سواليف:
2025-12-05@21:47:11 GMT

اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

أيها السادة في كل مكان، أيها العالم الحر وبني الإنسان، يا أصحاب الضمائر الحية والنفوس الأبية، ويا #دعاة_الحرية و #حقوق_الإنسان، أيها المنادون بالكرامة و #العدل و #المساواة، أيها المتحضرون المتمدنون، الحداثيون العصريون، يا من تدعون أنكم بشراً وترفضون بينكم شرعة الغاب وحياة الضواري والوحوش البرية، يا أصحاب القلوب الرحيمة والأحاسيس المرهفة، أيها الرقيقون العاطفيون، البكاؤون اللطيفون، ألا ترون ما يجري حولكم وما يدور في محيطكم، ألكم آذانٌ تسمعون بها، وعيونٌ ترون بها، وقلوب تعون بها، أم على قلوبٍ أقفالها، وقد طمست عيونكم وختم على قلوبكم وصمت آذانكم، فلم تعودوا ترون وتسمعون، وتشعرون وتعقلون.

إن غزة تدمر وأهلها يقتلون، وشعبها يباد، والحياة فيها تعدم، والأمل فيها يموت، ولا شيء فيها أصبح صالحاً للحياة أو ينفع للبقاء، إنهم يقتلون من قتلوا، وينبشون قبور من دفنوا، ويعيدون زهق الأرواح التي خنقوا والنفوس التي أفنوا، ويفجرون الأرض تحت أقدامهم، ويشعلون النار فيهم ومن حولهم، يقصفونهم بأعتى الصواريخ وأكثرها فتكاً فتتطاير في السماء أجسادهم وتتفرق على الأرض أشلاؤهم، ويدفنون أحياءهم تحت الأرض، ويهيلون عليهم الرمال بجرافاتهم ويحكمون عليهم بالموت خنقاً، والعالم يرى ويسمع، لكنه يصمت ويسكت، ولا يحرك ساكناً ولا يستنكر سياسةً أو يشجب عملاً.

مقالات ذات صلة نور على نور 2025/04/06

الأنفاس في غزة باتت معدودة ومحدودة، وهي تخنق وتزهق، ويقتل من بقي فيها يقف على قدميه ويتنفس، وباتت أعداد أهلها تقل وأسماؤهم من سجلاتها المدنية تشطب، إنهم لا يريدون لنا الحياة، ولا يتمنون لنا البقاء، وهم عملاً بتوراتهم يعملون السيف فينا ويثخنون فينا ويقتلوننا، ويحرقون أرضنا ويقتلون أطفالنا، ولا يستثنون من آلة القتل حيواناتنا، ويعدون بحثاً عن أحياء بيننا أو ممن نجا من قصفهم فيغيرون عليهم من جديد، أملاً في قتل من بقي، والإجهاز على من أصيب من قبل وجرح.

أيها الناس …. عرباً ومسلمين، مسيحيين وبوذيين، مؤمنين ووثنيين، ألا من ناصرٍ ينصرنا، ألا من حرٍ يكرُ معنا، ألا من غيورٍ يغضب لنا، ألا من أصواتٍ ترتفع لأجلنا، وتصرخ في وجه إسرائيل وأمريكا معنا، ألا ترون أن إسرائيل تجرم وتبالغ في إجرامها، وتنهك كل القوانين وتخرق كل الأعراف ولا تخاف من بطش أو ردعٍ، فالولايات المتحدة الأمريكية، راعية الظلم والإرهاب في العالم، تقف معها وتؤيدها، وتنصرها وتناصرها، وتمدها بالسلاح والعتاد، وتدافع عنها بالقوة وتقاتل معها بالحديد والنار.

أيها العرب أين عروبتكم وأين نخوتكم، أين قيمكم وأين هي أصالتكم، أينكم من ضادٍ مع فلسطين تجمعكم، ولسانٍ يوحدكم، وأينكم من أرضٍ بهم تقلكم وسماءٍ تظلكم، ألا تغضبون لما يتعرض له أهلكم في قطاع غزة خاصةً وفي فلسطين عامةً، ألا ترفعون الصوت عالياً ليحترمكم العالم ويحسب حسابكم، ألا ترون أنكم تفقدون احترامكم وتخسرون مكانتكم، ولا يبقى من يقدركم ويحفظ مقامكم، فإن من يهون يسهل الهوان عليه، ومن يعز نفسه ويكرم أهله يصعب على غيره أن يذله وعلى عدوٍ أن يهينه.

أيها المسلمون أين هي عقيدتكم مما يجري لنا ويلحق بنا، ألا تقرأون كتاب ربكم وتعقلون قرآنكم الذي يقول بأنكم رحماء بينكم، وأشداء على عدوكم، أما سمعتم قول رسولكم الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أنه إذا أصيب منكم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فأين أنتم أيها المسلمون مما نتعرض له في غزة وفلسطين من مذابح ومجازر وحروب إبادة، ألا تعلمون أن التاريخ لن يرحمكم ولن ينساكم، وأنه سيكون سبةً في جبينكم وعاراً يلاحقكم ويلوث صفائحكم، وأن اللعنة التي لاحقت ملوك الطوائف ستلاحقهم، وما أصابهم سيصيبكم.

أيها العالم المشغول بحروب التجارة وقوانين الاقتصاد ورسوم ترامب الجمركية، ألا ترون الدماء التي تسفك، والأرواح البريئة التي تزهق، والأطفال الذين يقتلون، والنساء التي تحرق، والأجساد التي تتطاير، ألا تسمعون عن الحصار المفروض على ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن جوعهم وعطشهم، وفقرهم وعوزهم، ومرضهم وشكواهم، ومعاناتهم وألمهم، ألا تسمعون بغزة وما يجري بها ولها، وما أصاب أهلها ولحق بسكانها، ألا ترون مشاهد الأرض المحروقة، والبيوت المدمرة، والشوارع المحروثة، والكلاب الضالة التي تنهش أجساد الشهداء، وتخرج من جوف الأرض بقايا أجسامهم.

أيها البشر إن كنتم بشراً ألا تثورون للعدل، ألا تنتفضون للقيم الإنسانية والمعاني السماوية، فهذه إسرائيل تقتل بصمتكم، وتقتلنا بعجزكم، وتبيدنا بأسلحتكم، وتتبجح بتأييدكم، وهي ماضية في جرائمها، ومستمرة في عدوانها، ولا تخشى من عقاب، ولا تقلق من سؤال، فهل تتركونها تمضي في جريمتها التي لا مثيل لها في التاريخ، ولا ما يشبهها في البلاد، ألا تنتصرون لضعفنا، وتهبون لنجدتنا، وتعترضون على قتلنا، وتقفون في وجه عدونا، وتصدون آلته العسكرية، الأمريكية والأوروبية، وتمنعونه من قتل الأبرياء وإبادة الشعب، وترفضون سياساته وأمريكا الداعية إلى طردهم وإخراجهم من أرضهم، وحرمانهم من حقوقهم في وطنهم وبلادهم.

بيروت في 6/4/2025

[email protected]

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حقوق الإنسان العدل المساواة ألا من

إقرأ أيضاً:

استثمر فيها إبستين واتهمها سنودن بالتجسس.. فما هي بالانتير؟

تعد "بالانتير" إحدى أكثر الشركات التقنية الأميركية إثارة للجدل في العالم، وذلك لأنها استطاعت تسخير قوة البيانات والذكاء الاصطناعي بشكل واضح لخدمة أهدافها العسكرية، محولة التقنية التي وجدت لتيسير حياة المستخدمين إلى أداة قتل ممنهجة ومنظمة.

ولذلك، اقترن اسم "بالانتير" لدى الكثير من الأفراد حول العالم بتقنيات المراقبة البائسة والمفرطة التي تجمع عنك كل المعلومات وتعيد استخدامها ضدك بشكل كبير.

ورغم هذه الشهرة الواسعة، فإن العديد من المستخدمين لا يعرفون ماهية "بالانتير" والقطاع الذي تعمل فيه، وكيف تمكنت تحديدا من تسخير التقنية لتصبح سلاحا عسكريا.

ويطرح سوء التفاهم المحيط بـ"بالانتير" ومجالات عملها العديد من التساؤلات، فما هي هذه الشركة ومن يقف وراءها؟ وكيف تعمل في قطاعات تقنية عديدة وليست البيانات فقط؟

من يقف وراء "بالانتير"؟

عام 2003 عقب بيع "باي بال" جلس بيتر ثيل أحد مؤسسيها باحثا عن فكرة جديدة لتأسيس شركة تعمل في قطاعات مختلفة عن "باي بال".

وبينما انطلق بقية أفراد عصابة "باي بال" لتأسيس منصات تواصل اجتماعي مثل "لينكد إن" أو حتى شركات سيارات وشركات صواريخ فضائية مثل "تسلا" و"سبيس إكس" فقد اختار ثيل أن يتجه لمكان مختلف تماما، وتحديدا تقنيات البيانات العميقة التي كانت الصيحة الأحدث آنذاك.

وحينها قرر تأسيس "بالانتير" بالتعاون مع مجموعة من كبار المستثمرين مثل أليكس كارب الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للشركة منذ عام 2005، وستيفن كوهين، وجو لونسديل، وناثان جيتينجز الذي ساهم في تأسيس وبناء النماذج الأولية لشركة "باي بال".

ويعد ثيل من كبار الداعمين للحكومة الأميركية ومن المقربين منها بشكل واضح، إذ استفادت شركته من عدة عقود خاصة منحتها له الحكومة، ومن بينها عقد لتطوير منصة تتبع لتحركات المهاجرين وبناء قاعدة بيانات رئيسية لتسريع عمليات الترحيل.

إعلان

وكعادة أفراد عصابة "باي بال" قرب ثيل بين أصدقائه القدامى في وادي السيليكون وبين (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، مانحا إياهم وصولا مباشر للبيت الأبيض.

كما تمتد علاقات "بالانتير" إلى العديد من القضايا الشائكة والمثيرة للجدل حتى بالأوساط الأميركية، وربما كان أبرزها اتهام إدوارد سنودن عام 2017 لـ"بالانتير" بالتعاون مع منصة "إكس كيه إي يو سكور" (XKEYSCORE) لتحليل البيانات التي تجمعها "سي آي إيه" (CIA) بشكل غير قانوني، وذلك وفق تقرير "أكسيوس" آنذاك.

ويشير تقرير منفصل نشرته "نيويورك تايمز" إلى استثمار جيفيري إبستين أكثر من 40 مليون دولار في إحدى شركات ثيل الاستثمارية التي استثمرت لاحقا في "بالانتير".

ومنذ اللحظات الأولى لتأسيسها، انتهجت "بالانتير" نهجا مختلفا عن بقية الشركات التي تدعي عملها في قطاعات البيانات المختلفة، إذ وضعت نفسها في مقام التي تعمل فقط مع الشركات الأخرى الكبرى والمؤسسات الحكومية لتحليل البيانات.

ماذا تعمل "بالانتير"؟

تقول ليندا شيا ليندا شيا، التي عملت مهندسة لدى "بالانتير" من عام 2022 إلى عام 2024 في حديثها مع موقع "وايرد" إنه "حتى كشخص عمل هناك، من الصعب معرفة كيفية تقديم تفسير متماسك لما تقوم به الشركة؟".

وذلك في إشارة واضحة لتشعب وتعقد مجالات عمل "بالانتير" واختلافها المباشر عن بقية الشركات التي تعمل في قطاعات البيانات.

$PLTR Palantir has bought an ad for the Sunday New York Times showing their support for Israel pic.twitter.com/EWbe2BMWYz

— amit (@amitisinvesting) October 15, 2023

ويتضمن تقرير "وايرد" عن الشركة شهادات عدد من موظفي "بالانتير" السابقين، وهم جميعا يعرفون فيما تعمل ولا يستطيعون شرحه بشكل واضح أو حتى تقديم منافس واحد مباشر لها.

ويمكن تبسيط ما تقوم به "بالانتير" بوصفه برمجية خارجية يمكن تثبيتها في الأنظمة المختلفة، ووسط خطوط العمل المختلفة دون تغير أي شيء في آلية جمع البيانات أو العمل داخل الشركة.

وتقوم البرمجية الإضافية الخاصة بـ"بالانتير" بجمع وتحليل وفهرسة البيانات التي تجمعها الأنظمة الأخرى للشركة، مهما كان مستواها أو تعقيدها أو حتى الوقت الذي تم تطويرها فيه.

ويشبه بعض موظفي "بالانتير" بأنها المترجم الذي تمنحه كل المعلومات التي تملكها، ويقوم بفهمها وإعادة ترجمتها ونقلها لك بشكل واضح وسلس وبسيط للغاية.

لماذا تختلف "بالانتير" ويسعى الجميع للعمل معها؟

نظريا، توجد آلاف الشركات التي تقدم ما تقوم به "بالانتير" ولكنها استطاعت التفرد ببعض المزايا التي لا يمكن لأي شخص آخر منافستها فيها.

وتعد الصورة الاجتماعية والهالة المحيطة بـ"بالانتير" أهم هذه الجوانب التي تميزها عن بقية المنافسين، وذلك لأنها صنعت لنفسها هالة من الغموض وحالة عمل أقرب للعسكرية، وهو ما يوحي لعملائها بأنها مخصصة في المنتجات العسكرية أو دمج التقنيات العسكرية مع أنظمتها.

وتستمد "بالانتير" هالتها العسكرية من عدة جوانب تتضمن مسميات الوظائف داخلها وحتى المصطلحات التي يتم استخدامها مع العملاء وبين الموظفين وآلية تعاملهم معا، وهي جميعا مستوحاة من الجيش الأميركي.

إبستين استثمر 40 مليون دولار في شركة بيتر ثيل (الفرنسية)

كما تمتاز برمجيات "بالانتير" بقدرتها على العمل مع أي نظام مهما كان عتيقا أو حديثا دون الحاجة إلى تغيره أو تطويره بشكل كامل، وهو ما يوفر مئات الملايين من الدولارات على الشركات الضخمة والحكومات.

إعلان

وتملك الشركة بشكل عام برمجيتين أساسيتين، الأولى وهي "فاوندري" المخصصة للشركات المدنية وتجمع بيانات هذه الشركات وتحللها بشكل مناسب، كما تحتفظ به في الأرشيف الخاص بها.

والثانية وهي برمجية "غوثام" المخصصة لهيئات القانون والحكومات، وتقوم بجمع البيانات من مختلف المصادر الموجودة بالفعل تحت تصرف الهيئات الحكومية المختلفة، ثم تربطها ببعض وتجمعها في واجهة واحدة تسهل مراقبتها وتتبعها.

ومؤخرا، بدأت "بالانتير" تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي المتنوعة والمختلفة سواء كان لدمجها مع أنظمة الشركة الموجودة بشكل مسبق أو حتى للاستخدامات العسكرية.

موقف شائن من غزة

تباهى ثيل بدعمه غير المستتر لإسرائيل، إذ قال في أكثر من مقابلة إن ولاءه التام لحكومة بنيامين نتنياهو لأن ما يقوم به "جيش الدفاع" صحيح بشكل عام.

وفي مايو/أيار 2024، تباهى ثيل باستخدام نموذج "لافندر" للذكاء الاصطناعي الذي طورته شركته للاستهداف وإطلاق الصواريخ في غزة.

كما تتباهى "بالانتير" بكونها شريكا إستراتيجيا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وزودتها أكثر من مرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المرتبطة بحملاتها الشائنة.

ولا يقتصر دعم إسرائيل من "بالانتير" على مؤسسها ثيل فقط، بل يمتد إلى مديرها التنفيذي ومؤسسها المشارك آليكس كارب الذي أكد أكثر من مرة دعمه غير المنقطع للجيش الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • آخر إيرادات فيلم "فيها إيه يعني" في شباك التذاكر
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. نفحات روحية تُطمئن القلب وتفتح أبواب السماء
  • دروس مستفادة من رسالة الإمام الغزالي المُلهِمة «أيها الولد» في ذكرى وفاته
  • الأزهر.. 10 دروس تربوية وروحية من رسالة "أيها الولد" لأبوحامد الغزالي
  • الأحد.. مناقشة ديوان أنتم الناس أيها الظرفاء للشاعر ياسر قطامش
  • الأزهر: البشعة جريمة فيها إذلال وتخويف وتعذيب
  • الصحفيين: مناقشة ديوان "أنتم الناس أيها الظرفاء" للشاعر ياسر قطامش الأحد المقبل
  • «الحضارة السواحيلية والأثر العربي فيها».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • استثمر فيها إبستين واتهمها سنودن بالتجسس.. فما هي بالانتير؟
  • فيلم فيها إيه يعني يجمع إيرادات متوسطة