الحوثي تعلن ضرب حاملة طائرات أمريكية وتُفشل هجومين جويين
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
أعلنت جماعة أنصار الله التابعة للحوثي في اليمن، الجمعة، استهداف "قطع بحرية معادية" في البحرِ الأحمرِ وعلى رأسِها حاملةُ الطائراتِ الأمريكيةُ ترومان، وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيرةِ.
وقالت الجماعة، إن هذا الاشتباك "هو الثاني، خلال 24 ساعةً الماضيةَ واستمرَّ لعدةِ ساعات، وتم خلالَهما إفشالُ هجومينِ جويينِ كانَ العدوُّ يحضرُّ لتنفيذِهما ضدَّ بلدِنا".
وأكدت الجماعة في بيان لها: "إننا نتصدى للعدوانِ الأمريكيِّ على بلدِنا ونستعد بعونِ اللهِ تعالى لمواجهةِ أي تطوراتٍ محتملةٍ خلالَ الفترةِ المقبلةِ وسيعلمُ المعتدي أن اليمنَ العظيمَ لا يمكنُ أن ينكسرَ أو يستسلمَ ولن يتركَ واجباتِه الدينيةَ والأخلاقيةَ والإنسانيةَ تجاهَ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ مهما كانتِ التداعياتُ ومهما كانتِ النتائجُ وأنَّ النصرَ سيكونُ حليفَ اليمنِ إن شاءَ الله".
بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية اشتباك هو الثاني خلال 24 ساعة الماضية، مع حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وعدد من القطع الحربية التابعة لها وذلك بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، وتم خلالهما إفشال هجومين جويين كان العدو يحضر لتنفيذهما ضد بلدنا. pic.twitter.com/XYRFzYYYGI — أمين حيان Ameen Hayyan (@AmeenHa2024yan) April 4, 2025
تجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن بتاريخ 15 آذار/ مارس الماضي أنه أمر قواته بشنّ "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي في اليمن، قبل أن يهدد بـ"القضاء على الحوثيين تماما".
من جهتهم، رد الحوثيون بأنّ تهديد ترامب لهم لن يثنيهم عن ما وصفوه بـ"مواصلة مناصرة غزة"، حيث استأنفوا منذ أيام قصف مواقع داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسفنا بالبحر الأحمر متوجهة إليها؛ وذلك بالتزامن مع استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 آذار/ مارس الماضي حرب الإبادة على كامل قطاع غزة المحاصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اليمن الاشتباك الحوثي اليمن اشتباك الحوثي حاملة طائرات امريكية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
استراتيجية اليمن الجديدة.. الدبلوماسية بقوة الردع
لا تعلن تصريحات رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط الأخيرة مجرد تطور عسكري، بل ترسم ملامح استراتيجية متكاملة تدمج بين القوة الذكية والدبلوماسية الحازمة في مواجهة الكيان الصهيوني، هذه التصريحات – التي جاءت كتحذير مباشر للدول ذات السفارات في كيان الاحتلال – تعكس، أولاً: تحولاً نوعياً في أدوات المواجهة، تقدم التفوق العسكري اليمني كحقيقة قائمة، وتؤكد أن ضربات اليمن «ستكون مدروسة وفعالة وحيوية» وأن قوات صنعاء تحتفظ بالأفضلية والسيطرة على مسرح المواجهة، والأمر برمته ليس تفاخراً، بل تأكيد لواقع فرضته عمليات الردع الناجحة، إنه إعلان أن القوة اليمنية أصبحت معطى استراتيجياً لا يمكن تجاهله.
ثانياً: يمثل هذا التصريح تحذيراً استباقياً غير مسبوق، فتحويل السفارات الأجنبية في الكيان المحتل إلى عنصر في معادلة الردع يمثل خطوة بالغة الذكاء والحسم، إذ أن مطالبة حكومة العدو «بإبعاد السفارات مسافة كافية» من الأهداف المشروعة للقوات المسلحة اليمنية، ونصيحة الدول بإخلاء سفاراتها إذا لم يستجب العدو، تمثل ضغطاً غير مباشر على الكيان لإجباره على الاختيار بين حماية علاقاته الدولية أو تعريض حلفائه للخطر، إلى جانب كونه مسؤولية قانونية وأخلاقية تنقل صنعاء عبئها من حماية السفارات وأرواح الدبلوماسيين إلى الكيان المحتل الذي سيتحملها إن رفض إبعادها.
كما قد يفسر هذا التصريح القوي والذكي بأنه إقامة الحجة وتجنب التبعات الدولية المحتملة من خلال إظهار النية المسبقة لتفادي إلحاق الضرر بالسفارات إذا التزمت بشرط الابتعاد، وبالتالي فإن تداعيات هذا التصريح ستمثل بكل وضوح اعترافاً ضمنياً بفعالية الضربات، وكما هو معروف فأن التحذير مبني على يقين من قدرة الصواريخ اليمنية على الوصول بدقة لأهدافها داخل الكيان.
ثالثا: إن فتح قنوات اتصال مباشرة مع وزارات خارجية الدول عبر الخارجية اليمنية في صنعاء للتأكد من خلو محيط سفاراتها من أي هدف مشروع، وإعلان استعداد اليمن «لإفادة أي دولة عن وضع سفارتها»، يقدم بديلاً مؤسسياً للتواصل ويرسخ مكانة صنعاء كجهة رسمية على الصعيد المحلي والأقليمي والعالمي، كقوة قادرة على إدارة ملفات معقدة، ورابعا فإن تلك الشفافية تفضح عجز العدو، فالكشف عن مواقع الأهداف العسكرية المشروعة ضمنياً هو إظهار لشبكة الاستهداف الدقيقة التي يمتلكها اليمن.
ما حدث ليس مجرد ضربات عسكرية، بل تأكيدٌ على متانة معادلة الردع اليمنية القائمة على وحدة الجبهات، «يد واحدة للمقاومة، ومعركة واحدة من غزة إلى صنعاء». الكيان الصهيوني بات مجبرًا على مراجعة كل حساباته، فالجبهة اليمنية فرضت نفسها كخطر وجودي، حيث تواجه «إسرائيل» قوة إيمانية لا تعترف بزمان أو مكان، وتستطيع الوصول إلى عمق الكيان في أي لحظة.
واليوم لم يعد الردع اليمني حبيس الميدان العسكري فقط، لقد امتد ليشكل أداة ضغط سياسية ودبلوماسية فاعلة، اليمن، بقوة صواريخه وبراعة دبلوماسيته، يجبر العالم على التعامل مع حقيقة جديدة، وجود سفاراتكم في الكيان المحتل أصبح مرتبطاً بقدرته على حمايتها من ضرباتنا، إنها معادلة تضع الكيان وحلفاءه في مأزق وجودي إما الاعتراف بسيادة اليمن على خياراته المساندة لغزة وتحديد أهدافه العسكرية المشروعة في عمق الكيان، أو مواجهة عزلة دولية متزايدة عندما تبدأ السفارات بالمغادرة خوفاً من أن تصبح ضمن دائرة الردع التي لا هوادة فيها.
وبالإضافة إلى ما سبق، يواجه الكيان اختبارًا وجوديًّا أمام قوة يمنية أثبتت أن السماء المحتلة ليست حكرًا على الطيران الصهيوني، وأن زمن التفوق العسكري المطلق قد ولى، اليمن، بقيادته وجيشه وشعبه، يكتب فصلًا جديدًا في معركة التحرير، حيث لا عودة إلى الوراء، فالردع اليمني قد تجاوز ميدان المعركة، ليفرض واقعًا إقليميًا واستراتيجيًا جديدًا يهدد وجود كيان العدو الصهيوني واستمراره، بفضل ما يمتلكه اليمن من قدرات عسكرية متطورة تحرم العدو من قوته الجوية والبحرية وكل مناوراته.