تفاصيل اتفاق المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت مصادر أوكرانية مطلعة، أن كييف ترسل هذا الأسبوع وفداً رسمياً إلى العاصمة الأمريكية، يضم ممثلين عن وزارات الاقتصاد والخارجية والعدل والمالية، لبدء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأمريكي حول مسودة اتفاق جديدة قدمتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتهدف المسودة إلى تنظيم التعاون في مجال استثمار الموارد المعدنية الأوكرانية، وهي نسخة محدثة من اتفاق سابق تعثر توقيعه في وقت سابق من هذا العام.
أوضحت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، أن الوثيقة الأمريكية الجديدة تُظهر نية واضحة لتأسيس صندوق أو كيان استثماري مشترك، مما يتطلب مفاوضات شخصية على أعلى المستويات، بعيداً عن اللقاءات الافتراضية.
وأشارت إلى أن كييف بدأت بالفعل في اختيار مستشارين قانونيين واستثماريين، تمهيداً لما وصفته بـ"مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية"، تتطلب قدراً كبيراً من الحنكة والخبرة الفنية.
ورغم امتناع الحكومة الأوكرانية عن كشف تفاصيل التقييم الرسمي للمسودة، إلا أن سفيريدينكو أكدت أن الوثيقة الجديدة تقدم تصوراً أمريكياً أكثر وضوحاً لهيكلية الصندوق المقترح، وصلاحياته، وآلية عمله.
وأضافت أن ما بيد كييف الآن هو "رؤية قانونية" من جانب وزارة الخزانة الأمريكية، وليست صيغة نهائية ملزمة، مما يفتح الباب لمفاوضات تقنية مفصلة.
تأتي هذه التطورات في ظل خلفية من التوترات الدبلوماسية التي تصاعدت في فبراير الماضي، عندما فشل اجتماع رفيع المستوى في المكتب البيضاوي، جمع الرئيسين زيلينسكي وترامب، في التوصل إلى اتفاق إطاري. وتسربت عقب ذلك نسخة من المسودة الجديدة، أثارت جدلاً في الأوساط السياسية الأوكرانية، حيث وصفها منتقدون بأنها تمهيد لفقدان كييف السيطرة على مواردها السيادية، لا سيما وأنها تتضمن بنوداً تمتد لتشمل الغاز والنفط، وليس فقط المعادن النادرة.
النسخة المسربة من الاتفاق الإطاري السابق كانت قد اقترحت إنشاء صندوق استثماري مشترك بين البلدين، تديره جهات من الطرفين، على أن تساهم أوكرانيا فيه بنسبة 50% من العائدات المستقبلية لمواردها الطبيعية، بهدف تمويل جهود إعادة الإعمار.
غير أن المسودة الحالية، حسب محللين، تُقلّص من الدور الأوكراني في إدارة الصندوق، مما يثير مخاوف بشأن فقدان السيطرة على الأصول الوطنية الحيوية.
من زاوية أمريكية، تندرج هذه الاتفاقات في سياق المنافسة العالمية على المعادن الاستراتيجية، مثل الليثيوم والتيتانيوم واليورانيوم، التي تُعد أساسية لصناعات المستقبل كالطاقة المتجددة والتقنيات الدفاعية. وتملك أوكرانيا احتياطات كبيرة من أكثر من 20 معدناً تُصنّف على أنها ذات "أهمية استراتيجية" بالنسبة للولايات المتحدة.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف عن تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد مع الصين
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن بلاده أبرمت اتفاقاً تجارياً مع الصين، وذلك بعد يومين من المفاوضات المكثفة التي جرت في العاصمة البريطانية لندن، وأسفرت عن التوصل إلى إطار عمل شامل يشمل الرسوم الجمركية والقيود التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأوضح ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن الاتفاق ينتظر الآن الموافقة النهائية من نظيره الصيني شي جين بينج، ومنه شخصياً، مؤكداً أن الجانبين اتفقا على إزالة القيود الصينية المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، وهي مكونات صناعية حيوية تدخل في تصنيع أشباه الموصلات والتكنولوجيا المتقدمة. كما نص الاتفاق على السماح للطلاب الصينيين بالالتحاق بالجامعات الأمريكية.
تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدةوحول ملف الرسوم الجمركية، كشف ترامب أن الاتفاق ينص على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية تصل إلى 55 بالمئة على الواردات الصينية، مقابل 10 بالمئة فقط تفرضها الصين على السلع الأمريكية.
وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن النسبة الإجمالية 55 بالمئة تمثل رسوماً فرضها ترامب سابقاً على مختلف الدول، تشمل 10 بالمئة على جميع الشركاء التجاريين، و20 بالمئة إضافية على الصين والمكسيك وكندا بسبب اتهامات تتعلق بتهريب الفنتانيل، إلى جانب 25 بالمئة فرضت خلال ولايته الأولى على المنتجات الصينية.
وقال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إن نسبة الـ55 بالمئة على الواردات الصينية باتت ثابتة ولن تخضع لأي تعديل مستقبلي، مؤكداً لقناة "سي إن بي سي" أن الرسوم الجمركية "لن تتغير".
جاء الاتفاق بعد أن اجتمع وفدان رفيعا المستوى من واشنطن وبكين في لندن يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، بعد مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع الرئيس شي جين بينغ أنهت أزمة اندلعت عقب اتفاق جنيف الأولي الشهر الماضي. وكان اتفاق جنيف قد عُد إنجازاً أولياً خفف من حدة الحرب التجارية، لكنه سرعان ما تعثر بسبب استمرار الصين في فرض قيود على صادراتها من المعادن المهمة، ورد إدارة ترامب بفرض ضوابط جديدة على تصدير برامج تصميم أشباه الموصلات والطائرات.
وأكد لوتنيك أن الإطار الذي اتفق عليه في لندن سيؤدي إلى رفع القيود بشكل "متوازن"، دون أن يقدم تفاصيل دقيقة حول آليات التنفيذ بعد انتهاء المفاوضات في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بتوقيت لندن.
من جهته، قال نائب وزير التجارة الصيني لي تشنج جانج إن الطرفين توصلا إلى إطار عمل تجاري سيُعرض على القيادة السياسية في كل من بكين وواشنطن.
الأسواق العالمية تترقب.. و"المربع الأول" أفضل من لا اتفاقوأدت سياسات ترامب الجمركية المتقلبة في السنوات الأخيرة إلى اضطراب كبير في الأسواق العالمية، وتسببت في ارتباك داخل الموانئ وقطاع التجارة الدولية، حيث تكبدت الشركات خسائر ضخمة وارتفعت كلفة السلع عالمياً. كما خفّض البنك الدولي، الثلاثاء، توقعاته للنمو العالمي خلال عام 2025 بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 2.3 بالمئة، محذراً من أن الرسوم الجمركية وعدم اليقين يعيقان معظم الاقتصادات.
وقال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في إفادة للكونجرس عقب عودته من لندن، إن الصين أظهرت استعداداً للالتزام ببنود اتفاق جنيف بعد المحادثات الأخيرة، معتبراً أن إعادة التوازن للعلاقات الاقتصادية بين البلدين بات ممكناً.
في المقابل، قال جوش ليبسكي، كبير مديري مركز الجغرافيا الاقتصادية في المجلس الأطلسي، إن الطرفين "عادا إلى المربع الأول"، لكنه اعتبر أن ذلك أفضل من انهيار المحادثات بالكامل.
رغم التفاؤل الحذر، لا تزال تفاصيل كثيرة غير واضحة حول كيفية تنفيذ الاتفاق، حيث من المقرر أن يواصل الجانبان المفاوضات حتى العاشر من أغسطس المقبل. وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق شامل بحلول ذلك الموعد، فإن الرسوم الجمركية مرشحة للارتفاع إلى 145 بالمئة على المنتجات الصينية و125 بالمئة على المنتجات الأمريكية، ما يهدد بإعادة تصعيد الحرب التجارية إلى مستويات غير مسبوقة.