رويترز: خامنئي يصدر أوامر بـحالة التأهب العسكري.. وتحذيرات إيرانية لجيرانها
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
بغداد اليوم- متابعة
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، اليوم الأحد، (6 نيسان 2025)، أن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر القوات المسلحة الإيرانية بالدخول في حالة "الاستعداد الكامل" تحسبًا لأي تحرك عسكري محتمل ضد البلاد، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وقال المسؤول الإيراني، الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن اسمه، إن: "إيران وجهت تحذيرات مباشرة إلى دول الجوار، بما في ذلك العراق والكويت والإمارات وقطر وتركيا والبحرين، معتبرة أن أي دعم يُقدم للقوات الأمريكية في حال شن هجوم ضد إيران، سواء باستخدام الأجواء أو الأراضي، سيُعد "عملاً عدائياً" ويُقابل بـ"رد قاسٍ".
وأشار المصدر إلى أن طهران رفضت طلبًا أمريكيًا سابقًا لإجراء مفاوضات مباشرة، لكنها لا تزال منفتحة على التفاوض غير المباشر عبر وساطة سلطنة عمان، لافتًا إلى أن هذه القناة قد تتيح فرصة لاختبار "جدية واشنطن" في إيجاد حل سياسي.
وأكد المسؤول أن إيران ترى أن هناك نافذة زمنية لا تتعدى الشهرين للتوصل إلى اتفاق، محذرًا من أن إسرائيل قد تستغل طول أمد المفاوضات لشن هجوم استباقي، وهو ما قد يدفع نحو إعادة فرض العقوبات الدولية بشكل فوري.
في السياق ذاته، جددت طهران رفضها لأي تفاوض حول برنامجها الصاروخي، بينما أكدت مصادر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كثفت أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، ما يقترب من النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي.
ورغم الدعم الروسي السياسي المعلن لطهران، قال أحد المسؤولين الإيرانيين لرويترز إن هناك شكوكًا داخلية متزايدة حول مدى التزام موسكو الحقيقي تجاه إيران، مؤكدًا أن ذلك مرتبط بـ"ديناميكيات العلاقة بين ترامب وبوتين"، حسب تعبيره.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بالخيار العسكري ضد إيران: لن نسمح بالتخصيب حتى لو مؤقتا
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، موقفه المتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن طهران "لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم" تحت أي ظرف، حتى وإن كان ذلك بمستويات منخفضة ولفترة مؤقتة، في تناقض مع تقارير تفيد بوجود مقترح أمريكي يسمح بالتخصيب الجزئي ضمن اتفاق محتمل.
وفي تصريحات للصحفيين، قال ترامب: "لن يخصبوا. إذا خصبوا اليورانيوم فسنضطر إلى اللجوء لطريقة أخرى"، في إشارة ضمنية إلى احتمال تنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، حال فشل المسار الدبلوماسي. ورغم ذلك، شدد الرئيس الأمريكي على أن الخيار الدبلوماسي لا يزال مفضلًا لديه.
وفي سياق متصل، نشرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا مطولًا، الجمعة، سلطت فيه الضوء على تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، محذرة من أن التصريحات العدائية والتحركات العسكرية المتزايدة قد تدفع البلدين إلى مواجهة مباشرة.
وقالت المجلة إن ما يحدث حاليًا هو نتيجة "تراكم تدريبات عسكرية إسرائيلية، ومحادثات دبلوماسية متعثرة، واشتباكات غير مباشرة عبر الوكلاء، في بيئة إقليمية مشحونة وغير مستقرة".
وأشارت المجلة إلى أن استمرار إيران في تطوير قدراتها الصاروخية، وإصرارها على مواصلة تخصيب اليورانيوم، يقابلان بخطوط حمراء وضعتها الولايات المتحدة، ما يرفع من احتمالات التصعيد بشكل خطير. كما لفتت إلى طلب طهران آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهي مادة تدخل في تصنيع الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب، ما اعتبرته المجلة مؤشرًا على مسعى إيران لتعزيز قوتها العسكرية في خضم الأزمة.
التهديدات المتبادلة تضع المنطقة على حافة الحربوحذّرت المجلة من أن اندلاع مواجهة شاملة بين طهران وتل أبيب "سيعزز من حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد يتسبب في اضطرابات كبيرة بإمدادات الطاقة العالمية، وربما يجذب قوى دولية كبرى إلى قلب النزاع".
واستعرضت المجلة خمسة مؤشرات رئيسية قالت إنها تُبرز هشاشة الوضع الراهن، من بينها تصعيد التصريحات العسكرية، والتخوفات الإسرائيلية من تجاوز إيران لما تسميه "الخط الأحمر النووي"، وتزايد الاعتماد على الحلفاء الإقليميين في صراعات الوكالة، إلى جانب تباطؤ المفاوضات بين طهران وواشنطن، وعودة الحديث عن خيارات الرد العسكري.
إسرائيل تدرس التحرك منفردة.. وطهران ترد بالتحذيروبينما تتزايد الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية، ذكرت المجلة أن قادة تل أبيب باتوا أكثر ميلاً للتحرك الأحادي، خاصة إذا ما رأوا أن تقدم إيران النووي بلغ مرحلة اللاعودة، وهو ما يضاعف من خطورة الموقف.
في المقابل، يواصل المسؤولون الإيرانيون التأكيد على حق بلادهم في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مع إطلاق تحذيرات من "رد قاسٍ" حال تعرض المنشآت الإيرانية لأي هجوم.
وترجح المجلة أن تشهد الأسابيع المقبلة "تقلبات متزايدة"، في ظل تعقيد المشهد الإقليمي والضغوط الدولية المتصاعدة، ما يعزز من مخاوف انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح، قد تكون له تداعيات تفوق حدود الشرق الأوسط.