نقلت "معاريف" عن قائد فرقة الضفة السابق بالجيش الإسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امتنع عن تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة لأسباب سياسية، وأنه يرغب في صرف انتباه وسائل الإعلام عن قضايا تزعجه.

وأضاف اللواء احتياط نوعام تيبون -في حديث للصحيفة الإسرائيلية- أن تصريحات نتنياهو بشأن محور موراغ جنوبي قطاع غزة عرّضت الجنود للخطر، قائلا إن الضغط العسكري أثبت فشله "وتسبب في مقتل 41 مختطفا وأن الرهائن لن يعودوا إلا بصفقة".

وأضاف "نحن على بُعد أسبوع من عيد الفصح (عيد الحرية). وهذا يتناقض تماما مع جميع قيمنا اليهودية، ويتناقض تماما أيضا مع جوهرنا الذي يقضي بعدم ترك جرحى في الميدان".

ولفت تيبون إلى أن حركة حماس وفّت بتعهداتها وفق الصفقة وأطلقت سراح الأسرى خلال المرحلة الأولى، مشددا على أنه "في حال كانت إسرائيل تريد إعادة المختطفين فإن الصفقة هي الطريق وهي ما يجب أن تسعى إليه".

وأكد اللواء الإسرائيلي على أن ما سمي التصريحات حول الضغط العسكري، وأنه سيعيد المختطفين، بقوله "رأينا بالفعل أنها لا تجدي نفعا".

مجازر بالقطاع

وفي 25 مارس/آذار الماضي، صادق الكنيست على قانون ميزانية عام 2025، بالقراءتين الثانية والثالثة، بإجمالي 620 مليار شيكل (167.32 مليار دولار) بأغلبية 66 مؤيدا مقابل 52 معارضا.

إعلان

وبعد مصادقة الحكومة قبله بيوم، صادق الكنيست -يوم 19 مارس/آذار الماضي- على إعادة وزراء حزب "قوة يهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، إلى مناصبهم التي كانوا عليها قبل الانسحاب من الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي احتجاجا على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى مع حماس.

وجاء ذلك بعد ساعات من استئناف إسرائيل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث كثفت فجر 18 مارس/آذار، وبشكل مفاجئ وعنيف، من جرائم إبادتها الجماعية، مما خلف مئات الشهداء والجرحى والمفقودين خلال ساعات، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.

ومقابل مئات من الأسرى الفلسطينيين، أطلقت فصائل المقاومة في غزة عشرات الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات على دفعات خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

لكن نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، تنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، واستأنف حرب الإبادة على غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، مما أدى -حتى هذه اللحظة- إلى استشهاد 1249 فلسطينيا وإصابة 3022 على الأقل، معظمهم أطفال ونساء ومسنون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مارس آذار

إقرأ أيضاً:

«خامنئي» يسارع بتعيين قيادات جديدة.. ماذا بعد محاولة تفريغ قمة الهرم العسكري الإيراني؟

مع تواصل الغارات الجوية بين إسرائيل وإيران، يطرح سؤال جوهريٌّ نفسه على المشهد العام: كيف سيؤثر مصرع قيادات إيرانية بارزة على قدرة القوات المسلحة والحرس الثوري في إدارة المواجهة الحالية، وحفظ التماسك الميداني والاستراتيجي؟

هذا التساؤل يزداد إلحاحًا في ظل واقعٍ ميدانيٍّ بالغِ التعقيد، لاسيما أن إسرائيل، وهي توجّه واحدة من أعنف ضرباتها الجوية منذ نشأتها، لم تكتفِ باستهداف البنية العسكرية الإيرانية، بل شملت: مراكز قيادة استراتيجية، ومنشآت صاروخية وباليستية، ومواقع تابعة للحرس الثوري.

ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، بل تجاوزه نحو محاولةٍ ممنهجةٍ لتفريغ قمة الهرم العسكري الإيراني، عبر تصفية عددٍ كبيرٍ من القادة البارزين في الجيش والحرس الثوري، في ما يبدو أنه مسعى مباشر لإرباك سلسلة القيادة وتعطيل منظومة اتخاذ القرار داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية.

الأذرع.. والرأس:

إسرائيل لا تكتفي، حتى الآن، بضرب المنشآت النووية في إيران، بل توسّع عملياتها لتشمل أيضًا استهداف قادة عسكريين، وعلماء، ومسئولين مرتبطين بالبرنامج النووي، وهذه السياسة تشبه إلى حدٍّ كبير ما قامت به سابقًا ضد حزب الله في لبنان.

ففي التجربة اللبنانية، بدأت إسرائيل باستهداف قيادات الحزب خلال اجتماع مغلق، ثم نفّذت هجومًا سيبرانيًّا على وسائل الاتصال، قبل أن تنتقل لمحاولة استهداف رأس الهرم القيادي نفسه، حسن نصر الله، تلاه هاشم صفي الدين.

هذه المراحل المتتالية تعكس نمطًا واضحًا في التخطيط والتنفيذ. ولم يُخفِ وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هذه الاستراتيجية عندما أعلن أن الهدف التالي هو المرشد الإيراني علي خامنئي نفسه: «بعد ضرب الأذرع، ننتقل الآن إلى الرأس».

لكن هناك فرقًا أساسيًّا في طريقة التنفيذ، ففي لبنان جاءت الضربات متفرقة وعلى مراحل زمنية متباعدة، بينما في إيران تتمّ العمليات بشكل متزامن وفي توقيت واحد، ما يشير إلى تصعيد أسرع واستراتيجية أكثر ضغطًا.

رأس القيادة:

الضربة الإسرائيلية التي جاءت بعد أشهر من التوتر الإقليمي، وتكرار الهجمات المحدودة بين الطرفين، استهدفت هذه المرة مركز الثقل في القيادة والسيطرة، عبر ما وصفته دوائر استخباراتية غربية بـ«عملية شلّ الأعصاب المركزية للمؤسسة العسكرية الإيرانية».

استهداف رأس البنية القيادية لمنظومة الدفاع والهجوم في إيران يُشكّل تطورًا خطيرًا وغير مسبوق في طبيعة المواجهة مع إسرائيل، من واقع قائمة القيادات العسكرية ذات الأدوار المحورية في منظومة اتخاذ القرار الأمني والعسكري.

في مقدمة هذه القائمة يأتي الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وهو المسؤول الأعلى عن التنسيق بين مختلف أفرع الجيش الإيراني، والجنرال حسين سلامي، الذي يشغل منصب قائد الحرس الثوري الإيراني، كجهاز عسكري يتمتع بنفوذ واسع داخل إيران وخارجها.

كما تشمل القائمة الجنرال غلام علي راشد، قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، الذي يُعد من أهم مراكز القيادة العملياتية، ويتولى تنسيق العمليات الكبرى المرتبطة بالدفاع الإقليمي.

وتكتمل القائمة بعلي شمخاني، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، والذي يُعرف بتأثيره الواسع في صياغة السياسات الاستراتيجية العليا، سواء في المجالات الأمنية أو السياسية، وأمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو- فضائية، أحد أبرز مهندسي الاستراتيجية الصاروخية الإيرانية.

وتضم القائمة مهدي ربّاني، نائب عمليات الأركان، ودافود شيخيّان، قائد الدفاع الجوي المركزي، وطاهر بور، قائد وحدة الطائرات المسيّرة، وغيرهم، في محاولة لتفريغ مركز القيادة من الخبرات العسكرية التخصصية في توقيت بالغ الحساسية.

محاولة إرباك:

سقوط هذا العدد من كبار القادة العسكريين كان محاولة إسرائيلية لإرباك البنية القيادية العليا للمؤسسة العسكرية الإيرانية، خاصة أن من بينهم أهم العقول الاستراتيجية في منظومات الصواريخ والدفاع الجوي، ما يشكّل ضربة موجعة لجهاز القيادة والسيطرة.

هذا الفراغ المفاجئ أثّر على إيقاع القرار العملياتي، وأدخل المؤسسة العسكرية في مرحلة انتقالية حرجة تتطلب إعادة تموضع وتوزيعًا للمهام على نحوٍ عاجل، دون الإخلال بجاهزية القوات الميدانية، قبل أن تتمالك القيادة الإيرانية نفسها سريعًا.

في أعقاب الضربة، سادت حالة من التوتر والتضارب داخل المنظومة العسكرية الإيرانية. وبحسب مصادر صحفية غربية، توقّفت الاتصالات بين وحدات عدة لما يقارب أربع ساعات، وسط ارتباك في إصدار الأوامر.

وكان هذا نتيجة طبيعية لفقدان الطبقة القيادية الأولى، التي تُدير ملفات معقدة تمتد من العمليات العسكرية في الداخل والخارج، خاصة البرنامج الصاروخي والطائرات المسيّرة، وتحديدًا الحرس الثوري الإيراني عماد قوة الردع، عبر قواته البرية والبحرية والجوفضائية.

وبعد ساعات، بدأت إيران بالفعل خطوات سريعة في إعادة الهيكلة، إذ أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، في اليوم الثاني للهجوم الإسرائيلي، عن تعيين قادة جدد لملء الفراغ الذي خلّفه الهجوم، لإعادة تثبيت الهرم القيادي ومواجهة التحديات العسكرية والأمنية.

ملء الفراغ:

وبادر المرشد الإيراني، علي خامنئي، بتعيين اللواء محمد باكبور قائدًا عامًا للحرس الثوري الإيراني، وهو أحد أبرز القادة الميدانيين، كما تولّى اللواء علي شادماني قيادة مقر خاتم الأنبياء المركزي، أحد أهم مراكز القيادة، حيث يُشرف على التخطيط والتنسيق للعمليات العسكرية الكبرى.

وعُيِّن اللواء عبد الرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وهو قائد سابق للجيش الإيراني، ويمتلك خبرة واسعة في التنسيق بين مختلف الأفرع العسكرية، أما منصب القائد العام للجيش الإيراني فقد أُسنِد إلى أمير حاتمي، وزير الدفاع الأسبق.

وسارعت القيادة العسكرية الجديدة في إيران بالردّ العسكري، عبر دفعات متتالية من الصواريخ الباليستية والمسيّرات باتجاه إسرائيل، اعترضت منظومة القبة الحديدية بعضها، بينما أصاب بعضها الآخر أهدافًا عدة، كخطوة رمزية لاستعادة الروح المعنوية.

هذا الرد المباشر من الأراضي الإيرانية على تل أبيب، دون وسطاء أو واجهات، يُمثل نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بين الطرفين، بعدما كانت إيران تعتمد قبل شهور على وكلائها في الإقليم، سواء في العراق أو سوريا أو عبر حزب الله.

التحدي الأكبر:

لكن حتى مع هذا الرد، يبقى التحدي الأكبر أمام إيران هو استعادة بنيتها القيادية، وإعادة توزيع المهام في ظل فقدان قادة خاضوا أكثر من عقدين في الملفات الحساسة، من الصواريخ إلى الطائرات المسيّرة، ومن العمليات الخاصة إلى إدارة الميليشيات العابرة للحدود.

اغتيال كبار القادة العسكريين الإيرانيين أعطى طهران المبرر السياسي والميداني لتوسيع بنك أهدافها. الرد الصاروخي الأخير ليس سوى البداية، بحسب ما ألمح إليه رئيس الأركان الجديد، عبد الرحيم موسوي، في تصريح مقتضب أكد فيه أن «الرد لم ينتهِ، وكل ما حدث رسائل مدروسة».

إن اغتيال القادة العسكريين الإيرانيين أحدث زلزالًا داخل المؤسسة العسكرية في طهران، لكنه لم يُسقط قدرتها على الرد.المشهد الآن أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، والسؤال المحوري لم يعد حول ما إذا كانت المواجهة ستتوسع، بل حول كيف ومتى وبأي أدوات.

السؤال الآخر: هل يتخلى النظام الإيراني عن طبيعته التي تربط تصعيد القادة بشروط ومواصفات أيديولوجية وسياسية قبل الكفاءة العسكرية؟ وهل ستكون أولويات إيران في إعادة بناء القيادة العسكرية إعادة النظر في الإرث المستمر منذ ثورة الخميني عام 1979؟

اقرأ أيضاًلحظة قصف مبنى الإذاعة والتليفزيون الإيراني | فيديو

مدير مركز الفكر ديبلو هاوس الإيراني: إيران لن تستسلم ولا اتفاق بعد الآن

رئيس وزراء العراق: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى توسيع رقعة الحرب بالمنطقة

مقالات مشابهة

  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • عاجل | جيش الاحتلال يعلن مقتل نائب قائد سرية كتيبة الهندسة 7086 لواء جولاني جنوب قطاع غزة
  • محاكمة إمام أوغلو بتهمة ترهيب المدعي العام في إسطنبول
  • «خامنئي» يسارع بتعيين قيادات جديدة.. ماذا بعد محاولة تفريغ قمة الهرم العسكري الإيراني؟
  • بين صواريخ إيران وملف الأسرى.. نتنياهو يدفع نحو إنجاز سياسي داخلي
  • قائد عسكري امريكي سابق: نتنياهو يتوسل امريكا للتدخل معه لتجنب الهزيمة امام ايران
  • محافظ بني سويف: إزالة 841 حالة ضمن حملات المرحلة الثانية من الموجة الـــ 26 لإزالة التعديات
  • جيش الاحتلال: قضينا على 20 قائدًا عسكريًا إيرانيًا
  • أسوان.. إزالة 60 حالة تعد لأملاك الدولة في المرحلة الثانية من الموجة 26
  • فيديو متداول لإطلاق غواصات إيرانية صواريخ في اتجاه إسرائيل.. هذه حقيقته