دور الشعوب في كسر الحصار عن غزة.. صوت الضمير في مواجهة آلة الإبادة
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، يشنّ الكيان الصهيوني حربا شاملة على قطاع غزة، تجاوزت كل الخطوط الحمراء. حرب لم تترك بشرا ولا حجرا، استُخدمت فيها كل أدوات الإبادة الجماعية: القصف العشوائي، والحصار الشامل، ومنع الغذاء والماء والدواء، واستهداف المدنيين والمستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء.
أرقام تعكس هول الجريمة:
- أكثر من 60000 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء.
- ما يزيد عن 120000 جريح، بينهم عشرات الآلاف بإصابات بالغة وتشوهات دائمة.
- أكثر من 1.9 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة، أي أكثر من 85 في المئة من سكان القطاع.
- تدمير أكثر من 70 في المئة من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد.
- استهداف أكثر من 500 منشأة طبية، وانهيار تام للمنظومة الصحية.
- منع دخول الوقود والمياه والمواد الغذائية الأساسية منذ أكثر من 150 يوما.
- مئات الأطفال ماتوا جوعا أو بسبب نقص الرعاية الطبية، وفق تقارير الأمم المتحدة.
واجب الأمة الإسلامية اليوم ليس خيارا، بل فرض عين، فعلى الدول الإسلامية قطع العلاقات فورا مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والإعلامي، ودعم المقاومة بكل السبل، والتحرك في المحافل الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. وعلى الشعوب والأفراد نصرة القضية بالكلمة، والصوت، والمقاطعة، ودعم أهل غزة بالمال والدواء والضغط السياسي، وفضح الجرائم
إن هذه الإحصاءات ليست مجرد أرقام، بل هي أرواح تُزهق، وأُسر تُباد، ومجتمع يُمحى من الوجود أمام أعين العالم.
وفي مقالي السابق على موقع "عربي21"، بيّنت كيف أن صمت الأنظمة وتواطؤ القوى الكبرى جعل الاحتلال يشعر بالإفلات من العقاب، بل وبالشرعية الكاملة لجرائمه. واليوم، أجدني أوجه حديثي بشكل مباشر إلى الشعوب: أنتم الأمل الباقي، والرهان الحقيقي.
إن واجب الأمة الإسلامية اليوم ليس خيارا، بل فرض عين، فعلى الدول الإسلامية قطع العلاقات فورا مع الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والإعلامي، ودعم المقاومة بكل السبل، والتحرك في المحافل الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. وعلى الشعوب والأفراد نصرة القضية بالكلمة، والصوت، والمقاطعة، ودعم أهل غزة بالمال والدواء والضغط السياسي، وفضح الجرائم في كل منصة، وفي كل منبر..
وأقولها لأحرار العالم: إن لم تتحركوا الآن، فمتى؟ فإن سقطت غزة اليوم، فغدا يسقط الحق في عواصمكم.
ما الذي يمكن -ويجب- أن تفعله الشعوب؟
1- الحراك الشعبي المستمر:
لا بد من استمرار المسيرات، والاعتصامات، والفعاليات التضامنية في كل الساحات، وفي العواصم العالمية بشكل متزامن ومنظم.
2- الضغط على الحكومات:
مطالبة الحكومات بشكل علني بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف أي شكل من أشكال التطبيع أو التعاون الأمني والعسكري أو الاقتصادي.
3- المقاطعة الشاملة:
دعم حملات مقاطعة البضائع والشركات الداعمة للعدوان، وخاصة الشركات الأمريكية والصهيونية المتورطة مباشرة في تسليح الاحتلال، (مثل HP، Caterpillar، Starbucks، McDonald’s، وغيرها). المقاطعة سلاح الشعوب الفعّال، وقد بدأت بالفعل تؤتي ثمارها.
4 - فضح الإعلام المتواطئ:
رفع الصوت ضد الرواية الكاذبة التي تروجها وسائل الإعلام الغربية التي تصور المجازر على أنها "دفاع عن النفس"، وتعمل على تجريم المقاومة.
5 - تفعيل منصات التواصل:
تحويل حسابات الأفراد إلى منصات مقاومة، بنشر الأخبار الموثقة، والصور الحقيقية، والأصوات الغائبة من غزة، وكسر الحظر الرقمي المفروض على المحتوى الفلسطيني.
6- التبرع والدعم المادي والإغاثي:
دعم المؤسسات الموثوقة التي تقدم الإغاثة لأهالي غزة، لا سيما في ظل انهيار النظام الصحي، ونقص الغذاء والماء، وغياب أي خدمات أساسية.
7 - التواصل مع البرلمانات وممثلي الشعوب:
الشعوب الحرة تستطيع الضغط من خلال ممثليها في البرلمانات، ودفعهم لاتخاذ مواقف واضحة من الحرب، والوقوف مع القضية الفلسطينية.
ختاما؛ ليس المطلوب من الشعوب أن تكون جيوشا، بل أن تكون ضميرا حيا لا يسكت.. ليس المطلوب أن نعبر المعابر، بل أن نكسر جدار الصمت، ونحاصر المحتل إعلاميا واقتصاديا، ونفضح شركاءه.. غزة لا تطلب المستحيل، بل تطلب أن يستيقظ الضمير الإنساني فلا تخذلوها.
نقولها من أمام كل سفارات وقنصليات القتل والاحتلال: لن نخاف، لن نصمت، لن نخون.. سنظل مع فلسطين حتى النصر، مع الأقصى حتى التحرير، مع غزة حتى تندحر آلة الإبادة.. وما النصر إلا من عند الله.
والسلام على الشهداء.. المجد للمقاومة.. والحرية لفلسطين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة المقاومة دعم الفلسطيني فلسطين مقاومة غزة دعم ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی أکثر من
إقرأ أيضاً:
الإنفاق العسكري ينهك ميزانية الكيان وعمليات اليمن عامل ضغط
وفقًا لتحليلات صدرت مؤخرًا في صحف الكيان الصهيوني، حذّرت صحيفة هآرتس من أن فجوة العجز في الميزانية ستتسع بشكل مقلق، نتيجة استدعاء قوات الاحتياط، وتمديد فترة التجنيد الإجباري، والارتفاع الحاد في الطلب على الذخائر والمعدات العسكرية.
مصادر صهيونية مطّلعة أفادت للصحيفة ذاتها أن الإنفاق على الحرب بلغ خلال عام 2024 نحو 168.5 مليار شيكل، ما يمثل أكثر من 8.4% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 98.1 مليار شيكل فقط في العام السابق. هذا الارتفاع الهائل في النفقات ترافق مع تراجع في الإيرادات الضريبية، نتيجة الانكماش الاقتصادي بنسبة 1.5%، وانخفاض الصادرات والاستثمارات.
واقع جديد
وزارة المالية في كيان الاحتلال تجد نفسها أمام واقع جديد فرضه استمرار الحرب، يتمثل في عجز مالي يُقدّر بما بين 15 و25 مليار شيكل، أي ما يعادل نحو 4 إلى 7 مليارات دولار، وهو ما قد يدفع الحكومة إلى رفع الضرائب وتقليص الخدمات الاجتماعية، بحسب ما ذكرته هآرتس.
في السياق ذاته، كشفت القناة 12 الصهيونية أن القصف المتكرر الذي تنفذه القوات المسلحة اليمنية بات يشكّل عامل ضغط اقتصادي إضافي، خاصة بعد استهداف مطار بن غوريون، مما تسبّب في تعطل حركة الملاحة وتكبيد كيان الاحتلال خسائر يومية، إلى جانب اضطرار ملايين المستوطنين للالتزام بالملاجئ لفترات طويلة، وتأثر الحياة اليومية والمؤسسات الإنتاجية بشكل مباشر.
خلافات حادة
وعلى خلفية هذه التطورات، شهد اجتماع مشترك بين وزارتي المالية والدفاع توترًا لافتًا، حيث وجّه وزير مالية كيان العدو بتسلئيل سموتريتش انتقادات حادة لضباط جيش الاحتلال، متهمًا إياهم بـ"التصرف من دون شفافية مالية"، وبالإنفاق بشكل غير منضبط. الصحف الإسرائيلية نقلت عن سموتريتش استياءه من غياب التنسيق المالي، ورفضه المطالبات المتزايدة برفع مخصصات وزارة الدفاع.
من جهتها، تدفع المؤسسة العسكرية في كيان الاحتلال باتجاه توسيع الميزانية العسكرية، بدعوى الحاجة إلى تغطية التكاليف المتصاعدة للعمليات في غزة، والتأهب على جبهات أخرى. وتُعد هذه المواجهة بين الوزارتين استمرارًا لسلسلة من الخلافات السابقة، حيث اتهم سموتريتش قيادة جيش الاحتلال في وقت سابق بـ"إخفاء معلومات استراتيجية عن القيادة السياسية".
ركود وعجز
وتُظهر المؤشرات الاقتصادية الأبرز أن العجز الحالي يتغذى من عدة عوامل مترابطة منها تكاليف استدعاء قوات الاحتياط: وتشمل رواتب وتعويضات وتعطّل قطاعات مدنية والإنفاق العسكري المرتفع: خاصة ما يرتبط بتعويضات الحرب وتوريد الذخائر.والركود الاقتصادي الذي أدى إلى تراجع الاستهلاك الداخلي والصادرات، ما قلّل من حجم الإيرادات الضريبية.
في المجمل، يبدو أن التحديات المالية في كيان الاحتلال لم تعد مجرد أرقام حسابية، بل تحوّلت إلى أزمة بنيوية تهدد الاستقرار الاقتصادي في ظل استمرار الحرب، وسط تساؤلات متزايدة في الداخل العبري عن مدى قدرة الحكومة على تحمّل تكلفة العمليات العسكرية طويلة الأمد، خصوصًا في حال استمرار الضغط العسكري من جبهات متعددة.