حسام عبدالنبي (أبوظبي)
واصلت أسعار الذهب الوصول إلى مستويات قياسية جديدة أمس، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وتجدد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتداعيات الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما عزز الإقبال على الملاذات الآمنة وأهمها الذهب.
وبحلول الساعة 1253 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 1.

2% إلى 4188.95 دولار للأوقية بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4217.95 دولار في وقت سابق. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 1% إلى 4205.20 دولار.


مستويات تاريخية 
وتفصيلاً قال مهند ياقوت، كبير محللي الأسواق بالشرق الأوسط لدى «سكوب ماركتس» إن أسعار الذهب وصلت إلى مستويات تاريخية، مسجلة ارتفاعات كبيرة مقارنة بالمستويات التي بدأ بها التداول خلال العام الحالي قرب 2620 دولاراً.
وأضاف أنه على الرغم من أن تصريحات الرئيس الأميركي حول إعادة فرض رسوم جمركية مشددة على الواردات الصينية، أسهمت في تصاعد المخاوف الجيوسياسية وزيادة الطلب على الأصول الآمنة، إلا أن هذا الصعود في أسعار الذهب مدفوع بعوامل أعمق تتعلق بالتحولات الاقتصادية الكلية، موضحاً أن من أبرز المحركات الحالية لأسعار الذهب هو تزايد التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في عام 2025، خاصة بعد صدور بيانات سوق العمل الأخيرة، حيث بدأت الأسواق تتوقع بشكل متزايد تحوّلاً نحو خفض أسعار الفائدة، ما يُعزز من جاذبية الذهب كأصل لا يدرّ عائداً.
وأشار ياقوت، إلى أنه في الوقت ذاته، لا تزال المخاوف قائمة بشأن احتمال استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لفترة طويلة، ما يُقوّض ثقة المستثمرين في استقرار الوضع المالي ويزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن. ولفت إلى أن من العوامل التي دعمت الصعود وجود تسارعاً في الاتجاه نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، حيث واصلت البنوك المركزية، خصوصاً في الأسواق الناشئة، تعزيز احتياطاتها من الذهب، في محاولة لتنويع الأصول وتقليل المخاطر من تحركات العملة الأميركية، مدللاً على ذلك بتسجيل البنوك المركزية صافي شراء إيجابي للذهب في 27 من أصل 28 شهراً ماضية، وهو ما شكّل دعامة قوية لصعود الذهب.
وأكد ياقوت، أن اندفاع المزيد من المستثمرين إلى الذهب كوسيلة تحوّط ضد التضخم طويل الأجل وتراجع القوة الشرائية للعملات، جاء أيضاً في ظل استمرار مستويات الدين السيادي المرتفعة والعجز المالي المتفاقم في العديد من الاقتصادات الكبرى، الأمر الذي أعاد القلق بشأن تآكل قيمة العملات الورقية، مختتماً بالإشارة إلى أن جميع هذه العوامل ترسم ملامح مشهد عام داعم لاستمرار صعود الذهب، في حين تأتي تصريحات ترامب بمثابة سبب آخر للارتفاعات خلال الفترة الحالية.

أخبار ذات صلة الذهب قرب مستوى قياسي مرتفع الذهب يلامس ذروة قياسية جديدة

الإغلاق الحكومي
ومن جهته يرى مات سيمبسون، محلل الأسواق العالمية في شركة «ستون إكس إن»، أن الإغلاق الحكومي الأميركي والتصريحات المائلة للتيسير من جيروم بأول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، وفرا الأسباب الأحدث لتسارع ارتفاع أسعار الذهب، حيث أوضح باول أن سوق العمل الأميركية لا تزال ضعيفة، وأن قرارات أسعار الفائدة سيتم اتخاذها اجتماعاً بعد اجتماع، لتحقيق توازن بين ضعف سوق العمل واستمرار التضخم فوق المستهدف، منوهاً بأن توقعات المستثمرين في الوقت الحالي تتمثل في احتمال شبه مؤكد لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهري أكتوبر وديسمبر، وفقاً لبيانات التسعير في الأسواق.
وأشار سيمبسون، إلى أن الذهب يستفيد من الفوضى العالمية، وعادة ما يزدهر الذهب في بيئات انخفاض أسعار الفائدة وأوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية. وأوضح أن الذهب المصنف كملاذ آمن ارتفع بنسبة تقارب 60 بالمئة منذ بداية العام، مدعوماً بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية، والمشتريات القوية من البنوك المركزية، واتجاه فك الارتباط بالدولار، إضافة إلى التدفقات المرتفعة على صناديق المؤشرات المتداولة، مختتماً بالقول إن هذا الصعود أصبح الآن تجارة قائمة على الزخم، حيث يندفع المتداولون للشراء لمجرد مطاردة الأسعار التي تواصل الابتعاد عن متناولهم.

توقعات إيجابية
وأفاد جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي العالمي في «ساكسو بنك» بأن توقعات الربع الرابع من العام الحالي تتضمن عدداً من العوامل التي تُكسب الذهب مزيداً من الزخم، وأهمها ضعف مرتقب للدولار الأميركي، وتزايد مخاطر الركود الأميركي، إلى جانب النظرة الحذرة للأسهم حيث تبدو التقييمات الأميركية مرتفعة، فيما قد تقترب دورة استثمارات الذكاء الاصطناعي من نقطة تحول.
وقال إن الذهب ارتفع بنسبة ملحوظة خلال العام الحالي، ما يعكس قلق المستثمرين من الديون العالمية والتضخم، مؤكداً أن «ساكسو بنك» يحتفظ بتوقعات إيجابية طويلة الأجل، مع استمرار احتمال صعود الأسعار في ظل التحديات التي تواجه استقلالية البنوك المركزية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذهب البنوک المرکزیة أسعار الفائدة أسعار الذهب إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذهب يبلغ قمة جديدة مدفوعا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.. كم وصلت قيمته؟

ارتفعت أسعار الذهب الأربعاء، مع تزايد توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وتصاعد التوترات الجيوسياسية، مما عزز توجه المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن.

وبحلول الساعة 12:53 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.2 بالمئة مسجلا 4188.95 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4217.95 دولار في وقت سابق من الجلسة. فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول/ ديسمبر بنسبة 1 بالمئة لتصل إلى 4205.20 دولار للأوقية.

وقال فؤاد رزاق زاده، محلل السوق لدى موقع "فوركس دوت كوم": "شهد الذهب ارتفاعاً حاداً ولا يبدو أنه سيتوقف في الوقت الراهن، ومع تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال الأيام الماضية، أصبح لدى المستثمرين سبب أكبر للتحوط ضد مخاطر الأسواق عبر تنويع استثماراتهم في الذهب".


وصعدت أسعار الذهب نحو 58 بالمئة منذ بداية العام، مدعومة بعوامل متعددة تشمل التوترات الجيوسياسية، توقعات خفض أسعار الفائدة، عمليات شراء البنوك المركزية، الحد من الاعتماد على الدولار، بالإضافة إلى تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة.

كما انخفض الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أشار إلى أن سوق العمل الأمريكي لا تزال تواجه ركوداً يتسم بانخفاض معدلات التوظيف والتسريح، وهو ما عزز التوجه نحو الملاذات الآمنة.

ويعتبر الذهب تقليديا ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتضخم، ويزدهر في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة لكونه أصلاً لا يدر عائداً. وتشير تقديرات أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي.إم.إي" إلى أن المتداولين يتوقعون خفضاً في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مع احتمال بلغ 98 بالمئة لخفض آخر في كانون الأول/ديسمبر.


وعززت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إقبال المستثمرين على الذهب والمعادن الثمينة، بعدما أشار إلى أن واشنطن تدرس قطع بعض العلاقات التجارية مع الصين، عقب تبادل الجانبين فرض رسوم جمركية خلال الأسبوع الجاري. كما تتابع الأسواق تطورات إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي أدى إلى توقف صدور البيانات الرسمية، مما قد يؤثر على توقعات صانعي السياسات الاقتصادية في الخارج.

وفي المعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة بنسبة 2.5 بالمئة مسجلاً 52.75 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى قياسي له الثلاثاء الماضي عند 53.6 دولار. وعلق مايكل براون، كبير خبراء الأبحاث في "بيبرستون"، أن ارتفاع سعر الفضة مدفوع بنقص حاد في المعروض في لندن وارتفاع أسعار الإيجارات، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع قد يتراجع سريعاً إذا تلاشى النقص في المعروض.

كما سجلت أسعار المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفع البلاتين بنسبة 0.9 بالمئة إلى 1651.85 دولار للأوقية، فيما صعد البلاديوم بنسبة 1.8 بالمئة إلى 1553.43 دولار للأوقية، مدعومة بتزايد الطلب من الصناعات التحويلية والتقنيات الحديثة.

مقالات مشابهة

  • الذهب يبلغ قمة جديدة مدفوعا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية.. كم وصلت قيمته؟
  • الذهب يتخطى 4200 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق 
  • الذهب يتخطى حاجز 4200 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه
  • الذهب يواصل الصعود التاريخي.. الأونصة تتخطى 4200 دولار
  • الذهب يواصل التحليق ويتجاوز عتبة 4200 دولار للأونصة
  • الذهب يتجاوز 4200 دولار لأول مرة على الإطلاق
  • الذهب يقترب من 4200 دولار مدفوعا برهانات خفض الفائدة
  • الذهب يسجل ذروة قياسية جديدة بفضل رهانات خفض أسعار الفائدة
  • الذهب يحطم الأرقام القياسية عالميًا ويتجاوز 4100 دولار للأونصة