآن من إنهاء الإضراب الذي ينفذه العاملون فيها، من موظفين ومدربين وأجراء، احتجاجًا على التراجع الكبير في قيمة رواتبهم والحوافز المقدمة لهم، بعدما تقرر أن يُصرف بدل الإنتاجية لهم من موازنة الجامعة بالليرة اللبنانية، بدلًا من 375 دولارًا كانوا يتلقونها سابقًا من سلفة وزارة التربية.
رئيس الجامعة، بسام بدران، أكد لممثلي الموظفين أن البدلات الإضافية مثل بدل المثابرة وثمن صفيحة البنزين، التي يحصل عليها أساتذة التعليم الثانوي، لن تكون متاحة لهم، بل سيتم استبدالها بآلية جديدة لدفع الحوافز من داخل الجامعة، بما يعادل 375 دولارًا. كما أشار إلى أن هناك جهودًا متواصلة لإقرار موازنة الجامعة في أسرع وقت، ومن المتوقع أن يبدأ دفع البدلات بعد عيد الفطر مباشرة. إلا أن العاملين في الجامعة يرون أن مشكلتهم ليست فقط في آلية الدفع، بل في قيمة التعويضات نفسها وطريقة تعامل الدولة والجامعة معهم، وهو ما يفاقم من أزمتهم.
وفي ظل الأزمات المالية والضغوط المعيشية التي تثقل كاهل موظفيها وأساتذتها، تبدو الجامعة اللبنانية وكأنها تخوض معركة يومية للحفاظ على استمراريتها. بين إضرابات تطول ومخصصات تتقلص، يعيش العاملون فيها تحديًا وجوديًا، محاولين التمسك بحقوقهم وسط واقع يزداد تعقيدًا. ومع ذلك، ورغم هذه العثرات، تثبت الجامعة عامًا بعد عام أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية عادية، بل صرح أكاديمي ينبض بالحياة، يثبت للعالم أن الإبداع لا يُقاس بحجم الموارد، بل بحجم الإصرار والطموح.
ففي الوقت الذي تكافح فيه الجامعة لضمان الحد الأدنى من حقوق موظفيها، يرفع طلابها وأساتذتها راية النجاح عاليًا في المحافل الدولية، محققين إنجازات تضع اسم لبنان في مصاف الجامعات العالمية المرموقة، حيث حجزت لنفسها مواقع متقدمة عالميًا في عدد من الاختصاصات. فقد نجحت في أن تكون ضمن أفضل 100 جامعة عالميًا (في الفئة 51-100) في مجالي الهندسة البترولية والصيدلة، كما جاءت بين أول 150 جامعة في اختصاصات الفنون والهندسة التصميمية، وفق تصنيف مؤسسة "QS – Quacquarelli Symonds" لعام 2025.
وعلى المستوى المحلي، تمكنت الجامعة من الحفاظ على صدارة تصنيفها في مجالات الهندسة وعلوم الصيدلة، كما تبوأت المرتبة الأولى في مؤشر السمعة الأكاديمية ضمن اختصاصات علوم الحياة والعلوم الطبية وعلوم الفن والعلوم الإنسانية. وأظهر تقرير (QS World University Rankings by Subjects 2025) أن الجامعة شهدت تحسنًا ملحوظًا في تصنيفها مقارنة بالسنوات السابقة، لا سيما في مجالات العلوم الاقتصادية والاجتماعية والرياضيات.
وليس التصنيف الأكاديمي وحده ما يبرز تميز الجامعة، بل أيضًا الإنجازات التي يحققها طلابها وخريجوها على الساحة الدولية. ففي إنجاز جديد، حصد خريجا كلية الفنون الجميلة والعمارة – الفرع الثالث، ريتا السمعاني وأنطوني بركات، المركز الأول في مسابقة "تحدي الإسكان ذو الدرج الواحد" (Single-Stair Housing Challenge) التي نظّمتها مؤسسة "Buildner" بالتعاون مع "SIR+" للمهندسين المعماريين في دنفر بولاية كولورادو الأميركية. وتعد هذه المسابقة جزءًا من سلسلة تحديات عالمية تهدف إلى إيجاد حلول سكنية مستدامة ومبتكرة، وقد نجح الخريجان اللبنانيان في التفوق على عدد كبير من المشاركين من مختلف أنحاء العالم.
وفي مجال الابتكار البيئي، تمكن مشروع "Green Pot" أو "الدلو الأخضر"، الذي قدمته الطالبتان مروى رمال وجنى رمال من المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، من إحراز المركز الثالث في "هاكاثون/أسبوع عُمان للمناخ"، الذي عُقد في سلطنة عُمان بمشاركة 10 فرق مبتكرة. المشروع عبارة عن نظام بيئي مبتكر يحوّل النفايات العضوية إلى مواد صالحة للزراعة، وهو ما يعزز استدامة الزراعة ويسهم في الحد من التلوث البيئي.
ولم تقتصر نجاحات الجامعة اللبنانية على هذه الإنجازات، بل امتدت إلى تصنيفات أخرى، إذ حصلت كلية الفنون الجميلة والعمارة على مركز مرموق ضمن أفضل 100 جامعة عالميًا في الهندسة المعمارية، وفق التقييم الصادر عن مؤسسة "Inspireli Awards" في براغ – تشيكيا. ومن بين أكثر من 1362 جامعة تقدمت للتصنيف، تمكنت الكلية من احتلال المرتبة 57 عالميًا، وهو إنجاز يعكس المستوى الرفيع الذي وصلت إليه برامج الهندسة المعمارية في الجامعة.
تواجه الجامعة اللبنانية أزمات مالية وإدارية خانقة، لكنها رغم ذلك تثبت يومًا بعد يوم أنها مؤسسة أكاديمية صامدة، تحافظ على موقعها بين الجامعات الرائدة عالميًا، وتستمر في تخريج طلاب قادرين على المنافسة والنجاح في الساحات الدولية. ومع استمرار هذه الإنجازات، يبقى الأمل معقودًا على إيجاد حلول مستدامة تضمن لهذه الجامعة الوطنية العريقة مستقبلًا يليق بمكانتها ودورها الريادي. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة الجوع يتفاقم في غزة.. "طوابير الخبز" تتصدّر المشهد! Lebanon 24 الجوع يتفاقم في غزة.. "طوابير الخبز" تتصدّر المشهد! 31/03/2025 11:30:37 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 وكالة بلومبرغ تكشف عن "العملة الواعدة" التي تتصدر الأسواق الناشئة! Lebanon 24 وكالة بلومبرغ تكشف عن "العملة الواعدة" التي تتصدر الأسواق الناشئة! 31/03/2025 11:30:37 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 اتفاقية تعاون بين الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية Lebanon 24 اتفاقية تعاون بين الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية 31/03/2025 11:30:37 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير العمل التقى وفدا من نقابة الطيارين واخر من الجامعة اللبنانية الكندية Lebanon 24 وزير العمل التقى وفدا من نقابة الطيارين واخر من الجامعة اللبنانية الكندية 31/03/2025 11:30:37 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً حالة من الخوف والهلع في القبة ـ طرابلس.. إليكم السبب Lebanon 24 حالة من الخوف والهلع في القبة ـ طرابلس.. إليكم السبب 04:11 | 2025-03-31 31/03/2025 04:11:28 Lebanon 24 Lebanon 24 رياح نشطة وتساقط للأمطار مساء.. اليكم طقس الايام المقبلة Lebanon 24 رياح نشطة وتساقط للأمطار مساء.. اليكم طقس الايام المقبلة 04:00 | 2025-03-31 31/03/2025 04:00:47 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" يتحضّر: نريدُ جنبلاط Lebanon 24 "حزب الله" يتحضّر: نريدُ جنبلاط 04:00 | 2025-03-31 31/03/2025 04:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 استغل نزوح الأهالي وسرق محتويات منازلهم... ومفرزة استقصاء الجنوب توقفه Lebanon 24 استغل نزوح الأهالي وسرق محتويات منازلهم... ومفرزة استقصاء الجنوب توقفه 03:30 | 2025-03-31 31/03/2025 03:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 رسالة دعم سعودية لسلام فهل يستطيع مواجهة الضغوط المحلية والخارجية؟ Lebanon 24 رسالة دعم سعودية لسلام فهل يستطيع مواجهة الضغوط المحلية والخارجية؟ 03:00 | 2025-03-31 31/03/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة النائب وضاح الصادق يعلن خطوبته من هبة دندشلي.. وتفاعل واسع من الناشطين (فيديو) Lebanon 24 النائب وضاح الصادق يعلن خطوبته من هبة دندشلي.. وتفاعل واسع من الناشطين (فيديو) 12:40 | 2025-03-30 30/03/2025 12:40:18 Lebanon 24 Lebanon 24 مصدر أمنيّ يكشف: هذه جنسية الموقوفين بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتّجاه إسرائيل Lebanon 24 مصدر أمنيّ يكشف: هذه جنسية الموقوفين بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتّجاه إسرائيل 06:54 | 2025-03-30 30/03/2025 06:54:12 Lebanon 24 Lebanon 24 كان يُمارس كرة القدم.. جاد ابن الـ 10 أعوام توفي بطريقة مروعة في الكورة Lebanon 24 كان يُمارس كرة القدم.. جاد ابن الـ 10 أعوام توفي بطريقة مروعة في الكورة 00:09 | 2025-03-31 31/03/2025 12:09:56 Lebanon 24 Lebanon 24 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين Lebanon 24 داخل منزلين في بحمدون وصوفر.. قوى الأمن تكشف ما كانت تقوم به عصابة خطيرة مع السوريين 05:26 | 2025-03-30 30/03/2025 05:26:04 Lebanon 24 Lebanon 24 وفاة ممثل مخضرم شهير... وهكذا نعاه إبنه بالصور Lebanon 24 وفاة ممثل مخضرم شهير... وهكذا نعاه إبنه بالصور 10:37 | 2025-03-30 30/03/2025 10:37:44 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب جاد حكيم - Jad Hakim أيضاً في لبنان 04:11 | 2025-03-31 حالة من الخوف والهلع في القبة ـ طرابلس.. إليكم السبب 04:00 | 2025-03-31 رياح نشطة وتساقط للأمطار مساء.. اليكم طقس الايام المقبلة 04:00 | 2025-03-31 "حزب الله" يتحضّر: نريدُ جنبلاط 03:30 | 2025-03-31 استغل نزوح الأهالي وسرق محتويات منازلهم... ومفرزة استقصاء الجنوب توقفه 03:00 | 2025-03-31 رسالة دعم سعودية لسلام فهل يستطيع مواجهة الضغوط المحلية والخارجية؟ 02:32 | 2025-03-31 الشيخ علي الخطيب: نثق بالعهد ومن حق لبنان تحرير أرضه فيديو "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) Lebanon 24 "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) 03:59 | 2025-03-25 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 01:50 | 2025-03-25 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 23:43 | 2025-03-24 31/03/2025 11:30:37 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجامعة اللبنانیة وهذا ما عالمی ا
إقرأ أيضاً:
بحضور متري وبعاصيري وعودة... احتفال تخرج طلاب جامعة القديس جورجيوس
إحتفلت جامعة القديس جاورجيوس في بيروت بتخريج الدفعة الثانية لطلابها في اختصاصي علم الأحياء وتكنولوجيا المعلومات في كلية الآداب والعلوم، برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس الياس عوده وحضوره ونائب رئيس الحكومة رئيس الجامعة الدكتور طارق متري، وزيري الشباب والرياضة نورا بايراقداريان والداخلية والبلديات العميد احمد الحجار ممثلا بالقاضي مروان عبود، والنواب غسان حاصباني، نقولا صحناوي، جان طالوزيان، نديم الجميل، غسان سكاف، ملحم خلف، إدغار طرابلسي وبولا يعقوبيان، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق سعادة الشامي، خطيب الاحتفال عقيلة رئيس الحكومة السفيرة سحر بعاصيري سلام، مطران جبل لبنان للروم الارثوذكس المتروبوليت سلوان موسي، نائب رئيس الجامعة الدكتور انطوان حداد، الدكتور زياد حيدر وأعضاء مجلسي أمناء الجامعة والمستشفى وعمداء الكليات، الى أهالي الطلاب وعدد من الاطباء والأساتذة والكهنة والشخصيات العلمية والاكاديمية.
بعد دخول موكب الأساتذة والطلاب يتقدمهم الدكتور متري يليه أعضاء هيئة التدريس فالطلاب المتخرجين، بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني، ثم القى الدكتور متري كلمة، اكد توجه فيها الى المتخرجات والمتخرجين، قائلا: "ببركة سيادة المتروبوليت الياس، مؤسس جامعة القديس جاورجيوس وراعيها، نحتفل اليوم بكم ومعكم. ونسعد بما حققتم، بعد أعوام ثلاثة من العمل الجاد، تخللتها أسابيع بالغة القساوة، إمتحنت مثابرتكم. ويسرني أيضا الترحيب بكل من يشاركنا هذه المناسبة الطيبة، سعادة السفيرة سحر بعاصيري خطيب الاحتفال وأصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة، وأعضاء مجلس الأمناء والآباء الأجلاء وممثلي المؤسسات الطبية والتربوية الشقيقة والعزيزة. وأخص بمشاعر التهنئة والتقدير أهاليكم، من تعرفنا إليه عن قرب ومن يشرفنا بحضوره إلى الجامعة لأول مرة".
اضاف: "تعرفون كلكم أن جامعتنا ما زالت فتية، وان اشتد عودها وحظيت بسمعة طيبة ترتب علينا مضاعفة الجهد لتعزيزها. وهو ما يشعرنا جميعا في الأسرة الكبيرة التي صرناها بقيمة المشاركة في عملية البناء ومعنى الانفتاح على استقبال الأفكار الخلاقة، ما يساعدنا في العمل على رفع العوائق امامنا وفي التكيف مع الضرورات التي فرضت علينا بفعل الإنهيار الاقتصادي والمالي في لبنان. ولا يخفى عليكم ان الروح الخلاقة حفزت سعينا إلى التميز ومراجعة الذات والتعلم المستمر لا من النجاح والتقدم فحسب، بل من التردد والتعثر أيضا. ولعل الكثير منكم يختبر ذلك في حياته، ويعتمر في قلبه الإيمان أن "الله لا يهملنا، بل يدبر امورنا حتى ولو اخطأنا" من المزمور 27. لقد أصاب السعي إلى التميز، على همتكم وهمة أساتذتكم، بعض نجاح فاق توقعاتنا الحذرة وكان اقوى من شكوك البعض او تشكيكهم. حسبي أن أشير إلى النسبة العالية من المقبولين في كلية الطب بين مجموع المرشحين منكم. تفوقت هذه النسبة على نظيرتها في العام الماضي وعلى نسبة المقبولين هذا العام الذين أتوا الينا من جامعات أخرى، العريقة منها بصورة خاصة. تعلمون ان كل ذلك تحقق في عملية تنافسية لم يكن فيها أي تمييز إيجابي لصالح طلابنا. أقول ذلك لا من باب التفاخر، بل لكي يأتي ما تحقق دافعا إضافيا لنا جميعا، فنستمر في عملية التجدد المتواصل ونتعلم من أي خطأ أو تقصير".
وأشار إلى "الأهمية التي أوليناها وأوليتموها، في تكنولوجيا المعلومات كما في علوم الأحياء والكيمياء، لتعزيز القدرة على التعامل مع المكتسبات المعرفية الحديثة بحس نقدي وإمتلاك الأدوات التي تيسر ذلك من خلال دراسة اللغة والثقافيات والإنسانيات. ويحدونا الأمل أن تبينوا جدارتكم إذا ما اختار عدد منكم الإنخراط السريع في ميادين العمل، قديمها وجديدها، في بلادنا أو في الخارج. فتسهمون في صناعة سمعة الجامعة الطيبة كما أسهمتم في بنائها والتعريف بها".
وتابع: "وفيما يتعدى كل ذلك، رجاؤنا أن تكونوا شهودا للحق حيثما حللتم وعاملين من أجل إحقاقه في وجه غطرسة القوة والكراهية والخديعة. كما نرجو أيضا أن تظلوا أمناء للثقافة المشتركة التي انطبعت بها خبرتكم الجامعية ومعها أخلاق الإنصاف والإنفتاح والتمسك بالقيم التي يتأسس عليها عيشنا معا في مجتمع الجامعة وفي المجتمع الأكبر. ولا يخفى عليكم أن هذا العيش ليس هو مجرد تجاور وقبول متبادل بقوة الضرورة، بل هو سعي يومي للتحرر من أسر المواقف المسبقة والعصبيات الضيقة التي ما زالت تترصد مجتمعنا وتضع العوائق امام الإصلاح والنهوض. لقد تسارع الزمن في بلادنا وباتت فرصة انتشال لبنان من عمق ازماته متاحة لنا بعد ان بدت متعذرة في أواخر العام الماضي. الا ان الإفادة من الفرص ليست بالسهولة التي يفترضها البعض وليست مسؤولية فئة من المسؤولين دون سواهم فيما يكتفي أصحاب النفوذ وممارسي التعبئة الفئوية والسائرون وراءهم بالمراوحة بين التوقعات المرتفعة والخيبات المستعجلة. ولعل مسؤولية الجميع الأولى، في الظرف الحاضر، تحصين بلادنا وتجنيبها اذى الحروب المدمرة والوقاية من آثارها وعدم الانزلاق نحو رهانات وأوهام تكرر الوقوع فيها".
واردف: "لقد رأينا جزءا من شبيبتنا ينتكس، لسوء الحظ، إلى التدني السياسي والميل إلى الشقاق وعبادة الأصنام. ورأينا جزءا آخر، وأنتم منه، يذهب إلى جهة أخرى، إلى التحرر من سياسة الإملاء والإنقياد والإنضواء في الجمهور وإلى اختيار ممارسة للحياة سلمية وواعية وحوارية. وفي مواجهته العقلية الفئوية وحدة المشاعر الطائفية، تقوم هذه الممارسة على علاقات المواطنة. والمواطنة صنو الدولة بوصفها حامية الخير المشترك وراعيته. والدولة أشبه بغنيمة كثيرا ما تم تقاسمها أمام أعيننا. ولا تأتي المواطنة من التواريخ المنفصلة. لعلها تتأسس على الحذر حيال التماهي مع الجماعات العصبية ومن التلهي بالمنازعات التي تصنع كراهيات جديدة تحسبها تجديدا لكراهيات قديمة. كلنا يعلم ان الكراهية حبلى بالعنف، وتلده معنويا قبل ان يصبح فعليا. عرفناه في بلادنا ومنطقتنا باشكاله كافة، يصل الى حده الأقصى والأكثر فظاعة عند ارتكاب الجرائم ضد المدنيين وآخرها ما شهدناه منذ أيام. هذه الجرائم لا تصيب ضحاياها فحسب، بل المجتمع كله، حسبما جاء في الآية الكريمة: من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".
وقال: "يعلم الكثير منكم أن الجامعة، بإرادة مؤسسها سيادة المتروبوليت الياس وعزمه وسهره، جاءت من تجربة طويلة في التعليم والرعاية الصحية في سبيل الخدمة العامة. كما دعيت كي تشهد لقيم أخلاقية وروحية تتجذر فيها مبادىء المساواة والعدالة والحرية، وتدرء مساؤى الجهل والقهر والعنف. ورب قائل أن الهوة كبيرة بين هذه الأفكار والواقع الذي أثخنته الحروب والمخاوف. لكن الواقع يبين لنا أن الطريق أمام الإنقسامات والعداوات مسدود. فإذا ما ظل لبنان مستغرقا بالخلافات من دون مجال كاف للإئتلاف حول تطلعات تتعالى عن المحاصصة، لن يوضع حد لتسارع التردي الذي طرد صفوة من الشباب اللبنانيين إلى خارج بلادهم".
اضاف: "ربما كان العمل الجامعي الجيد قادرا على الإسهام في الحؤول دون المزيد من العقم والتقهقر. فلا يبدو أشبه بظاهرة لا يلحظها الكثيرون وكأنها تحدث في أطراف حياتنا. لعلنا أمام محاولة تقويم عن طريق التعليم، مما يعيد صلتنا بالعالم ويفتح مجالا أوسع لحرية التفكير والإبداع ولتكوين فضاءات بعيدة من العوالم الضيقة التي لا تعرف خصوبة التلاقي. ولسوف ننتظر قبل أن يؤتى هذا التقويم باتعليم ثماره كلها. وعسى أن تكونوا بين الذين لن يجعلوا إنتظارنا طويلا. أيها الأصدقاء، أيتها الصديقات، يبقى أن أشد على أيديكم واهنئكم، وأدعو لكم، وأحيي أهلكم الكرام، وأشكر كل المسؤولين والأساتذة والعاملين في الجامعة الذين أوصلونا إلى هذا اليوم. وليكن إحتفالنا بمثابة تقدير لحسن ما فعلوا " فيكونون، كما يقول المزمور، مثل الأشجار المغروسة على ضفة النهر والتي تحمل ثمرا في كل موسم".
فارس
ثم تحدث عميد كلية الاداب والعلوم الدكتور حنا فارس، فهنأ الطلاب على إنجازاتهم، ثم تطرق الى "صعوبة التخطيط للمستقبل المهني في ظل ثورات تكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي، التي تجعل من الصعب توقع المهارات المطلوبة"، وذكرهم بأن "المهارات التي اكتسبوها لا تقتصر على مجال دراستهم، بل يمكن توظيفها لتعلم اختصاصات جديدة".
وختم قائلا: "إن أعظم قوة يملكونها هي نبلهم الإنساني، الذي سيساعدهم على مواجهة التحديات بهدوء، شرط أن يحترموا الآخرين ويطالبوا بالاحترام، ويجمعوا بين الحزم واللطف ويتصرفوا دائما بأخلاق ونزاهة".
بعاصيري
والقت السفيرة بعاصيري كلمة، قالت فيها: "يشرفني ان أكون جزءا من هذه اللحظة المهمة في حياتكم..اهنئكم من قلبي ليس فقط على ما أنجزتموه، بل على ما أصبحتم عليه. فاليوم ليس احتفالا بالشهادات فحسب، هو احتفال بنتيجة تعبكم وبإرادتكم وبالأحلام التي تجرأتم على التمسك بها رغم كل الصعوبات التي رافقت حياتكم ولاسيما سنواتكم الجامعية"، آملة ان "نكون نحتفل بإيمانكم بأن لبنان لا يزال يستحق العناء والبناء".
أضافت: "ترددت في تحديد ما أقوله لكم اليوم، وحاولت الاستعانة بالخطاب الذي سمعته يوم تخرجي، فلم اتذكر منه شيئا. وتأكدت من صحة نظرية سمعتها في هذا الشأن قبل سنوات. أدركت أن ما يبقى في الذاكرة ليس الخطابات، بل اللحظات والاثر الذي تتركه. لذلك سأكون سعيدة إن تذكّر أحدكم يومًا ما كلمة او فكرة اقولها".
وتابعت: "تقفون اليوم على عتبة جديدة. صفحة بيضاء تنتظر أن تخطّوا عليها فصولكم الخاصة. وأعرف أن هذا الشعور، رغم الفرح، يحمل شيئاً من الحيرة، وربما القلق: ماذا بعد؟ كيف نبدأ؟ إلى أين نمضي؟ لست هنا لأقدم لكم نصائح او إجابات جاهزة. فالحياة لا تأتينا مع كتيب تعليمات لنفعل هذا ولا نفعل ذاك. كل منا يكتب قصته بطريقته وحسب قناعاته. لكنني سأشارككم بعض ما تعلمته من خلال مسيرتي في الصحافة والكتابة، وفي عملي الديبلوماسي، وقبل أي شيء من خلال كوني انسانة تبحث عن معنى في ما تفعله".
واردفت: "قبل 45 سنة تماما كنت اجلس مكانكم انتظر ان اتسلم شهادتي. كانت حياة جيلي كلها علامات استفهام. كنا في سنوات المراهقة عندما بدأت الحرب، وظلت الحروب الصغيرة والكبيرة تتوالى. كان جيلنا يبحث دون جدوى عن امل. رفاق وزملاء يغادرون بلا عودة في الأفق. مع هذا – وربما كنت محظوظة- كانت فرحتي لا تسعني ليس لأنني سأتسلم الشهادة بل لأنني كنت اعرف انني سأبدأ عملي في المهنة التي اخترتها مدخلا لمحاولة فهم ما يحصل في لبنان: الصحافة، وفي الجريدة التي كان كل صحافي يومها يحلم بالعمل فيها: النهار. شغفي بمهنتي لم يتغير لحظة. ولم تقلل منه لا الحروب ومآسيها ولا التحديات والمخاطر اليومية ولا الخيبات الكثيرة والخسارات العديدة لزملاء واحباء. بل كل هذا زادني شغفا وتمسكا بمعنى ما افعل".
وقالت: "هذه كانت تحديات عامة. لكن كنت أيضا اواجه تحديات من نوع مختلف لكوني امرأة دخلت الى مهنة كانت غالبا للرجال وحصرا لهم في موقع المسؤولية. امرأة لم تكتف بذلك، بل "تطاولت على ما ليس للنساء" في إصرارها على كسر الصور النمطية في الصحافة. نجحت وتوليت موقع قرار ثم كتبت الافتتاحية قرابة 15 سنة. لا أقول هذا لأمدح نفسي بل للتأكيد ان الاصرار والجهد شرطان للتقدم وللفرص. ولولا وجود اشخاص يؤمنون بذلك لما كانت فرصتي ممكنة. وسأظل ممتنة لكبيرين في المهنة: استاذي غسان تويني رحمه الله واستاذي فرنسوا عقل اطال الله بعمره. ثلاث كلمات من هذه التجربة أعطت مفعولها معي واتمناها لكم: الشغف، الايمان والصدق. الشغف بما تفعلونه، لأنه يمنح العمل معنى، والإيمان بأنكم قادرون على التأثير، والصدق مع أنفسكم، لأنه أساس النجاح. واكتسب هذا الامر بُعدًا أوسع خلال سنوات تمثيلي للبنان في منظمة اليونسكو. فمن موقعها عند تقاطع التعليم، والعلوم، والثقافة، تُذكّرنا اليونسكو بأنّ التقدّم الحقيقي لا يُقاس بالأرقام والنسب فقط، بل بالكرامة، والمعرفة، والارث المشترك. ففي عالم تُديره الخوارزميات، تصبح الثقافة والتعليم علما للحياة، لا ترفا. لماذا؟ لأن التكنولوجيا تنتج آلات بكل ذكائها المتسارع، لكن التعليم يبني العقول التي تصنعها. ولأن العلوم تشرح العالم، لكن القيم تعطي الشرح معناه. ولأن الهويات تفرق، لكن الثقافة توحد. ولبنان غني بالثلاثة، بالتعليم بالقيم بالثقافة".
وتابعت: "أعرف أن هذا قد لا يكون لبنان الذي ترونه دائمًا في الأخبار، لكن أدعوكم إلى نظرة ثانية، هناك لبنان آخر ينهض بهدوء وثبات وصبر، وأراكم فيه،
لبنان الشباب الذين يبتكرون في العلوم والطب والتكنولوجيا من لا شيء لبنان المرأة التي تدخل بقوة الى كل المجالات فتصنع الفرق لنا جميعا. لبنان الكتاب والفنانون الذين يصونون ذاكرة الوطن ويرسمون ما قد يكون عليه واليوم، للمرة الأولى منذ وقت طويل، هناك نافذة صغيرة - قد تبدو هشّة لكنها حقيقية - نحو بناء جديد للبنان، لا يقوم على الحنين والذكريات، بل على الارادة والوضوح. وهذا يعني انكم لا تتخرجون الى فراغ بل الى فرصة. وشهادتكم ليست نهاية، ولا أقول بداية، بل هي أداة. أداة لفهم الواقع وتغييره".
وختمت بعاصيري متوجهة الى المتخرجين قائلة: "أعزائي وعزيزاتي، لا بأس اذا شعرتم ببعض الضياع. المهم الا تخلطوا بين الضياع والضعف. أنتم أقوياء. أنتم مجهزون، وقبل كل شيء، انتم حاجة للبنان. كل جيل في لبنان حمل شعلة. أحيانا خفتت وأحيانا أخرى انطفأت. الآن جاء دوركم لحملها فاحملوها نحو فجر جديد. ابدأوا. لا تخافوا الفشل او تغيير الطريق. فالهويّة ليست قالبًا، بل رحلة. اكتبوا قصتكم لا كما يتوقعها أحد منكم، بل كما تحلمون. فالعالم لا يحتاج إلى مزيد من التكرار، بل إلى من يجرؤون على التغيير. مبروك لكم. الآن تبدأ الحكاية. فاكتبوها بثقة ولا تترددوا".
عوده
ثم قال المطران عوده: "نحتفل اليوم بثمرة جهد طويل وسنوات من التعب والدراسة. نحتفل، ليس فقط بالحصول على شهادة، بل بنضوج فكري وروحي، وببداية جديدة نحو حياة مليئة بالمسؤولية والعطاء. في هذا اليوم المبارك، نرفع أعيننا أولا نحو الرب يسوع المسيح الذي هو "الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). ففي كل طريق نسلكه، ينبغي أن يكون المسيح هو المرشد والمعلم الأول الذي به نوجد ونحيا ونتحرك".
اضاف: "اليوم، فيما تتخرجون متوجين سنوات من الجد والمثابرة، ومفتتحين حقبة جديدة ومسؤوليات أعظم، تختلط المشاعر بين الفرح والرجاء، بين الشكر على ما تحقق والتطلع لما هو آت. أيها الأحبة، العلم الذي حصلتم عليه ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لصقل الذات وانفتاح العقل وتنمية الشخصية وتثمير المواهب. لكنه أيضا لخدمة الآخر، كائنا من كان، ولبناء مجتمع صحي ووطن حاضن لجميع أبنائه، والأهم لتمجيد اسم الله في أعمالكم متذكرين قول الرب: "ليضئ نوركم قدام الناس لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)".
وتابع: "أنتم مدعوون اليوم لا لتعيشوا لأنفسكم بل لتكونوا نورا في عالم مظلم بالخطايا والمصالح وحب الذات ورفض الآخر واستغلاله، ولتكونوا ملحا في زمن فقد الكثير من القيم والأخلاق. هذا العيش من أجل الآخر يجعلكم قريبين من ملكوت السماوات، لأنكم تشابهون في أعمالكم عمل الرب الذي بذل نفسه من أجل خلاص العالم. لتكن شهاداتكم وإنجازاتكم ومراكزكم المستقبلية منصات لخدمة الخير والحق والعدل، وليس للكبرياء أو التفاخر والحسد. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليكن تعليمك سببا في خلاصك وخلاص من حولك". المعرفة الحقيقية لا تنفصل عن المحبة، والعلم من دون محبة ينفخ، أما العلم المغموس بمحبة الله وخليقته فيبني ويثمر ويدفع نحو التواضع".
وتوجه الى المتخرجات والمتخرجين قائلا: "لا تخشوا المستقبل حتى ولو بدا مظلما أو غامضا أو مبهما وصعبا في بلد تهزه أمواج الأزمات. لقد وعدنا الرب قائلا: "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20). سلموه طرقكم وهو يقوم سبلكم. لا تدعوا الخوف يشلكم، بل ضعوا كامل ثقتكم في من أعطاكم الحكمة والقوة والصبر، طيلة السنوات المنصرمة، من أجل إتمام دراستكم في المدرسة ثم الجامعة، وهو نفسه سيقودكم في دروب الحياة المستقبلية التي ستختارونها. لقد منح الله كلا منكم موهبة ورسالة، فلا تستهينوا بدوركم. أنتم لستم مجرد خريجين من جامعة، بل أبناء الله، سفراؤه في هذا العالم الذي هجرته الإنسانية والمحبة. أنتم مدعوون لتكونوا شهودا للحق في وسط الزيف، وأن تسيروا في النور ولو عم الظلام حولكم. قد تواجهون صعوبات وتجارب، وقد تصادفون من يحاول أن يثني عزيمتكم أو يشكك في قيمكم. تذكروا قول الرب: "في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم" (يو 16: 33)".
وتابع: "عالمنا يضج بالنزاعات والحروب والتسابق إلى تصنيع الأسلحة الفتاكة. نحن نشهد مدنا تقصف بلا رحمة، أطفالا يقتلون أو يموتون جوعا أو مرضا، بشرا عزلا يستهدفون في منطقتنا وفي العالم، في الكنائس والشوارع وحتى المدارس والبيوت دون إنسانية أو رادع أخلاقي. إنسان عصرنا يكره ويظلم ويقتل ويبيد من أجل إشباع جشعه إلى المال والسلطة والمجد، متناسيا أن الأعمار والمصائر في يد الله وقد تنتزع روحه منه في طرفة عين، ويسمع ما قاله الله لمن هدم أهراءه ليبني أكبر منها: "يا جاهل، في هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذا الذي أعددته لمن يكون؟" (لو12 : 20 ). لو شارك الإنسان أخاه بما وهبه الله من عطايا، لو أحب وأعطى، لو ثمر الأموال الطائلة في عمل الخير ومنع الجوع والفقر ومحاربة الجهل والتطرف ونشر السلام وتشجيع الأبحاث ومكافحة الأوبئة هل كنا نعاني من الحروب وتدهور الأخلاق وانحسار القيم وتراجع الحضارات؟ هل كان الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله يموت رخيصا، وحيدا، ولا تهتز الأرض لموته، فيما الأقوياء يتقاسمون العالم؟. أنتم أملنا. المستقبل لكم، وفي يدكم مصير بلدكم. كونوا صانعي سلام، رسل محبة، بناة حضارة، أبناء حقيقيين لأبيكم السماوي. أحسنوا استعمال الحرية الممنوحة لكم من فوق من أجل البنيان، وزنوا كل كلمة تنطقون بها لأن "الموت والحياة تحت سلطان اللسان" (أمثال 18: 21 ). يقول الرسول يعقوب "من الفم الواحد تخرج البركة واللعنة" (3 :11). أما كاتب المزامير فينصح: "صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش" (مز 34 :13). أنتم اليوم تتخرجون من جامعة تحمل اسم شهيد عظيم هو القديس جاورجيوس، وهذا بذاته دعوة لكم لتقتدوا في حياتكم بالفضائل التي عاشها، وأهمها: الإيمان الراسخ، والشجاعة في قول الحق، والثبات حتى الموت من أجل خلاص الآخر. هذا العالم المحكوم بالخطيئة يتطلب منكم أن تكونوا على مثال القديس جاورجيوس: شهودا للحق، أمناء على النعمة، وراسخين في الفضيلة. قال القديس أثناسيوس الكبير: "الفضيلة لا تحتاج إلى زمن طويل لتتجلى، بل إلى قلب شجاع ثابت في الله".
أنشروا إذا نور الفضيلة إلى جانب شعاع العلم، لتكونوا من الساعين إلى الكمال الذي لا يتم إلا عبر الآخر كما قال القديس يوحنا الذهبي الفم: "ليس التعليم في ذاته ما يخلص الإنسان، بل كيف يستخدم لمجد الله وخدمة القريب".
وختم قائلا: "وصيتي لكم أن تكونوا أمناء لما تسلمتموه. لا تجعلوا شهاداتكم مجرد وسيلة للترقي والمجد الشخصي، بل اجعلوها منبرا للمسؤولية والعطاء. بلدنا بحاجة إلى مواطنين حقيقيين، رحماء، شجعان، مستقيمين، يخدمون بأمانة ويقودون بمحبة. وفي غمرة فرحكم، لا تنسوا من تعب معكم، والديكم الذين سهروا وصلوا وقدموا التضحيات، ومعلميكم الذين زرعوا فيكم بذور الحكمة والمعرفة. إذهبوا إلى العالم، وكونوا شهودا للحق أينما حللتم، فأنتم لا تحملون فقط شهادة جامعية، بل أيضا صورة الله في قلوبكم، وأنتم مدعوون لأن تعكسوها في أعمالكم. بارككم الرب وسدد خطاكم وملأ حياتكم نعما وسلاما ونجاحا".
وختاما وزعت الشهادات على المتخرجين. مواضيع ذات صلة سلام تلقى دعوة لرعاية حفل تخرج طلاب جامعة بيروت العربية Lebanon 24 سلام تلقى دعوة لرعاية حفل تخرج طلاب جامعة بيروت العربية 27/06/2025 15:55:35 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بيضون في احتفال تخريج طلاب في برج قلاوية: إذا سقطت المدرسة الرسمية سقط لبنان Lebanon 24 بيضون في احتفال تخريج طلاب في برج قلاوية: إذا سقطت المدرسة الرسمية سقط لبنان
27/06/2025 15:55:35 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 طلاب جامعة الـ AUL احتفلوا باليوم العالمي للدراجة الهوائية Lebanon 24 طلاب جامعة الـ AUL احتفلوا باليوم العالمي للدراجة الهوائية
27/06/2025 15:55:35 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير الداخلية شارك في جلسة حوارية نظمتها جامعة القديس يوسف Lebanon 24 وزير الداخلية شارك في جلسة حوارية نظمتها جامعة القديس يوسف
27/06/2025 15:55:35 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
بلدية صيدا تنظّم جلسة عامة لتقييم الأثر البيئي لمشروع "التكيّف مع تغيّر المناخ"
Lebanon 24 بلدية صيدا تنظّم جلسة عامة لتقييم الأثر البيئي لمشروع "التكيّف مع تغيّر المناخ"
08:29 | 2025-06-27 27/06/2025 08:29:29 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي
Lebanon 24 العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي
08:24 | 2025-06-27 27/06/2025 08:24:15 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل
Lebanon 24 بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل
08:20 | 2025-06-27 27/06/2025 08:20:31 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم
Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم
08:20 | 2025-06-27 27/06/2025 08:20:20 Lebanon 24 Lebanon 24 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟
Lebanon 24 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟
08:15 | 2025-06-27 27/06/2025 08:15:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
تحدّثت عن زوجها السابق... ماذا قالت زينة مكي عن نبيل خوري؟ (فيديو)
Lebanon 24 تحدّثت عن زوجها السابق... ماذا قالت زينة مكي عن نبيل خوري؟ (فيديو)
12:10 | 2025-06-26 26/06/2025 12:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لماذا توقّفت الحرب فجأة؟
Lebanon 24 لماذا توقّفت الحرب فجأة؟
13:00 | 2025-06-26 26/06/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد ورود إتّصال تحذيريّ... إخلاء حيّ بكامله
Lebanon 24 بعد ورود إتّصال تحذيريّ... إخلاء حيّ بكامله
06:05 | 2025-06-27 27/06/2025 06:05:32 Lebanon 24 Lebanon 24 تفاصيل خطيرة... الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن؟
Lebanon 24 تفاصيل خطيرة... الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن؟
13:06 | 2025-06-26 26/06/2025 01:06:45 Lebanon 24 Lebanon 24 أتت من ألمانيا إلى لبنان... هذه هويّة شهيدة "غارة النبطية"
Lebanon 24 أتت من ألمانيا إلى لبنان... هذه هويّة شهيدة "غارة النبطية"
07:32 | 2025-06-27 27/06/2025 07:32:51 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
08:29 | 2025-06-27 بلدية صيدا تنظّم جلسة عامة لتقييم الأثر البيئي لمشروع "التكيّف مع تغيّر المناخ" 08:24 | 2025-06-27 العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي 08:20 | 2025-06-27 بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل 08:20 | 2025-06-27 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم 08:15 | 2025-06-27 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟ 08:14 | 2025-06-27 فيديو من بعلبك... هذه حقيقة ما جرى في مقام السيّدة خولة فيديو بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟
Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟
04:10 | 2025-06-26 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو)
Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو)
23:44 | 2025-06-25 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو)
Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو)
23:24 | 2025-06-22 27/06/2025 15:55:35 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24