إيران ترفض إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن وعرض روسي للوساطة
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
رفضت إيران الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن ملفها النووي، وأكدت أن عرضها بإجراء مفاوضات غير مباشرة "سخي ومسؤول"، في حين قدمت روسيا عرضا للوساطة بين الطرفين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بطهران، إن سلطنة عُمان تُعدّ من أبرز الخيارات المطروحة لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأميركي.
وفي رده على التهديدات العسكرية ضد إيران، قال بقائي "نحن مستعدون لأي طارئ، والجمهورية الإسلامية الإيرانية عملت على بناء قدراتها الدفاعية على مدى العقود الخمسة الماضية. وإذا تحققت التهديدات الموجهة لإيران، فسوف تقابل برد فعل صارم من إيران".
وأعلنت إيران أنها مستعدة للانخراط في مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، ووصف بقائي العرض بأنه "سخي ومسؤول".
رسالة وردوفي 12 مارس/آذار الماضي، سلّم أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات رسالة من ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي، في حين ردت طهران على الرسالة عبر سلطنة عمان.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -أمس الأحد- إن الرد الإيراني على رسالة الرئيس الأميركي "جاء بما تناسب مع المحتوى واللغة المستخدمة (من قبله)، وفي الوقت ذاته تم الحفاظ على فرصة الدبلوماسية".
إعلانوأضاف عراقجي أن "المفاوضات المباشرة مع طرف هدّد على الدوام باستخدام القوة خلافا لميثاق الأمم المتحدة، وعبّر عن مواقف متناقضة، لا معنى لها".
وأكد أن طهران "مع التزامها بمسار الدبلوماسية والحوار لتبديد سوء الفهم وتسوية الخلافات، تبقى مستعدة للأحداث المحتملة كافة، وستكون جادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية، كما أنها جادة في الدبلوماسية والمفاوضات".
وأكد الرئيس الأميركي -الخميس الماضي- أنه يفضّل إجراء "مفاوضات مباشرة" مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق جديد حول برنامجها النووي. وقال "أظن أنه سيكون من الأفضل إجراء مفاوضات مباشرة. فالوتيرة تكون أسرع ويمكنكم فهم المعسكر الآخر بشكل أفضل مما هو الحال وقت الاستعانة بوسطاء".
وفي وقت سابق، هدّد ترامب بفرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.
والسبت، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة من موقع الندية وليس تحت التهديد، واعتبر أن تهديدات ترامب "لا تسيء فقط إلى إيران، بل إلى العالم بأسره، وتتناقض مع دعوتهم إلى الحوار".
عرض روسيوأعلنت روسيا اليوم استعدادها لبذل كل ما في وسعها من جهود للمساعدة في تهدئة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "نتشاور بشكل مستمر مع شركائنا الإيرانيين بما في ذلك حول مسألة الاتفاق النووي".
وأضاف "ستستمر تلك العملية بما في ذلك خلال المستقبل القريب. وبالطبع، روسيا مستعدة لبذل كل جهد ممكن والقيام بكل ما هو متاح للمساهمة في حل تلك المشكلة بالسبل السياسية والدبلوماسية".
وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي إن تصريحات ترامب بشأن قصف إيران لا تؤدي إلا إلى "تعقيد الموقف"، وحذر من أن مثل تلك الضربات قد تكون "كارثية" على المنطقة بشكل أوسع.
إعلانوخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، كان من أبرز محطاتها سحب بلاده أحاديا عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" حيال طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مفاوضات مباشرة مباشرة مع
إقرأ أيضاً:
مصطفى الفقي: الحرب قضت على أسطورة البرنامج النووي الإيراني.. طهران لم تعد هدفا لأمريكا
أكد المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، أن نهاية الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل جاءت بشكل غير معتاد، حيث لم تشهد مفاوضات تقليدية أو وساطات، ولم يصدر الإعلان من الطرفين كما هو معتاد، بل تم الحسم من قبل طرف ثالث.
وأضاف مصطفى الفقي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المُذاع عبر شاشة “إم بي سي مصر”، : "لأول مرة نرى رئيس دولة ثالثة يحسم الصراع بين طرفين بكلمة منه، وكان هو صاحب القرار، وليس طرفًا مشاركًا في الحرب، وهذه سابقة لم تحدث من قبل"، موضحًا أن التصعيد الأخير في العمليات العسكرية بلغ ذروته، حيث وصل الموقف إلى قمة التصعيد، وتم استخدام أكبر قدر ممكن من النيران من الجانبين، وهو ما حدث فعليًا من قبل إيران وإسرائيل.
وأشار مصطفى الفقي، إلى أن الحرب قضت على أسطورة البرنامج النووي الإيراني، وأصبح واضحًا أن إنهاء النظام الإيراني لم يعد هدفًا أمريكيًا، موضحًا أن التاريخ قد يبتلع أشياء كثيرة، وتم طي صفحة من الصفحات، ولن يكون هناك برنامج نووي إيراني يهدف لإنتاج أو امتلاك سلاح نووي.
وتابع: “منذ التسعينيات، كان هناك تطلع إيراني لبناء برنامج نووي، خاصة بعد أن نجحت باكستان والهند في إنتاج هذا السلاح، وكانت إيران تسعى لحيازته”، مشيرًا إلى أن هناك أهدافًا أخرى للوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست بالضرورة أهدافًا عسكرية، كما أن إيران ترى اليوم أنها ربما أخطأت بانضمامها لمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
واستكمل: "من البداية، كانت إسرائيل واعية تمامًا بأن أي برنامج نووي في دولة عربية أو إسلامية، سيكون بمثابة خطر رئيسي يهددها".