أغلقت منظمة أطباء بلا حدود، مشروع جراحة الإصابات في العاصمة المؤقتة عدن، جنوب اليمن، بعد 12 عاما من العمل، بالتزامن مع انخفاض حدة الصراع في البلاد.

 

وقالت المنظمة في بيان لها، إنه مع انخفاض حدة الصراع في عدن، اليمن، ومعه انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من صدمات نفسية ناجمة عن العنف، اختتمت منظمة أطباء بلا حدود مشروعها الذي استمر 12 عامًا في مركز عدن للصدمات النفسية، متعهدة بإعادة تركيز أنشطتها في عدن لتوفير الرعاية الطبية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.

 

وأضافت بأنه وعلى مدار الاثني عشر عامًا الماضية، عالجت فرق أطباء بلا حدود في عدن آلاف الأشخاص المصابين بجروح بالغة جراء الحرب في اليمن، وقدمت لهم خدمات إعادة التأهيل، حيث قدمت أكثر من 65,000 استشارة طارئة وما يقرب من 68,000 عملية جراحية. عانى معظم المرضى من كسور مفتوحة، أو حروق، أو إصابات ناجمة عن طلقات نارية ومتفجرات.

 

وأردفت: "مع تفاقم الصراع في اليمن خلال معركة عدن عام 2015، تكثفت أنشطة مركز عدن للصدمات. وبينما عالجت فرق المركز تدفقًا هائلًا من المرضى المصابين بجروح حرب بالغة، أدرنا أيضًا مركز طوارئ متقدمًا وعيادات جراحية متنقلة في المدينة لضمان استقرار حالات جرحى الحرب وتحسين فرص نجاتهم".

 

وقال أوليفييه مارتو، نائب رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن: "كان مركز عدن للصدمات المستشفى الوحيد المتخصص في الإصابات الحادة في المنطقة، وكان بمثابة مركز رئيسي لعلاج المرضى. جاء بعض مرضانا من أماكن بعيدة جدًا، وكانوا يسافرون أحيانًا لأيام في ظروف صعبة بحثًا عن رعاية طبية مجانية".

 

المنظمة أوضحت أنه وفي عام 2018، وفي أعقاب الهجوم على الحديدة، قامت فرق أطباء بلا حدود بزيادة سعة المستشفى من 86 إلى 104 أسرة للاستجابة لتدفق آخر من جرحى الحرب، حيث كان مركز عدن للصدمات المستشفى الوحيد المتخصص في الإصابات الحادة في المنطقة، وكان بمثابة مركز رئيسي لعلاج المرضى.

 

وفي عام 2020، تصاعد الصراع في جنوب الحديدة، بينما كان المستشفى في عدن يستقبل عددًا كبيرًا من حالات الصدمات الشديدة التي تتطلب رعاية متخصصة ومكثفة ومتعددة التخصصات، وفقا لأطباء بلا حدود.

 

وأشارت المنظمة إلى أن من بين المرضى رياض محمد أحمد صالح ممن أُدخلوا مركز الإصابات خلال هذه الفترة. وهو من محافظة أبين المجاورة لعدن، وقد أُحيل إلى عدن بسبب إصابته بطلق ناري خطير، ففي مركز الإصابات بعدن، خضع لعملية فغر القولون، مما أنقذ حياته.

 

وقال رياض: "كان جرح الرصاصة بالغًا؛ لم أتخيل يومًا أنني سأبقى على قيد الحياة اليوم". "عندما وصلتُ إلى المستشفى، كنتُ أعاني من ألمٍ مبرح. طمأنني الأطباء بأنني سأكون بخير. ورغم بعض المضاعفات التي طرأت على فغر القولون، إلا أنني ممتنٌّ لحياتي اليوم وللدعم الطبي الذي تلقيته".

 

ولتخفيف الضغط المستمر على الفرق الطبية واللوجستية والتشغيلية في مركز عدن للصدمات، افتتحت منظمة أطباء بلا حدود في عام 2018 مستشفى ميدانيا للصدمات في المخا، بين الحديدة وعدن، مع تصاعد الصراع على الساحل الغربي لليمن.

 

وقال مارتو: "من أبريل إلى أغسطس 2020، استقبل مركز عدن للصدمات 493 مريضًا من جبهات القتال على الساحل الغربي، معظمهم مصابون بطلقات نارية أو ألغام أرضية أو تفجيرات". مضيفا: "كانت حوالي 20 سيارة إسعاف تنقل المرضى يوميًا من الحديدة والمناطق المحيطة بها إلى عدن، في رحلة تستغرق ست ساعات بالسيارة للوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة".

 

وقال الدكتور يوسف نجوان، الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في عدن منذ عام 2015: "في الأسابيع الأولى، استقبلنا مئات المرضى. وصل العديد منهم إلى المركز وهم يعانون بالفعل من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. كانت فرقنا تعمل على مدار الساعة لتقديم أفضل علاج ممكن، لكننا كنا تحت ضغط هائل."

 

في عام 2021، شهدت فرق أطباء بلا حدود تدفقًا هائلًا لمرضى كوفيد-19 ذوي الحالات الحرجة الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى في عدن. بعد ست سنوات من الحرب، تراجع نظام الرعاية الصحية في اليمن، وتقلصت القدرة على علاج المرضى في العناية المركزة. بدأت منظمة أطباء بلا حدود بتقديم الدعم لمركز علاج كوفيد-19 في مستشفى الصداقة، بدعم من وزارة الصحة العامة والسكان.

 

وفي عام 2023، كان هناك انخفاض إضافي في العنف السياسي في اليمن، حيث انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بدء الصراع الحالي في عام 2015، حيث حافظت جماعة الحوثي والحكومة المعترف بها دوليًا على هدنة غير رسمية منذ انتهاء الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أكتوبر 2022. ونتيجة لذلك، شهدت فرقنا في عدن انخفاضًا في حالات الصدمات المرتبطة بالصراع، بينما عالجت عددًا متزايدًا من المرضى المصابين في حوادث منزلية وحوادث طرق.

 

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود، أنها تجري حاليًا تقييمًا للفجوات الطبية والاحتياجات ذات الأولوية في عدن بالتنسيق مع وزارة الصحة. وفي عام 2025، حيث تهدف المنظمة إلى إعادة تركيز أنشطتها في عدن لتقديم خدمات طبية جديدة للأشخاص الأكثر حاجة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: عدن اطباء بلا حدود اليمن مساعدات الحرب في اليمن منظمة أطباء بلا حدود أطباء بلا حدود فی الصراع فی فی الیمن وفی عام فی عام فی عدن

إقرأ أيضاً:

العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الخميس، أن الشعب اليمن عازم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين العابر للحدود، وإستعادة الدولة بعد استنفاذ جميع الجهود مع الحوثيين للإستجابة للإرادة الشعبية.

 

جاء ذلك خلال لقاء الرئيس العليمي، في العاصمة الروسية موسكو، بالسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين لدى روسيا الاتحادية.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن العليمي وضع السفراء العرب أمام تطورات الاوضاع على الساحة اليمنية، بما في ذلك التحديات الاقتصادية والانسانية والمعيشية التي فرضتها حرب جماعة الحوثي على الشعب اليمني وما الحقته من دمار هائل في البنى التحتية والخدمات الاساسية، والدعم العربي والدولي المطلوب لتعزيز جهود الحكومة في مواجهة هذه التحديات.

 

وأشار العليمي، لنتائج زيارته الى موسكو ومباحثاته المثمرة مع الرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين في مجلس الدوما والحكومة الروسية، والفعاليات السياسية والدبلوماسية، والفكرية المهتمة بالشأن اليمني.

 

وأعرب الرئيس، عن اعتزاز الشعب اليمني بالموقف العربي الموحد الداعم للشرعية الدستورية، وسيادة اليمن واستقلاله، وسلامة اراضيه، وتطلعات شعبه في السلام والاستقرار والتنمية.

 

ولفت إلى المعركة الوجودية التي يخوضها الشعب اليمني منذ أكثر من عشر سنوات ضد مشروع جماعة الحوثي، قائلا ان "الشعب اليمني عازم اليوم أكثر من اي وقت مضى، على انهاء المعاناة واسقاط هذا المشروع، وأجندته العابرة للحدود".

 

وأكد الرئيس استنفاد كافة الجهود لدفع جماعة الحوثي الى التخلي عن نهجها العنصري، والاستجابة للإرادة الشعبية، وقرارات الشرعية الدولية.


مقالات مشابهة

  • الحرب تدمر مركز أبحاث المايستوما بالسودان: كارثة صحية تتهدد حياة الفقراء
  • وزير الصحة لـ«التغيير»: مشاهد مرضى الكوليرا على الأرض لن تتكرر
  • ترتيب صادم للدول العربية في سرعة الإنترنت 2025.. بأي مركز حلت اليمن؟
  • الذكاء الاصطناعي يحسّن إدارة سكر الدم بعد جراحة القلب
  • «أطباء بلا حدود»: فشل خطة أمريكا وإسرائيل لتوزيع الغذاء بغزة.. والمساعدات تستخدم لـ"أهداف سياسية"
  • إنجاز 179 جراحة وخدمة طبية بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة في المستشفى الجامعي بدمشق
  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • بعد إقراره نهائيا.. ننشر فلسفة مشروع قانون تنظيم المسؤولية الطبية
  • كفيف يعمل مرشدا مع حملات الحج الأردنية منذ 25 عاما (فيديو)
  • أطباء بلا حدود: الأوضاع الإنسانية في خانيونس تشهد تدهورا متسارعا