لبنان ٢٤:
2025-06-27@13:17:15 GMT

واشنطن وطهران... مواجهة عسكرية أم خيار التفاوض؟

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT


التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى ينذر بمواجهة عسكرية كبرى قد تكون الأشد منذ الحرب العالمية الثانية. فالتهديدات المتبادلة، إلى جانب التدريبات العسكرية المكثفة، تعزز احتمالية تنفيذ ضربة إسرائيلية أميركية تستهدف المشروع النووي الإيراني والحرس الثوري.

لقد أشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب التدريبات المكثفة للجيش الإسرائيلي، تشير إلى هجوم كبير وشيك على إيران، وأن الضربة المحتملة ستكون الأعنف ضد دولة ذات سيادة منذ الحرب العالمية الثانية، وقد يوجه ضربة قاسية للحرس الثوري الإيراني، الذراع العسكرية للنظام، وهو ما قد يفتح الباب أمام تغييرات داخلية واسعة قد تصل إلى تغيير النظام في طهران.



وكان الرئيس ترامب قد هدد في وقت سابق بقصف إيران إذا لم تستجب لعرضه بإجراء محادثات خلال مهلة تمتد لشهرين. ورداً على ذلك، حذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من أن إيران ستوجه ضربة قوية للولايات المتحدة إذا ما نفذت تهديدات ترامب.

إذن الوضع السياسي والعسكري معقد ويعتمد على مجموعة من العوامل، منها المواقف الحالية لإدارة ترامب، والمعارضة الداخلية في واشنطن لأي ضربة ضد إيران، العلاقات مع القوى الأخرى، وطبيعة الرد الإيراني.

مصادر عسكرية تشير إلى أن تهديدات القناة 14 تعكس القلق الإسرائيلي من وجود إيران كقوة إقليمية ومن المحتمل أن تكون هناك مشاورات بين تل أبيب وواشنطن حول استراتيجيات عسكرية، وهذا النوع من التصريحات قد يستخدم كوسيلة لتصعيد القلق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع إشارة المصادر إلى أن واشنطن لن تغامر بأي هجوم عسكري واسع قد يؤثر سلباً على الأسواق الاقتصادية العالمية وسيترك تداعيات على المستويين الإقليمي والدولي.

فهل تقبل إيران بالشروط الأميركية؟

تتحدث مصادر سياسية مطلعة على الأجواء الأميركية، عن آثار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران التي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، وهذا الأمر من شأنه أن يدفع بها للنظر في تقديم بعض التنازلات لتخفيف العقوبات أو تحسين الوضع الاقتصادي، لا سيما وأن هذه الأوضاع قد تساهم في إحداث ضغوط شعبية على الحكومة للبحث عن حلول، بما في ذلك التفاوض مع الولايات المتحدة، لا سيما وأن تظاهرات واحتجاجات تنطلق بين الفينة والاخرى في شوارع إيران بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية، فالاتفاق على التفاوض مع الولايات المتحدة يمكن أن يشكل خطوة استراتيجية لكسب تأييد قطاعات من المجتمع الإيراني، مما يساعد الحكومة على تجنب الانقسام الداخلي، فالمعارضة قد تستغل أي فشل في الحوار أو التحركات الدبلوماسية لإظهار ضعف الحكومة، مما قد يضغط على النظام، وأبعد من ذلك فإن الظروف الاقليمية والدولية الراهنة اختلفت عن السابق لا سيما بعد السابع من تشرين الاول 2023، فدول المنطقة تريد الاستقرار، والدول الكبرى منشغلة بأزماتها ومشاكلها، فروسيا على سبيل المثال تريد حل الأزمة الاوكرانية بالتعاون مع ترامب، في حين أن الصين هي في مواجهة اقتصادية مع الولايات المتحدة. ولذلك ترى المصادر المطلعة على الأجواء الأميركية إن التوجه نحو التفاوض مع الولايات المتحدة يعتبر خياراً وحيداً من أجل المحافظة على استقرار النظام، فالحكومة الإيرانية تدرك التحديات التي تواجهها، مع الإشارة في هذا السياق، إلى أن تغيير النظام في إيران يعتبر احتمالاً ضعيفاً ما لم يكن هناك تحرك داخلي قوي أو دعم دولي واسع.
مما لا شك فيه أن تحليل الموقف الإيراني في ظل الظروف الحالية يشير إلى جوانب تتعلق بالضغوط الداخلية والخارجية، ورغبة الحكومة الايرانية في تجنب النزاع العسكري، والتوجه نحو الحوار مع الولايات المتحدة فالمفاوضات قد تكون وسيلة لتفادي الصراع والحفاظ على مصالح إيران وبالتالي فإن الجمهورية الايرانية، بحسب مصادر إيرانية، ستزن موقفها بشكل دقيق قبل اتخاذ أي قرار بشأن قبول الشروط الأميركية استناداً إلى تقييم شامل للمخاطر والمصالح الشعبية والاقتصادية والسياسية، علماً أنه توجد قوى داخل الطبقة السياسية الإيرانية تؤيد التفاوض، وترى في ذلك وسيلة لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي ومن المحتمل أن تكون هناك حالة من الانقسام الداخلي حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة لا سيما وأن ترامب يريد من إيران التفاوض من جديد حول برنامجها النووي بعدما أطاح باتفاق الرئيس الأسبق باراك أوباما وانسحب منه في العام 2018، ولذلك فإن نجاح أو فشل المفاوضات قد يؤثر على مستقبل السياسة الخارجية الإيرانية، حيث قد يعزز أو يضعف موقف الحكومة داخلياً وخارجياً.

وبانتظار الأيام المقبلة فإن أسئلة كثيرة تطرح والمقبل من الأيام سيجيب عنها وأبرزها، ماذا لو لم تتفاوض إيران؟ ما البدائل أمامها لا سيما وأن موازين القوى تغيرت بعد المتغيرات الكثيرة التي حصلت في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية على حزب الله، وفي سوريا بعد سقوط النظام السوري السابق ؟ وكيف سيكون رد فعل إسرائيل إذا لم تحصل على دعم أميركي لشن حرب على إيران؟
  المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة وزير الخارجية العراقي: نأمل أن يُسهم تبادل الرسائل في فتح قنوات للحوار بين واشنطن وطهران Lebanon 24 وزير الخارجية العراقي: نأمل أن يُسهم تبادل الرسائل في فتح قنوات للحوار بين واشنطن وطهران 02/04/2025 10:01:52 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس الوزراء البريطاني: نحن بحال تفاوض على اتفاقية تجارية مع واشنطن وكل الخيارات مطروحة على الطاولة Lebanon 24 رئيس الوزراء البريطاني: نحن بحال تفاوض على اتفاقية تجارية مع واشنطن وكل الخيارات مطروحة على الطاولة 02/04/2025 10:01:52 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي: لا مفر من مواجهة عسكرية مع إيران Lebanon 24 القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي: لا مفر من مواجهة عسكرية مع إيران 02/04/2025 10:01:52 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 وزير خارجية إسرائيل لـ بوليتيكو: الخيار العسكري مطروح لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي Lebanon 24 وزير خارجية إسرائيل لـ بوليتيكو: الخيار العسكري مطروح لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي 02/04/2025 10:01:52 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص عربي-دولي مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً للحد من الفساد في مؤسسات الدولة... التحوّل الرقمي هو الحل! Lebanon 24 للحد من الفساد في مؤسسات الدولة... التحوّل الرقمي هو الحل! 02:30 | 2025-04-02 02/04/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" زارت أضرحة الشهداء وعوائلهم في البقاع الغربي Lebanon 24 وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" زارت أضرحة الشهداء وعوائلهم في البقاع الغربي 02:56 | 2025-04-02 02/04/2025 02:56:49 Lebanon 24 Lebanon 24 إبحثوا عن المستشار Lebanon 24 إبحثوا عن المستشار 02:15 | 2025-04-02 02/04/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لماذا يلقي "حزب الله" على الدولة هذا الحمل الثقيل؟ Lebanon 24 لماذا يلقي "حزب الله" على الدولة هذا الحمل الثقيل؟ 02:00 | 2025-04-02 02/04/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 البستاني: تقدّمت باقتراح قانون لتعديل بعض أحكام قانون تنظيم هيئات الضمان Lebanon 24 البستاني: تقدّمت باقتراح قانون لتعديل بعض أحكام قانون تنظيم هيئات الضمان 01:51 | 2025-04-02 02/04/2025 01:51:47 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة برفقة أولاد زوجها.. هكذا احتفلت إعلامية الـ MTV نبيلة عواد بعيد الفطر (صورة) Lebanon 24 برفقة أولاد زوجها.. هكذا احتفلت إعلامية الـ MTV نبيلة عواد بعيد الفطر (صورة) 04:43 | 2025-04-01 01/04/2025 04:43:31 Lebanon 24 Lebanon 24 من أجل "البريستيج"… تهافت غير مسبوق لشراء مُنتج في لبنان!
 Lebanon 24 من أجل "البريستيج"… تهافت غير مسبوق لشراء مُنتج في لبنان!
 13:00 | 2025-04-01 01/04/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد 6 أشهر... فنانة شهيرة تعلن فسخ خطوبتها: "قسمة ونصيب" Lebanon 24 بعد 6 أشهر... فنانة شهيرة تعلن فسخ خطوبتها: "قسمة ونصيب" 08:40 | 2025-04-01 01/04/2025 08:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كان يغمرها.. للمرة الأولى صورة تكشف هوية الزوج الثالث للنجمة السورية نسرين طافش Lebanon 24 كان يغمرها.. للمرة الأولى صورة تكشف هوية الزوج الثالث للنجمة السورية نسرين طافش 03:40 | 2025-04-01 01/04/2025 03:40:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عن أمن المطار وهبوط الطيران الإيراني في لبنان... هذا ما قاله وزير الأشغال Lebanon 24 عن أمن المطار وهبوط الطيران الإيراني في لبنان... هذا ما قاله وزير الأشغال 08:13 | 2025-04-01 01/04/2025 08:13:54 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب هتاف دهام - Hitaf Daham أيضاً في لبنان 02:30 | 2025-04-02 للحد من الفساد في مؤسسات الدولة... التحوّل الرقمي هو الحل! 02:56 | 2025-04-02 وحدة النقابات والعمال في "حزب الله" زارت أضرحة الشهداء وعوائلهم في البقاع الغربي 02:15 | 2025-04-02 إبحثوا عن المستشار 02:00 | 2025-04-02 لماذا يلقي "حزب الله" على الدولة هذا الحمل الثقيل؟ 01:51 | 2025-04-02 البستاني: تقدّمت باقتراح قانون لتعديل بعض أحكام قانون تنظيم هيئات الضمان 01:45 | 2025-04-02 المعركة محتدمة في قرطبا فيديو صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) 23:31 | 2025-04-01 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. اعتقال عناصر لـ"حزب الله" في برشلونة Lebanon 24 بالفيديو.. اعتقال عناصر لـ"حزب الله" في برشلونة 11:48 | 2025-04-01 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 تراجع فجأة خلال المباراة وفقد وعيه.. ملاكم توفي بطريقة مأساوية (فيديو) Lebanon 24 تراجع فجأة خلال المباراة وفقد وعيه.. ملاكم توفي بطريقة مأساوية (فيديو) 03:54 | 2025-04-01 02/04/2025 10:01:52 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة مواجهة عسکریة حزب الله فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي

 أحيا المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى  الليلة الاولى من محرم الحرام  في مقر المجلس طريق المطار ، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، وأيضا بحضور علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وتربوية وثقافية واجتماعية ومواطنين.

وبعد تلاوة اي من الذكر الحكيم للقارئ أحمد  المقداد قدم الحفل الدكتور جهاد سعد، مستهلا كلمته بقوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". في خبايا النفس تنقدح شرارة ثورة ما عندما يرتقي الوعي إلى مرحلة إدراك الظلم والتردي في الواقع السياسي أو الإجتماعي أو الإقتصادي أو الروحي.... والوعي مسألة معقدة، تزداد أهمية في العصر الحديث بسبب قدرة الظلم المسلح بتقنيات الحداثة على الحؤول بين الوعي والواقع، إما عن طريق خلق واقع إفتراضي، أو عن طريق التلاعب بالحواس ومصادر المعلومات واللغة والمفاهيم والصور التي تعمل على كي الوعي ومنعه من النفاذ إلى حقيقة الصورة، هنا يصبح حجب الصورة السائدة والتشكيك بها من أهم طرائق تحرير الوعي ليواصل حركته نحو الأعماق. لقد كانت الأمة سنة 60 للهجرة في حالة من تحلل الوعي بفعل قوة الدعاية الأموية، النخبة مدركة ولكن خائفة، والعامة تساق بالسيف أو بالسم أو بالدعوة المزيفة  لطاعة الملك العضوض.

السلطة المنحرفة أصبحت وصية على الدين ، وشارب الخمر وملاعب القردة أصبح أمير المؤمنين، والثقافة السائدة تنحدر إلى حضيض الجاهلية الأولى وتمجد طاعة السلطان، فلا بد من صفعة تنبه العقول وتحيي الضمائر ، لا بد من صفعة تضع أمام عين الامة مشهد التدهور الذي وصلت إليه، صفعة مضمخة بالدم ، صارخة بالفاجعة، عميقة الألم، بارزة المظلومية .... لعلها تحدث فتحا في بصيرة الامة كفتح مكة فتفصل قدسية الدين عن السلطة السياسية ، وتحرر الأمة من إملاءآت المستبد، وتسقط هالة الشرعية المزورة التي تضفيها أجهزة الدعاية الأموية على الملك العضوض".

أضاف :"فكانت كربلاء وكانت فاجعة عاشوراء ، وقدم الحسين نفسه وأهله و18 عشر قمرا من بني هاشم سمتهم السيدة زينب عليها السلام:" نجوم الأرض"،  مع من صمد معه من خيرة الاصحاب ، فإذا بالنخبة تستيقظ على هول الفاجعة وترى بأم العين ثمن صمتها وتفريطها بالأمانة، وتنفك في لحظة المأساة تلك الصلة الوهمية بين خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وطغاة بني أمية، فلا يعود بإمكان أي سلطة جائرة بعد اليوم أن تدعي ارتباطها بالإسلام ، وإلى الأبد أصبح الموقف من شهادة الإمام الحسين مناراً ومعياراً للبصيرة السياسية والوعي المجتمعي والديني. ومن هذه الذخيرة تمكن أئمة أهل البيت من بسط سلطة العلم على حساب علم السلطة، وتأسست بعيداً عن ايادي الطغاة صروح حضارة أمة كان آل البيت عليهم السلام المحرك الأساسي لها في كافة المجالات العلمية والعملية.
إذن كانت الشهادة فتحاً ولكن في معركة الوعي، كانت فتحاً في أفق البصيرة، وكانت فتحاً في تحديد معايير الحكم ، ومسارات الأمة حتى ظهور الإمام المنتظر عج .
وبحراسة الحب والشعائر المنصوصة مغسولة بالدمعة تنتقل عين البصيرة الحسينية من جيل إلى جيل، وتزداد تألقاً من زمن إلى زمن، مؤيدة بالغيب وبالتسديد الإلهي والكرامات التي تفيض على المؤمنين في كل مواسم الحزن الواعي والحب المقدس". 

كلمة العلامة الخطيب

والقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: "عاشوراء هذه المسيرة المستمرة منذ 1400 عام تقريبا، وما زالت هذه المجالس تقام، لأن  عاشوراء لم تكن في الواقع صورة لزمان معين وحدث في مكان معين، وإنما هي دائمة باقية مع الزمان ومع المكان، وهي ليست حدثاً مختصاً بتاريخ معين وزمان معين، وإنما هي باقية بمبادئها واهدافها، بمبادئها في الدفاع عن الدين وعن القيم وفي مواجهة الظلم والظالمين وبأهدافها في تحقيق العدل وفي الدفاع عن مبادئ الدين وقيمه. 
لذلك يمتاز الامام الحسين (ع) بأن هذه البصمة هي بصمته الخاصة في كل زمان، ليس هناك حسين آخر، هو حسين واحد، وليس هناك كربلاء أخرى، هي كربلاء واحدة صنعها مع أهله وأصحابه ،ولكن خصوصية الامام الحسين(ع) أنه كان مبدعاً، أنه كان الأقدر على هذا الفعل في وقت معين وكل ما يأتي بعده يتعلم منه، ولذلك لا يجوز لنا على الاطلاق أن نُساوي بين أحد مهما علا شأنه وبين الامام الحسين (ع) الحسين ذلك لانه فريد، ولهذا نتعلم منه هذا الدرس في كل عام ونجدّد ذكراه ع ،وننهج منهجه ، ولذلك الثورة الحسينية لم تكن محدودة الأهداف  في زمن معين وفي أرض معينة، هي دائماً وُجدت لكي تقوم بهذا الدور، بدور المواجهة والبذل حينما يقف الحفاظ على الدين والمبادئ والقيم على بذل النفس وعلى بذل المهج وعلى بذل الأبناء والأعزاء، حينئذ ينبغي أن يُفعل ذلك". 

أضاف :" الإمام الحسين هو مدرسة، مدرسة التاريخ نجددها في كل عام لنتعلم منها، لأن الأحداث هي تقريباً متشابهة، دائماً هناك صراع بين الحق والباطل، هو صراع اختبار الذي هو فلسفة الحياة، الله سبحانه وتعالى إنما خلقنا ليختبرنا وليرى ما نُقدِّم نحن في هذه الحياة، فلا بدّ أن تكون هذه الأحداث متكررة وهذه الصُّورة متكررة، هذا الصراع متكرر بين الحق وبين الباطل، تتغيّر أسماء الأشخاص ويتغيّر القائمون بالفعل ولكن الحقّ والباطل لا يتغيّران، هذا الصراع هو صراع دائم، عبرّ عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه حينما تحدث عن إبليس وعن آدم (ع)، لا بدّ أن يكون هناك نموذج، النموذج الذي يستطيع أن يُؤثر في الآخرين، المعلم، المعلمون كانوا دائماً هم لأنبياء ثم الأوصياء، وكان الحسين (ع) هو آخر صورة سجّلت هذا الحدث وهذا الموقف وأعطت الدرس إلى آخر يوم من أيام الدنيا حتى يرث الله الأرض ومن عليها".

 الإمام الحسين بعد النبي وبعد أبيه أمير المؤمنين والإمام الحسن صلوات الله عليهم، والإمام الحسين سلام الله عليه هو المعلم الأخير والانموذج الأخير لنا وللبشرية لكي نهتدي به ونسير على خطاه ونواجه الظلم والعدوان ونقف  من أجل الحفاظ على القيم وعلى المبادئ وعلى الحق ونواجه الظلم ونواجه الباطل، كما هو اليوم منذ محرم الماضي إلى محرم اليوم، عاشوراء الماضي إلى عاشوراء اليوم، خضنا في هذه المنطقة وفي هذا البلد مع عدو الإنسانية مع العدو الإسرائيلي المدعوم من كل قوى الظلم في العالم، خضنا معه معركة على طريق الحسين وعلى طريق كربلاء، واجهنا فيها هذا الظلم، وهذا العدوان الذي دفعنا فيه الكثير من الشهداء، الشهداء القادة، الشهداء الكبار من الأبناء من الإخوة والأهل".

وتابع :" هذه المسيرة كانت مأخوذة من صورة كربلاء، وتعلمنا فيها أن نسير على طريق الإمام الحسين عليه السلام وأهل البيت في مواجهة هذا الظلم العالمي، وهي اليوم الصورة الوحيدة في هذا العالم، هي الضوء الوحيد في هذا العالم الذي يواجه الظلم والعدوان ويواجه قوى الشر ويواجه قوى الإبادة ويدافع عن القيم وعن الأخلاق في كل هذا العالم، فقط هذه الصورة موجودة هنا في الشرق في العالم العربي والإسلامي وفي فلسطين وفي لبنان وفي اليمن وأمس كانت في إيران".
وقال الخطيب :".هذه المعركة المستمرة والتي ستستمر طالما بقي هذا العدوان وطالما استمر هذا العدوان، هي صورة أخرى من صور كربلاء نأخذ فيها نموذج الامام الحسين (ع) ونتعلم من مدرسته كيف نقف حينما يجب علينا أن نقف، وحينما لا يكون هناك سبيل إلا الوقوف وإلا البذل وإلا العطاء، وهذا الطريق لا يسلكه إلا الشرفاء وإلا الكبار.
أما الذين يحبون  الحياة الدنيا الهابطة، حياة الملذات، حياة المصالح الصغيرة، هؤلاء لم يكونوا أهلاً لكي يكونوا في هذا الصف. الذي يكون في هذا الصف وفي هذا النهج وعلى هذا الطريق هؤلاء الذين كانت القيم والأخلاق هي الأهم لديهم، لأنهم أهل القيم، وأهل الأخلاق. هؤلاء هم الذين لديهم القدرة عن الوقوف أمام قوى الشر وقوى الباطل الذي يتسع مداها والتي يكثر اتباعها، أما اتباع الحق والمدافعون عن القيم فهم القلة القليلة، ولكن هذه القلة القليلة هي الفاعلة في التاريخ، هي المواجهة لهذا الباطل على كثرته وعلى قوته وعلى ما بيديه من وسائل كثيرة، إلا أن ذلك لم يكن ليرهب هؤلاء الذين يتمسكون بهذه القيم لأن هذه القيم هي أهم و أقوى من كل السلاح الذي يمتلكه أولئك الظالمون المعتدون".


وقال: نحن في لبنان أيها الأخوة الأعزاء رأينا ذلك حينما تكون هناك إرادة و إيمان، ماذا تفعل هذه الإرادة وماذا يفعل هذا الإيمان في مواجهة الشر، إن الانتصار كان لهذه الإرادة وكانت الهزيمة لقوى الشر، نحن في لبنان لم نهزم ، الذي هزم هو العدو الإسرائيلي وقوى الشر العالمية الذي تقف وراءه، ونحن الذين انتصرنا بالسلاح وانتصرنا بالقيم وانتصرنا بالإرادة واستطعنا أن نقف في وجه هذا العدو، وأن نفشل أهدافه التي أراد تحقيقها من وراء عدوانه".

وتابع :"نحن اليوم في هذا الخط وفي هذا المسار نرى أيضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقف العالم كله مع هذا العدو بكل الاسلحة المتطورة في مواجهة إيران الوحيدة في هذا العالم، لم يقف إلى جانبها أحد ولكن أهل هذا البلد وشعب هذا البلد وقيادة هذا البلد التي تمسكت بهذه القيم بالدفاع عن القضية بالفلسطينية، وبالدفاع عن جنوب لبنان و عن قضايانا ، لم تخف من كل التهديدات وخاضت الحرب فعلياً حينما واجهت الولايات المتحدة الأمريكية وواجهت إسرائيل واستطاعت ان تسجل هذا الانتصار اليوم في وجه قوى العالم كله، وان تحقق هذه النتائج وان يرضخ العدو لأن يوقف الحرب مجبوراً بعد الفشل في تحقيق هذه الأهداف، وبعد أن وقف قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها في وجه هذا العدوان واستطاعوا ان يسجلوا لأول مرة هذا الموقف وان يدكّوا حصون هذا العدو في أقدس مقدساته في تل أبيب وفي حيفا وفي كل مربعاته الحصينة، لأول مرة نستطيع ان ندكّ هذه الحصون وان نسجل للتاريخ أننا على قدر هذه المواجهة مع هذا العدو".
واردف :" هذه ملحمة فاصلة من ملاحم التاريخ الحديث والحاضر، نحن في مرحلة جديدة بعد هذه المواجهة ننتقل إلى مرحلة أخرى أمام كل أنظار العالم الذي يرى أن هذه الفئة المؤمنة على قلتها المحاصرة تستطيع ان تقف بكل شجاعة لأنها تمسكت بهذه المبادئ وتعلمت من مدرسة أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه".
وختم الخطيب :"هذا الخط سيبقى بإذن الله سبحانه وتعالى المدافع عن بلادنا العربية والإسلامية، والمدافع عن قضايانا الوطنية والقومية والاسلامية في مواجهة الظلم والعدوان، هو يسجّل اليوم ليس لإيران فقط بل يسجل لنا جميعاً هذا الانتصار وهذه الوقفة. وان شاء الله سيكون لهذا الانتصار ما بعده من ان تلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة هذا الظلم العالمي وهذه الفرعونية العالمية، ويحقق بإذن الله أحلام شعوبنا في الانتصار،وفي الحياة الحرة الكريمة".
وفي الختام تلا الشيخ نعمة عبيد مجلس عزاء حسيني. مواضيع ذات صلة العلامة الخطيب :هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء الحكومة Lebanon 24 العلامة الخطيب :هناك علامات استفهام كثيرة حول أداء الحكومة 27/06/2025 15:28:35 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب استقبل وفدا من مجلس بلدية بيروت Lebanon 24 العلامة الخطيب استقبل وفدا من مجلس بلدية بيروت 27/06/2025 15:28:35 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب: فليعلم العرب ان ايران تتلقى العدوان نيابة عنهم Lebanon 24 العلامة الخطيب: فليعلم العرب ان ايران تتلقى العدوان نيابة عنهم 27/06/2025 15:28:35 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب في يوم المقاومة والتحرير: نحيي أهلنا المتمسكين بأرضهم Lebanon 24 العلامة الخطيب في يوم المقاومة والتحرير: نحيي أهلنا المتمسكين بأرضهم 27/06/2025 15:28:35 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل Lebanon 24 بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل 08:20 | 2025-06-27 27/06/2025 08:20:31 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم 08:20 | 2025-06-27 27/06/2025 08:20:20 Lebanon 24 Lebanon 24 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟ Lebanon 24 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟ 08:15 | 2025-06-27 27/06/2025 08:15:47 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو من بعلبك... هذه حقيقة ما جرى في مقام السيّدة خولة Lebanon 24 فيديو من بعلبك... هذه حقيقة ما جرى في مقام السيّدة خولة 08:14 | 2025-06-27 27/06/2025 08:14:39 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة لمجلس الوزراء في السرايا Lebanon 24 جلسة لمجلس الوزراء في السرايا 08:13 | 2025-06-27 27/06/2025 08:13:05 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تحدّثت عن زوجها السابق... ماذا قالت زينة مكي عن نبيل خوري؟ (فيديو) Lebanon 24 تحدّثت عن زوجها السابق... ماذا قالت زينة مكي عن نبيل خوري؟ (فيديو) 12:10 | 2025-06-26 26/06/2025 12:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لماذا توقّفت الحرب فجأة؟ Lebanon 24 لماذا توقّفت الحرب فجأة؟ 13:00 | 2025-06-26 26/06/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد ورود إتّصال تحذيريّ... إخلاء حيّ بكامله Lebanon 24 بعد ورود إتّصال تحذيريّ... إخلاء حيّ بكامله 06:05 | 2025-06-27 27/06/2025 06:05:32 Lebanon 24 Lebanon 24 تفاصيل خطيرة... الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن؟ Lebanon 24 تفاصيل خطيرة... الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن؟ 13:06 | 2025-06-26 26/06/2025 01:06:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بإطلالة كاجوال.. الملكة رانيا وولي العهد الأردني وزوجته في البندقية لحضور زفاف جيف بيزوس (صور) Lebanon 24 بإطلالة كاجوال.. الملكة رانيا وولي العهد الأردني وزوجته في البندقية لحضور زفاف جيف بيزوس (صور) 23:07 | 2025-06-26 26/06/2025 11:07:58 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 08:20 | 2025-06-27 بعد العدوان الإسرائيلي الذي طال الجنوب... هكذا علّق وزير العمل 08:20 | 2025-06-27 اعتباراً من الغد.. هذا ما سيشهده طريق المطار القديم 08:15 | 2025-06-27 نائب يستذكر يوم تشييع "نصرالله"... ما القصة؟ 08:14 | 2025-06-27 فيديو من بعلبك... هذه حقيقة ما جرى في مقام السيّدة خولة 08:13 | 2025-06-27 جلسة لمجلس الوزراء في السرايا 08:04 | 2025-06-27 أدرعي: الجيش الإسرائيلي لم يستهدف اي مبنى مدني في جنوب لبنان فيديو بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ Lebanon 24 بالفيديو.. ماذا يحدث لجسمك بعد انفجار قنبلة نووية؟ 04:10 | 2025-06-26 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) Lebanon 24 بعد صور حملها العارية.. هكذا ردت الفنانة العربية على الهجوم عليها (فيديو) 23:44 | 2025-06-25 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) Lebanon 24 بدت مُرهقة.. شاهدوا أول ظهور للفنانة الشهيرة بعد تعرّضها لوعكة صحية أدخلتها المستشفى (فيديو) 23:24 | 2025-06-22 27/06/2025 15:28:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • العلامة الخطيب: لتلتحق الشعوب العربية والاسلامية في مواجهة الظلم العالمي
  • قراءة فرنسية لنتائج الحرب تجزم بهزيمة إيران وتتوقّع متغيّرات
  • ما لم تفعله إيران قبل الهدنة.. هكذا نُسي لبنان وغزة!
  • هل تتولّى قطر التفاوض مع إسرائيل للانسحاب من لبنان؟
  • هكذا وصف تقريرٌ إسرائيلي حزب الله.. ماذا عن إيران؟
  • إيران ليست حزب الله.. ماذا قيل في إسرائيل عن مرحلة ما بعد الحرب؟
  • خاص.. رصيد الحياد يُمكن عُمان من الموازنة بين واشنطن وطهران
  • بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل... بيان لـحزب الله
  • لبنان يرصد بدقة وقف النار الإقليمي... مصير السلاح قبل التفاوض على تسوية شاملة
  • تقدير إسرائيلي: خيار إنهاء المواجهة مع إيران كان الأفضل من بين البدائل الأخرى