جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@17:54:58 GMT

الحوار صوت العقل

تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT

الحوار صوت العقل

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

"إن سلطنة عُمان تُمثّل صوت الحكمة في الشرق الأوسط، وهي أحد الأماكن القليلة التي يمكن للسلام أن يبدأ منها دون ضوضاء" الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.

***********

في زمن اشتعلت فيه فتائل الحروب أبقت مسقط على مكانتها الدولية كأرض للسلام ومكان مناسب للكلمة والحوار والإنصات لصوت العقل؛ فالعاصمة مسقط لا تصنع ضجيجًا دبلوماسيًا حول المفاوضات؛ بل تحترم هذا اللقاء غير المُباشر بين أي طرفين.

وفي ذلك تعمل عُمان على تهيئة المكان والبيئة المواتية لنجاح أي مفاوضات أو مباحثات بين خصمين، ولذلك استحقت العاصمة مسقط أن تكون صوت العقل والحكمة ومقر السلام والحوار، وهي اليوم تستعد لتفتح من جديد بابًا للحوار الذي يُستأنف في زمن التوترات الدولية وفي عالمٍ كثر به الهرج والمرج وازدادت فيه الأبواب إغلاقًا؛ فشرَّعت مسقط بوابتها من جديد لاستضافة حوار بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الملف النووي الإيراني.

هذه ليست المرة الأولى لعُمان في صناعة سلام ينزع فتيل الحرب بالمنطقة، لكنها تأتي في لحظة فارقة؛ حيث تتقاطع التهديدات وتتزاحم الاحتمالات، وتصبح الكلمات أكثر أهمية من الصواريخ.

والعاصمة مسقط مدينة السلام اعتادت أن تكون ملاذًا دبلوماسيًا آمنًا؛ حيث إنها لا تصدر الأحكام ولا ترفع الرايات؛ بل تمنح الجميع الفرصة للحديث بين اروقة قاعات اجتماعاتها يجد فيها فرقاء السياسةُ متنفسًا، ويجد المتخاصمون مساحة للإنصات والتواصل والتفاهم فيما بينهم.

لقد كانت عُمان ولا تزال، تُتقِن فن الحياد دون غياب عن المشهد الإقليمي والعالمي، والتواجد والحضور الإيجابي؛ لما من شأنه أن يُحدث التوازن والحوار والتفاهم بين الأطراف؛ لذلك عندما قررت الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية العودة إلى طاولة الحوار حول الملف النووي الإيراني الشائك، اختارتا مسقط؛ لما تمثله من ثقة دولية وتاريخ لصناعتها للحوار الجاد والسلام.

والملف النووي الإيراني يُعد اليوم واحدًا من أكثر الملفات الشائكة بالعالم، وبداية حوار أمريكي إيراني سيكون بمثابة خطوة مهمة لإيجاد توازن يُجنِّب المنطقة اشتعال فتيل الحرب؛ فالحوار بلا شك سيفتح الباب نحو خطوات تكبح التصعيد الذي تقوده إسرائيل بالمنطقة، والتي تسعى لدفع الولايات المتحدة نحو توجيه ضربة للمفاعل النووي الإيراني، ما قد ينتُج عنه تداعيات لا تُحمد عقباها.

لكن اليوم يُفتح بابٌ جديد للحوار بين واشنطن وطهران في عالمٍ يتسابق فيه الرصاص مع العقل، ولا زالت مسقط تمضي وحدها بخطى ثابتة على رصيف الحكمة، لا ترفع شعارات، ولا تتباهى بدبلوماسيتها، لكنها تبني بصمتٍ ما تعجز عنه العواصم الكبرى، ومع كل خطوة نحو مسقط يعود العالم إلى رُشده قليلًا، يعود ليتذكر أن ما بين الحرب والسلام، يكفي أن يُصغي طرفان لبعضهما، والآن مسقط تقول إنِّه آن الأوان لكي يستمع كل طرف للآخر من أجل التوصل لحلٍ يُسهم في نشر السلام والاستقرار في هذه البقعة من العالم المضطرب.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دعوة خليجية لضبط النفس والعودة للحوار

البلاد (جنيف)

جددت دول مجلس التعاون الخليجي، عبر بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة، إدانتها الشديدة للهجمات الإسرائيلية على إيران، خاصة تلك التي استهدفت منشآت نووية، محذرة من التداعيات الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة.
جاء ذلك في كلمة الوزير المفوض فيصل العنزي، نائب مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل.
ووصفت المجموعة الخليجية هذه الهجمات بأنها انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، معتبرة أن استهداف المنشآت النووية يشكل تهديداً مباشراً للسلامة الإقليمية والدولية، نظراً لما ينطوي عليه من مخاطر بيئية وإنسانية جسيمة. وأكد البيان أن المرحلة الراهنة في المنطقة خطيرة للغاية، محذراً من أن استمرار التصعيد قد يقضي على فرص الحلول الدبلوماسية ويزيد من تعقيد الوضع.
ودعت دول الخليج جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف الأعمال العدائية فوراً، مع تأكيد أهمية الحوار والدبلوماسية كسبيل لتجاوز الأزمة. كما أشارت إلى الدور الحيوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مراقبة أمن المنشآت النووية، محذرة من أن أي اعتداء عليها قد يؤدي إلى كارثة بيئية إقليمية.
وأشاد البيان بالجهود التي تبذلها سلطنة عمان كوسيط في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً أن الحوار السياسي هو الحل الأمثل لضمان الأمن والاستقرار. كما شدد على أهمية حماية الممرات البحرية الحيوية لمنع تهديد التجارة العالمية والمنشآت النفطية.
واختتمت المجموعة دعوتها لمجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الانزلاق نحو حرب شاملة، مؤكدة أن الأمن الجماعي بالمنطقة يتطلب تعاوناً دولياً جاداً وإرادة سياسية حقيقية.

مقالات مشابهة

  • إيران: الولايات المتحدة خانت الجهود الدبلوماسية والتاريخ لن يغفر أفعالها
  • التنسيق المحكم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الملف الإيراني من البديهيات
  • الجيش الإيراني يهدد الولايات المتحدة
  • ما شكل الرد الإيراني المتوقع على الضربة الأميركية؟
  • حزب الله صامد على موقفه...بري: الحل بالعودة إلى الحوار الأميركي - الإيراني
  • وزير الدفاع الأميركية: دمرنا البرنامج النووي الإيراني
  • ستارمر: واشنطن اتخذت إجراءات لاحتواء تهديد البرنامج النووي الإيراني وندعو طهران للمفاوضات
  • دعوة خليجية لضبط النفس والعودة للحوار
  • من الرجل الذي يؤخر دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران؟
  • هل ستخوض الولايات المتحدة حربًا ضد إيران؟ اسألوا سارية العلم!